كيف غفر الله لقاتل 100 نفس؟.. حقيقة القصة و3 كلمات للتوبة النصوح
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
كيف غفر الله لقاتل 100 نفس؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، من خلال حديثه عن باب التوبة، وكيفية العودة إلى الله بعد ارتكاب الذنوب والمعاصي.
وأوضح علي جمعة، أن النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة دلت على أن باب التوبة لا يغلق أمام أحد, وتواترت الأدلة على أن الإنسان مهما فعل من آثام فإن هذا لا يسلبه ثوب التقي إذا أفاق من غفلته وبادر بالرجوع إلى ربه, كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف:201], وقال: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:82], وهذه الأهمية القصوى للتوبة.
وتأكيدًا على فضل الله الواسع في قبول التائبين إليه قال الدكتور علي جمعة، إنه قد ورد في سنة النبي ﷺ بعضا من القصص في هذا الجانب ليعيش الناس الواقع العملي مدعما بالكثير من شواهد القرآن والسنة في الجانب النظري. فعن أبي سعيد الخدري أن نبي الله ﷺ قال: «كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم الأرض فدل على راهب, فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة؟ قال: لا. فقتله, فكمل به مائة. ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم, فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم, ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا, فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم, ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت, فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب, فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله. وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط. فقالوا: قيسوا ما بين الأرضين, فإلى أيتهما كان أدنى فهو له, فأوحي الله إلى هذه أن تقربي وأوحي الله إلى هذه أن تباعدي; فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة» (صحيح البخاري ، ومسلم).
ونوه بأن لهذه القصة أصل عظيم في الدلالة على قبول التوبة من المذنب, وإن تفاحش ذنبه وتعاظم إثمه, طالما صلحت سريرته ووافقتها علانيته. وقد نطقت بذلك آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم, فالله تعالى يقول: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53], وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبو ذهب الله بكم, ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم» (صحيح مسلم).
وأوضح في جواب كيف غفر الله لقاتل 100 نفس: تدل قصة هذا الرجل على سعه رحمة الله تعالى وأنها تغلب غضبه, أن صدق العبد في التوجه إلى الله يمنحه, فوق قبول الله له، توفيقا وهداية إلى الطريق المستقيم; فما ورد في الحديث من تقريب أرض التوبة يشعر بأن الله لا يقبل التوبة عن عباده فحسب, بل يزيدهم فوق القبول من فضله, وإن كانت الرحمة من الله واسعة كما أرادها رب العزة فمن الخذلان أن يضيق أحد من الناس ما وسعة الله لفساد في عقله وسوء في فكره, وهذا ما أشارت إليه القصة.
كما يستفاد من هذه القصة أيضا فضل العلم على العبادة, وذلك لأن إنقاذ هذا الرجل التائب من الهلكة ودلالته على طريق الحق كانت على يد العالم, في حين أن العاكف على العبادة قد ضل عن وجه الصواب فعرض نفسه للهلاك بجهله, وكاد العبد التائب أن يقنط بسببه من رحمة الله; ولهذا فإن من أهم فوائد تلك القصة ضرورة التحري عمن يستفتيهم الإنسان في أمر دينه حتى لا يضل, فعن محمد بن سيرين قال: «إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم», وهو ما يمكن أن نسميه الفرق بين الدين كعلم, وهذا شأن العلماء, وبين التدين كسلوك شخصي, وهذا قد يجيده غير العلماء, ولكنه يظل خاصا بصاحبه. وفي إشارة العالم على العابد التائب بمفارقة أرضه والتحويل إلى أخرى فيها رجال صالحون ليعبد الله معهم, فيها ما فيها ما يفيد أن من كمال التوبة مفارقة مواطن المعصية وأصدقاء السوء, ليكون في مأمن من الانزلاق مرة ثانية، وليجد من حول من يقيل عثرته, ويعلي همته; إذ للبيئة أثر كبير في تكوين شخصية الفرد وجدير بالبيان أن نفع التوبة.
