عربي21:
2024-07-04@01:57:37 GMT

الرأي العام الدولي هو الذي سيحسم سياسيا معركة غزة

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

كل الدلائل تشير إلى أن إسرائيل تفكر في حسم اعتدائها الوحشي على الشعب الفلسطيني في غزة، اعتمادا على قوة جيشها، مستغلة في ذلك تفوقها العسكري الكبير. زيادة على ما حصلت عليه من دعم سياسي ودبلوماسي، منذ بداية العدوان، من قبل الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية على وجه التخصيص، مضافا إليه التخاذل العربي الرسمي، وهو ما يفسر العجرفة التي ظهر بها الخطاب السياسي والإعلامي للعدوان، الذي لم يراعِ أبجديات العمل السياسي والدبلوماسي، الذي كان يفترض حضوره عند أي دولة في العالم، حتى ولو كانت إسرائيل، التي لم تتورع عن الكلام عن «حيوانات» في وصف الفلسطينيين.

وهي تقتل الأطفال والنساء، وهي تدك المدن والمستشفيات، من دون خوف من أي رد فعل دولي.

بعد أن استطاعت تسويق فكرة الربط، الذي أنجزته بسرعة، منذ الأيام الأولى للعدوان، بين «داعش» وحماس، لدى جزء مهم من الرأي العام الدولي، نتيجة سيطرة للوبي المؤيد لإسرائيل على جزء كبيرا من النخب السياسية والإعلامية في دول الغرب، الذي سوق لحالات اعتداء على أطفال، قتل واغتصاب لنساء في اليوم الأول للحرب، بقيت ادعاءات، من دون أدلة لغاية اليوم، فلا صورة أثبتتها ولا توثيق بينها، على الرغم من الإمكانيات المتوفرة لدى الطرف الإسرائيلي في الداخل والخارج، اعتمادا على قراءة تستند إلى فكرة مركزية حاولت إسرائيل تسويقها، هي أن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي انطلق فعليا بداية من أول يوم لطوفان الأقصى، وليس منذ أكثر من سبعين سنة قبل ذلك، حين تم الاستيلاء على أرض فلسطين. وكأن العالم أصبح من دون ذاكرة، تحاول إسرائيل اللعب عليها، اعتمادا على سيطرتها السياسية والإعلامية التي فرضتها، في مواجهة نخب سياسية عربية رسمية فاسدة وفاقدة للشرعية.

عكس القراءة المتأنية، التي تخبرنا بأن الحسم في هذه المعركة لن يكون إلا سياسيا، ستكون الكلمة الأخيرة فيها إلى الرأي العام الدولي في هذه الدول بالذات، التي عولت عليها إسرائيل كقوة دعم ومساندة، بعد أن بدأ الكثير من بوادره التحول لصالح القضية الفلسطينية في البروز، وبعد أن عجز العالم عن مسايرة هذه العجرفة الإسرائيلية التي عبّرت عن نفسها بهذا المستوى من التقتيل الذي أصبح من المستحيل السكوت عنه من قبل شعوب الأرض.

بدأت بوادر التحول لصالح القضية الفلسطينية، بعد أن عجز العالم عن مسايرة العجرفة الإسرائيلية التي عبّرت عن نفسها بالتقتيل الذي أصبح من المستحيل السكوت عنه
دور كبير ينتظر المهاجرين من أبناء المنطقة العربية والإسلامية في هذه المعركة لنصرة القضية الفلسطينية والدفاع عنها في دول الغرب، بالقرب من الحركات الاجتماعية الشعبية ومن داخلها، الحاضرة في دول الغرب ذاته ـ من دون نسيان الرافد الأمريكي الجنوبي – بعد التحولات العميقة التي عرفتها هذه الهجرة وهي تتوسع ديموغرافيا، فقد زاد أبناء المنطقة في دول الغرب، بعد أن تحولت بلداننا إلى منطقة طاردة لأبنائها، لأسباب عديدة على رأسها يأتي بكل تأكيد فشل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتدهور الممارسة الديمقراطية، بما عرفته من تقليص كبير في الحريات. الهجرة التي تنوعت سوسيولوجيا كذلك وارتفع مستوى تأهيلها وهي تبتعد عن صورة تلك الهجرة العمالية والريفية – الأمية في الغالب – التي سادت في الستينيات والسبعينيات، كما كان الحال مع أبناء الريف في المغرب، والمناطق الوسطى والجنوبية في تونس، والمناطق الجبلية في الجزائر، بمن فيهم أبناء الشمال القسنطيني، ومنطقة القبائل إذا اكتفينا بمنطقة المغرب. ناهيك عن هجرة كندا الجديدة، وتلك الأقدم التي قام بها اليمنيون والكثير من العرب الآخرين إلى الولايات المتحدة. هجرة عبّرت عن اندماج قوي في مجتمعات الاستقبال عن طريق الزواج المختلط جزئيا، والتحكم في اللغات والتكثيف في ربط العلاقات مع المجتمعات المستقبلة، بما فيها المستويات المهنية والسكن الذي يغلب عليه الطابع الحضري، مما يقربها من مواقع النخبة داخل هذه المجتمعات، ويجعلها قادرة على الفعل السياسي والتأثير، كما ظهر في المسيرات الشعبية التي تجوب عواصم العالم هذه الأيام. هجرة استغلت الحريات التي توفرت لديها في هذه المجتمعات، للتعبير عن مواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية، كما فعلت نساء وبنات المهاجرين بقوة كبيرة، يمكن ملاحظتها بالعين المجردة على رأس المسيرات.

مهاجرون جدد لم يتوجهوا نحو ممارسات منغلقة على الجماعات الوطنية الأصلية communautaire قد تزيد في عزلتهم ولا تساعدهم على اندماجهم، تظهر أكثر على مستوى الأجيال الجديدة، كما هو حاصل في الإعلام والسياسة، التي ما زالت هذه الهجرة ضعيفة الحضور داخلها، على غرار كل مجتمع الاستقبال ـ كموضة للعصر – وليس كخاصية مرتبطة بأبناء المهاجرين، رغم بعض التجارب الناجحة التي ما زالت قليلة، لا تعكس العمق التاريخي لهذه الهجرة، لتبقى نقطة ضعف هذه الهجرة علاقاتها المتوترة مع بلدان الأصل التي غادرتها في ظروف صعبة، وحتى كارثية، كما حصل مع الهجرة السورية بالعنف الذي عرفته، والكثير من أنواع الهجرات الأخرى التي يقوم بها الشباب، بمن فيهم المتعلم، من بلدان عربية كثيرة، بعد فقدانهم للأمل في تحسن أوضاعهم في بلدانهم، التي استمروا في الاهتمام بها رغم ذلك، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالبعد العائلي، الذي يزداد أهمية لدى المهاجر، بعد مغادرة البلد عندما يتعلق الأمر بالجيل الأول من المهاجرين على وجه الخصوص، جيل يطفو إلى السطح سياسيا، في وقت زاد فيه منسوب الأفكار اليمينية المتطرفة والشعبوية، كما أكدته الحالة الهولندية هذا الأسبوع، ظرف لا يترك خيارا آخر إلا التوجه نحو الحركات الاجتماعية الشعبية الحاضرة بقوة في الشارع الغربي، للتخفيف من الضغط الذي تمارسه النخب الرسمية المتواطئة مع المعتدي في جزء كبير منها، كما يحصل في فرنسا هذه الأيام – قضية اللاعب الدولي الجزائري يوسف عطال، الذي وضع تحت الرقابة القضائية، بعد التعبير عن تضامنه مع غزة بشكل، لم يكن موقفا، كما فهمت. اعتذر عنه لاحقا تحت التهديد بالسجن. والطرد من فريق نيس الذي يلعب فيه.

