شاي على ضوء القمر.. نزهة كاد ينساها سكان غزة وأعادتها الهدنة
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
تحت سماء الليل التي ينيرها ضوء القمر وليست القنابل المضيئة والانفجارات، جلس إبراهيم قنيش أحد سكان غزة بالقرب من نار صغيرة أمام منزله الذي تدمرت أجزاء منه مشعلا النيران في مجموعة من الورق المقوى بينما كان يسخن الماء لإعداد كوب من الشاي.
كان هذا المشهد الهادئ بمثابة فترة راحة وتأمل بالنسبة لقنيش في الليلة الثانية من الهدنة المؤقتة بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.
وقال قنيش «بنعيش في أيام تهدئة يعني بنسرق لحظات بنعمل شاي على النار في هذا الوقت».
وأضاف بينما كان ضي النار ينير وجهه «سمحت هاذي الهدنة... للناس إنه يصير عندهم جزء من التواصل الاجتماعي والاطمئنان على بعض».
ويعيش قنيش في بلدة خان يونس في جنوب قطاع غزة، حيث يحتمي عشرات الآلاف من الأشخاص في الخيام والمدارس ومنازل السكان بعد فرارهم من القصف العنيف في الجزء الشمالي من القطاع.
لكن الضربات الجوية أصابت أيضا الكثير من الأماكن في جنوب القطاع، وقال قنيش إن حالة الرعب المستمرة وصوت الطائرات العسكرية والانفجارات جعلا من المستحيل قضاء أمسية هادئة سواء في الداخل أو الخارج حتى بدأت الهدنة.
ورغم شعوره ببعض الراحة بعد فترة من الخوف والضجيج، فإن الوضع لا يزال بعيدا جدا عن الحالة الطبيعية بعد تعرض منزله لأضرار بالغة بسبب إحدى الغارات. ويعتقد قنيش أن الحرب أعادت بعضا من أنماط الحياة التي كان يعيشها أجداده.
وقال «اليوم من سنوات عدة فقدنا هذه القعدة لكن حالة الحرب الاستثنائية اللي احنا فيها أعادت إلينا جزءا من التراث تبعنا وجزءا من الموروث الاجتماعي اللي كانوا أهالينا يعملوه».
وفي مكان قريب منه، كان هناك رجل يدفع دراجة هوائية وامرأة تحمل طفلا يتجولان جنبا إلى جنب في أحد الشوارع المظلمة بينما أمكن سماع صوت الأذان بشكل خافت من مسافة بعيدة.
وسلطت المصابيح الأمامية لسيارة عابرة ضوءها على أكوام من الركام في الشارع كاشفة عن كتابات على الجدران.
وأدى العدوان الإسرائيلي على شمالي قطاع غزة إلى استشهاد أكثر من 14 ألف فلسطيني إلى تسوية جزء كبير من شمالي غزة بالأرض وتشريد مئات الآلاف من الأشخاص، في حين تسبب الحصار في نقص المؤن الغذائية والمياه والأدوية والكهرباء وغير ذلك من الإمدادات.
وقال قنيش «إلى متى؟ وبعدين؟ وشالحال؟ طب لا فيه كهربا لا فيه غاز لا فيه مياه. فيه شح في كل الاحتياجات الإنسانية».
وأضاف «الواحد يتمنى من الله أول اشي إنه تستمر أو ترجع حياة الناس لتعيش برخا وبأمان وبسلام».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة القنابل المضيئة سكان غزة الاحتلال الإسرائيلي المقاومة الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي: تقديم تنازلات لروسيا أشبه بالانتحار لأوروبا
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس إن تقديم تنازلات للكرملين لوقف الحرب على بلاده هو بمثابة "الإقدام على الانتحار" بالنسبة لأوروبا، يتزامن ذلك مع قيام عشرات المسيرات الروسية باستهداف كييف ومقتل 4 بهجوم آخر على زاباروجيا بشرق أوكرانيا.
ووجه زيلينكسي خلال اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي في العاصمة المجرية بوادبست نقدا لاذعا لمن يضغطون عليه للرضوخ لما اعتبرها شروط روسيا لوقف الحرب.