وفي تلك القصة كان منوطا بما بين العبد وربه, وحقوق الله مبنية على المساحة. وهذا من باب الديانة, أمام من باب القضاء فقد أبانت الشريعة الإسلامية أن حقوق العباد مبنية على المشاحة, وهذا شأن أهل القضاء, ثم بعد ذلك: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) [الشورى:40]. فليغتنم كل امرئ باب التوبة المفتوح دائما إلى الله.
وفي الثلث الأخير من الليل احرص على حسن العمل والطاعة في هذه الساعة، فإن الحق سبحانه وتعالى يتجلى فيغفر ويستجيب ويعطي السائلين ومن ذلك قولك ما يلي:
اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن. أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لى ما قدمت وأخرت وأسررت وأعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت.
اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها شَمْلِي، وتَلُمُّ بها شَعَثي، وتَرُدُّ بها أُلْفَتِي وتُصلِحُ بها دِيني، وتحفظ بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتُزَكِّي بها عملي، وتُبَيِّضُ بها وجهي، وتلهمني بها رُشْدي، و تعصمني بها من كل سوء.
اللهم إني أُنْزِل بك حاجتي وإن ضَعُفَ رأيي وقصر عَمَلي وافتقرت إلى رحمتك، فأسألك يا قاضي الأمور ويا شافي الصدور كما تجير بين البحور، أن تجيرني من عذاب السعير ومن دعوة الثُّبور وفتنة القبور.
اللهم أعطني إيماناً صادقاً، ويقيناً ليس بعده كفر، ورحمةً أنالُ بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة.
اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء، ومنازل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء، ومرافقة الأنبياء.
اللهم إني أُنْزِل بك حاجتي وإن ضَعُفَ رأيي وقصر عَمَلي وافتقرت إلى رحمتك، فأسألك يا قاضي الأمور وياشافي الصدور كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير ومن دعوة الثُّبور وفتنة القبور.
اللهم ما قصر عنه رأيي، وضعف عنه عملي، ولم تبلغه نيتي وأمنيتي من خيرٍ وعَدْتهُ أحداً من عبادك وخيرٍ أنتَ مُعْطِيه أحداً من خلقك، فإني أرغب إليك فيه وأسألك يا رب العالمين.
دعاء التوبة النصوح1- قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم-: «اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْك
2- « اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة، ويورث الندامة ويحبس الرزق ويرد الدعاء، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت منه ثم عدت إليه، وأستغفرك من النعم التي أنعمت بها علي فاستعنت بها على معاصيك، وأستغفرك من الذنوب التي لا يطلع عليها.. أحد سواك ولا ينجيني منها أحد غيرك، ولا يسعها إلا حلمك وكرمك ولا ينجيني منها إلا عفوك».
3- « اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء لك بنعمتك علي وأبوئ بذنبي فأغفر لي فأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه توبة عبد ظالم لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة باب التوبة القران الكريم الثلث الأخير من الليل اللهم إنی أ إلى الله ى الله
إقرأ أيضاً:
من كلّ بستان زهرة – 103 –
من كلّ بستان زهرة – 103 –
#ماجد_دودين
******************
قال صلى الله عليه وسلّم: ” ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا””. “صحيح مسلم
