التسويات بحاجة لمزيد من النار
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
كتب جوني منير في" الجمهورية":الاعتقاد بأنّ الهدنة ستتحول الى وقف ثابت لإطلاق النار هو اعتقاد واهم. كما أنّ التوهّم بأنّ التسوية السياسية التي ستَلي موجة العنف ستكون على شاكلة سابقاتها، أي انها ستكون وفق بنود معدودة بمفاعيل محدودة، إنما هو استنتاج مبسّط وفيه الكثير من السذاجة. من المبكر الحديث عن وقف لإطلاق النار.
من هنا فإنّ النار لا بد أن تندلع من جديد في غزة. صحيح أنها لن تكون وفق الوتيرة السابقة، لكنها ستكون مؤذية بشكل كاف ما سيسمح برسم المعادلة المطلوبة. والأهم المخاوف من "الشهية" الاسرائيلية « المرتفعة لاحداث تغييرات جوهرية في الضفة الغربية. وما حصل في جنين يشكل مؤشرا مُبكرا للخطر المتوقع.
والى جانب الشهية الاسرائيلية باتجاه الضفة هنالك من يسعى لإنهاء المعادلة الميدانية الحالية القائمة في جنوب لبنان والذهاب لإنتاج واقع آخر. لكن هذه الورشة الاسرائيلية لا بد أن تترافق مع تفاهمات أوسع تشمل كل المنطقة. ولذلك ثمة من يعتقد بوجود ركائز أربع للتفاهمات المطلوبة، وهي اضافة الى اسرائيل: الولايات المتحده الاميركية وإيران والسعودية وقطر. باختصار انّ الهدنة القائمة قد لا تلائم ما هو مطلوب من المرحلة المقبلة، ما يدفع للاعتقاد بأن لهيب النار سيُعاود ارتفاعه من جديد ليطال هذه المرة مناطق جديدة وربما بأشكال جديدة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
واشنطن وطهران مفاوضات نَدِّيَة وشروط إيرانية مُستجابة كيف ستكون نهايتها؟
كتب/د.إسماعيل النجار تهديدات أميركية وعرض عضلات، حشود عسكرية لأقوى دولة في العالم طائرات حربية وقاذفات إستراتيجية مَلَئَت القواعد العسكرية الأوروبية وبوارج حربية ومدمرات وغواصات نووية إنتشرَت في طول البحار وعرضها،
قابلتها ردود إيرانية عنيفة وإستنفار عسكري إيراني لم يسبق إن حَصل من قبل،
آلآف الصواريخ الإستراتيجية الموجهة بالأقمار الصناعية ووسائط دفاع جوي متطورة ومتنوعة غَطَّت كل أراضي الجمهورية الإسلامية، الأمور وصلت إلى حافة الحرب مَن أختار التصعيد تراجع وذهب الى المفاوضات،
نعم جهوزية إيران واستعدادها أودَت بالطرفين إلى طاولة المفاوضات،
واشنطن قالت مكان الإجتماع الإمارات،
طهران قالت سلطنة عُمآن،
واشنطن طلبت مناقشة الملف النووي والحرس الثوري والصواريخ الإستراتيجية
طهران رفضت وحددت الملف النووي والعقوبات الغير شرعية وتبادل السجناء،
واشنطن طلبت إجتماع مباشر وإيران قالت مفاوضات غير مباشرة،
فكانت النتيجة الاولية 3 صفر لصالح طهران، الطرفين خرجوا بتصريحات متفائلة والصورة العامة تقدم في المفاوضات وتم تحديد السبت القادم موعد إجتماعهم الثاني في نفس المكان،
القائد الخامنئي قال إن أفضَت هذه المباحثات إلى حَل كانَ خيراً، وإن فشلت فإن بلادهُ مُستعدة لكل الإحتمالات،
في الشكل رضخت واشنطن وفي المضمون ربحت طهران، وهذا مَرَدَّهُ أن أميركا لا تفاوض ولا تحترم إلَّا الأقوياء،
وهيَ تعرف تمام المعرفة أن فشل المفاوضات معناه إقفال الباب أمام كل أنواع الحلول، وأن أي تفكير بالقيام بعمل عسكري ضد إيران سيؤدي إلى قطع كافة شرايين الحياة بين المنطقة والعالم من مضيق هَرمِز إلى باب المندب إلى رأس الرجاء الصالح وصولاً إلى مضيق جبل طارق، وسيؤدي إلى تدمير إقتصاد أوروبا والخليج بِرُمَّتِه،
وعلى الصعيد العسكري ستكون نهاية أمريكا في المنطقة حتمية وبوابة دخول العالم في الحرب الثالثة التي سترسم نهاية حياة البشرية على هذا الكوكب،
إيران ليست تركيا ولا اوكرانيا فهي تتميَّز بموقع جيوسياسي حساس وتمتلك قدرات عسكرية خارقة وعقيدة لا تموت ولا تتزحزح،
إيران قالت إذا جنحوا للسلم فاجنَح له
وضمان التزام الولايات المتحدة الأميركية حُزمَة إقتصادية من الإستثمارات تتجاوز ٤ تريليون دولار فرصة ستجعل من أميركا في حيرة من أمرها لأن تركها غباء واستغلالها يعني إعطاء إيران ما تريد، والأميركي ليس غبياً ولا هو مشهور بإضاعة الفُرَص، لكن يبقى اللغم الصهيوني في واشنطن وداخل الدولة العميقة هو الخطر على إنجاز الإتفاق،
فلننتظر وسنرىَ، صحافي ومحلل سياسي لبناني.