موقع 24:
2024-06-30@02:43:27 GMT

من روسيا إلى غزة: جذور المأساة الفلسطينية

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

من روسيا إلى غزة: جذور المأساة الفلسطينية

بمناسبة ما يجري الآن في الأراضي الفلسطينية وخصوصاً العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، عدت إلى أوراق بحثية وكتابات قديمة مر على بعضها عقدان أو ثلاثة، تعالج وتبحث الجذور البعيدة للصراع حول فلسطين، وتحديداً صلة التاريخ اليهودي حول العالم بالسعي منذ نهاية القرن التاسع عشر لأن يكون هذا البلد هو «أرض المعاد»، التي يجب أن تكون هي الوطن القومي لكل يهود العالم.



والملفت في استعراض الملامح والمراحل الرئيسة في التاريخ اليهودي العالمي، أن ذلك الاختيار لفلسطين ومن بعده كل تلك العقود الطويلة من الصراع الدموي حولها، تكمن جذوره البعيدة في روسيا القيصرية والمناطق التابعة لها.
وقد اختلفت مدارس تاريخية كثيرة حول بدايات وجود اليهود في روسيا، وأسبابه ومساراته، إلا أنها تجمع على مروره بمراحل مختلفة، حملت على تنوعها وجهين متناقضين ومتكاملين في الوقت نفسه: الأول هو ولادة واستمرار وجود مشاعر عداء عميقة لليهود في المجتمع الروسي المسيحي أصبحت تسمى فيما بعد «معاداة السامية»، والآخر هو استمرار اليهود في لعب أدوار مركزية في المجتمع والدولة الروسيين سواء كانت مالية واقتصادية أو سياسية على الرغم من قلة عددهم بالقياس للسكان الروس المسيحيين الأرثوذكس.
في ظل هذين الوجهين، نمت جذور عزلة انعزال اليهود بداخل روسيا وعداء السكان المحليين لهم، بسبب وضعهم المتميز كتجار ووسطاء ما بين روسيا وبين دول الشرق ودول الغرب الأوروبي. وقد زاد من هذه العزلة المحاولات العديدة التي قامت بها النخب اليهودية لتهويد بعض من حكام روسيا ونبلائها، وتحويلهم عن المذهب المسيحي الأرثوذكسي، مما ولد ردود فعل عنيفة من الكنيسة الروسية وفي أوساط الفلاحين والنبلاء الروس، زاد منها الدور الاحتكاري المالي والتجاري لليهود، والذي لم تنج منه أي من الطبقتين.
وأتى موقف اليهود في بدايات القرن السادس عشر المؤيد لمملكة بولندا في حربها ضد روسيا التي كانوا يسكنون أرضها، لتضاف إلى التراكمات السابقة وتخلق موجة هائلة من العداء والاضطهاد الشعبي والحكومي للوجود اليهودي في الأراضي الروسية كلها.
وكان مجيء القيصر بطرس الأكبر للحكم عام 1682 بداية لمرحلة جديدة من تحسن وازدهار أوضاع اليهود الروس، حيث كان هو المؤسس الحقيقي للتوجه نحو الغرب الأوروبي في المجتمع الروسي. ولعب رأس المال اليهودي دوراً مهماً في تشجيع ومساندة هذا السعي نحو «أوربة» روسيا، ما ترتب عليه تخفيف كثير من القيود التي كانت مفروضة عليهم في روسيا والاستعانة بكثير منهم كمستشارين ـ وخاصة ماليين ـ في حاشية القيصر.
وما لبثت أن أدت سيطرة اليهود السياسية والمالية على سياسات الإمبراطورية الروسية إلى عودة الصدام من جديد معهم، وليتخذ القياصرة التالون الرافضون للتوجه الأوروبي الغربي قرارات عديدة بالتضييق عليهم، ومنعهم من دخول الأراضي الروسية وبقائهم فقط في مستوطنات خاصة بهم في الأقاليم المحيطة بها.
وأتت الأحداث الجسام التي شهدها عهد القيصر ألكسندر الثاني في النصف الثاني من القرن 19 لتكون هي المفجر المباشر لما سمي فيما بعد بالمسألة اليهودية ونشأة الصهيونية فكراً وحركة. فعلى الرغم من التسامح غير المسبوق لهذا القيصر مع اليهود وإلغائه معظم الإجراءات التعسفية التي طالتهم في عهود أسلافه، فإن هذا لم يمنع من مشاركة عدد منهم في اغتياله عام 1881.
وترتب على ذلك الاغتيال والعودة إلى الروح القومية الروسية، أن اندلعت موجة ضخمة من الانتقام الشعبي والحكومي من اليهود الروس، شملت عشرات من المذابح لهم وصل ضحاياها إلى عشرات الآلاف.
في هذا المناخ المضطرب خرجت إلى الوجود أهم ظاهرتين في التاريخ اليهودي الروسي والعالمي، أي الهجرة الكثيفة لليهود من الأراضي الروسية، وظهور الصهيونية كحل مقترح للمشكلة اليهودية. وبذلك يوضح إمعان النظر، أن كل ما جرى بعد ذلك ـ ولا يزال ـ من مآس للشعب الفلسطيني تقع جذوره الحقيقية في الأراضي الروسية البعيدة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الأراضی الروسیة