مقالات ذات صلة ربة المنزل(عمل بلا مقابل) / حنين عساف 2025/07/01الإيمانُ له أسرارٌ عَجيبةٌ، وله حَلاوةٌ وطَعمٌ يُذاقُ بالقُلوبِ، كما تُذاقُ حَلاوةُ الطَّعامِ والشَّرابِ بالفمِ، ولكن لا يُدرِكُها إلَّا مَنِ امتلأ صَدرُه به، وخالطَت بَشاشتُه قَلبَه، فالقلبُ إذا سَلِمَ من أمراضِ الأهواءِ المُضِلَّةِ والشَّهواتِ المُحرَّمةِ، وجَدَ حَلاوةَ الإيمانِ، ومَتى مَرِضَ وسَقِمَ لم يَجِدْ حَلاوةَ الإيمانِ، بَل قد يَستَحلي ما فيه هَلاكُه منَ الأهواءِ والمَعاصي.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ»، أي: وجَدَ وأدرَكَ حَلاوتَه ولَذَّتَه، وهي ما يَجِدُه المؤمِنُ منَ انشراحِ الصَّدرِ والأُنسِ بمَعرفةِ اللهِ تَعالَى ومَحبَّتهِ، ومَحبَّةِ رَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَعرفةِ نِعمةِ اللهِ عليه باصطِفائه وجَعلِه مُسلِمًا من أُمَّةِ خيرِ المُرسَلينَ، «مَن رَضِيَ» أيِ: اكتَفى وقَنَعَ، «باللهِ ربًّا»، فرَضيَه لنفسِه مالِكًا وواليًا، وسيِّدًا ومُتصرِّفًا، ومَعبودًا، وكفَرَ بما سِواه ورَضيَ بقَضائه وقدَرِه، ورَضيَ بالإسلامِ دينًا، أي: مَذهبًا وطَريقًا، فاختارَه من بينِ سائرِ الأديانِ، فدخَلَ فيه راضيًا مُستسلِمًا، وأنكَرَ ما سِواه مِنَ الأديانِ الباطِلةِ، ورَضيَ بِمُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَسولًا، أي: مُتَّبَعًا وإمامًا ومُقتدًى به في شَريعتِه، فرَضيَ بجَميعِ ما جاءَ به من عندِ اللهِ تَعالَى، وقَبِلَ ذلك بالتَّسليمِ والانشراحِ؛ فصَدَّقَه فيما أخبَرَ، وأطاعَه فيما أمَرَ، واجتنَبَ ما عنه نَهَى وزجَرَ، وأحبَّه واتَّبعَه ونَصَرَه. فمَن رَضِيَ بهذه الأُمورِ سَهُلت عليه كلُّ مَصاعِبِ الدُّنيا؛ لأنَّه أصبحَ مُستنِدًا إلى يَقينِ اللهِ، والتَّسليمِ الصَّادقِ له ولِشَرعه الذي جاءَ به النَّبيُّ محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فيَجِدُ بذلكَ راحةً وطُمأنينةً في قلبهِ، ويَجِدُ اللَّذَّةَ الحقيقيَّةَ في فَمِه وفي قلبِهِ. وفي الحديثِ: التَّرغيبُ في الإيمانِ التَّامِّ باللهِ ورَسولِه ودينِهِ.
******************
إِذَا أَتَى الله يَومَ الحَشْرِ في ظُلَلٍ … وَجِيءَ بالأُمَمِ المَاضِينَ وَالرُّسُلِ
وَحاسَبَ الخَلْقَ مِنْ أَحْصَى بِقُدرَتِهِ … أَنْفَاسَهُم وتَوفَّاهُم إلى أَجَلِ
وَلم أَجِدْ فِي كِتَابِي غَيْرَ سَيْئَةٍ … تَسُوءنِي وَعَسَى الإِسْلامُ يَسْلَمُ لِي
رَجَوْتُ رَحْمَةَ رَبِّي وَهي وَاسِعُةٌ … وَرَحْمَةُ الله أَرْجَى لِي مِنَ العَمَلِ
******************
أعجب حالات الإنسان أنه يحسب لكل شيء حسابًا ويستعد له يخشى الفقر فيدخر له المال ويخشى البرد فيستعد له والحر كذلك. ويخشى الشيخوخة والكبر فيسعى في تحصيل الأولاد لعلهم يخدمونه عند العجز ويخلفونه في شؤونه الدنيوية والأخروية وهكذا. لكنه لا يدخل الموت الذي ربما فاجأه في حسابه فلا يستعد له مع أنه يشاهد الموتى يذهبون ولا يعودون. وهو مهدد بالموت في كل ساعة خصوصًا في زمننا الذي كثرت فيه أسباب موت الفجأة نسأل الله أن يوقظ قلوبنا للاستعداد له.
وقال عليّ رضي الله عنه: أيها الناس اتقوا الله الذي إن قلتم سمع وإن أضمرتم علم، وبادروا الموت الذي إن هربتم عنه أدرككم، وإن أقمتم أخذكم، وإن نسيتموه ذكركم.
وقال رضي الله عنه: إذا كنت في إدبار، الموت في إقبال فما أسرع الملتقى.
******************
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة.
