موقع 24:
2024-07-03@17:59:09 GMT

كيف أضحت غزة «مقبرة للصحافيين»؟

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

كيف أضحت غزة «مقبرة للصحافيين»؟

بموازاة الحرب الطاحنة التي تجري في غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ثمة حرب أخرى تُشن بلا هوادة على الصحافيين الميدانيين، وغيرهم، ممن تصدوا لتغطية وقائع الحرب، أو أدلوا بآراء حيال طرفيها.



وفي تلك الحرب التي تستهدف الصحافة وحرية الرأي والتعبير، ترتكب إسرائيل مجموعة من الجرائم، وتتخذ عدداً من الإجراءات التي ترمي إلى تطويع المجال الإعلامي المواكب للحرب، بما يحد من انتقاد السلوك الإسرائيلي ويُعتم على ما يجري في قطاع غزة، ويحرم الجمهور العالمي من متابعة تطوراته.


تشمل هذه الاستهدافات، التي تقف إسرائيل خلف معظمها، قتل صحافيين تابعين لوسائل إعلام مؤسسية مختلفة، أو استهداف أسرهم بالقصف - كما يرد في بعض الشكاوى - فضلاً عن منع إعلاميين من القيام بدورهم في التغطية الميدانية، أو ملاحقة آخرين بداعي ارتباطهم بـ«حماس»، وعلمهم بموعد هجوم «طوفان الأقصى»، فضلاً عن قصف مقار بعض المؤسسات الإعلامية، وقطع «الإنترنت».
ترسم هذه الممارسات والإجراءات مجتمعة صورة كاملة لاستراتيجية إسرائيلية بدت مفاعليها واضحة على الأرض، وهي استراتيجية تعتيم متكاملة الأركان، وجوهرها جعل الصحافة المواكبة لحرب غزة «مهمة خطرة»، بالشكل الذي يجفّف منابعها، ويجعل من ممارستها مغامرة غير مأمونة العواقب.
وفي الأسبوع الماضي، اتهمت منظمة «مراسلون بلا حدود»، إسرائيل، بتحويل غزة إلى «مقبرة للصحافيين»، بعدما أحصت مقتل نحو عشرة منهم خلال ثلاثة أيام فقط.
وحسب الاتحاد الدولي للصحافيين، فإن قتل الصحافيين يجري، للأسف الشديد، بانتظام منذ ثلاثة عقود في بيئات الصراع والاضطراب الأمني المختلفة، حتى إن إجمالي عدد الصحافيين الذين قتلوا بلغ 2721 صحافياً في كل أنحاء العالم، في الفترة من 1991 إلى 2021. لكن الأرقام الأخيرة عن الضحايا من الصحافيين تشير إلى تراجع ملموس في السنوات الأخيرة، حيث لم يتجاوز هذا الرقم 45 صحافياً، في عام 2021، مقابل 65 صحافياً في العام السابق عليه.
يعني هذا أن إسرائيل وحدها استطاعت خلال 49 يوماً من اندلاع معركتها مع «حماس» إسقاط ضحايا بين الصحافيين أكثر مما حدث خلال عام 2021.
ووفق «لجنة حماية الصحافيين»، فقد تأكد مقتل 50 صحافياً وإعلامياً خلال العمليات العسكرية التي تتفاعل منذ 7 أكتوبر الماضي؛ ومن بين هؤلاء الصحافيين 45 صحافياً فلسطينياً على الأقل.
وإضافة إلى ذلك، شنت الحكومة الإسرائيلية حملة منظمة ضد أربعة صحافيين عملوا لصالح وسائل إعلام عالمية كبرى منها «أسوشييتد برس» و«رويترز»، بداعي أنهم «علموا بموعد هجوم عملية (طوفان الأقصى)، ولم يبلغوا السلطات الإسرائيلية».
وعمدت الحكومة الإسرائيلية إلى ملاحقة هؤلاء الصحافيين الأربعة عبر اتهامهم بالمشاركة في هذا الفعل الذي استهدف مستوطنات «غلاف غزة»، خصوصاً بعدما وجدت صورة لأحدهم يتلقى قبلة من القيادي «الحمساوي» يحيى السنوار، ما عدّته دلالة على انتمائه المفترض لـ«حماس».
لقد نفت معظم هذه الوسائل أن أياً من العاملين بها أو المتعاونين معها كان على علم بموعد هجوم «حماس»، كما دافعت عن مواقفها إزاء التغطية، ورغم أن إحدى هذه الوسائل قطعت تعاملها مع المصوّر الذي نُشرت صورته برفقة السنوار، فإن هذا القرار لم يكن كافياً لكي توقف إسرائيل مطالباتها بمحاسبة هؤلاء الصحافيين، واعتبارهم «مشاركين في الجريمة» المفترضة.
يُعد هذا جزءاً من الإجراءات التي سعت من خلالها إسرائيل إلى إدارة المجال الإعلامي المواكب للصراع، عبر الضغط على وسائل الإعلام الدولية، وعلى بعض صحافييها، بغرض «ضبط الرسائل والتحكم فيها بما يخدم الصورة المرجوة».
تعد تلك واحدة من أكثر الخسائر الدموية في صفوف الصحافيين خلال القرن، وقد وقعت بموازاة إجراءات تقييدية استهدفت «خنق الفاعلين الإعلاميين في غزة».
وإضافة إلى ذلك، فقد رصدت المنظمات المعنية عمليات تدمير مبانٍ تُستخدم مقاراً لوسائل إعلام، فضلاً عن قطع «الإنترنت»، وفرض الرقابة.
سيمكن لإسرائيل أن تمضي قدماً في سياساتها الرامية لفرض العتمة في القطاع، بينما تواصل عملياتها العسكرية، التي باتت تثير انتقادات واسعة على الصعيد العالمي، وسيمكن أيضاً أن تفلت من العقاب كما حدث في مرات عديدة سابقة.
لكن التغيرات التي طرأت على البيئة الاتصالية العالمية لن تكون مواتية لسياسة التعتيم الإسرائيلية، لأن ناشطي وسائط «التواصل الاجتماعي»، وبعض المؤثرين عبرها، يواصلون عملهم في نقل ما يحدث و«ما لا يحدث» في القطاع.
ضرب الصحافة المؤسسية عبر قتل الصحافيين وطردهم وتقييد عملهم ليس حلاً، لأن الرسائل تصل عبر الوسائط الجديدة، لكنها ترد من دون التدقيق والضبط والقابلية للمحاسبة، التي ما زالت تُميز الوسط الصحافي المؤسسي، خصوصاً في أوقات الصراع.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