إقرأ أيضاً:

أبو مرزوق للجزيرة نت: دور روسيا سيختلف إذا توسعت الحرب والسلطة تُفشل المصالحة

موسكو- قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) موسى أبو مرزوق، إن روسيا ستكون حاضرة في حال توسع نطاق الحرب في غزة ليشمل جبهات أخرى لأن لها حلفاء في المنطقة، خاصة إيران، وستكون لها أدوار أخرى غير تلك التي تقوم بها في الوقت الحاضر.

واتهم أبو مرزوق، في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت في موسكو، السلطة الفلسطينية بعدم استثمار ما وصفها بالمكتسبات التي تحققت بفعل حرب غزة، و"بتعطيل المصالحة الوطنية ومواصلة التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي".

ويزور أبو مرزوق روسيا، وفق بيان لحركة حماس لم يحدد تفاصيل الزيارة ومدتها.

وفيما يلي نص الحوار:

موسى أبو مرزوق (يمين) مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف (وسط) (الصحافة الروسية) ما أسباب زيارتكم موسكو، وهي الرابعة منذ أحداث 7 أكتوبر، وما الملفات التي بحثتموها مع الجانب الروسي؟

الحراك السياسي والدبلوماسي مسألة لا تنقطع خصوصا مع دولة بوزن روسيا، عضو في مجلس الأمن الدولي وذات حضور قوي على المستوى العالمي.

وعلى سبيل المثال، فإن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لا يكاد يغيب عن المنطقة. هناك حرب دائرة ومتغيرات هائلة، ما يقتضي التشاور على كل المستويات، لا سيما أن حماس والمقاومة الفلسطينية هما طرف أساسي في الحرب. وفي المقابل، تُعد إسرائيل كواجهة وأداة.

لكن الصراع الحقيقي هو مع الولايات المتحدة التي تمد تل أبيب بالسلاح وتحميها في المحافل الدولية ومن العقوبات.

بالتالي، لا بد من وجود دولة بحجم روسيا، تقف إلى جوارك، كي لا تستفرد الولايات المتحدة، ليس فقط بمنطقة الشرق الأوسط بل وبالساحة الدولية.

إلى جانب ضرورة دوام المشاورات لتقييم الأوضاع. الدعوة وُجهت إلينا أيضا لسبب موضوعي يرتبط بحراك إسرائيل الدبلوماسي النشط في الآونة الأخيرة لصرف النظر عن مركزية التفاوض حول الورقة التي تم إقرارها في مجلس الأمن، وتحاول أن تشتت الانتباه وتفصل مسارات التفاوض.

وقد حضر وفد سياسي وعسكري إسرائيلي كبير إلى موسكو، وقدم عرضا بوقف إطلاق نار مؤقت وإطلاق سراح الأسرى الروس لدى حماس، والذين يحملون جنسية مزدوجة. بالتالي كان لا بد من سؤال الجانب الروسي حول هذا الموضوع، وهذا أحد الأسباب التي استدعت الحوار مع الأصدقاء الروس.

وقد أوضحنا لهم الموقف بجلاء، وهو أنه ليس هناك من مجال سوى تطبيق قرار مجلس الأمن الذي أُقر في المرحلة الأخيرة، ووقف إطلاق دائم للنار ووقف العدوان، وإغاثة الشعب الفلسطيني والبدء بإعاة الإعمار وكسر الحصار، وهو ما يمكن أن يفضي لصفقة تبادل للأسرى من كلا الجانبين.

ما طبيعة وحدود الدور الذي تأملون أن تلعبه روسيا في ملف حرب غزة وبالمنطقة والجبهات المفتوحة مع إسرائيل؟

الدور السياسي لروسيا محل تقدير عندنا، وموقفها تجاه الشعب الفلسطيني واضح وجلي منذ سنوات طويلة وهم يؤيدون حقه في إقامة دولته وتقرير مصيره، والآن يقدمون مساعدات مدنية.

