د. حمدة السليطي: قطر تعزز المصالحات وفض النزاعات
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
تختتم جامعة قطر اليوم أعمال مؤتمر الاتحاد الدولي للجامعات لعام 2023، تحت شعار «التعليم العالي ذو التأثير: أهمية التعلُّم بين الثقافات والحوار»، بحضور ومشاركة عدد كبير من رؤساء الجامعات ومسؤولي التعليم العالي حول العالم.
استكشف المؤتمر خلال جلسات ديناميكية، مع أكثر من 100 من قادة الجامعات و40 متحدثًا؛ كيفية عمل الجامعات في جميع أنحاء العالم على تعزيز ودعم التعلم والحوار بين الثقافات، وتأثير الجغرافيا السياسية على هذا الهدف، والأثر الأوسع التي تحدثها الجامعات على مجتمعنا.
وتدور الجلسات العامة الثلاث الرئيسية للمؤتمر حول الضرورة الثقافية في عالم يتجه نحو التراجع عن العولمة وفتح المعرفة لصالح الإنسانية في عالم مترابط، وتأثير الجغرافيا السياسية على مستقبل التعاون الدولي، بالإضافة إلى عقد عدد جلسات عمل مختلفة.
سبق انعقاد المؤتمر حفل عشاء ترحيبي في محتف الفن الإسلامي، وأكدت خلاله سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي، نائب رئيس مجلس الشورى: أن لدى دولة قطر جهودا كبيرة في دعم التعليم على الصعيدين المحلي والدولي ودعم الدول الأخرى في مساعيها لتحقيق التنمية المستدامة، إضافة إلى دورها في تعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات وتحقيق المصالحات وفض النزاعات.
وأضافت: عمدت دولة قطر منذ انضمامها لمنظمة الأمم المتحدة في عام 1971م إلى تجسيد نهجها السياسي والإنمائي في علاقاتها مع الأمم المتحدة والدول الأعضاء في المنظمة تعزيزًا ودعمًا لأهداف المنظمة، والتي من بينها أهداف خطة التنمية المستدامة 2030م».
وأضافت: «إيمانًا من دولة قطر بأن التعليم هو مفتاح الولوج إلى كافة أبواب المعرفة في الحياة، ولدوره الرئيس في بناء مجتمعات مستدامة وقادرة على الصمود ومواجهة كافة التحديات؛ اعتمدت الدولة التعليم كأحد أهم ركائز رؤية قطر الوطنية 2030، التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة.
وأكدت د. حمدة السليطي أن دولة قطر أولت التعليم جل اهتمامها باعتباره أهم وسيلة في تنمية البشر، وزيادة إسهامهم في التنمية الوطنية والمساعدة في حل القضايا ذات الصلة بالتنمية في بقية أرجاء العالم».
وأشارت إلى أن قطر تفخر بكونها واحدة من الدول التي تتبنى نظامًا تعليميًا متميزًا ظل يتبوأ مراكز متقدمة في المؤشرات الدولية والإقليمية المعنية بجودة التعليم لعدد من السنوات. وفي إطار هذا النظام التعليمي؛ فقد حرصت دولة قطر على تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص، ونتيجة لذلك حظيت الفتاة والمرأة القطرية بمكانة مرموقة في حصولها على التعليم الجيد والتقدم بجميع مراحله، لافتة إلى أنه نتيجة الإقبال على التعليم العالي؛ ارتفعت نسبة مشاركة المرأة القطرية بسوق العمل، حيث تستحوذ على النسبة الكبرى في قطاعات التعليم والصحة والعمل الاجتماعي.
وقال الدكتور عمر الأنصاري، رئيس جامعة قطر في افتتاح أعمال المؤتمر: «إن جهودنا لتعزيز التعلم والكفاءة بين الثقافات لا تقتصر فقط على كيفية رؤيتنا للآخرين.
وأضاف : نحن نؤمن بأن التطور كأفراد أمر ضروري لفهمهم وهو مهم أيضَا لقيادة التغيير وإحداث التأثير على نطاق أوسع».
وتابع: «أؤمن بأنَّهُ يمكننا قيادة مؤسسات التعليم العالي بشكل أفضل لإنشاء منصات تكون بمثابة ساحات للمناقشات المؤثرة. ونحن في جامعة قطر إذ نشجع ذلك بطرق عديدة، منها: دعم واستضافة المؤتمرات والمنتديات الدولية، لجمع القادة والعلماء والخبراء من خلفيات متنوعة. ومن خلال القيام بذلك؛ فإننا نعزز تقدير طلبتنا واحترامهم للآخرين ونمهد الطريق لخريجينا، الذين هم قادة المستقبل، ليُحققوا النجاح في تسودُهُ العولمة».
وقال: «بينما نبدأ المناقشات حول التعلم والحوار بين الثقافات؛ فإنَّهُ لا يسعنا إلا أن نناقش أهداف التنمية المستدامة. ولتحقيق هذه الأهداف؛ يتعيَّن علينا أن نعترف بالتحديات التي نواجهها بشكل جماعي وعلني».
وأوضح أن الشراكات المحلية والإقليمية والدولية، بما في ذلك الشراكات الأكاديمية والحكومية والصناعية والمنظمات غير الحكومية؛ تبني أساسًا قويًا لضمان اتخاذ إجراءات فعّالة وحقيقية، لافتا إلى إنَّ الجامعات تحتاجُ أن تكون في طليعة قيادة التغيير المطلوب من خلال التعليم التحويلي والبحث والمشاركة المجتمعية».
وقال الدكتور أندرو ديكس، رئيس جامعة مردوخ، أستراليا: «تأسس الاتحاد الدولي للجامعات في عام 1950 تحت رعاية اليونسكو كجزء من جهود الأمم المتحدة لتعزيز السلام في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ولأن يكون جزءًا من الجهد العالمي لضمان ألا يكون العالم في حالة حرب مرة أخرى.
وأضاف: «من المهم أن تكون جميع جامعاتنا جزءًا من الاتحاد الدولي للجامعات. إنها إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها إظهار أننا متحدون، وأننا ملتزمون معًا كجامعات بتعزيز السلام، وتعزيز مستقبل مستدام، وتشجيع الأشخاص الذين يعملون معًا بشكل وثيق مرة أخرى».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر جامعة قطر الاتحاد الدولي للجامعات مؤتمر الجامعات التعلیم العالی بین الثقافات دولة قطر تعزیز ا
إقرأ أيضاً:
شبح الترحيل من أميركا يكمم أفواه الطلاب الأجانب المتضامنين مع غزة
يتجنب الطلاب الأجانب في الجامعات الأميركية، التعبير عن آرائهم بعد الإجراءات العقابية للإدارة الأميركية تجاه المشاركين منهم في المظاهرات الداعمة لفلسطين.
وأدى إلغاء تأشيرات طلاب أجانب وتوقيف بعضهم بغرض الترحيل في إجراء دخل حيز التنفيذ بعد وصول الرئيس دونالد ترامب للسلطة، إلى تغيير سلوكيات في الجامعات الأميركية وخاصة عند الطلاب الأجانب.
وللاطلاع أكثر على تلك المتغيرات في ظل الإجراءات العقابية، رصدت الأناضول، آراء طلاب في حرم جامعة هارفارد، التي هددتها إدارة ترامب بقطع التمويل الفدرالي عنها.
اعرف حقوقكورغم اختلاف جنسياتهم والبلدان التي قدموا منها إلى جامعة هارفارد -إحدى أعرق الجامعات الأميركية-، فإن مخاوف الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة واحدة، وتتمثل بخطر إلغاء تأشيراتهم.
وتشتهر مدينة بوسطن في ولاية ماساتشوستس بأنها مدينة للطلاب والعلم، وتضم أفضل الجامعات في البلاد، كما تضم أكبر عدد من الطلاب الأجانب بواقع أكثر من 44 ألف طالب من جميع أنحاء العالم.
ويشكل الطلاب الأجانب البالغ عددهم 6793 طالبا في جامعة هارفارد، 27% من إجمالي عدد طلاب الجامعة.
غير أن الإجراءات الأميركية تجاه الطلاب الأجانب وتهديدهم بإلغاء تأشيراتهم، بثت الخوف والارتباك في نفوسهم، إذ وصلوا إلى درجة الخشية من التعبير عن آرائهم بالولايات المتحدة.
إعلانوقد انعكست تلك الضغوط جليا على مشاركة الطلاب الأجانب في المظاهرات المنددة بقطع التمويل عن الجامعات التي شهدتها عدة مدن أميركية الخميس الماضي، حيث لم تحظ تلك المظاهرات إلا بمشاركة خجولة من الطلاب الأجانب، ومن شارك منهم أخفى وجه تجنبا لكشف هويته.
كما يتجنب الطلاب الأجانب أيضا نشر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن القضايا المتعلقة بفلسطين أو تمويل الجامعات.
ومن أجل تبديد أجواء القلق والخوف التي تؤثر على الطلاب الأجانب، تبعث جامعة هارفارد رسائل إلكترونية تحت عنوان "اعرف حقوقك"، لإطلاعهم على سير الإجراءات القانونية لمواجهة أمور متعلقة بالمظاهرات وما شابهها، بالإضافة إلى تنظيم ندوات في الحرم الجامعي، والإجابة عن استفساراتهم.
تجنب العطلةالتقت الأناضول العديد من الطلاب الأجانب في حرم جامعة هارفارد، إلا أنهم لم يرغبوا في الحديث أمام الكاميرا، فقد تسبب اعتقال الطالبين الفلسطينيين محمود خليل ومحسن مهداوي والطالبة التركية رميساء أوزتورك، في بوسطن ومثولها أمام القضاء بهدف ترحيلها، على خلفية مشاركتها في مظاهرات داعمة لفلسطين، بإثارة حالة من الرعب بين جميع الطلاب الأجانب.
وفي حديث للأناضول، قال طالب فرنسي من أصل شمال أفريقي، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن عائلته ستأتي لزيارته إلى الولايات المتحدة هذا الصيف، وإنه لا يريد الذهاب إلى فرنسا لقضاء العطلة.
وأضاف "نمرّ بأوقات عصيبة، وقد دعمتُ بعض الاحتجاجات في الجامعة بالتصفيق لها. وبطبيعة الحال، نشرتُ منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ولم أحذف أيا منها، ولم أرتكب أي أعمال غير قانونية".
وتابع "ولكننا لم نعد قادرين على التنبؤ بما قد يحدث في ظل هذه الظروف، ولن أغادر البلاد حتى يتضح المسار الذي ستتخذه الإدارة الأميركية".
وأكد طالب السنة الثالثة في هارفارد عدم مغادرة الولايات المتحدة إلى أن ينهي سنته الأخيرة ويتخرج، ورغم أنه لم يحذف شيئا من منشوراته السابقة على مواقع التواصل الاجتماعي قال الطالب إنه لم يعد ينشر منشورات جديدة.
إعلانبدوره، يشاطر طالب إيطالي شعور الخوف مع زميله الفرنسي، وأوضح في حديث للأناضول، مفضلا عدم التقاط صورته، أن الإجراءات الأميركية تجاه المشاركين في الفعاليات الهادفة لرفع مستوى الوعي بشأن الانتهاكات في فلسطين والعالم باتت تشكل خطرا حتى الطلاب الوافدين من الدول ذات الغالبية المسيحية والأوروبية.
وأضاف أن "الخوف من إلغاء تأشيراتنا حقيقي ولا يمكننا الاستهانة به"، مبينا أن هذا الوضع يشكل خطرا أكبر بكثير على الطلاب المسلمين.
بينما يعتقد طالب وافد من إحدى البلدان العربية في جامعة هارفارد، أن الإدارة الأميركية تستخدم خوارزميات لتتبع الطلاب المتضامنين مع غزة.
وأضاف الطالب، مفضلا عدم الكشف عن هويته، أن بيانات الطلاب الأميركيين محمية بموجب القانون، في حين أن السلطات يمكنها الوصول إلى جميع معلومات وهواتف واتصالات ومواقع الطلاب الأجانب.
وأشار بيده إلى الكاميرات المنتشرة في الحرم الجامعي، مضيفا "يمكنهم اختراق هذه الكاميرات ومراقبتنا على مدار الساعة".
مواجهة مع ترامبتحتل جامعة هارفارد التي تجري أبحاثا عالمية المستوى بفضل التمويل الحكومي ومن الجهات المانحة، المرتبة الأولى في قائمة أفضل 10 جامعات في العالم.
وقررت إدارة ترامب تجميد 2.2 مليار دولار من التمويل، و60 مليون دولار من العقود الخاصة بجامعة هارفارد.
وفي أحدث تطور، أعلنت الإدارة الأميركية أنها بدأت تحقيقا للتأكد من أن المنح التي تزيد قيمتها على 8.7 مليارات دولار المقدمة من منظمات مختلفة لجامعة هارفارد استخدمت وفقا لقوانين الحقوق المدنية.
وتستخدم الإدارة الأميركية التخفيضات المالية والتحقيقات في الجامعات، للضغط على إدارات الجامعات لمنع المظاهرات الداعمة لفلسطين. كما تشهد إدارات تلك الجامعات معركة قضائية مع إدارة ترامب من خلال رفع دعاوى قضائية متبادلة في هذا الإطار.
إعلانومع ذلك، وبحسب الطلاب، فإن التطور الأهم الذي يقمع حرية التعبير في الجامعات يتمثل بإلغاء التأشيرات وإجراءات الترحيل التي تنفذها الإدارة الأميركية ضد الطلاب الذين يتظاهرون دعما لفلسطين.
وبدعم أميركي تشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.