من روسيا إلى غزة: جذور المأساة الفلسطينية
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
بمناسبة ما يجري الآن في الأراضي الفلسطينية وخصوصاً العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، عدت إلى أوراق بحثية وكتابات قديمة مر على بعضها عقدان أو ثلاثة، تعالج وتبحث الجذور البعيدة للصراع حول فلسطين، وتحديداً صلة التاريخ اليهودي حول العالم بالسعي منذ نهاية القرن التاسع عشر لأن يكون هذا البلد هو «أرض المعاد»، التي يجب أن تكون هي الوطن القومي لكل يهود العالم.
والملفت في استعراض الملامح والمراحل الرئيسة في التاريخ اليهودي العالمي، أن ذلك الاختيار لفلسطين ومن بعده كل تلك العقود الطويلة من الصراع الدموي حولها، تكمن جذوره البعيدة في روسيا القيصرية والمناطق التابعة لها.
وقد اختلفت مدارس تاريخية كثيرة حول بدايات وجود اليهود في روسيا، وأسبابه ومساراته، إلا أنها تجمع على مروره بمراحل مختلفة، حملت على تنوعها وجهين متناقضين ومتكاملين في الوقت نفسه: الأول هو ولادة واستمرار وجود مشاعر عداء عميقة لليهود في المجتمع الروسي المسيحي أصبحت تسمى فيما بعد «معاداة السامية»، والآخر هو استمرار اليهود في لعب أدوار مركزية في المجتمع والدولة الروسيين سواء كانت مالية واقتصادية أو سياسية على الرغم من قلة عددهم بالقياس للسكان الروس المسيحيين الأرثوذكس.
في ظل هذين الوجهين، نمت جذور عزلة انعزال اليهود بداخل روسيا وعداء السكان المحليين لهم، بسبب وضعهم المتميز كتجار ووسطاء ما بين روسيا وبين دول الشرق ودول الغرب الأوروبي. وقد زاد من هذه العزلة المحاولات العديدة التي قامت بها النخب اليهودية لتهويد بعض من حكام روسيا ونبلائها، وتحويلهم عن المذهب المسيحي الأرثوذكسي، مما ولد ردود فعل عنيفة من الكنيسة الروسية وفي أوساط الفلاحين والنبلاء الروس، زاد منها الدور الاحتكاري المالي والتجاري لليهود، والذي لم تنج منه أي من الطبقتين.
وأتى موقف اليهود في بدايات القرن السادس عشر المؤيد لمملكة بولندا في حربها ضد روسيا التي كانوا يسكنون أرضها، لتضاف إلى التراكمات السابقة وتخلق موجة هائلة من العداء والاضطهاد الشعبي والحكومي للوجود اليهودي في الأراضي الروسية كلها.
وكان مجيء القيصر بطرس الأكبر للحكم عام 1682 بداية لمرحلة جديدة من تحسن وازدهار أوضاع اليهود الروس، حيث كان هو المؤسس الحقيقي للتوجه نحو الغرب الأوروبي في المجتمع الروسي. ولعب رأس المال اليهودي دوراً مهماً في تشجيع ومساندة هذا السعي نحو «أوربة» روسيا، ما ترتب عليه تخفيف كثير من القيود التي كانت مفروضة عليهم في روسيا والاستعانة بكثير منهم كمستشارين ـ وخاصة ماليين ـ في حاشية القيصر.
وما لبثت أن أدت سيطرة اليهود السياسية والمالية على سياسات الإمبراطورية الروسية إلى عودة الصدام من جديد معهم، وليتخذ القياصرة التالون الرافضون للتوجه الأوروبي الغربي قرارات عديدة بالتضييق عليهم، ومنعهم من دخول الأراضي الروسية وبقائهم فقط في مستوطنات خاصة بهم في الأقاليم المحيطة بها.
