كانت الولايات المتحدة قبل 7 تشرين الأول /أكتوبر 2023 في وضع القائد والمهندس لشرق أوسط جديد يخفف التزاماتها في المنطقة، ويعزز الاستقرار والتعايش بين مكوناته المتصارعة.
شهدنا خفض تصعيد إيران ووكلائها، وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بوساطة صينية بعد 7 سنوات عجاف. وتسارع التطبيع بين السعودية وإسرائيل، والعمل الجاد لانتزاع صفقة إقامة علاقات تدشن لأكبر تحول جيو ـ بولتيكي إقليمي منذ اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979 بين السادات وبيغن وكارتر.
مشروع IMEC ـ ممر اقتصادي وعبور من الهند عبر منطقة الخليج والشرق الأوسط ـ وصولاً لأوروبا لتسهيل التبادل الاقتصادي والشحن ونقل البضائع عبر الشرق الأوسط ـ يشمل الولايات المتحدة ـ الهند ـ الإمارات العربية المتحدة ـ السعودية والاتحاد الأوروبي.
لكن هدف المشروع الحقيقي احتواء الصين وسحب البساط من مشروعها العملاق الحزام والطريق الواحدBRI لكن تجمدت تلك المشاريع بعد إطلاق حماس عملية طوفان الأقصى بمفردها ودون تنسيق مع أي طرف. واعترفت إيران المستفيد الأول أنه لم يكن لها دور في الإعداد والتنفيذ !
لا يلوم بايدن والإدارات السابقة إلا أنفسهم، وليتحملوا مسؤولية انحيازهم واصطفافهم التاريخي والتقليدي مع إسرائيل وإهمالهم أهمية حل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي
وسكوتهم وتواطئهم مع جرائم حرب نهج حكومات اليمين المتطرفة، وخاصة حكومة نتنياهو وفريقه من عتاة اليمين الفاشي ـ والتنكيل بالفلسطينيين وتوسعة بؤر الاستيطان السرطاني (غير الشرعي والمخالف للقانون الدولي) والقمع والاعتداءات المتكررة والسماح لقطعان المستوطنين بتدنيس باحات المسجد الأقصى باستفزاز لتكريس حق تقاسم المكان والزمان للعبادة، ما يخالف ويتعدى على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وهناك الاعتداءات على حي الشيخ جراح واقتحام جنين ونابلس والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية واعتداءات وبلطجة المستوطنين بقتل والتنكيل والاعتداء على الفلسطينيين وقتلهم وحرق منازلهم ومزارعهم والتعدي عليهم بدعم وإسناد الشرطة وقوى الأمن!
أدت اعتداءات الصهاينة لاستشهاد 250 فلسطينيا منذ مطلع العام في الضفة الغربية، و131 شهيداً منذ 7 أكتوبر 2023، في أعلى حصيلة للشهداء في الضفة الغربية على الإطلاق.
لا يلوم بايدن والإدارات السابقة إلا أنفسهم، وليتحملوا مسؤولية انحيازهم واصطفافهم مع إسرائيل وإهمالهم أهمية حل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وسكوتهم وتواطئهم مع جرائم حرب نهج حكومات اليمين المتطرفة.
صمت وتواطؤ الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وخاصة إدارة بايدن التي أبدت اهتماماً أكبر بانتقاد تجرؤ نتنياهو وحكومته الأكثر تطرفاً بتاريخ الاحتلال الإسرائيلي بالسعي لتمرير تعديلات تشريعية تحد من صلاحيات السلطة القضائية والمحاكم من التدخل بشؤون السلطة التنفيذية وقرارات حكومته تهميش القضاء ومنع القضاء من عزل رئيس الوزراء حتى لا يفقد حصانته ويحاكم على التهم الجنائية الخطيرة التي تلاحقه بالفساد وخيانة الأمانة والتكسب غير الشرعي!!ما قد يطيح به وينهي حياته السياسية ويدخله السجن، لهذا استمات نتنياهو للتحالف مع الفاشيين كبن غفير وزير الأمن الوطني وسموترتش وزير المالية، وصعد بجرائم حرب في غزة لينقذ جلده، ما جعله رهينة لابتزاز وعنصرية واستفزاز اليمين المتطرف.
ما حدث في 7 أكتوبر فاق جميع التوقعات بتغيير معالم الشرق الأوسط وبفرض وقائع جديدة على المستويات الفلسطينية والإقليمية والدولية!!
كتب والي نصر وماريا فانتابي مقالا عن تداعيات حرب غزة ـ في دورية Foreign Affairs ـ الأمريكية بعنوان: «الحرب التي أعادت تشكيل الشرق الأوسط… وكيف يمكن لواشنطن العمل على استقرار وتحويل المنطقة…».
