عربي21:
2025-03-17@17:01:30 GMT

الرأي العام الدولي هو الذي سيحسم سياسيا معركة غزة

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

كل الدلائل تشير إلى أن إسرائيل تفكر في حسم اعتدائها الوحشي على الشعب الفلسطيني في غزة، اعتمادا على قوة جيشها، مستغلة في ذلك تفوقها العسكري الكبير. زيادة على ما حصلت عليه من دعم سياسي ودبلوماسي، منذ بداية العدوان، من قبل الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية على وجه التخصيص، مضافا إليه التخاذل العربي الرسمي، وهو ما يفسر العجرفة التي ظهر بها الخطاب السياسي والإعلامي للعدوان، الذي لم يراعِ أبجديات العمل السياسي والدبلوماسي، الذي كان يفترض حضوره عند أي دولة في العالم، حتى ولو كانت إسرائيل، التي لم تتورع عن الكلام عن «حيوانات» في وصف الفلسطينيين.

وهي تقتل الأطفال والنساء، وهي تدك المدن والمستشفيات، من دون خوف من أي رد فعل دولي.

بعد أن استطاعت تسويق فكرة الربط، الذي أنجزته بسرعة، منذ الأيام الأولى للعدوان، بين «داعش» وحماس، لدى جزء مهم من الرأي العام الدولي، نتيجة سيطرة للوبي المؤيد لإسرائيل على جزء كبيرا من النخب السياسية والإعلامية في دول الغرب، الذي سوق لحالات اعتداء على أطفال، قتل واغتصاب لنساء في اليوم الأول للحرب، بقيت ادعاءات، من دون أدلة لغاية اليوم، فلا صورة أثبتتها ولا توثيق بينها، على الرغم من الإمكانيات المتوفرة لدى الطرف الإسرائيلي في الداخل والخارج، اعتمادا على قراءة تستند إلى فكرة مركزية حاولت إسرائيل تسويقها، هي أن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي انطلق فعليا بداية من أول يوم لطوفان الأقصى، وليس منذ أكثر من سبعين سنة قبل ذلك، حين تم الاستيلاء على أرض فلسطين. وكأن العالم أصبح من دون ذاكرة، تحاول إسرائيل اللعب عليها، اعتمادا على سيطرتها السياسية والإعلامية التي فرضتها، في مواجهة نخب سياسية عربية رسمية فاسدة وفاقدة للشرعية.

عكس القراءة المتأنية، التي تخبرنا بأن الحسم في هذه المعركة لن يكون إلا سياسيا، ستكون الكلمة الأخيرة فيها إلى الرأي العام الدولي في هذه الدول بالذات، التي عولت عليها إسرائيل كقوة دعم ومساندة، بعد أن بدأ الكثير من بوادره التحول لصالح القضية الفلسطينية في البروز، وبعد أن عجز العالم عن مسايرة هذه العجرفة الإسرائيلية التي عبّرت عن نفسها بهذا المستوى من التقتيل الذي أصبح من المستحيل السكوت عنه من قبل شعوب الأرض.