وأتت الأحداث الجسام التي شهدها عهد القيصر ألكسندر الثاني في النصف الثاني من القرن 19 لتكون هي المفجر المباشر لما سمي فيما بعد بالمسألة اليهودية ونشأة الصهيونية فكراً وحركة. فعلى الرغم من التسامح غير المسبوق لهذا القيصر مع اليهود وإلغائه معظم الإجراءات التعسفية التي طالتهم في عهود أسلافه، فإن هذا لم يمنع من مشاركة عدد منهم في اغتياله عام 1881.
وترتب على ذلك الاغتيال والعودة إلى الروح القومية الروسية، أن اندلعت موجة ضخمة من الانتقام الشعبي والحكومي من اليهود الروس، شملت عشرات من المذابح لهم وصل ضحاياها إلى عشرات الآلاف.
في هذا المناخ المضطرب خرجت إلى الوجود أهم ظاهرتين في التاريخ اليهودي الروسي والعالمي، أي الهجرة الكثيفة لليهود من الأراضي الروسية، وظهور الصهيونية كحل مقترح للمشكلة اليهودية. وبذلك يوضح إمعان النظر، أن كل ما جرى بعد ذلك ـ ولا يزال ـ من مآس للشعب الفلسطيني تقع جذوره الحقيقية في الأراضي الروسية البعيدة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الأراضی الروسیة
إقرأ أيضاً:
حسن أبو الروس يحتفل بعيد الحب في كواليس «شباب إمراة» بهذه الطريقة
كشف الفنان حسن أبو الروس، عبر حسابه الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام» عن احتفاله بعيد الحب على طريقته الخاصة في كواليس تصوير مشاهد مسلسل «شباب امرأة» خلال الساعات القليلة الماضية، والذي من المفترض انطلاقته خلال موسم دراما مسلسلات رمضان 2025.
وشارك حسن أبو الروس، عبر حسابه على «إنستجرام» عددا من اللقطات المصورة ضمن كواليس مسلسل «شباب امرأة» التي ظهر بها رفقة الفنانة غادة عبد الرازق، معلقا عليها قائلا: «عيد حب سعيد».
View this post on InstagramA post shared by Hassan Abouelrouss (@hassanabouelrouss)
وكشف حسن أبو الروس في تصريحات لـ«الأسبوع» تفاصيل شخصيته بمسلسل «شباب امرأة»، قائلًا إنه يجسد شخصية مغني مهرجانات ونباتشي أفراح يتمتع بحس فكاهي عالي، مشير إلى أنه على الرغم من قلة دخله إلا أنه حريص على العناية بمظهره الخارجي فتجده دائما متألق ولامع مثل المشاهير.
أبطال مسلسل «شباب امرأة»مسلسل «شباب امرأة» من بطولة الفنانة غادة عبد الرازق ويشاركها البطولة عدد من الفنانين أبرزهم: محمد محمود، رانيا منصور، احمد فتحي، محمود حافظ، چوري بكر، حسن أبو الروس، داليا شوقي، و يوسف عمر، وهو من تأليف محمد سليمان عبد الملك، وإخراج أحمد حسن.
أحداث مسلسل «شباب امرأة»أحداث المسلسل مأخوذة من فيلم «شباب امرأة» بطولة النجمة تحية كاريوكا، والذي دار حول أم ريفية تبيع بقرتها الوحيدة من أجل إلحاق ابنها إمام، بكلية دار العلوم، وعندما يصل إمام إلى القاهرة يستأجر غرفة بمنطقة القلعة من امرأة متسلطة تُدعى شفاعات، تُفتن بشبابه وحيويته وتستدرجه إلى علاقة عاطفية معها، ونتيجة لهذا يتعثر في دراسته وتتدهور صحته، وتتوالى الأحداث.
اقرأ أيضاًمسلسلات رمضان 2025.. حسن أبو الروس يكشف تفاصيل شخصيته في «قهوة المحطة»
5 ملايين دولار مش أمريكاني.. حسن أبو الروس يكشف عن الفائز بمسابقته بهذه الطريقة «صورة»
مسلسلات رمضان 2025.. أكرم حسني يسقط بالطائرة في برومو «الكابتن» (فيديو)