سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي.. «الروبوتات» تتهيأ للحروب المستقبلية.. «نيويورك تايمز»: بعض الدول تسعى لفرض قيود قانونية جديدة
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
في ظل التطور الذي يشهده عالم الذكاء الاصطناعي، تتسابق الولايات المتحدة والصين وروسيا حول كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في جيوشهم.
وتأتي على قمة أولويات القوى العظمى تطوير الأسلحة التي يمكن أن تجد طريقها إلى الهدف دون مساعدة بشرية.
وتعد الروبوتات القتالية والمسيرات من أبرز ملامح التطّور المتوقع في الحروب المستقبلية التي ستعتمد بشكل كبير على الأنظمة المسيرة المتحكم بها عن بعد.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير لها، إن المسيرات القاتلة التى يتم التحكم فيها بالذكاء الاصطناعى أصبحت واقعا، مما أثار نقاشا بين الدول حول حدود استخدامها؛ مشيرة إلى أن القلق من المخاطر المتعلقة بالروبوتات الحربية جعل بعض الدول ترغب فى قيود قانونية جديدة، فى ظل معارضة من الولايات المتحدة ودول كبرى أخرى.
وذكرت الصحيفة فى تقريرها أن الأمر يبدو وكأنه شىء من الخيال العلمى: أسراب من الروبوتات القاتلة التى تطارد الأهداف بمفردها، وقادرة على الطيران للقتل دون أى دور بشرى.
وأضافت أن الأمر يقترب من الواقع مع إحراز الولايات المتحدة والصين وحفنة من الدول الأخرى تقدما سريعا فى تطوير ونشر التكنولوجيا الجديدة ذات القدرة على إعادة تشكيل طبيعة الحرب بتحويل قرارات الحياة والموت إلى طائرات مسيرة مستقلة مزودة ببرامج الذكاء الاصطناعى.
وهذه الاحتمالية مقلقة للغاية للعديد من الحكومات الأخرى حتى أنها تحاول تركيز الانتباه عليها بمقترحات فى الأمم المتحدة لفرض قواعد ملزمة قانونا حول استخدام ما تصفه الجيوش بالأسلحة المستقلة الفتاكة.
ولقد تضافرت التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي والاستخدام المكثف للطائرات بدون طيار في الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط لجعل هذه القضية أكثر إلحاحا. حتى الآن، تعتمد الطائرات بدون طيار عمومًا على مشغلين بشريين لتنفيذ مهام مميتة، ولكن يجري تطوير برمجيات ستسمح لها قريبًا بالعثور على الأهداف واختيارها بنفسها.
وقد أدى التشويش المكثف على الاتصالات اللاسلكية ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في أوكرانيا إلى تسريع هذا التحول، حيث يمكن للطائرات بدون طيار المستقلة في كثير من الأحيان الاستمرار في العمل حتى عندما تكون الاتصالات مقطوعة.
وقال ألكسندر كمينت، كبير المفاوضين النمساويين، فى هذه القضية، إن هذه واحدة من أكثر نقاط التحول الأكثر أهمية للبشرية، فمسألة دور البشر فى استخدام القوة، قضية أمنية أساسية بلا شك، وقضية قانونية وأيضا قضية أخلاقية.
وترى نيويورك تايمز أنه فى حين تقدم الأمم المتحدة منصة للحكومات للتعبير عن مخاوفهم، لكن من غير المرجح أن تكتسب هذه العملية قواعد جوهرية جديدة ملزمة قانونا. ويقول المدافعون عن الحد من التسلح إن الولايات المتحدة روسيا واستراليا وإسرائيل ودول أخرى جادلت جميعا بأنه ليس هناك حاجة إلى قانون دولى جديد فى الوقت الحالى، فى حين تريد الصين تضييق أى حد قانونى، بشكل لا يجعله ذا تأثير عملى كبير.
وكانت النتيجة ربط المناقشة بـ "عقدة إجرائية" دون فرصة كبيرة فى إحراز تقدم فيما يتعلق بإصدار تفويض قانونى ملزم فى أى وقت قريب.
وقال كونستانتين فورونتسوف، نائب رئيس الوفد الروسى لدى الأمم المتحدة، للدبلوماسيين الذين احتشدوا فى غرفة اجتماعات بمقر الأمم المتحدة فى نيويورك، إنهم لا يرون أن هذا هو الوقت المناسب حقا لهذا الأمر.
وتقول نيويورك تايمز إن الجدل حول مخاطر الذكاء الاصطناعى اكتسب انتباها جديدا فى الأيام الأخيرة فى ظل المعركة للسيطرة على شركة الذكاء الاصطناعى الرائدة فى العالم Open AI، بعد انقسام على ما يبدو بين قادتها حول ما إذا كانت الشركة تأخذ فى الاعتبار بدرجة كافية مخاطر التكنولوجيا.
وفى الأسبوع الماضى، ناقش المسئولون الأمريكيون والصينيون قضية ذات صلة، وهى القيود المحتملة على استخدام الذكاء الاصطناعى فى قرارات تتعلق بنشر الأسلحة النووية.