******************
تَورَّعْ وَدَعْ مَا إِنْ يُريْبُكَ كُلَّهُ … جَمِيْعًا إِلَى مَا لا يَرِيْبُكَ تَسْلَمِ
وَحَافِظْ عَلَى أَعْضائِكَ السَّبْعِ جُمْلَةً … وَرَاعِ حُقُوقَ اللهِ فِي كُلِّ مُسْلِمِ
وَكُنْ رَاضِيًا بِاللهِ رَبًّا وَحَاكِمًا … وَفَوِّضْ إِلَيْهِ في الأَمُوْر وَسَلِّمِ
اللهم وفقنا لصالح الأعمال، ونجنا من جميع الأهوال
******************
عندما تجد علماء عباقرة يعبدون الأصنام والأنعام والفئران
وجراح أعصاب ملحد لا يرى في خلق الله تعالى إتقان..
ودكتور جامعة يناقش الله في توزيع الميراث..
وأديبا في اللغة العربية يعترض على فصاحة وبلاغة لقرآن..
ومفكر ا يرى السنة النبوية رجعية..
وفي المقابل تجد رجلا بسيطا يقوم في عز البرد القارس ليصلي صلاة الفجر..
وامرأة عجوزا طاعنة في السن لا تعرف القراءة والكتابة ومع ذلك لا تترك قيام الليل وصيام النوافل..
وترى شيخا عاجزا ينهض على عكازه متجها نحو المسجد لأداء صلواته الخمس منذ خمسين أو ستين عاما….
فاعلم ان المسألة لم تتعلق يوما بالعقول والشهادات فقط… إنما بالقلوب..
قال جل جلاله:
((فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى اَلْقُلُوب الْتِي فِي الصُّدُورْ)).
اللهم ردنا إليك ردا جميلاً..
******************
انظر – فكّر – قرّر
عندما نتناول الطعام نبدأ باسم الله وندعو (اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وزدنا منه وقنا عذاب النار)
قالَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «إذا أكل أَحَدُكُمْ فَليَذْكُر اسْمَ اللَّه تعالى، فإنْ نسي أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّه تَعَالَى في أَوَّلِهِ، فَليَقُلْ: بِسْمِ اللَّه أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ”.
وعن أبي أُمامة رضيَ اللَّه عنهُ أنَّ النَبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ إِذا رَفَعَ مَائِدَتَهُ قال: «الحَمْدُ للَّه حمداً كَثيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيه، غَيرَ مَكْفِيٍّ وَلا مُسْتَغْنًي عَنْهُ رَبَّنَا» رواه البخاري.
قال رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: منْ أَكَلَ طَعَاماً فقال: الحَمْدُ للَّهِ الذي أَطْعَمَني هذا، وَرَزَقْنِيهِ مِنْ غيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلا قُوّةٍ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» رواه أبو داود، والترمذي.
وعندما نشرب الماء نبدأ باسم الله وعند الانتهاء نقول: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَهُ عَذْبًا فُرَاتًا بِرَحْمَتِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ ملحًا أُجَاجًا بذنوبنا)).
سؤال إلى المدخّنين: هل تذْكر الله وتقول باسم الله عندما تشعل سيجارتك؟ وهل تقول الحمد لله عندما تنتهي منها؟ طبعاً: لا
لماذا؟ ……………………….
أيها المدخنون اتّقوا الله في أنفسكم وأطفالكم
هل، هناك مـــأكول أو مشروب __غير الدخان _ تدوسه بحذائك عندما تنتهي منه؟
هل يسرّك أن ترى ابنتك، أو ابنك يدخن؟
أليس أطفالك أولى بثمن السجائر …؟!
******************
قالَ رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: –
” دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ ، كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ) صحيح مسلم – (2733)
***************
لا تسمح لأي شخص أن يسلب منك الأمل، لأن الأمل بالله ليس بالبشر
ومن يقول لك: توقف! أنا فعلت ذلك قبلك ولم أنجح
اشكره على نصيحته وتذكر:
ان شخصيتك مختلفة عن شخصيته إمكانياتك تختلف عنه رزقك ليس كزرقهليس هو من يحدد مستقبلك بل حجم ثقتك بالله وتوكلك عليه ثم جهدك وكفاحك وعزيمتك وأخذك بالأسباب.
