موقع 24:
2025-01-31@03:30:12 GMT

من روسيا إلى غزة: جذور المأساة الفلسطينية

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

من روسيا إلى غزة: جذور المأساة الفلسطينية

بمناسبة ما يجري الآن في الأراضي الفلسطينية وخصوصاً العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، عدت إلى أوراق بحثية وكتابات قديمة مر على بعضها عقدان أو ثلاثة، تعالج وتبحث الجذور البعيدة للصراع حول فلسطين، وتحديداً صلة التاريخ اليهودي حول العالم بالسعي منذ نهاية القرن التاسع عشر لأن يكون هذا البلد هو «أرض المعاد»، التي يجب أن تكون هي الوطن القومي لكل يهود العالم.



والملفت في استعراض الملامح والمراحل الرئيسة في التاريخ اليهودي العالمي، أن ذلك الاختيار لفلسطين ومن بعده كل تلك العقود الطويلة من الصراع الدموي حولها، تكمن جذوره البعيدة في روسيا القيصرية والمناطق التابعة لها.
وقد اختلفت مدارس تاريخية كثيرة حول بدايات وجود اليهود في روسيا، وأسبابه ومساراته، إلا أنها تجمع على مروره بمراحل مختلفة، حملت على تنوعها وجهين متناقضين ومتكاملين في الوقت نفسه: الأول هو ولادة واستمرار وجود مشاعر عداء عميقة لليهود في المجتمع الروسي المسيحي أصبحت تسمى فيما بعد «معاداة السامية»، والآخر هو استمرار اليهود في لعب أدوار مركزية في المجتمع والدولة الروسيين سواء كانت مالية واقتصادية أو سياسية على الرغم من قلة عددهم بالقياس للسكان الروس المسيحيين الأرثوذكس.
في ظل هذين الوجهين، نمت جذور عزلة انعزال اليهود بداخل روسيا وعداء السكان المحليين لهم، بسبب وضعهم المتميز كتجار ووسطاء ما بين روسيا وبين دول الشرق ودول الغرب الأوروبي. وقد زاد من هذه العزلة المحاولات العديدة التي قامت بها النخب اليهودية لتهويد بعض من حكام روسيا ونبلائها، وتحويلهم عن المذهب المسيحي الأرثوذكسي، مما ولد ردود فعل عنيفة من الكنيسة الروسية وفي أوساط الفلاحين والنبلاء الروس، زاد منها الدور الاحتكاري المالي والتجاري لليهود، والذي لم تنج منه أي من الطبقتين.
وأتى موقف اليهود في بدايات القرن السادس عشر المؤيد لمملكة بولندا في حربها ضد روسيا التي كانوا يسكنون أرضها، لتضاف إلى التراكمات السابقة وتخلق موجة هائلة من العداء والاضطهاد الشعبي والحكومي للوجود اليهودي في الأراضي الروسية كلها.
وكان مجيء القيصر بطرس الأكبر للحكم عام 1682 بداية لمرحلة جديدة من تحسن وازدهار أوضاع اليهود الروس، حيث كان هو المؤسس الحقيقي للتوجه نحو الغرب الأوروبي في المجتمع الروسي. ولعب رأس المال اليهودي دوراً مهماً في تشجيع ومساندة هذا السعي نحو «أوربة» روسيا، ما ترتب عليه تخفيف كثير من القيود التي كانت مفروضة عليهم في روسيا والاستعانة بكثير منهم كمستشارين ـ وخاصة ماليين ـ في حاشية القيصر.
وما لبثت أن أدت سيطرة اليهود السياسية والمالية على سياسات الإمبراطورية الروسية إلى عودة الصدام من جديد معهم، وليتخذ القياصرة التالون الرافضون للتوجه الأوروبي الغربي قرارات عديدة بالتضييق عليهم، ومنعهم من دخول الأراضي الروسية وبقائهم فقط في مستوطنات خاصة بهم في الأقاليم المحيطة بها.
وأتت الأحداث الجسام التي شهدها عهد القيصر ألكسندر الثاني في النصف الثاني من القرن 19 لتكون هي المفجر المباشر لما سمي فيما بعد بالمسألة اليهودية ونشأة الصهيونية فكراً وحركة. فعلى الرغم من التسامح غير المسبوق لهذا القيصر مع اليهود وإلغائه معظم الإجراءات التعسفية التي طالتهم في عهود أسلافه، فإن هذا لم يمنع من مشاركة عدد منهم في اغتياله عام 1881.
وترتب على ذلك الاغتيال والعودة إلى الروح القومية الروسية، أن اندلعت موجة ضخمة من الانتقام الشعبي والحكومي من اليهود الروس، شملت عشرات من المذابح لهم وصل ضحاياها إلى عشرات الآلاف.
في هذا المناخ المضطرب خرجت إلى الوجود أهم ظاهرتين في التاريخ اليهودي الروسي والعالمي، أي الهجرة الكثيفة لليهود من الأراضي الروسية، وظهور الصهيونية كحل مقترح للمشكلة اليهودية. وبذلك يوضح إمعان النظر، أن كل ما جرى بعد ذلك ـ ولا يزال ـ من مآس للشعب الفلسطيني تقع جذوره الحقيقية في الأراضي الروسية البعيدة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الأراضی الروسیة

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفلسطينية تشكر الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي رفضت مخططات التهجير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعربت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين، عن شكرها للدول والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية والأممية التي رفضت مخططات تهجير الشعب الفلسطيني عن أرض وطنه، ورحبت بمواقفها الرافضة لجميع أشكال التهجير القسري.

وحثت في بيان لها، اليوم الثلاثاء، الدول الأخرى على سرعة إصدار مواقف علنية واضحة ترفض تهجير أبناء الشعب الفلسطيني، انسجامًا مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

وأكدت الخارجية مجددًا رفضها المطلق لسياسة التهجير، واعتبرتها شكلًا بشعًا من أشكال التطهير العرقي، التي تندرج في إطار محاولات خلق حالة من الفوضى السياسية والأمنية في ساحة الصراع، وضرب أمن المنطقة والعالم واستقرارهما، مشددة على أن المطلوب هو الشروع الفوري في ترتيبات دولية وملزمة، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين تنفيذاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اعتمد الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: الأونروا تواصل عملها في سائر الأراضي الفلسطينية
  • أوكرانيا تضرب منشأة نووية ومصفاة للنفط في عمق الأراضي الروسية
  • استدرجتها للغسالة..برازيلية تقتل ابنة زوجها
  • وزير الزراعة يبحث مع هيئة الموارد المائية واستصلاح الأراضي ‏الصلاحيات والمشكلات التي تعترض العمل ‏
  • سيظل الإرهاب يهددنا ما لم نعالج جذور الغضب العدمي
  • عاجل| الأونروا: عملنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة سيتعطل بسبب الحظر الإسرائيلي لأنشطتنا
  • الخارجية الفلسطينية تشكر الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي رفضت مخططات التهجير
  • عضو بـ«النواب»: مصر ثابتة على مواقفها الرافضة لتفريغ الأراضي الفلسطينية من شعبها
  • شاحنات قافلة صندوق تحيا مصر تعبر إلى الأراضي الفلسطينية عبر رفح.. صور
  • مسؤولة: الروس الذين انتقلوا إلى إسرائيل يعودون إلى روسيا