وعلى هذ الخلفية، فإن مسألة طبيعة القيود التى ينبغى وضعها على استخدام الأسلحة الفتاكة المستقلة قد اكتسب إلحاحا جديدا. وفى الوقت الراهن، وصلت إلى ما إذا كان يكفى أن تتبنى الأمم المتحدة مبادئ توجيهية غير ملزمة، وهو الموقف الذى تدعمه الولايات المتحدة.
وقال جوشوا دوروسين، كبير مسئولى الاتفاقيات الدولية فى وزارة الخارجية الأمريكية فى مناقشة أجريت فى مايو الماضى، إنه سيكون من الصعب للغاية على الولايات المتحدة القبول بالأمر الإلزامى.
وأعلنت نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس هذا الصيف أن الجيش الأمريكي سوف "ينشر أنظمة ذاتية التشغيل يمكن تخصيصها بعدة آلاف" في العامين المقبلين، قائلًا إن الدفع للتنافس مع استثمارات الصين في الأسلحة المتقدمة يستلزم أن تقوم الولايات المتحدة " الاستفادة من المنصات الصغيرة والذكية والرخيصة والكثيرة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الروبوتات حروب المستقبل أمريكا روسيا الصين مسيرات الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعى الولایات المتحدة نیویورک تایمز الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
اتفاقيات وعقود جديدة لـ«أدنوك» لتوسعة استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي
سيد الحجار (أبوظبي)
كشفت «أدنوك» خلال العام الحالي عن خطط جديدة لتسريع نشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي، واستخدام التقنيات والحلول المتقدمة، في مختلف مجالات ومراحل عملياتها، وتوسعة نطاق برنامج تطبيق الحلول الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الآبار.
ووقعت «أدنوك» على هامش فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2024»، الذي اختتم فعالياته بأبوظبي مؤخراً، اتفاقيات جديدة لتعزيز التعاون الاستراتيجي مع شركات عالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي والحلول منخفضة الكربون في دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم.
كما كشفت عن خطط جديدة لتوظيف تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي في العمليات، فضلاً عن إطلاق حلول ذكاء اصطناعي لضمان تعزيز الإنتاجية ورفع الكفاء وخفض الانبعاثات.
وتسهم حلول الذكاء الاصطناعي في تمكين «أدنوك» من تحقيق طموح الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2045، وتحقيق صافي انبعاثات قريبة من الصفر من غاز الميثان بحلول عام 2030.
وبفضل استخدام أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، نجحت الشركة بين عامي 2022 و2023 في خفض مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتحقيق قيمة تجارية بلغت 1.84 مليار درهم (500 مليون دولار) في عام 2023.
تعاون استراتيجي
وأعلنت «أدنوك» وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» مؤخراً عن توقيع اتفاقية مع «مايكروسوفت» للتعاون الاستراتيجي في مجالات الذكاء الاصطناعي والحلول منخفضة الكربون في دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم، وذلك بهدف الحدّ من انبعاثات منظومة الطاقة الحالية والمساهمة في بناء منظومة طاقة مستدامة للمستقبل.
وبموجب الاتفاقية، سيتم تقييم فرص تزويد مراكز البيانات التابعة لشركة «مايكروسوفت» بالكهرباء المُولّدة من مصادر الطاقة المتجددة من خلال شركة «مصدر» التي تمتلك «أدنوك» حصةً فيها.
كما ستستكشف «أدنوك» و«مصدر» فرص استخدام أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لتطوير مشاريع التقاط وتخزين الكربون، بالإضافة إلى مشاريع الأمونيا والهيدروجين منخفضي الكربون.
تقنيات ذكية
وأعلنت «أدنوك» الشهر الحالي عن ترسية عقد بقيمة 1.79 مليار درهم (490 مليون دولار) على شركة «بي جي بي» التابعة لمؤسسة البترول الوطنية الصينية «سي إن بي سي»، لتوسيع نطاق أكبر مشروع مسح «جيوفيزيائي» ثلاثي الأبعاد في العالم لمناطق برية وبحرية تقوم بتنفيذه حالياً في إمارة أبوظبي. وسيركز العقد على تحديد موارد إضافية من النفط والغاز ضمن حقول «أدنوك» البرية المُنتجة حالياً.
وستقوم «أدنوك» و«بي جي بي» بتوظيف تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي لتسريع عميلة تحليل البيانات الجيوفيزيائية، وتعزيز استخلاص موارد النفط والغاز، واستخدام البنية التحتية الحالية في الحقول المُنتجة لرفع كفاءة العمليات.
أخبار ذات صلة "أدنوك للغاز" تتوقع الاستحواذ على حصة "أدنوك" في "الرويس للغاز المسال" استكشاف دور الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على البيئة
الاستشعار عن بُعد
كما أعلنت «أدنوك» مؤخراً عن ترسية شركة «أدنوك البرية» عقداً بقيمة 3.38 مليار درهم (920 مليون دولار) على شركة «جيريه أويل آند غاز» لتنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والتشييد لتركيب معدات الاستشعار عن بُعد وتشغيل الآبار في حقول «باب»، و«بوحصا» و«جنوب شرق» البرية التابعة لها، وذلك لتوسعة نطاق برنامج تطبيق الحلول الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الآبار ليشمل تلك الحقول.