أرى أن «عملية طوفان الأقصى عطلت الاستراتيجية الأمريكية وكثيرا من مكوناتها». أبرزها تعرية وفضح وتماهي الانحياز الأمريكي والغربي مع جرائم حرب وعدوان الصهاينة، وتوفير الدعم والحماية والتمويل والسلاح والفيتو في مجلس الأمن. ووصل الأمر برفض بايدن وقف الحرب وتبريره مع قادة أوروبا بشكل مستفز أنه يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها، ما زاد من كراهية أمريكا وأوروبا في الشارع العربي، وأحرج حلفاء واشنطن وفرمل خطوات التطبيع المتقدمة بين السعودية وإسرائيل وهذا ما اعترف به بايدن، وعمّق أزمة الثقة مع حلفاء واشنطن ومنح إيران وحلفاءها، حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله والحوثيين التقدير في العقلية العربية ـ الإسلامية.
في المقابل عرّت جرائم حرب الإبادة على غزة انحياز أمريكا والغرب السافر لإسرائيل، كشركاء في حرب الإبادة التي أودت بحياة 15.000 شهيد و7000 آلاف مفقود تحت الركام والأنقاض و40.000 مصاب، ثلثا الضحايا أطفال ونساء! وترحيل قسري لـ1.5 مليون في أكبر حرب مدمرة في 50 يوماً..
ولم يترك الصهاينة جريمة حرب وخرقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني إلا وارتكبوها في عقاب جماعي وإبادة جماعية وتدمير مربعات سكنية وشقق على رؤوس ومدارس ومستشفيات ومساجد على رؤوس ساكنيها وفرض حصار وقطع إمدادات الكهرباء والوقود والماء والغذاء والدواء.
ومع دخول الهدنة الإنسانية لأربعة أيام حيز التنفيذ صباح 23/11/2023 ـ بوساطة قطرية ناجحة ودعم مصري لوجيستي وضغط أمريكي بسبب الغضب الشعبي والمظاهرات الصاخبة والانتقاد والتمرد داخل حزب بايدن الديمقراطي ـ ما دفع بايدن لممارسة ضغط على نتنياهو، ترافق مع غضب وتظاهرات أهالي المحتجزين الإسرائيليين، ساهم بنجاح وساطة قطر بتحقيق اختراق مهم والتوصل لهدنة إنسانية لأربعة أيام قابلة للتمديد، وإلى صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية في مرحلتها الأولى بإطلاق حماس 150 سجيناً، مقابل إفراج حماس عن 50 محتجزا إسرائيليا من الأطفال والشباب والنساء والعائلات.. وتدفق مئات شاحنات المساعدات الغذاء والدواء ومواد طبية ووقود عبر معبر رفح المصري.
لكن الضرر الأكبر من حرب غزة على أمريكا: تهاوي مكانتها تعطيل مشروعها، وإفشال احتوائها للصين وإيران!
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه بايدن الفلسطينية الاحتلال فلسطين الاحتلال بايدن مشروع امريكا مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جرائم حرب
إقرأ أيضاً:
القصف متواصل على لبنان.. «نتنياهو» يواصل تهديداته!
قتل مواطن لبناني “جراء استهداف سيارته بصاروخ موجه من طائرة إسرائيلية مسيّرة في بلدة بعورته بمحافظة جبل لبنان جنوب البلاد”.
وبحسب المعلومات، “قتل قيادي في “قوات الفجر” الجناح العسكري للجماعة الإسلامية الشيخ حسين عطوي، في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة بعورتا بمنطقة الشوف جبل لبنان”.
وأظهرت “مشاهد مصورة لحظة احتراق السيارة، عقب هجوم شنته طائرة مسيرة أطلقت صاروخين على السيارة المستهدفة”.
وفي 8 أكتوبر2023، “شنت إسرائيل حربا على لبنان أسفرت عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، ومنذ وقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل في 27 نوفمبر2024 ارتكبت إسرائيل 2764 خرقا له، ما خلّف 194 قتيلا و485 جريحا على الأقل”، وفق وكالة أنباء الأناضول.
نتنياهو يحذر: لن نقبل بقيام أي خلافة على شاطئ المتوسط والرد سيكون قاسيا
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه لن “يقبل بقيام أي خلافة على شاطئ المتوسط”، موضحا أن “الرد الإسرائيلي لن يقتصر على اليمن، بل سيمتد إلى لبنان وبقية الجبهات”.
وأوضح نتنياهو: “نعلم جيدا من يجب أن نقاتلهم، وأقول للحوثيين كل هجوم علينا سيواجه بهجوم وهذا يسري على لبنان وبقية الجبهات”.