مركز حماية الصحفيين يطالب بوقف المقتلة الإسرائيلية المستمرة للصحافيين في غزة

غزة - صفا

نعى مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين، يوم الثلاثاء، الصحفي محمد محمود أبو شريعة والذي استشهد متأثرً بإصابته بجراح خطيرة في الرأس في غارة إسرائيلية على قطاع غزة قبل أيام.

وأشاد مركز حماية الصحفيين، في تصريح وصل وكالة "صفا"، بشجاعة وبسالة الصحفي أبو شريعة الذي كان يتولى مسؤولية قسم التحرير في وكالة "شمس نيوز الإخبارية" المحلية، وجميع زملائه الصحفيين العاملين في قطاع غزة لتغطية جرائم الحرب الإسرائيلية بحق المدنيين على الرغم من حملة الاستهداف الممنهج لهم والصعوبات البالغة التي يعانوها

وأكد مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين على ضرورة وقف المقتلة المستمرة للصحفيين في قطاع غزة وضمان قدرة المصابين منهم والذين يحتاجون إلى العلاج الطبي وإعادة التأهيل على مغادرة قطاع غزة لتلقيه وضمان حقهم في العودة.

وشدد على أن ممارسات "إسرائيل" في استهداف الصحفيين ومنع تنقلهم وحرمانهم من حقهم في العلاج وتلقي الرعاية الصحية المناسبة، هو استمرار لعدوانها المستمر على المؤسسات الاعلامية الفلسطينية من قصف وتدمير وقتل واعتقال للصحفيين في محاولة لإخراس صوت الحقيقة، وذلك في وقت تواصل منع بعثات الصحافة الأجنبية من دخول غزة منذ بداية الحرب.