بدأت بوادر التحول لصالح القضية الفلسطينية، بعد أن عجز العالم عن مسايرة العجرفة الإسرائيلية التي عبّرت عن نفسها بالتقتيل الذي أصبح من المستحيل السكوت عنه
دور كبير ينتظر المهاجرين من أبناء المنطقة العربية والإسلامية في هذه المعركة لنصرة القضية الفلسطينية والدفاع عنها في دول الغرب، بالقرب من الحركات الاجتماعية الشعبية ومن داخلها، الحاضرة في دول الغرب ذاته ـ من دون نسيان الرافد الأمريكي الجنوبي – بعد التحولات العميقة التي عرفتها هذه الهجرة وهي تتوسع ديموغرافيا، فقد زاد أبناء المنطقة في دول الغرب، بعد أن تحولت بلداننا إلى منطقة طاردة لأبنائها، لأسباب عديدة على رأسها يأتي بكل تأكيد فشل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتدهور الممارسة الديمقراطية، بما عرفته من تقليص كبير في الحريات. الهجرة التي تنوعت سوسيولوجيا كذلك وارتفع مستوى تأهيلها وهي تبتعد عن صورة تلك الهجرة العمالية والريفية – الأمية في الغالب – التي سادت في الستينيات والسبعينيات، كما كان الحال مع أبناء الريف في المغرب، والمناطق الوسطى والجنوبية في تونس، والمناطق الجبلية في الجزائر، بمن فيهم أبناء الشمال القسنطيني، ومنطقة القبائل إذا اكتفينا بمنطقة المغرب. ناهيك عن هجرة كندا الجديدة، وتلك الأقدم التي قام بها اليمنيون والكثير من العرب الآخرين إلى الولايات المتحدة. هجرة عبّرت عن اندماج قوي في مجتمعات الاستقبال عن طريق الزواج المختلط جزئيا، والتحكم في اللغات والتكثيف في ربط العلاقات مع المجتمعات المستقبلة، بما فيها المستويات المهنية والسكن الذي يغلب عليه الطابع الحضري، مما يقربها من مواقع النخبة داخل هذه المجتمعات، ويجعلها قادرة على الفعل السياسي والتأثير، كما ظهر في المسيرات الشعبية التي تجوب عواصم العالم هذه الأيام. هجرة استغلت الحريات التي توفرت لديها في هذه المجتمعات، للتعبير عن مواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية، كما فعلت نساء وبنات المهاجرين بقوة كبيرة، يمكن ملاحظتها بالعين المجردة على رأس المسيرات.

مهاجرون جدد لم يتوجهوا نحو ممارسات منغلقة على الجماعات الوطنية الأصلية communautaire قد تزيد في عزلتهم ولا تساعدهم على اندماجهم، تظهر أكثر على مستوى الأجيال الجديدة، كما هو حاصل في الإعلام والسياسة، التي ما زالت هذه الهجرة ضعيفة الحضور داخلها، على غرار كل مجتمع الاستقبال ـ كموضة للعصر – وليس كخاصية مرتبطة بأبناء المهاجرين، رغم بعض التجارب الناجحة التي ما زالت قليلة، لا تعكس العمق التاريخي لهذه الهجرة، لتبقى نقطة ضعف هذه الهجرة علاقاتها المتوترة مع بلدان الأصل التي غادرتها في ظروف صعبة، وحتى كارثية، كما حصل مع الهجرة السورية بالعنف الذي عرفته، والكثير من أنواع الهجرات الأخرى التي يقوم بها الشباب، بمن فيهم المتعلم، من بلدان عربية كثيرة، بعد فقدانهم للأمل في تحسن أوضاعهم في بلدانهم، التي استمروا في الاهتمام بها رغم ذلك، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالبعد العائلي، الذي يزداد أهمية لدى المهاجر، بعد مغادرة البلد عندما يتعلق الأمر بالجيل الأول من المهاجرين على وجه الخصوص، جيل يطفو إلى السطح سياسيا، في وقت زاد فيه منسوب الأفكار اليمينية المتطرفة والشعبوية، كما أكدته الحالة الهولندية هذا الأسبوع، ظرف لا يترك خيارا آخر إلا التوجه نحو الحركات الاجتماعية الشعبية الحاضرة بقوة في الشارع الغربي، للتخفيف من الضغط الذي تمارسه النخب الرسمية المتواطئة مع المعتدي في جزء كبير منها، كما يحصل في فرنسا هذه الأيام – قضية اللاعب الدولي الجزائري يوسف عطال، الذي وضع تحت الرقابة القضائية، بعد التعبير عن تضامنه مع غزة بشكل، لم يكن موقفا، كما فهمت. اعتذر عنه لاحقا تحت التهديد بالسجن. والطرد من فريق نيس الذي يلعب فيه.