أما على المستوى العسكري، فالمقاومة تصنّع سلاحها وتقاوم العدو بنفسها. أما إذا توسعت المعركة، ستكون روسيا حاضرة بقوة لأنه سيكون لها حلفاء في المنطقة. فلموسكو وجود في سوريا وتربطها علاقات متميزة مع إيران، وبالتالي ستكون لروسيا أدوار أخرى غير التي تقوم بها في الوقت الحاضر، وحينها سيكون لكل حادث حديث.

أين وصل ملف المفاوضات بخصوص التهدئة أو الوقف النهائي لإطلاق النار؟ وما الذي يجبر نتنياهو على قبول شروط المقاومة الفلسطينية؟

هناك 3 عوامل ستجبر نتنياهو على وقف عدوانه وخروجه من الحلبة السياسية:

العامل الأول: هو صمود الشعب الفلسطيني وصمود المقاومة وفعاليتها في مواجهة الجيش الاسرائيلي وقدرتها على إفشال كل مخططات الاحتلال وأهدافه. العامل الثاني: يتمثل في أن الولايات المتحدة الآن في أضعف حالاتها بوقت الانتخابات، ولذلك قد تكون مترددة في إجبار نتنياهو على وقف العدوان. العامل الثالث: يرتبط بالوضع الداخلي والانقسام السياسي الحاد داخل إسرائيل سواء بين الجمهور ونتنياهو، وبين الجيش ونتنياهو، مما دفعه إلى إلغاء مجلس الحرب، فضلا عن عدم استقرار الأوضاع في تل أبيب في نواح كثيرة، وهو ما سيجبره في نهاية المطاف على وقف العدوان.

يجب أن نضيف أيضا العامل المتعلق بتحول إسرائيل إلى دولة منبوذة ومكروهة لا يحترمها أحد، تنتهك القوانين الدولية والإنسانية، صدر بحق قاداتها مذكرات اعتقال وملاحقة من محكمتي الجنايات الدولية والعدل الدولية، فضلا عن أن محاكم محلية كثيرة ترفع قضايا ضد إسرائيل.

ما تقييمكم لحقيقة الخلاف بين إدارة الرئيس الأميركي بايدن ونتنياهو، وهل من الوارد أن تعمل واشنطن على إسقاط حكومته أو تملك الأدوات اللازمة لفعل ذلك في ظل تماسك تحالفه؟

سياسة واشنطن الآن تكمن في عزل أمن إسرائيل عن مستقبل نتنياهو، وهي تعتبر أنه لا يعمل لصالح تل أبيب بل لأهداف سياسية. لكنها ملتزمة بأمن إسرائيل.

نتنياهو يحاول مواجهة هذه الضغوط، خاصة في فترة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، باللعب على حاجة الإدارة الأميركية إلى الأموال اليهودية، إضافة إلى أنه يملك أغلبية مريحة في الكنيست مممثلة بالتيار الصهيوني المتدين.

كما أن ما يضعف من تأثير الإدارة الأميركية على تل أبيب هو موقف الكونغرس المنحاز بشكل كبير جدا لإسرائيل.

ما المكاسب الحقيقية التي ستجنيها القضية الفلسطينية جراء "طوفان الأقصى"، بعيدا عن أهمية خسارة إسرائيل سياسيا وأخلاقيا على مستوى العالم؟

بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كسبت القضية الفلسطينية تأييدا واسعا جدا، لا سيما فيما يخص حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإنشاء دولتهم المستقلة.

إلى حد الآن، اعترفت 144 دولة تقريبا بهذا الحق، فضلا عن التأييد الشعبي الهائل في أوروبا، بما في ذلك اليهود غير الصهاينة، وكذلك انضمام دول جديدة إلى الدعوات ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية. هذا نتيجة صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري في قطاع غزة الذي يُعبر عن صلابته وتمسكه بحقوقه ورفضه التهجير.

كما أن مكانة إسرائيل لم تعد كما كانت، إذ أصبحت غير قادرة على حماية أنظمة في المنطقة، بل لا تستطيع أن تدافع عن نفسها إلى جانب دول أخرى تقيم معها تحالفات عسكرية وأمنية.

لكن المشكلة الأساسية ليست في المقاومة ولا في الموقف العربي أو الدولي، بل في أنه لدينا سلطة فلسطينية عاجزة وفاسدة، وقد جاءت كل هذه المكتسبات وهي خامدة، لا تقوم بأي حراك سواء على مستوى وحدة الشعب الفلسطيني، أو جني المكاسب الهائلة للقضية الفلسطينية، ولا على مستوى الإنجاز الذي حققته المقاومة.

لن يكون من الممكن استثمار هذه المكاسب إلا بتغيير هذه السلطة وإزاحتها من طريق الشعب الفلسطيني، فهي لم تعد صالحة لتمثيل الشعب والتعبير عن آماله.

هل أدت ظروف المعارك الحالية بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل لتراجع الاهتمام بملف المصالحة الوطنية، لا سيما أن لروسيا دورا واضحا في الوساطة ورعاية حوار الفصائل؟

موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وموقف حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) لم يعد مقررا مستقبلهم الشخصي ولا مستقبل السلطة ولا مستقبل الوضع الفلسطيني. للأسف الشديد، موقفهم مرهون بدول في المنطقة وبالولايات المتحدة وإسرائيل، وبالتالي هو موقف غير مستقل ولا يخدم الشعب الفلسطيني.

لذلك، كل محاولات المصالحة أفشلها أبو مازن بطريقة أو بأخرى، عندما كنا في موسكو واجتمعنا 14 فصيلا فلسطينيا واتفقنا وأصدرنا بيانا، وذلك في أول اجتماع بعد اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وكان من المفترض أن يكون الاجتماع التالي أيضا في موسكو بين حركتي فتح وحماس، لتحديد معالم المرحلة المقبلة حول الحكومة الفلسطينية ومنظمة التحرير والدولة الفلسطينية والمشروع الوطني الذي نسعى إليه، لنخرج إلى الفصائل باتفاق نجمع عليه.

وإذا بـ"أبو مازن"، وبعد يومين فقط، يصدر قرارا دون تشاور ودون مرجعية، سوى أنه استشار دولة في المنطقة إضافة إلى الولايات المتحدة، وعيّن محمد مصطفى رئيسا للوزراء، مفشلا بذلك جهود روسيا بهذا الصدد.

المجهود الآخر الذي بُذل كان من جانب الصين، التي دعت حماس وفتح إلى بكين في أبريل/نيسان الماضي، وكان اللقاء ناجحا. واتفقنا خلاله على جدول أعمال لقاء موسع للفصائل الفلسطينية تضمن 8 نقاط إيجابية تحظى بإجماع فلسطيني، كالبند المتعلق بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ودخول كل الفصائل الفلسطينية إليها، وكذلك حكومة بتوافق وطني جامع.

إضافة إلى موضوع دولة فلسطينية مستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو/حزيران، والحفاظ على الضفة الغربية ومقاومة الاستيطان ومنع محاولات تهويد القدس وملف الأسرى. واتفقنا على مواصلة بحث تفصيلات هذه النقاط في اللقاء المقبل والذي حُدد يوم 23 يونيو/حزيران الجاري.

وإذا بالرئيس عباس، وقبل الاجتماع بيوم واحد، يقوم باستدعاء السفير الصيني ويبلغه بتأجيل اللقاء إلى أجل غير مسمى، ومن السفير الصيني، علمنا بالقرار، وهو ما كان محل استغرابنا. إنهم لا يريدون أن تكون الوحدة الفلسطينية جماعية ولا للفصائل أن تجتمع، وبالتالي أرادوا إفشال الصين في مسعاها.

هنا رفضت حماس مقترح فتح بعقد اجتماع جديد وأصرت على مخرجات اجتماع أبريل/نيسان بمشاركة كامل الفصائل في بكين، وعلى جدول الأعمال الذي تم الاتفاق عليه.

فتح أنكرت وجود اجتماع واتفاق، وهذا كان كذبا صريحا، لأن الصينيين شاهدون على هذا الأمر، وسلمت الورقة إلى نائب وزير الخارجية الصيني الذي امتدح اللقاء، قبل أن تخرج الخارجية الصينية ببيان يتكلم عن نجاح المفاوضات واستمرار مساعيها على هذا الخط.

بالتالي حركة فتح أفشلت الاتفاق، وذلك لسببين:

الأول: هو رفض إسرائيل والولايات المتحدة أن تكون حماس موجودة في المشهد الفلسطيني في اليوم التالي للحرب، من خلال حكومة كفاءات فلسطينية ووحدة في إطار منظمة التحرير. الثاني: واشنطن لا تريد للصين أن تلعب أي دور في المنطقة ولا في الملف الفلسطيني.

