الرؤية- سارة العبرية

تمثل الزيارة التي من المُقرر أن يقوم بها اليوم فخامة الرئيس الدكتور فرانك فالتر شتاينماير رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية، محطة مهمة في مسار العلاقات العمانية الألمانية، لا سيما فيما يتعلق بجهود تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين، خاصة وأن الاقتصاد الألماني يعد أقوى اقتصاد في دول الاتحاد الأوروبي، ورابع أقوى اقتصاد في العالم.

ويتميز الاقتصاد الألماني بتنوعه البارز وقوته في مختلف القطاعات الصناعية والخدمية، ويعتمد هذا النجاح على توافر مجموعة واسعة من القوى العاملة الموهوبة، مما سمح لألمانيا بأن تصبح رائدة في صناعات مثل السيارات، والآلات، والمواد الكيميائية، والمعدات، والأدوات المنزلية، مُحققة تأثيراً كبيراً في جميع أنحاء العالم.

وأظهرت إحصاءات التجارة الخارجية بين سلطنة عُمان وجمهورية ألمانيا الاتحادية في نهاية عام 2021 أنَّ حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ حوالي 820.1 مليون ريال عُماني. وشهدت الواردات الألمانية إلى سلطنة عُمان ارتفاعًا وصل إلى حوالي 172.9 مليون ريال عماني، بينما بلغ حجم الصادرات العمانية إلى ألمانيا حوالي 28.8 مليون ريال عماني.

وأشارت إحصاءات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد وصل إلى 53.4 مليون ريال عُماني بنهاية مارس 2023. وتمثلت أهم الصادرات العُمانية إلى ألمانيا في المعدات الإلكترونية، وأسماك التونة، والمواد الصيدلانية والطبية، والمعادن، والمواد البلاستيكية، ومنتجات بولي إيثيلين تيريفتالات، والكابلات الكهربائية. في المقابل، تمثلت الواردات الألمانية إلى سلطنة عُمان في الآلات الصناعية والكهربائية، والمواد الكيميائية الصناعية، والمركبات، والمستحضرات الصيدلانية، والبلاستيك.

وحددت أولويات التعاون المشترك بين السلطنة وألمانيا في عدة مجالات، منها تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والبحوث، والسياحة، والرعاية الصحية، والبيئة. وقد شهدت هذه العلاقة توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات التعاون الاقتصادي والصناعي، وتنظيم خدمات النقل الجوي، حيث تعمل سلطنة عمان والاتحاد الأوروبي على إنهاء إجراءات التوقيع النهائي لاتفاقية النقل الجوي الشاملة، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم بين هيئة الطيران المدني والشركة الألمانية للملاحة الجوية.

استثمارات الطاقة

ويُعد الهيدروجين الأخضر من الركائز الأساسية لتحويل الاقتصاد في ألمانيا. وفي عام 2020، وضعت الحكومة الاتحادية الألمانية استراتيجية وطنية للهيدروجين، وفتحت الفرصة للهيدروجين الأخضر لأداء دوره المحوري في تنفيذ مشروع تحول الطاقة. وخلال عام 2023، وافقت الحكومة الاتحادية برئاسة المستشار أولاف شولتس على استمرار وتطوير هذه الاستراتيجية.

وتشمل التعديلات على الاستراتيجية زيادة هدف الإنتاج الطاقي؛ حيث يُتوقع الوصول إلى 10 ميجاواط على الأقل بحلول عام 2030، مقارنة بالهدف السابق البالغ 5 ميجاواط، كما تتضمن التعديلات الجهد لبناء البنية التحتية اللازمة، حيث يجب إكمال شبكة نقل الهيدروجين التمهيدية، بطول يتجاوز 1800 كيلومتر، بحلول عام 2028. وكان وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك أكد أن الاستثمارات في مجال الهيدروجين ليست مجرد استثمارات اقتصادية؛ بل تعتبر استثمارات في مستقبل البلاد، حيث تسهم في حماية البيئة وتوفير فرص عمل للعمالة المؤهلة، مع التأكيد على ضرورة ضمان استدامة إمدادات الطاقة. وأكدت وزيرة البحث العلمي الاتحادية بيتينا شتارك-فاتسينغر أن الهيدروجين يشكل الجزء الأساسي لاستكمال لوحة تحول الطاقة.

وتعد ألمانيا واحدة من الدول الرائدة في مجال الصناعة على مستوى العالم، وتشتهر بتطورها التكنولوجي وجودة منتجاتها، وأسهم قطاع الصناعة التحويلية بنسبة 26.6% من إجمالي القيمة المضافة في ألمانيا في العام 2021. وفي المقابل؛ وصلت الحصة 16.8 في المائة في فرنسا، فيما بلغت 18.4% في الولايات المتحدة الأمريكية و29% في اليابان.

وأدرت الشركات في قطاع الصناعة التحويلية أرباحًا بنحو 2.096 مليار يورو عام 2020، وكان على رأسها قطاع السيارات بقيمة 459 مليار يورو.

وتتسيد أربعة قطاعات رئيسية صناعة ألمانيا، وهي صناعة السيارات، وصناعة الماكينات، والصناعات الكيميائية، والصناعات الكهربائية، كما يحظى اللاعبون العالميون في صناعة السيارات، مثل فولكسفاغن، ودايملر، وبي إم دبليو، بمكانة بارزة في الاقتصاد الألماني؛ حيث تعتبر هذه الشركات الرائدة في صناعة السيارات بأكملها.

وفيما يتعلق بالصناعات الكيميائية، تبرز شركة بي إيه إس إف (BASF) كأكبر مجموعة للصناعات الكيميائية في العالم؛ حيث يعمل لديها عدد كبير من الموظفين يصل إلى 118000 عامل. وفي قطاع الصناعات الكهربائية والماكينات، يعد هذا القطاع الأكبر في ألمانيا؛ حيث يشتغل فيه 1.1 مليون عامل. وتعكس هذه القطاعات الأربعة القوة الاقتصادية الهائلة لألمانيا، حيث يشكل الابتكار والجودة الفائقة سماتًا أساسية في تلك الصناعات، وتعزز مكانة ألمانيا كواحدة من القوى الصناعية البارزة على مستوى العالم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الاقتصاد الألمانی ملیون ریال ع سلطنة ع

إقرأ أيضاً:

مخاطر فرض عقوبات أمريكية على المصارف العراقية الحكومية.. تهديد للاستقرار الاقتصادي - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

كشف المختص في الشأن الاقتصادي الدولي، نوار السعدي، اليوم الاحد (2 شباط 2025)، عن التداعيات الخطيرة لفرض الولايات المتحدة عقوبات على المصارف العراقية الحكومية، مثل مصرف الرافدين، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى اضطرابات واسعة في السوق العراقية.


تأثير العقوبات على الاقتصاد العراقي

وأوضح السعدي في تصريح لـ"بغداد اليوم"، أن العقوبات لن تكون مجرد إجراءات قانونية ضد المؤسسات المالية، بل ستشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار الاقتصادي في العراق، نظرًا للدور الحيوي الذي تلعبه هذه المصارف في تمويل التجارة الخارجية وتوفير السيولة بالدولار الأمريكي للأسواق المحلية.

وأضاف أن العراق يعتمد بشكل أساسي على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات، حيث يتم تسويق النفط بالدولار الأمريكي، وتودع عائدات هذه الصادرات في حسابات مصرفية دولية، ثم تستخدم في تمويل الميزانية العامة، بما في ذلك رواتب الموظفين الحكوميين وتمويل المشاريع. وأي عرقلة لهذه العملية بسبب العقوبات قد تؤدي إلى أزمة نقدية خانقة، وتحدّ من قدرة الحكومة على تحويل الأموال بسهولة، مما ينعكس سلبًا على دورة الاقتصاد الداخلي.


التداعيات على الاستثمار وسعر الصرف

وأشار السعدي إلى أن العقوبات ستؤدي إلى فقدان ثقة المستثمرين الأجانب بالقطاع المصرفي العراقي، مما يجعل من الصعب جذب استثمارات جديدة، وهي ضرورية لتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. كما أن المصارف العراقية قد تواجه صعوبات في التعامل مع البنوك العالمية، مما يعقد عمليات تحويل الأموال ويسبب تأخيرات في المدفوعات الدولية.

وحذر من أن هذه العقوبات قد تدفع الشركات الأجنبية إلى تجنب التعامل مع العراق، مما يؤدي إلى عزلة اقتصادية جزئية. بالإضافة إلى ذلك، فإن سعر الصرف سيتأثر بشكل مباشر، حيث ستزداد المضاربات على الدولار في السوق السوداء بسبب تقييد الوصول إلى العملة الصعبة، مما يرفع قيمته مقابل الدينار العراقي، ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار والتضخم، مما يفاقم الأوضاع الاقتصادية للمواطنين.


انعكاسات سياسية واقتصادية واسعة

وأكد السعدي أن هذه العقوبات قد تدفع الحكومة العراقية إلى البحث عن بدائل مالية جديدة بعيدًا عن النظام المالي الأمريكي، مثل تعزيز التعاون مع دول أخرى كالصين وروسيا، أو اعتماد آليات مالية بديلة. وهو ما قد يغير التوازنات الاقتصادية في المنطقة.

وعلى هذا الأساس، فإن فرض عقوبات أمريكية على المصارف العراقية الحكومية سيؤثر بشكل كبير على استقرار الاقتصاد العراقي، وقد يؤدي إلى تداعيات سياسية واقتصادية معقدة تهدد مسار النمو المالي في البلاد.

مقالات مشابهة

  • وزير الاقتصاد يناقش عمل مكاتب الوزارة وفق برنامج التحفيز الاقتصادي للحكومة وقانون الاستثمار
  • مخاطر فرض عقوبات أمريكية على المصارف العراقية الحكومية.. تهديد للاستقرار الاقتصادي
  • مخاطر فرض عقوبات أمريكية على المصارف العراقية الحكومية.. تهديد للاستقرار الاقتصادي - عاجل
  • بزيادة 7%.. مطار القاهرة يستقبل أكثر من 2.5 مليون راكب خلال يناير
  • ألمانيا ترفض طلب ترامب بزيادة الإنفاق على حلف الناتو
  • "إكسترا نيوز" ترصد آراء مواطنين حول جهود الدولة لدعم الاقتصاد وجذب الاستثمارات
  • تصريحات وزير المالية في الميزان الاقتصادي
  • رضوان: ‏الوضع الاقتصادي في ‌ليبيا ⁩”ممتاز جداً”  
  • «التعليم»: بحث تدريس اللغة الألمانية في مدارس التعليم الفني
  • بحث تدريس اللغة الألمانية في مدارس التعليم الفني