******************
﷽
اللهم إنا نسألك بنورك الذي أشرقت له السماوات والأرض وصلح به أمر الدنيا والآخرة
أن تجعلنا وأهلنا وأحبتنا في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك
اللهم ألبسنا ثياب الصحة والعافية وارزقنا من واسع رزقك
وتقبل أعمالنا بالقبول الحسن يا رب العالمين.
اللهمّ ارزقنا بركة في العمر بطاعتك ونوراً في القلب بمعرفتك
وضياءً في الوجه بتقواك وسعةً في الرزق بفضلك
واصرف عنا كل سوء وعلة بعفوك ومعافاتك يا ودود يا كريم
وأدخلنا في جناتك جنات النعيم – اللهمّ آمين.
******************
وَهُوَ الحليمُ فَلا يُعَاجِلُ عَبْدَهُ … بَعَقُوبِةٍ لِيَتُوبَ مِن عِصْيانِ
لَكِنَّهُ يُلْقِي عَليه سِتْرَهُ … فَهو السَّتِيْرُ وَصَاحِبُ الغُفْرانِ
وهُوَ العَفَّوُ فعَفْوُهُ وسِعَ الوَرَى … لَوْلاهُ غَارَ الأرْضُ بالسُّكَانِ
وَهُوَ الصَّبُورُ عَلَى أَذَى أَعْدَائِهِ … شَتَمُوهُ بَلْ نَسَبُوهُ لِلْبُهْتَانِ
قَالُوا لَهُ ولَدٌ وَلَيْسَ يُعِيْدُنَا … شَتْمًا وَتَكْذِيْبًا مِن الإِنسانِ
هَذَا وَذَاكَ بِسَمْعِهِ وَبِعِلْمِهِ … لَوْ شَاءَ عَاجَلهُم بِكُلِّ هَوَانِ
لَكِنْ يُعَافِيْهِم ويَرْزُقُهُم وَهُمْ … يُؤْذُونَهُ بِالشِرْكِ وَالكُفْرانِ
******************
كلنا نعلم أن حياتنا مهما امتدت وصفت للزوال، وكذلك كل واحد منا يعلم أنه أتى للدنيا للاختبار بما كلفنا به من العبادات والمعاملات، وسيصبح الواحد منا عما قريب في حفرة وحيدًا ليس معه أولاد ولا أموال، وحينئذ تكون أيها الأخ كأنك ما رأيت الدنيا ولا هي رأتك لحظة من اللحظات.
ويا ليتك إذا زالت الحياة تزول دون أن يترتب عليها آثار لو كان ذلك لأحب بعضنا الموت، لأنه يكون بشيرًا بانتهاء الأمراض والمصائب والآلام، لكنك تعلم أنه يعقب ذلك الموت أهوال، وأمور مزعجات، تلاقي جزاء ما كان منك قبل الموت في الاختبار.
فإن كنت قد أحسنت، رأيت قبرك روضة نعيم، وإن كنت مسيئًا رأيته نيرانًا محرقات.
******************
وكُنْ بَيْنَ خَوْفٍ والرَّجَا عَاملاً لِمَا … تَخَافُ وَلا تَقْنَطْ وُثُوقًا بِمَوْعِدِ
تَذَكَّرْ ذُنوبًا قَدْ مَضَيْنَ وَتُبْ لَهَا … وَتُبْ مُطْلقًا مَعْ فَقْدِ عِلْمِ التَّعَمُّدِ
وبادِرْ مَتَابًا قَبْلَ يُغْلَقُ بَابُه … وَتُطوَى عَلَى الأَعْمَالِ صُحْفُ التزَوُّدِ
فحِيْنَئِذٍ لا يَنْفَعُ المَرْءَ تَوْبَةٌ … إِذَا عايَنَ الأَمْلاكَ أو غَرْغَرْ الصَّدِي
وَلا تَجْعَلِ الآمَالَ حِصْنًا فَإِنَّها … سَرَابٌ يَغُرُّ الغافلَ الجاهلَ الصَّدِي