علاقات متوترة مع بلدان الأصل ما زالت بارزة في العلاقة، التي ما زال يقيمها المهاجرون مع مؤسسات الدولة الوطنية في الخارج، كالسفارات وباقي الهياكل الرسمية التي استمرت في إعادة إنتاج السلوكيات البوليسية نفسها التي هرب منها المواطن، ما يعني أنه لا بد من التعويل على دبلوماسية شعبية جديدة قوامها المواطن الحر، في بلد الإقامة، للدفاع عن قضايانا العدالة على رأسها القضية الفلسطينية. وهنا في بلداننا التي تبقى الديمقراطية على رأسها كمهمة تاريخية أمام هذه الأجيال التي يطلب منها الظرف التاريخي إنجاز أكثر من مهمة وهي تعيش في هذا العالم – القرية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة الرأي العام فلسطين غزة الاحتلال الرأي العام مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضیة الفلسطینیة فی دول الغرب هذه الهجرة فی هذه من دون بعد أن

إقرأ أيضاً:

أريستوفيتش: "رؤوس الأوكرانيين ستنفجر" بسبب ثرثرة زيلينسكي عن المفاوضات

قال أليكسي أريستوفيتش، المستشار السابق لمكتب زيلينسكي، إن مواطني أوكرانيا قد يصابون بـ"انفجار الدماغ" بعد تصريح فلاديمير زيلينسكي بأن نظامه مستعد لمفاوضات السلام مع موسكو.

وشدد أريستوفيتش، على أن هذا الكلام لا يتناسب مع الأجندة المنتشرة في وسائل الإعلام الأوكرانية.

إقرأ المزيد زيلينسكي: ليس لدينا وقت وعلينا وضع "خطة للسلام" للقمة الثانية

ولفت أريستوفيتش الانتباه إلى أن زيلينسكي ومسؤولين آخرين أعلنوا مؤخرا استعدادهم لإنهاء الأعمال القتالية بحلول نهاية عام 2024، دون الإصرار على العودة إلى حدود 1991.

ووفقا له، تريد كييف كذلك رؤية موسكو في "قمة السلام" الثانية، والتي من المقرر أن يتم الاتفاق فيها على إنهاء الصراع.

ووصف أريستوفيتش هذا بأنه تحول مثير بمقدار 180 درجة في موقف السلطات الأوكرانية.

وأشار أريستوفيتش إلى أن السلطات في أوكرانيا بالذات قامت بوضع أجندتها عندما كانت تتوقع النصر والوصول إلى حدود عام 1991، لكنها بدأت الآن تقول إنها مستعدة للقبول بالواقع.

ويرى المستشار السابق أن السلطات لم تقم بتحضير الرأي العام بشكل مسبق لمثل هذا الانعطاف الحاد في موقفها من المفاوضات.

وشبه أريستوفيتش مزاج الرأي العام بالقطار الكبير المندفع بسرعة 120 كلم في الساعة ولذا لم يعد يمكن وقفه فورا، لكن السلطات رغم ذلك تطالبه بتغيير الاتجاه فورا، وهنا يقول لها السائق: "انتظروا ثانية يا شباب، نحن لا نستطيع الانعطاف الآن لأننا نسير في اتجاه مختلف تماما. طبعا يجب إنهاء النزاع لكن يجب القيام بتحضيرات أولية، يجب تحضير الرأي العام تدريجيا لقبول التغييرات".

وفي وقت سابق، قال زيلينسكي إن كييف ترى أنه من الممكن إجراء مفاوضات مع موسكو بمشاركة وسطاء. كما زعم أنه يعد "خطة شاملة" لإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

المصدر: aif.ru

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • موسم الهجرة الى كردستان
  • أبو الغيط: الحروب كانت دافعاً للهجرة على مر التاريخ الإنساني و أدت إلى ارتفاعها
  • ما المطلوب من الحكومة الجديدة في ملف التعامل مع الرأي العام؟
  • السقوط المخيف.. صحف غربية تتوقع انقلابا سياسيا في فرنسا
  • صحف غربية تتوقع انقلابا سياسيا في فرنسا.. السقوط المخيف
  • الجامعة العربية: المقاطعة وسيلة ناجحة ومشروعة لمقاومة الاحتلال
  • الصحافة الأجنبية تشير إلى نهاية عهد ماكرون وتتوقع زلزالا سياسيا
  • استقبال حافل لفيلم سوفتكس بمهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي    
  • البودكاست والرأي العام
  • أريستوفيتش: "رؤوس الأوكرانيين ستنفجر" بسبب ثرثرة زيلينسكي عن المفاوضات