والسلطة لا تستطيع مواجهة الحقائق كما هي، لذلك يكذبون ويزيفون ويتهمون ويعتقلون وينسقون. وكل ذلك لن يجدي نفعا. وبدلا من أن تتصدى السلطة لهجمات إسرائيل عليها ولتقويض صلاحياتها والانتقاص من مسؤولياتها، تهاجم حماس والمقاومة الفلسطينية وترفض الوحدة الفلسطينية.

لا يتوقف الجيش الإسرائيلي عن اقتحام مناطق عدة في الضفة، في تقديركم ما الذي يحول دون انفجار الوضع فيها وحدوث مواجهة شعبية واسعة أو انتفاضة ثالثة؟

السبب الأول هو السلطة والثاني إسرائيل، فالسلطة عطّلت الجامعات ومدارس كثيرة حتى لا تكون منطلقا لأي حراك أو لانتفاضة جديدة في الضفة الغربية. كما تلاحق السلطة المقاومين، وكل من يدعو إلى أي انتفاضة أو تجمع أو إضراب وتحاسب حتى على منشور أو تغريدة على مواقع التواصل.

الأجهزة الأمنية التابعة لها تعمل ليلا نهارا لخدمة العدو الصهيوني تحت باب التصدي للفوضى والتهدئة والحل التفاوضي. هذه هي الأسباب الأساسية لعدم وجود انتفاضة أو مقاومة بحجم أكبر رغم ممارسات الاحتلال من مصادرة أراض الفلسطينيين وترحيلهم.

إضافة إلى ذلك، هناك الدور الذي تلعبه الاعتقالات الإسرائيلية؛ فكما هو معروف، هناك أكثر من 9 آلاف معتقل فلسطيني من أبناء الضفة في سجون الاحتلال، وهذا العدد الكبير يحول إلى حد ما من تفعيل هذا الجانب. ومع ذلك، أتوقع أن تشهد الضفة أحداثا في المستقبل القريب، تختلف عن تلك التي نشاهدها في الوقت الحاضر.

هل ترون أن حربا مفتوحة باتت وشيكة خاصة بعد ارتفاع وتيرة هجمات "جبهات الإسناد" المؤيدة للمقاومة، وكيف يمكن أن ينعكس ذلك على غزة والقضية الفلسطينية؟

توسيع إطار الحرب هو مصلحة لبنيامين نتنياهو، لأن ذلك يجلب الولايات المتحدة إلى المنطقة. كما أن له مصلحة في استمرار الحرب لأنه لا يريد أن يخرج من الحكومة أو أن تنتهي فترة حكمه بهزيمة.

بخصوص جبهات الإسناد، نحن والشعب الفلسطيني ممتنون جدا لهذه الجبهات التي ربطت مقاومتها وأفعالها بوقف العدوان على غزة.

في حال توسعت الحرب، فبالتأكيد لا تستطيع إسرائيل أن تحارب على جبهتين، وإذا تشتت جيشها على أي جبهة من الجبهات، سيكون لذلك أثر واضح على غزة.

يجب أن نتذكر أن إسرائيل شنت حربا على غزة بعد أسر حماس الجندي جلعاد شاليط، ولم تتوقف هذه الحرب إلا عندما قام حزب الله بخطف 3 جنود إسرائيليين في شمال فلسطين، وإذا بالحرب على غزة تتوقف وتتحول إلى لبنان. بالتالي إسرائيل لا تستطيع الدخول في حروب على جبهتين في الظروف الحالية.

مقالات مشابهة

  • هل تتحول "Su-34" إلى قاذفة مسيّرة؟ (فيديو)
  • تعز .. جذور الوحدة
  • أبو مرزوق للجزيرة نت: دور روسيا سيختلف إذا توسعت الحرب والسلطة تُفشل المصالحة
  • روسيا.. ابتكار جهاز لتكوين "الضوء السائل"
  • روسيا تختبر إحدى أشهر غواصتها النووية بعد تعديلها
  • شخصيات: عندما تنكر النظامان السعودي والإماراتي لمبدأ الولاية كان البديل الارتهان للوبي اليهودي
  • اللجنة الأولمبية الدولية تسمح للاعبي التنس الروس بالمشاركة في أولمبياد باريس
  • روسيا تعرض السلام علي الغرب مرة أخري
  • السفارة الروسية في بيروت تنصح الروس بـ"تأجيل السفر إلى لبنان إن أمكن"
  • توثيق المأساة والمنفى.. شظايا من غزة