يوم غيّر حسابات إسرائيل بشكل كبير!
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
التقى كاتب المقال مايكل ماكوفسكي بكبار المسؤولين الإسرائيليين المدنيين والعسكريين. واتضح أن إسرائيل بات علهيا القيام بمهام جسام في القادم من الشهور.
تحتاج إسرائيل بالدرجة الأولى للوقت لتتمكن من القضاء على مقاتلي حماس تحت الأرض. ولاحقت عقدة الوقت إسرائيل في عملية تحرير الرهائن؛ حيث كان ثمن وقف إطلاق النار مقابل تحرير الرهائن هو إعطاء الوقت لحماس لإعادة ترتيب صفوفها.
أعرب الإسرائيليون عن تقديرهم للدعم الأمريكي. لكنهم فعليا بحاجة إلى قدر كبير من الذخيرة والقنابل. فهم يحتاجون إلى قنابل MK-84، كما يحتاجون إلى ذخائر الهجوم المباشر JDAM التي تصنعها بوينغ. ويحتاجون كذلك لطائرات هيليكوبتر أباتشي وسيكورسكي CH-53K، وطائرات بوينغ F-15. وعلى إدارة بايدن أن تبذل قصارى جهدها لتمكين أكثر من 100 ألف إسرائيلي مهجرمن العودة لبلداتهم.
قد تستغرق عملية القضاء على مقاتلي حماس من 9 أشهر إلى 12 شهرا. ويمكن أن تصل لمرحلة السماح لهم بالهروب بشروط معينة. وتسعى إسرائيل رغم عدم وجود خطة واضحة، لنزع سلاح الشعب ونزع التطرف للوصول لصيغة حكم مضمونة. لكن هذا الأمر يبدو خياليا، رغم جدته.
تحتاج إسرائيل لفترة من التعافي اقتصاديا وعسكريا بعد الضربة القاسية التي تلقتها. وعليها أن تستعد للتعافي السياسي؛ إذ أن شعار "معا ننتصر" لن يصمد بعد انتهاء الحرب.
يجب على إسرائيل أن ترفع الصوت عاليا لتطبيق القرار 1701 والقاضي بنزع سلاح المجموعات المسلحة في الشمال وإبقاء السلاح فقط مع القوات اللبنانية وقوات اليونيفيل. ويبدو جليا أن الولايات المتحدة لا تستطيع الضغط على حزب الله، بل تسترضي نظام إيران وتنزع بعض العقوبات عنه.
والآن أكثر من أي وقت مضى، على إسرائيل أن تخطط لضربة هجومية استباقية لحزب الله. وأن توجه ضربة قاسية للمنشآت الإيرانية النووية. ولكن كي تتمكن من ذلك على أمريكا أن تزودها بطائرات التزود بالوقود الجوي KC-46. ووعدت أمريكا بتسليم ثماني ناقلات بحلول 2025. ولكن تكفي اثنتان منها لتمكن إسرائيل من ردع إيران، وفق الكاتب.
وفي النهاية أصبح جليا أن إسرائيل تحتاج لكل ما سبق، وليس بالضرورة بنفس الترتيب، لتخرج من الفشل السياسي والاستراتيجي الذريع الذي أوصلها ليوم 7 أكتوبر. وقد تكون السنوات القليلة القادمة مليئة بالأحداث.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: حركة حماس حزب الله طائرات حربية طوفان الأقصى قطاع غزة هجمات إسرائيلية
إقرأ أيضاً:
هل دمشق الجديدة ضد محور إيران؟
الجميع يبحث في ماهية السياسة الخارجية المحتملة للنظام الدمشقي الجديد وتحديداً تجاه إيران. إن اتَّضح أنَّه ضدها فهو تطور مهمٌّ وربَّما يغيّر وجه المنطقة.
المظاهر الأولى توحي بانطباعات قد تكون مضلّلة، والأيام المقبلة ستهدينا الإجابات.نظرياً، يفترض أن النظام السوري الجديد، تحت قيادة "هيئة تحرير الشام" وزعيمها أحمد الشرع، سيتبنَّى سياسة تختلف مع سياسة نظام الأسد البائد. ووفقاً لذلك يراهن كثيرون على تضادّها مع محور طهران الذي كانَ يقاتلها في سوريا، ويشمل العداء أطرافَ المحور مثل العراق وحزب الله اللبناني.
