مفتي الجمهورية يُهيب بالشعوب العربية إلى الوقوف وراء حكوماتهم لمواجهة قوى الشر.. ويؤكد: فلسطين الغالية هي قضية المسلمين الأولى
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
مفتي الجمهورية خلال المؤتمر الدولي لمسلمي أوزبكستان:
· نثني على إباء وصمود الشعب الفلسطيني ووقوفهم أمام مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية العادلة
· مدينة بخارى ستبقى شاهدة بتاريخها العريق على مرحلة عظيمة من تاريخ الحضارة الإنسانيَّة والإسلامية
· مدينة بُخارى زاحمت حواضر الخلافة ومدنها وساهمت بشكل فعال في توثيق علم الحديث
· صحيح البخاري عمدة المسلمين بعد القرآن ولم تقتصر قراءته على العلماء وطلاب العلم
· التاريخ الإنساني يسجِّل لمدينة بخارى مساهمتها في تشكيل الحضارة الإنسانية وتطورها
قال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إننا نجتمع اليومَ في بقعة مباركةٍ من بقاع الأرض، هذه البقعة الشاهدة بتاريخها العريق، ورجالها العظماء، وعلمائها الأكابر، ومساجدها العامرة، ومدارسها الزاهرة، على مرحلة عظيمة من تاريخ الحضارة الإنسانيَّة والإسلامية، حيث اجتمع فيها مكونات النموذج الحضاري الأمثل: عبادةُ الله، وعمارةُ الأرض، وتزكية النفس، تلك الثلاثية التي تمثل ماهية حضارةٍ من أعظم الحضارات وأجلها، حضارة مُصان فيها الدين والنفس والعقل والعرض والمال وهي المقاصد التي جاءت الأديان جميعا بحفظها ورعايتها.
وأضاف خلال إلقائه الكلمة الرئيسية في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي للإدارة الدينية لمسلمي أوزبكستان، المنعقد تحت عنوان: "مكانة بخارى الخالدة في الحضارة الإسلامية"، أن مدينة بُخارَى لم تكن فقط شاهدة على ما للحضارة الإسلامية من مآثر وجولات في الفكر الإنساني، بل كانت مع هذا الشهود الحضاري مشاركة وبقوة في صناعة هذه الحضارة، وعاملًا في الحفاظ عليها والدفاع عنها، إننا اليوم في مدينة بخارى، ذلك الاسم الذي ما من مسلم له أدنى قدر من الثقافة والتعليم الإسلامي، إلا وذِكر مدينة بخارى يتنبه له وجدانه وقلبه، ويُوقظ ذهنه وعقله، ويشدُّ انتباهه وفكره، ولا عجب فـ «بُخارى» اسمٌ خالدٌ محفور بحروف من نورٍ في تاريخ الأمة الإسلامية وثقافتها.
وأكد فضيلة المفتي أن مدينة بُخارى، زاحمت حواضر الخلافة ومدنها، وساهمت بشكل فعال في أبرز ما تفردت به الحضارة الإسلاميَّة ألا وهو الاهتمام بالتوثيق وعلوم التوثيق، وعلى رأس هذه العلوم بالطَّبع علم الحديث، فقد كان لمدينة بخارى السبقُ الذي لا يضاهى، والشَّرفُ الذي لا يبارى، أن كان منها أعظم علماء الحديث وأجلهم وأميرهم على الإطلاق الإمام محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبه الجُعفي البخاري، وهو العَلَم الأبرز لهذه المدينة بكتابه العظيم «الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه» والمعروف اختصارًا بـ «صحيح البخاري»، مشيرًا إلى أن الإمام البخاري بذل في هذا المؤلف العظيم جهده وعمره، حتى بلغ في ثبوته وتوثيقه أن كان أصحَّ كتابٍ بعد كتاب الله سبحانه وتعالى، واشتهر في حياة مؤلِّفه حتى قال الفِرَبرِيُّ راويه أنه قد سمعَ صحيحَ البخاري تسعون ألف نفسٍ، والفِرَبرِيُّ بخاريٌّ أيضًا.