ودعا مركز حماية الصحفيين على حشد الجهود الدولية الرامية إلى إيصال صوت الصحفيين الفلسطينيين وضمان سرعة التحرك للوقوف إلى جانبهم في ظل تصاعد استهدافهم وتدمير مقرات عملهم وحرمانهم من المعدات اللازمة لمواصلة التغطية الإعلامية.

وأعرب المركز عن رفضه تعرض الصحافيين في قطاع غزة لحملات تشويه وتحريض من قبل جيش الاحتلال في محاولة لتبرير استهدافهم، مشددّا على أنهم يقومون بواجبهم الإعلامي في إيصال الحقائق ونقل صوت شعبهم إلى المحافل الدولية.

وذكر المركز بأن القانون الدولي لحقوق الإنسان يعترف بحرية التعبير كحق أساسي من حقوق الإنسان، وهو حق أساسي لكرامة الإنسان. وبموجب المادة 19 من "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية"، يحق للجميع التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين.

وينص القانون الدولي الإنساني على أن الصحفيين المدنيين الذين يؤدون مهماتهم في النزاعات المسلحة يجب احترامهم وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد، ويؤمن للصحفيين المدنيين الحماية نفسها المكفولة للمدنيين طالما أنهم لا يشاركون مباشرة في الأعمال العدائية.

وأكد مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين على وجوب وضع حد للمسلسل الإسرائيلي المتكرر باستهداف الصحفيين الفلسطينيين في إطار الحرب المستمرة على قطاع غزة التي تقترب من دخول شهرها العاشر.

وينبه بهذا الصدد إلى قتل "إسرائيل" عشرات الصحفيين الفلسطينيين منذ بداية الحرب في حصيلة تعد الأكثر دموية في التاريخ الحديث، علمًا أن المركز يعمل على تقديم توثيق شامل للضحايا من الصحفيين ورفعه للجهات الدولية ذات العلاقة.

وقال رئيس مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين الإعلامي أشرف المشهراوي، "إن المركز بصدد تنظيم حملة واسعة النطاق لفضح الجرائم الإسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين وعرضها في مختلف المحافل من أجل حشد مواقف دولية داعمة لهم ولوقف الجرائم بحقهم وإلزام السلطات الإسرائيلية بتوفير الحماية لهم ولعملهم".

وطالب المشهراوي بتحقيق دولي شامل ومستقل في عمليات القتل والإصابة والاعتقال والتهديد التي تعرض لها ولا يزال الصحفيون الفلسطينيون، وتدمير مكاتب وسائل الإعلام في غزة طوال الحرب الإسرائيلية المستمرة، وضمان تقديم التعويضات اللازمة للضحايا ومحاسبة المسئولين عن هذه الجرائم وتقديمهم للقضاء.

مقالات مشابهة

  • اعتقد بوجود مقبرة أثرية أسفل عقار.. المشدد 7 سنوات لمتهم بالتنقيب في الزيتون
  • من يجبر نتنياهو على وقف الحرب؟
  • افتتح مشروع مياه في باب المندب.. طارق صالح: اليمن مقبرة المشروع الإيراني
  • مركز حماية الصحفيين يطالب بوقف المقتلة الإسرائيلية المستمرة للصحافيين في غزة
  • منظمة الصحافيين الجزائريين تندد بظهور أشخاص يدعون زورا وبهتانا الانتماء لمهنة الصحافة
  • قرارات حوثية خطيرة منها توجية إتهامات جديدة للصحافيين وطلاب الإنجليزية والمبتعَثين بالجاسوسية
  • أبرز الوجهات التي يفرّ إليها الإسرائيليون منذ بداية الحرب علي غزة
  • «الصحفيين العرب»: إنشاء منصة رقمية عالمية لفضح الجرائم الإسرائيلية في فلسطين
  • خلاف بين بغداد وأربيل يؤخر فتح مقبرة جماعية للإيزيديين بسنجار 9 سنوات
  • "الصحفيين العرب" يعقد اجتماع الأمانة العامة للاتحاد في بغداد