وقال، بحسب نسخة من الخطاب الذي ألقاه حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية "دار الكثير من الكلام حول الحاجة إلى التنازل (للرئيس الروسي فلاديمير) بوتين والتراجع والقيام ببعض المساومات. لكن ذلك غير مقبول لأوكرانيا والأمر أشبه بالإقدام على الانتحار بالنسبة إلى أوروبا".
وهاجم زيلينسكي بعض القادة الأوروبيين الذين لم يسمّهم لدفعهم أوكرانيا "بشدّة" إلى إجراء مساومات، وقال "نحن بحاجة إلى عدد كاف من الأسلحة وليس إلى دعم نظري بالأقوال. ومعانقة بوتين لن تجدي. فالبعض منكم يعانقه منذ 20 عاما، في حين ما انفكّ الوضع يتفاقم".
وفي وقت سابق الخميس، طالب رئيس مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، حلفاء كييف بالدخول في مفاوضات مع موسكو إذا أرادوا وقف الهجمات على الأوكرانيين، في أول تعليقات لمسؤول روسي منذ إعلان دونالد ترامب فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية.
وقال شويغو خلال اجتماع لتحالف عسكري من الدول السوفياتية السابقة "الآن بما أن الوضع في ساحة المعارك ليس مواتيا لنظام كييف، أصبح لدى الغرب خياران: مواصلة تمويله (أوكرانيا) وتدمير الشعب الأوكراني أو الاعتراف بالواقع الراهن وبدء التفاوض".
وتخشى أوكرانيا وغيرها من الدول الغربية أن تؤدّي أيّ تسوية إلى تشديد عزم بوتين وتوسيع الحرب.
وفي أعقاب فوز ترامب بالرئاسة كثفت كييف جهودها لزيادة الضغوطات على حلفائها للحصول على مزيد من الدعم في حربها ضدّ روسيا، وذلك أن ترامب طالما تباهى بقدرته على إنهاء النزاع الدائر في أوكرانيا خلال ساعات كما كان ينتقد الدعم الأميركي المقدّم إلى كييف.
هجومات روسية ليلية
على الصعيد الميداني، استهدفت عشرات الطائرات الروسية المسيرة العاصمة كييف في هجوم ليلي استغرق 8 ساعات، حسبما ذكرت السلطات اليوم الخميس، حيث واصلت روسيا قصفها المتواصل لأوكرانيا بعد نحو ألف يوم من الحرب.
وقال المسؤولون إن القوات الروسية أطلقت طائرات مسيرة دخلت المجال الجوي الأوكراني من اتجاهات مختلفة وعلى ارتفاعات مختلفة، في محاولة واضحة لإثارة قلق سكان المدينة.
وقالت السلطات المحلية إن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 30 مسيرة، لكن الحطام المتساقط تسبب في إلحاق أضرار بمستشفى ومبان سكنية ومكتبية في العاصمة.
كما قال مسؤولون أوكرانيون إن 4 أشخاص قتلوا وأصيب 18 آخرون في هجوم بقنبلة روسية موجهة على مدينة زاباروجيا بجنوب شرق أوكرانيا؛ دمّرت أيضا منازل وألحقت أضرارا بمركز لعلاج الأورام.
وصرح حاكم منطقة زاباروجيا، إيفان فيدوروف، على تطبيق تليغرام أن روسيا شنت 5 ضربات على المدينة، مضيفا أن من بين المصابين 3 أطفال إلى جانب شخصين في حالة خطيرة.
من ناحية أخرى، أوردت تقارير إعلامية أوكرانية أن سلطات منطقة دونيتسك تستعدّ للإعلان عن الإخلاء الإلزامي لـ7 بلدات إضافية في المنطقة التي أعلنها الكرملين جزءا من روسيا في 2022.
كما ألحقت الهجمات بالمسيّرات التي أطلقتها روسيا ليلا أضرارا بمبان في مدينة أوديسا الجنوبية المطلّة على البحر الأسود.
وأعلنت الإدارة العسكرية أنها أسقطت 74 مسيّرة روسية في 11 منطقة مختلفة من أصل 106 مسيّرات أطلقت باتّجاه أوكرانيا.