ومن المخطط استكمال برنامج «أدنوك» لتطبيق الحلول الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الآبار في عام 2027، وعند تطبيقه، سيقدم مجموعة من المزايا التي تشمل مراقبة أكثر من 2000 بئر والتحكم فيها عن بُعد، ورفع الكفاءة التشغيلية، وتعزيز السلامة من خلال تقليل وقت إيقاف التشغيل لإجراء عمليات الصيانة ورفع أداء الآبار. ويستند البرنامج الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي إلى استراتيجية «أدنوك» التي تهدف لتسريع استخدام التقنيات والحلول المتقدمة في مختلف مجالات ومراحل عملياتها.
ومنذ عام 2006، تستخدم «أدنوك» برنامج تطبيق الحلول الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الآبار في عدد من الحقول البرية وهي «مندر»، و«جسيورة»، و«شمال شرق باب» الذي يعد أول «حقل ذكي» للشركة.
حلول تكنولوجية
وأعلنت «أدنوك» و«إيه آي كيو» خلال مشاركتهما في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2024»، عن إطلاق حل «ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل» (ENERGYai) الذي يُعد أول حل قائم على أنظمة «وكلاء الذكاء الاصطناعي» من نوعه في العالم تم تصميمه خصيصاً لضمان تعزيز الإنتاجية ورفع الكفاءة وخلق القيمة وخفض انبعاثات قطاع الطاقة العالمي.
ويجمع حل «ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل» بين تقنية «نموذج اللغة الكبيرة» وأنظمة «وكلاء الذكاء الاصطناعي» التي تتضمن «وكلاء» من الذكاء الاصطناعي يتم تدريبهم على إنجاز مهام محددة ضمن سلسلة القيمة على امتداد أعمال «أدنوك».
ويؤكد هذا الحل المبتكر التزام «أدنوك» بتطوير وتقديم حلول مستدامة ورائدة قائمة على البيانات تساهم في الارتقاء بمعايير وكفاءة الأداء في قطاع الطاقة.
وتم تطوير حل «ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل» من جانب شركة «إيه آي كيو» بالتعاون مع شركتي «جي 42» ومايكروسوفت، حيث يتضمن أفضل التقنيات بما يشمل أُطر منصة البيانات المفتوحة «أو إس دي يو»، ونماذج شركة «أوبن إيه آي».
تقنيات جديدة
وكانت «أدنوك» قد أعلنت أغسطس الماضي عن تطبيق تقنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تعد رائدة على مستوى قطاع الطاقة تم تطويرها بوساطة الشركة بهدف رفع كفاءة عملياتها. وقامت «أدنوك» بنشر تقنية «Neuron 5» بشكل مبدئي في مئات المعدات في حقل «شمال شرق باب» التابع لشركة «أدنوك البرية» ومحطة الطويلة لضغط الغاز، التابعة لشركة «أدنوك للغاز».
وأعلنت «أدنوك» يوليو الماضي عن استخدام نظام RoboWell المدعوم بالذكاء الاصطناعي الذي طورته شركة «إيه آي كيو» للتحكم الآلي في الآبار ضمن عملياتها في حقل «نصر» البحري، وذلك للمرة الأولى عالمياً في العمليات البحرية.
وأعلنت «أدنوك»، و«جي 42»، و«بريسايت ايه اي هولدينغ بي ال سي» (بريسايت) مايو الماضي عن هيكل جديد لملكية أسهم شركة «إيه آي كيو»، يتم بموجبه استحواذ «بريسايت»، الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، على حصة 51% من أسهم «إيه آي كيو»، بينما تحتفظ «أدنوك» بملكية 49% من الأسهم.
وفي إطار الصفقة، تحصل «أدنوك» على 4% من أسهم «جي42» في شركة «بريسايت»، مقابل نقل 11% من حصتها في شركة «إيه آي كيو».
تقرير مشترك
نشرت «أدنوك» وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» و«مايكروسوفت» مؤخراً تقريراً مشتركاً بعنوان «تعزيز الإمكانات: الذكاء الاصطناعي والطاقة من أجل مستقبل مستدام»، يستكشف القدرات النوعية للذكاء الاصطناعي في دعم جهود قطاع الطاقة العالمي لبناء مستقبل خالٍ من الانبعاثات.
ويُسلّط التقرير الضوء على قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين كفاءة الطاقة، وإدارة أنظمتها المعقدة، وتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وابتكار حلول طاقة خالية من الانبعاثات، بالتزامن مع تلبية الطلب المتزايد على الطاقة من مراكز البيانات الخاصة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وكشف الاستطلاع أن 92% من المديرين التنفيذيين في مجال الطاقة يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير كبير على تحسين كفاءة الطاقة بحلول عام 2030، فيما توقعت نسبة 97% منهم أن يكون للذكاء الاصطناعي دور رئيس في تطوير حلول جديدة للطاقة بحلول عام 2050.