ولو سار زعيمُها الشرع على هذا الطريق يمكن أن نرى نهاية المشروع الإيراني التوسعي، خاصة بعد أن نجحت إسرائيلُ في تدميرِ معظم قدراته الخارجية.
إنَّما هناك محركات سياسية إقليمية قد تدفع رياحُها دمشق في اتجاهات أخرى مختلفة، علاوة على أنَّ السياسةَ لا تسير وفق "كتالوغ" دائم. ففي مطلع الألفية كان يُعتقد أنَّ حماس خَصم لإيران حتى تبيَّن لاحقاً أنَّها من وكلاء طهران، ومثلها الجماعة الإسلامية السنية في طرابلس اللبنانية. وكذلك لعبت جماعة الإخوان الأممية دورَ حصان طروادة لطهران تحت مسميات التآخي الطائفي والعداء لإسرائيل.
في حال استمرّت إسرائيل في استغلال فرصة الانهيار في سوريا لتعزيز وجودها هناك، قد يفاجئنا ذلك بتحالفِ دمشق الجديدة مع طهرانَ، وبغداد، وعودة الإيرانيين إلى السيدة زينب. الأمرُ يعتمد كثيراً على رؤية الشَّرع وحكومتِه للصراع مع إسرائيل.
لم أجد كثيراً فيما توفّر من خطب ومقابلات يعطي الانطباعَ الكافي ويدلُّنا على فلسفته وربَّما سياسته المقبلة.
في الجغرافيا السياسية تركيا لاعبٌ إقليمي مهمّ، والسؤال الآن: هل تملك نفوذاً كبيراً على نظامِ دمشق الجديد، خاصة في الصراع مع إيران؟
في الفترة الحالية قد يكون دورها مفيداً لمنعها من الانزلاق نحو التطرف الديني والسياسي، ومساعدتها للخروج من العقوبات الأميركية. أمَّا في إدارة دمشق لشؤونها الخارجية هناك روايتان، «هتش» لصيقةٌ بأنقرة وتدين لها بالفضل في السنوات التي تلت عام 2018، وفي انتصارها الأخير، وستتحالف معها. الرواية الثانية أنَّ الطرفين على علاقة جيدة إنَّما سياساتهما ليست متطابقة، ويؤكد ذلك سنان أولجن من مركز كارنيغي الذي يقول: «من الخطأ افتراض أنَّ تركيا تسيطر على هيئة تحرير الشام».
إنْ تعمَّقت العلاقة، ستكون سياسة دمشق مرآة عاكسة لسياسة تركيا، وبالتالي من المستبعد أن تتبنَّى دمشق سياسةً معادية لمحور طهران، لكنَّ التوتر مع العراق فعلى الأرجح أنَّه سيستمر لاعتبارات مختلفة.
لإقليم بلاد الرافدين ديناميكيته، التنافس بين دمشق وبغداد سياسي وطائفي. بعد سقوط نظامي صدام والأسد، وبوصول جماعاتٍ دينية تحكم العاصمتين، نظرياً، حكومتا العراق شيعية وسوريا سنية. وبعد وصولِ هيئة تحرير الشام إلى دمشق عمَّ الغضب بغداد وراجت أدبيات الثأر التاريخية بين متطرفي الطائفتين على «السوشيال ميديا»!
سياسياً وعسكرياً، طهران وبغداد وحزب الله يشكلون طوقاً خطيراً على بديل الأسد، وقد استقبل العراق آلافاً من الفارين من قيادات وعسكر النظام بعد سقوط العاصمة السورية.
ومن المتوقع أن يعيدَ المحور ترتيبَ أولوياته بعد النكسات الهائلة التي مُني بها هذا العام، من تدمير حماس، والقضاء على قيادات حزب الله وقواته، والآن إنهاء نظام الأسد الحليف.
في تصوّري سيسعى محور طهران للعمل على مسارين، التقارب السياسي مع الشرع وفريقه، تحت عنوان العداء لإسرائيل. والثاني نسج تحالفاتٍ داخل سوريا وفي محيطها للضغط على دمشق.
طهران، المسكونة من أربعين عاماً بنظرية أنَّ واشنطن تخطط لإسقاط نظامها، تعيش أكبرَ قلق في تاريخها. تؤمن وتردد أنَّ ما حدث في دمشق تم بترتيبات إسرائيلية أميركية، وأنَّها مستهدفة بذلك. اليوم ربَّما هي محقَّةٌ من حيث الخطر على وجودها.