كما أوضح أن المسلمون اهتموا بالصَّحيح لا من جانب رجاله فقط، بل اهتموا بلغته فصُحِّح على مستوى الحركةِ، وتفرَّغ لتلك المهمة إمام اللغة العربية جمال الدين ابن مالك الطائي الجياني صاحب الألفية والتسهيل رحمه الله، واهتمُّوا به كذلك في تراجم أبوابه وفقه مؤلفه الإمام البخاري، واهتموا بغير ذلك مما يدور حول صحيح البخاري من قريب أو بعيد، والرسائل العلميَّة في الجامعات والمؤلفات حول الصحيح التي تبلغ المئات شاهدة على ذلك الاهتمام، فصحيح البخاري عمدة المسلمين بعد القرآن، والمعين الذي لا ينضب على مر الدهور فلم تقتصر قراءته على العلماء وطلاب العلم، بل اجتمع العوام له، فقرءوه تعلُّمًا، وقرءوه تبركًا، بل وصل الحال بتعظيمه في القلوب أن أقسموا به كما الحال في ديارنا المصريَّة.
وتابع موضحًا أن علم الحديث في مدينةِ بُخارى ليس قاصرًا على الإمام البخاريِّ؛ بل إنَّ عدد البخاريين الذين شاركوا في عملية التوثيق للسنة النبوية كثير وواضح بجلاء لمن يقرأ كتب الطبقات والتاريخ الإسلامي.
كما لفت النظر إلى أن عملية التوثيق ليست هي دائرة اهتمام هذه المدينة العامرة، بل ضرب البخاريُّون بسهم في ما يأتي بعد مرحلة التوثيق للنصِّ وهو الفهم، المتمثل في الأصلين: علمي أصول الدين وأصول الفقه وكذلك علم الفقه، فالمدرسة البخارية مدرسة أصيلة من مدارس الماتريدية أحد جناحي مذهب أهل السنة والجماعة، وعلماء مدينة بخارى في الفقه والأصول علامات مضيئة في تاريخ هذه العلوم، فأبو زيد الدبوسي الحنفي بخاري، وأبو طاهر البزدوي الحنفي بخاري بل إن أبا عبد الله الحليمي من أصحاب الوجوه في مذهب السادة الشافعية بخاري أيضًا وغيرهم كثير.
في الإطار ذاته أشار فضيلة المفتي إلى أنَّ عطاء مدينة بخارى غير متوقف عند العلوم النقلية مثل الفقه والحديث، وأن بذلها وعظمتها منحصرة في بناء الحضارة الإسلامية، لكنَّ التاريخ الإنساني يسجل لهذه المدينة أن ساهمت في تشكيل الحضارة الإنسانية وتطورها، وحفلت بأعظم العقول على مر التاريخ الإنساني، فالشَّيخ الرَّئيس أبو علي ابنُ سينا ذلك العَلَم البارزُ في تاريخ الفلسفة النظرية والعملية، صاحب الشفاء والإشارات والتنبيهات، وصاحب القانون في الطبِّ، بخاريٌّ، فهو- والعبارة للذَّهبيِّ في سير أعلام النبلاء: أبو علي، الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، البلخيُّ ثم البخاريُّ، صاحب التصانيف في الطب والفلسفة والمنطق.
وأضاف فضيلته أن نتاج هذه المدينة لهو أمر مبهر للعقول، ولشرف عظيم يجعل من هذه المدينة -مدينةَ بُخارَى- عاليةَ القدر، محفوظةَ المكانة في وجدان كل مسلم، بل في وجدان كل إنسان، بعطائها الزاهر للتاريخ والحضارة.
وتابع: "لئن كنا نستذكر اليوم بقعة قد شرَّفها الله تعالى بالعِلم، فإننا لا ننسى بقعةً شرفها الله تعالى بذكرها في كتابه، وجعلها مسرى نبيه ومنطلق معراجه، فلسطين الغالية التي هي قضية المسلمين الأولى منذ الاحتلال الغاشم عام 1948، والذي تمادى في ظلمه وبغيه وإفساده في الأرض، فلم يرقبوا في الضعفاء والأطفال والنساء والشيوخ إلًّا ولا ذمة، ورموا بالقانون الدولي عرض الحائط".
وفي ختام كلمته توجه فضيلة المفتي باسمه وباسم الشعب المصري إلى أهلنا في فلسطين بكل كلمات التقدير والثناء على إبائهم وصمودهم ووقوفهم أمام مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية العادلة، كما توجه إلى أهالي الشهداء بالتعازي وأن يلهمهم الله الصبر والسلوان، كذلك توجه إلى الشعوب العربية والإسلامية أن يقفوا وراء حكوماتهم لمواجهة ما يُخطط من قوى الشر لزعزعة الأمن والأمان والاستقرار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتى الجمهورية المؤتمر الدولي لمسلمي أوزبكستان صحیح البخاری هذه المدینة مدینة ب
إقرأ أيضاً:
الإعلان عن تاريخ تسجيل تلاميذ السنة الأولى ابتدائي
أعلنت وزارة التربية الوطنية اليوم عن تواريخ التسجيلات الخاصة بتلاميذ في السنة الأولى ابتدائي للموسم الدراسي 2025/2026.
وفي بيانها عبر حصفحتها على الفيسبوك حدد الوزارة الفترة الممتدة من 4 إلى 31 ماي للأولياء المعنيين بتسجيل أبنائهم في السنة الأولى ابتدائي.
واكدت الوزارة أن هذه التسجيلات تخص الأطفال مولود بين أوّل جانفي و 31 ديسمبر 2019.
كما أن العملية ستكون حصريا عبر الفضاء المخصص للأولياء ضمن النظام المعلوماتي لقطاع التربية الوطنية، وذلك على الرابط:
https://awlyaa.education.dz
وأشارت الوزارة إلى أن التسجيل لا يشمل الأطفال المتمدرسين حاليا في أقسام التربية التحضيرية المسجلين على الأرضية الرقمية، لأنهم مسجلون تلقائيا.
ونشرت الوزارة للأولياء المعنيين بتسجيل أبنائهم الخطوات الآتية:
بالنسبة للأولياء المنخرطين في النظام المعلوماتي لوزارة التربية الوطنية:
يقوم الولي أوالوصي الشرعي بالولوج لحسابه على الفضاء المخصص له، ثم يحجز المعلومات على الاستمارة الإلكترونية لطلب التسجيل في السنة الأولى ابتدائي المتاحة على واجهة ” تسجيل الأطفال. مع اختيار بالترتيب 3 مدارس قريبة من مقر إقامته أو مكان عمله. ورفع صور أو نسخ للوثائق الثبوتية التي تؤكد علاقة الطفل بالولي أوالوصي الشرعي وكذا تلك التي تثبت مكان إقامته أو عمله حسب الحالة. (مذكورة بالتفصيل في النظام المعلوماتي)
يستخرج الولي أوالوصي الشرعي من ذات الفضاء الاستمارة الالكترونية للتسجيل الأولي والاحتفاظ بها.
بالنسبة للأولياء غير المنخرطين في النظام المعلوماتي لوزارة التربية الوطنية:
يقوم الولي أو الوصي الشرعي بحجز المعلومات المطلوبة على الاستمارة الإلكترونية لطلب التسجيل في السنة الأولى ابتدائي، والتي تتضمن معلومات إنشاء حساب جديد، والمتاحة على الواجهة الرئيسية لذات الفضاء، مع اختيار بالترتيب 3
مدارس قريبة من مقر إقامته أو مكان عمله، ورفع صور أو نسخ للوثائق الثبوتية التي تؤكد علاقة الطفل بالولي أو الوصي الشرعي، وكذا تلك التي تثبت مكان إقامته أو عمله حسب الحالة مذكورة بالتفصيل في النظام المعلوماتي)
يستخرج الولي أو الوصي الشرعي من ذات الفضاء الاستمارة الإلكترونية للتسجيل الأولي والتي تتضمن معلومات الدخول
للفضاء (اسم المستخدم وكلمة المرور) لاستخدامها في الولوج إلى حسابه لمتابعة طلبه.
واكدت الوزارة انه يتم إعلام الأولياء بنتيجة دراسة طلباتهم عبر الفضاء المخصص لهم ضمن النظام المعلوماتي لقطاع التربية الوطنية.
كما سيتم إشهار القوائم المقبولة في فضاءات الإعلانات بالمؤسسات التربوية المعنية يوم الإثنين 30 جوان 2025 .
وأي تسجيل يتم خارج النظام المعلوماتي لوزارة التربية الوطنية يعد ملغى وعديم الأثر.