«أريدُ» توعِّي كبار السن بأساليب الحماية من الاحتيال
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
استضافت شركة «أريدُ»، ورشة عمل لمدة ثلاثة أيام بهدف تثقيف كبار السن حول التدابير التي يمكنهم اتخاذها لتجنب الوقوع ضحايا للاحتيال. وقدمت الورشة لأكثر من 45 مشاركاً ومشاركةً إرشادات يمكن اتباعها في حال تلقيهم مكالمات أو رسائل واتساب احتيالية.
ومن بين المحاور الرئيسية الأخرى التي تضمنتها هذه المبادرة، شرح خطوة بخطوة لكيفية استخدام تطبيق «أريدُ» بشكل آمن على منصات وأجهزة مختلفة.
وأكد صباح ربيعة الكواري، مدير إدارة العلاقات العامة والمسؤولية الاجتماعية والرعايات في «أريدُ» قطر، ضرورة اتباع نهج عملي لدعم المجتمع فيما يتعلق بالسلامة الرقمية.
وقال: «كان من المهم للغاية أن نقيم ورشة عمل حول كيفية استخدام تطبيق أريدُ ومعالجة مشكلة الاحتيال عبر الإنترنت والجوال وتثقيف قاعدة عملائنا الأوفياء من كبار السن، الذين تم استهـــــــدافهم باستمــــــرار في الماضي».
وأضاف: «نحن نأخذ المسؤولية الاجتماعية لشركتنا على محمل الجد ونهتم بجميع عملائنا، صغاراً وكباراً على حدٍّ سواء».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر شركة أريد كبار السن
إقرأ أيضاً:
الاتفاق الأمريكي-الإيراني: ترتيبات الكواليس وتداعياتها على فلسطين والعرب السنّة
في عالم السياسة الدولية، لا تُكتب كل التفاهمات في البيانات الختامية، بل إنّ ما يُدار خلف الأبواب المغلقة -خصوصا في الاتفاقات بين القوى الكبرى- يحمل في طياته ترتيبات غير معلنة قد تكون أشدّ تأثيرا من العناوين الرسمية. ومن بين هذه التفاهمات، يبرز الاتفاق الأمريكي-الإيراني الأخير، الذي وإن ركّز علنا على الملف النووي والعقوبات، إلا أن تداعياته امتدّت بعمق إلى الساحة الفلسطينية والعربية، خاصة بين العرب السنّة.
أولا: القضية الفلسطينية في ظل تفاهمات "اللا تصعيد"
1- تراجع الأولوية السياسية
رغم الخطاب الإيراني المعلن حول "دعم المقاومة"، لم تحضر القضية الفلسطينية على طاولة المفاوضات كأولوية. إذ طغت قضايا الملف النووي وتجميد العقوبات وأمن الخليج وإسرائيل على ما سواها. بهذا، تم تهميش القضية الفلسطينية لصالح ملفات أكثر التصاقا بالمصالح المباشرة لطهران وواشنطن.
2- تضييق على فصائل المقاومة
برزت آثار التفاهم الأمني غير المعلن من خلال خطوات على الأرض، أبرزها:
- خفض ملموس في الدعم اللوجستي والمالي لبعض فصائل المقاومة الفلسطينية.
- جمود في خطوط الإمداد التي تمر عبر بعض أذرع إيران الإقليمية، كحزب الله أو المليشيات في سوريا والعراق، وإشارات سياسية من طهران لضبط حلفائها وعدم التصعيد من غزة أو جنوب لبنان.
3- تهدئة جبهات التماس
أحد البنود الضمنية للتفاهم كان تجميد الجبهات المشتعلة، سواء في لبنان أو غزة، مقابل مكاسب اقتصادية وسياسية لإيران. حزب الله وحماس، وإن لم يُعلن ذلك، يبدوان في حالة "إدارة تصعيد" محسوبة، تنتظر نتائج التسويات الكبرى.
ثانيا: العرب السنّة ودور المتفرج القلق
1- شعور بالخيانة
خلفت الاتفاقات الأمريكية-الإيرانية شعورا عميقا بالخيانة لدى حلفاء واشنطن التقليديين من العرب السنّة، خاصة في الخليج، إذ شعروا بأن واشنطن سلّمت مفاتيح التوازن الإقليمي لعدوهم التاريخي (إيران)، دون مراعاة لمصالحهم أو أمنهم القومي.
2- الاندفاع نحو التطبيع
تسارعت خطى بعض الأنظمة السنيّة نحو إسرائيل، ظنا بأنها تمثل توازنا مضادا للنفوذ الإيراني المتصاعد بعد الاتفاق، فكان التطبيع خيارا استراتيجيا، لا تطورا دبلوماسيا فحسب.
3- تمدد إيراني في الجغرافيا السنيّة
إدراك هذه التفاهمات الخفية لا ينبغي أن يمرّ مرور الكرام، بل يجب أن يكون دافعا لتحرك استراتيجي جديد يُعيد الاعتبار للمصالح الحقيقية لأمتنا، ويوحّد الصف أمام مشاريع التجزئة والتهميش
من اليمن إلى العراق مرورا بسوريا ولبنان، شكّل الاتفاق متنفسا سياسيا واقتصاديا لطهران، عزز من حضورها ونفوذها. والنتيجة: تصاعد التوتر الطائفي، وتراجع قوى السنّة في مساحات كانوا فيها فاعلين.
4- تنازلات أمريكية على حساب السنّة
ضمن ترتيبات ما وراء الكواليس، غضّت واشنطن الطرف عن انتهاكات مليشيات موالية لطهران في مناطق سنّية، مقابل تعاون إيراني في ملفات النووي وأمن إسرائيل. وهكذا، تمت التضحية بمطالب السنة في العراق وسوريا واليمن كجزء من "صفقة كبرى".
ثالثا: ما دار في الخفاء.. ترتيبات غير معلنة
- ترسيم غير معلن لمناطق النفوذ: تفاهمات ضمنية حول توزيع السيطرة في سوريا والعراق، بحيث تحتفظ إيران بوجودها، مقابل انسحاب جزئي أمريكي.
- التزام بتهدئة الجبهات ضد إسرائيل: إيران أبلغت -عبر وسطاء- باستعدادها لكبح حلفائها من التصعيد مع إسرائيل، مقابل تسهيلات اقتصادية ومالية.
- قنوات أمنية غير مباشرة: عُمان والعراق كانا محطات لتبادل الرسائل الأمنية، بما في ذلك ما يخص المليشيات والسلاح الإيراني الدقيق.
- تجميد الدعم للمقاومة: مقابل الإفراج عن أرصدة مجمدة، تم الاتفاق على تهدئة حلفاء إيران وتقليص دعمهم لحركات المقاومة الفلسطينية.
خاتمة: إعادة ترتيب الشرق الأوسط.
الاتفاق الأمريكي-الإيراني ليس مجرد تسوية نووية، بل هو إعادة رسم للخريطة السياسية للمنطقة، حيث يتم استبعاد بعض اللاعبين، وإعادة تأهيل آخرين. وتبدو القضية الفلسطينية -مرة أخرى- الخاسر الأكبر، إلى جانب المجتمعات السنّية التي فقدت حليفا دوليا طالما اعتبرته سندا.
إن إدراك هذه التفاهمات الخفية لا ينبغي أن يمرّ مرور الكرام، بل يجب أن يكون دافعا لتحرك استراتيجي جديد يُعيد الاعتبار للمصالح الحقيقية لأمتنا، ويوحّد الصف أمام مشاريع التجزئة والتهميش.