وأضاف: “قلت مرارا سنغير وجه الشرق الأوسط وهذا ما ننفذه بالفعل حاليا، وبفضل قرارات حكومتي وصمودها كسرنا محور الشر في غزة ولبنان وسوريا ومواقع أخرى، ونعرف عدونا جيدا ولن نقبل بوجود دولة خلافة هنا أو في لبنان ونعمل على ضمان بقاء إسرائيل”.
وفيما يخص “الحوثيين”، أشار نتنياهو إلى أنهم “يتلقون “ضربات قوية” من الحلفاء الأمريكيين، متوعدا بأن يكون الرد الإسرائيلي عليهم “قاسيا”.
وقال:”الحوثيون” تفاخروا بإطلاق مسيرة اسمها يافا وأقول لهم يافا ليست محتلة وردنا الصارم عليكم آت”، فيما وجه رسالة إلى لبنان، قائلا: “كل هجوم على إسرائيل سيقابل بهجوم مضاد، وهذا يسري على لبنان كما على بقية الجبهات”.
وحول الأوضاع في غزة، قال نتنياهو:”سنقوض حماس في غزة وسنعيد الأسرى ونحقق أهدافنا كافة”، معتبرا أن “رئيس جهاز الأمن الداخلي “فشل فشلا ذريعا إبان هجوم السابع من أكتوبر”، كما أشار إلى أنه “لن يقبل بقيام أي خلافة على شاطئ المتوسط، كما لن تحصل حرب أهلية في إسرائيل”.
حركة “حماس” تدين الانتهاكات الإسرائيلية في جنوب لبنان
أدانت حركة “حماس” في لبنان “الانتهاكات الإسرائيلية والقصف المتواصل على القرى والبلدات جنوب لبنان وعمليات الاغتيال التي لم تتوقف منذ انتهاء الحرب”.
وأصدرت حركة “حماس” بيانا حول الأوضاع جنوب لبنان موضحة أنها “تتابع تطورات الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على لبنان، لا سيما في القرى الجنوبية التي تتعرض لعمليات اغتيال وقصف صهيوني لم يتوقف منذ انتهاء الحرب”.
وقالت حركة “حماس”: “ندين العدوان الإسرائيلي المتواصل على القرى والبلدات جنوب لبنان وعمليات الاغتيال التي لم تتوقف منذ انتهاء الحرب”.
وأكدت حركة “حماس” على “ضرورة قيام المجتمع الدولي بإلزام الكيان الإسرائيلي بتنفيذ اتفاقاته في كل مكان وعدم التنصّل منها”.
وتوجهت حركة “حماس” بأحرّ “التعازي والمواساة إلى الدولة اللبنانية رئاسة وحكومة وشعبا وجيشا بارتقاء ثلاثة عناصر من الجيش اللبناني”، كما تقدمت “بالعزاء والمواساة بارتقاء عدد من المدنيين ومن عناصر حزب الله”، مشيدة “بتضحياتهم الكبيرة”.
وقبل أيام، “استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية بلدات دير ميماس وأرنون وكفرتبنيت في جنوب لبنان، ما أدى لمقتل 4 أشخاص”.
لبنان.. إحباط عملية تهريب كمية كبيرة من المخدرات
أعلنت الأجهزة الأمنية في لبنان “إحباط عملية تهريب كمية كبيرة من المخدرات عبر المعابر غير الشرعية”.
وقالت المديرية العامة لأمن الدولة في بيان إنه “في إطار الجهود المستمرة لمكافحة تهريب المخدرات وحماية الحدود من الأنشطة غير الشرعية، نفذت دورية من مكتب بعلبك الإقليمي التابع للمديرية الإقليمية في بعلبك – الهرمل، عملية أمنية دقيقة عند منتصف ليل 21-22 نيسان 2025، أسفرت عن ضبط كمية كبيرة من المواد المخدرة في جرد نحلة”، شرقي البلاد”.
وأضافت: “تم ضبط حوالي 250 كلغ من مادة حشيشة الكيف، موضبة بطريقة محترفة، كانت معدة للتهريب خارج الحدود بواسطة الدراجات النارية عبر المعابر غير الشرعية، وأجري المقتضى القانوني بناء لإشارة القضاء المختص”.
مكتب بعلبك يُحبط عمليّة تهريب كميّة كبيرة من المخدرات إلى خارج الأراضي اللبنانيّة.#المديريّة_العامّة_لأمن_الدولة#Lebanese_State_Security pic.twitter.com/bRfCbtoiJ5
— Lebanese State Security (@statesecuritylb) April 22, 2025