علاقات متوترة مع بلدان الأصل ما زالت بارزة في العلاقة، التي ما زال يقيمها المهاجرون مع مؤسسات الدولة الوطنية في الخارج، كالسفارات وباقي الهياكل الرسمية التي استمرت في إعادة إنتاج السلوكيات البوليسية نفسها التي هرب منها المواطن، ما يعني أنه لا بد من التعويل على دبلوماسية شعبية جديدة قوامها المواطن الحر، في بلد الإقامة، للدفاع عن قضايانا العدالة على رأسها القضية الفلسطينية. وهنا في بلداننا التي تبقى الديمقراطية على رأسها كمهمة تاريخية أمام هذه الأجيال التي يطلب منها الظرف التاريخي إنجاز أكثر من مهمة وهي تعيش في هذا العالم – القرية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة الرأي العام فلسطين غزة الاحتلال الرأي العام مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضیة الفلسطینیة فی دول الغرب هذه الهجرة فی هذه من دون بعد أن

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الدولي يكرم فريق الشارقة للفورمولا 4 تقديراً لإنجازاته

 

كرم الاتحاد الدولي للرياضات البحرية (UIM) فريق الشارقة للفورمولا 4 التابع لنادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية لحصوله على بطولة العالم وبطولة أوروبا لعام 2024، خلال الحفل السنوي الذي أقيم في موناكو أمس تقديرا لإنجازاته البارزة في عالم سباقات الفورمولا البحرية.
تسلم التكريم سعادة أحمد عيسى الحوسني مدير عام نادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية.
ويعتبر الاتحاد الدولي للرياضات البحرية الهيئة العالمية المسؤولة عن تنظيم وإدارة الرياضات البحرية في العالم، بما في ذلك سباقات الفورمولا، وهو ما يكسب هذا التكريم قيمة كبيرة لفريق الشارقة وللمجتمع الرياضي في الإمارات.
وأعرب مدير عام نادي الشارقة للرياضات البحرية عن فخره بهذا الإنجاز الكبير الذي حققه فريق الشارقة للفورمولا 4 .. وقال :” إن هذا التكريم هو نتاج جهود متواصلة وعمل دؤوب من قبل الفريق بأكمله بدءًا من الطاقم الفني والهندسي، ووصولًا إلى السائقين الذين قدموا أداءً استثنائيًا على مدار الموسم ونحن فخورون بتمثيل الشارقة والإمارات على الساحة الدولية وهذا الإنجاز يعكس التزامنا بالتميز والريادة في عالم الرياضات البحرية”.
وأضاف الحوسني “هذه الجائزة ليست فقط تكريما لجهودنا بل حافز لنا لمواصلة التطوير والارتقاء بمستوانا في المستقبل ونشكر الاتحاد الدولي للرياضات البحرية على هذا التقدير ونعد جماهيرنا ومشجعينا بالمزيد من الإنجازات في السنوات القادمة”.
يشار إلى أن فريق الشارقة للفورمولا 4 أظهر أداء استثنائيا خلال موسم 2024 حيث تمكن من تحقيق الانتصارات الكبرى في كل من بطولة العالم وبطولة أوروبا، وقدم مستوى عاليا من الاحترافية والتفوق التقني”.وام


مقالات مشابهة

  • وزير خارجية مصر يكشف عن بدء تدريب الشرطة الفلسطينية التي ستدخل إلى غزة
  • مجلس الشباب المصري يستقبل وفد الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية لبحث آفاق التعاون المشترك
  • فيديو. مضران : نهضة بركان الفريق الوحيد في العالم الذي إحتفلت الطبيعة بفوزه بلقب البطولة
  • الاتحاد الدولي يكرم فريق الشارقة للفورمولا 4 تقديراً لإنجازاته
  • محمد أبو العينين: الإعلام أداة فعالة لنقل المعرفة وتشكيل الرأي العام
  • ما الاختلاف الذي لمسه السوريون في أول رمضان بدون الأسد؟
  • السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا
  • السنوسي: ليبيا بحاجة إلى حكومة موحدة قوية يمكنها التعاون مع المجتمع الدولي لحل مسألة الهجرة
  • التايمز: اتفاق الهجرة بين إيطاليا وليبيا يواجه تحديات جديدة مع تزايد أعداد المهاجرين
  • الخارجية الفلسطينية تناشد المجتمع الدولي وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية