المقدم محمد عبدالله الخاطر لـ «العرب»: إحباط عمليات تهريب مخدرات قبل وصولها إلى الدولة

رصد كامل لطرق التهريب وخطوطها ومساراتها الجديدة

فرق جاهزة تعمل على مدار 24 ساعة لمجتمع آمن من هذه الآفة

مشروع وطني للتوعية للجميع وخاصة الشباب

رسالة واضحة للعصابات ومن تسول له نفسه بث السموم: «نتعامل بصرامة»
 

أكد المقدم محمد عبدالله الخاطر مدير إدارة الدراسات والشؤون الدولية بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات، أن الإدارة كثفت في الآونة الأخيرة جهودها لمكافحة المخدرات في القبض على التجار والمهربين.

 وأضاف المقدم الخاطر في حوار مع «العرب»: أن التعامل مع هذه الفئة بشدة وصرامة للتصدي لهم بكل جدية وحزم والاستمرار بالقيام بحملات تفتيشية مكثفة للأماكن المشبوهة للقضاء على مروجي المخدرات، ولتطويق هذه الجرائم والحد من انتشارها والسيطرة عليها. وأوضح «أن هذه رسالة واضحة للعصابات ولكل من تسول له نفسه في استهداف الدولة من خلال بث سموم المخدرات داخل المجتمع لزعزعة أمنه واستقراره».

وأشار إلى أن الإدارة تتمتع بإمكانيات عالية للكشف والمتابعة، وذلك من خلال استخدام أحدث الأجهزة والوسائل التقنية في الفحص والتفتيش لكشف أي محاولات للتهريب، وتدريب العنصر البشري للعمل على هذه الأجهزة باحترافية ومهنية عالية وللحصول على أعلى دقة في النتائج للكشف عن المخدرات بجميع أنواعها ومنع دخولها للبلاد.
في سياق متصل نوه المقدم الخاطر بأن الخطة الشاملة التي وضعتها الإدارة خلال بطولة كأس العالم 2022 نجحت بكل المقاييس، و»حافظنا على بطولة رياضية نظيفة وخالية من كافة أنواع المخدرات والمؤثرات العقلية الأخرى»، وقال: «لله الحمد خرجت بطولة كأس العالم بصورة أشاد بها الجميع وكانت ناجحة بجميع المقاييس».
وفيما يلي تفاصيل الحوار:

= كيف يتم متابعة متعاطي ومروجي المخدرات؟
بدايةً تعتبر الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الجهة المختصة بعمليات ضبط ومكافحة مختلف جرائم المخدرات التي تقع بمخالفة القانون رقم (9) لسنة 1987م وتعديلاته بشأن مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية الخطرة وكافة الأفعال المتصلة بهذا النشاط، وتتخذ في هذا الجانب حزمة من الإجراءات والتدابير الاستباقية، والتي كان لها دور كبير في خفض مُعدل ارتكاب جرائم المخدرات، والسيطرة عليها بجميع جوانبها، كذلك هناك إجراءات التصدي والردع والرصد والمتابعة لمتعاطي ومروجي المواد المخدرة من خلال تكثيف البحث والتحري، وجمع المعلومات وتحليلها وملاحقة تجارها ومهربيها ومداهمة البؤر الإجرامية والأماكن المشبوهة في مختلف أنـحاء الدولة، وذلك لضبطهم وتقديمهم للعدالة والحيلولة دون تمكين المخدرات من الانتشار والحد من تدفقها إلى داخل البلاد وحماية المجتمع من المخاطر التي تنبع من هذه الآفة.

= هل تقتصر جهود المتابعة على الداخل أم هناك تنسيق مع الخارج حول مصادر تهريب المخدرات إلى البلاد؟
لدى دولة قطر تعاون فعال على الصعيدين الإقليمي والدولي في مجال تبادل المعلومات والبيانات الخاصة بمكافحة المخدرات، ورصد ومتابعة العصابات الإجرامية في جميع أنـحاء العالم واحباط عملياتها المتصلة بالتهريب والاتجار والترويج بالمخدرات، وفي أحيان كثيرة يتم احباط عمليات التهريب قبل وصولها لدولة قطر أو للدول المجاورة، وذلك من خلال تضافر الجهود والتعاون بين الدول و دولة قطر سباقة في تعزيز هذا التعاون.

تطور التهريب
= من المعروف أن أساليب التهريب تتطور، ماذا تفعلون لمواجهة تطور عمليات التهريب؟
يتم تزويد الأجهزة المعنية بالمكافحة وبصورة دورية بكافة المستجدات التي تطرأ على أساليب وطرق التهريب والعمل على تحديث وتطوير الأجهزة المعنية كماً ونوعاً ورفدها بكافة الإمكانات البشرية والمادية، ويتم دعمها بأحدث الأجهزة ووسـائل التقنيات الحديثة في عمليات التفتيش للكشف عن أي محاولات للتهريب، كما يتم رصد أبرز وسائل وطرق التهريب والاخفاء المستخدمة في تهريب المخدرات واتجاهاتها وخطوط تهريبها ومساراته الجديدة، وتحرص الإدارة العامة لمكافحة المخدرات على حضور المؤتمرات والاجتماعات وورش العمل الدولية لمواكبة كل ما يستجد في هذا المجال، كما يتم إعداد الدراسات الإحصائية بصورة دورية للوقوف على جرائم المخدرات المكتشفة وأنواعها والمستحدث منها، وتساعد هذه الدراسات في رسم وصياغة السياسات الوقائية واتخاذ أفضل التدابير الاحترازية لخفض معدل الجريمة من خلال تنفيذ نتائج وتوصيات هذه الدراسات بالتعاون مع الجهات المعنية داخل وخارج الدولة.

الأماكن المشبوهة 
= في الفترة الأخيرة أعُلن عن احباط وضبط كميات كبيرة من المخدرات لماذا برأيكم استهداف البلاد؟
إن الإنجازات التي تحققت في الآونة الأخيرة تأتي في إطار تكثيف جهود الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في القبض على تُجار ومهربي المخدرات، والتعامل معهم بشدة وصرامة للتصدي لهم بكل جدية وحزم والاستمرار بالقيام بحملات تفتيشية مكثفة للأماكن المشبوهة للقضاء على مروجي المخدرات، ولتطويق هذه الجرائم والحد من انتشارها والسيطرة عليها، وهذه رسالة واضحة لهذه العصابات ولكل من تسول له نفسه في استهداف الدولة من خلال بث سموم المخدرات داخل المجتمع لزعزعة أمنه واستقراره، ولدى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات فرق جاهزة للتصدي لهذه العصابات وتعمل على مدار 24 ساعة وتبذل قصارى جهدها لحماية مجتمعنا من آفة المخدرات.

مونديال نظيف
= كيف كانت جهودكم خلال فترة استضافة كأس العالم، وهل ضبطتم كميات معينة في تلك الفترة؟
وضعت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات خطة موحدة وشاملة تتماشى مع هذا الحدث الهام، وقد أخذت هذه الخطة بعين الاعتبار العديد من المحاور الجوهرية والتي تسعى إلى تنظيم بطولة رياضية نظيفة وخالية من كافة أنواع المخدرات والمؤثرات العقلية الأخرى، وذلك في إطار تطبيق الخطة الشاملة للوزارة القائمة على التعاون والتنسيق بين كافة المؤسسات والأجهزة الأمنية في الدولة، وخصوصا الجهات العاملة بمنافذ الدولة المختلفة، حيث تم استخدام أحدث الأجهزة والوسائل التقنية في الفحص والتفتيش لكشف أي محاولات للتهريب، وتدريب العنصر البشري للعمل على هذه الأجهزة باحترافية ومهنية عالية وللحصول على أعلى دقة في النتائج للكشف عن المخدرات بجميع أنواعها ومنع دخولها للبلاد، ولله الحمد خرجت بطولة كأس العالم بصورة أشاد بها الجميع وكانت ناجحة بجميع المقاييس. 
تبادل معلومات 
= كيف تتعاملون مع مروجي المخدرات المتواجدين خارج الدولة ويقومون بالترويج للمخدرات؟
 كما ذكرنا سابقاً أن لدى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات تعاون دولي فعال مع الأجهزة النظيرة والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية، حيث يتم التبادل المستمر للعديد من المعلومات المتعلقة بالمخدرات والمتعاملين بها على المستوى الإقليمي والدولي في مناطق مختلفة من العالم، وتساعد هذه المعلومات في الكشف عن هـوية الأشخاص، والتنظيمات الإجرامية، المتورطة في ارتكاب جرائم الترويج أو تهريب المخدرات، وذلك لاتخاذ الإجراءات القانونية الدولية ضدهم. ودعم التحقيقات المشـتركة، بما يكفل تعزيز الأدلة لمنع إفلات المجرمين من العقاب.

= هل لديكم تنسيق مع نظيراتكم في الدول، وكيف يتم هذا التنسيق؟
نظراً للطبيعة الدولية لجرائم المخدرات يشكل التعاون الدولي أمراً بالغ الضرورة للقضاء على ظاهرة المخدرات أو الحد منها في المجتمع المحلي أو الدولي، ومن هنا فقد كان هناك تنسيق وتعاون متبادلين بين دولة قطر والعديد من الدول، ويأخذ هذا التنسيق والتعاون عدة وجوه منها تبادل المعلومات والبحوث والدراسات والتحقيق في بعض القضايا المشتركة وتسليم المجرمين والتسليم المراقب لشحنات المواد المخدرة، كما توجد لدينا نقاط اتصال حول العالم وكذلك المنظمات والمراكز الإقليمية والدولية ذات الصلة، فدولة قطر تؤكد دائماً دعمها المستمر للجهود الدولية والمشاركة في المؤتمرات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة والتوقيع على الاتفاقيات الدولية والإقليمية في هذا المجال والحرص على تفعيل دورها في المكافحة الدولية من خلال العمل بمبادئ وأحكام تلك الاتفاقيات.

مراقبة المنافذ
= حدثنا عن التنسيق بينكم وبين الجهات الأخرى مثل أمن السواحل والحدود والجمارك – وكيف تراقبون منافذ الدولة؟
 الإدارة العامة لمكافحة المخدرات على تنسيق وتعاون بشكل مستمر ومتواصل مع كافة الجهات المعنية داخل الدولة وبلا شك بأن هذا التعاون والتنسيق موجود وبشكل كبير مع الجهات المتصل عملها بمكافحة المخدرات بشكل مباشر وتعتبر هذه الجهات هي حائط الصد الأول لمنع دخول المخدرات إلى البلاد ألا وهي الجهات العاملة بمنافذ الدولة المختلفة ومنها أمن السواحل والحدود والجمارك.
 وفي اطار هذا التعاون والتنسيق يوجد هناك لجنة تضم في عضويتها جميع الجهات المعنية بخفض عرض المخدرات ومن ضمنها بالتأكيد أمن السواحل والحدود والجمارك وهي اللجنة الفرعية لمكافحة المخدرات، حيث يتم من خلال هذه اللجنة التنسيق ووضع الخطط والاستراتيجيات المشتركة، وذلك لحماية حدود الدولة من نفاذ المواد المخدرة من خلال توحيد الجهود التي تبذلها تلك الأجهزة لرصد وكشف محاولات التهريب وضبط المهربين، فضلا على استخدام أحدث الأجهزة والتقنيات المتطورة المستخدمة في مراقبة الحدود والكشف عن المواد المخدرة.

برامج توعية
= ما هي البرامج التوعوية التي تقومون بها للتوعية بآفة المخدرات وأثرها على الصحة العامة؟
تنفذ الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالتعاون والتنسيق مع اللجنة الفرعية للوقاية من المخدرات المشروع الوطني للتوعية بمخاطر وأضرار المخدرات والذي يساهم ويشارك فيه كافة الجهات المعنية في الدولة ومؤسسات المجتمع المدني من خلال تنفيذ العديد من البرامج والفعاليات والأنشطة والمبادرات والحملات الوقائية والتي تهدف عموماً إلى تحقيق رؤية متكاملة وموحدة وشاملة في الحد من انتشار مخاطر المخدرات في المجتمع وخاصة بين فئات الشباب. كما يهدف إلى تفعيل وتوحيد جميع الجهود الوطنية لمواجهة الأخطار الناجمة عن هذه المشكلة من خلال العمل المنظم على جميع الأصعدة. ويتضمن المشروع التوعوي العديد من المحاضرات والدورات ومشروع التوعية الالكترونية والمعارض والمسابقات العلمية والفنية وورش العمل والنشاط الصيفي والعودة للمدارس والمشاركة في المناسبات الوطنية والدولية والمحاضرات الرمضانية (خيمة إفطار صائم) والمعارض المتنقلة في المجمعات التجارية وإصدار المطبوعات والنشرات الارشادية المتعلقة بموضوع الوقاية والتوعية بأضرار المخدرات، وشمل المشروع طلاب المدارس الحكومية والأهلية والجاليات والعمالة الوافدة والمعاهد والكليات العسكرية والمدنية والجامعات والأخصائيين الاجتماعيين والنفسانيين والمعلمين وهيئة التمريض بالمدارس والموظفين ومنتسبي الشركات الخاصة والجمهور عامة، ويشارك في هذا المشروع جميع مؤسسات الدولة ذات الصلة ومنظمات المجتمع المدني وغيرها. 

المصدر: العرب القطرية