منتدى "قراءات في بريماكوف" في موسكو يناقش أزمة الشرق الأوسط ومستقبل قطاع غزة
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
يفتتح يوم الاثنين في موسكو المنتدى العلمي والخبراء الدولي "قراءات في بريماكوف" الذي سيحضره أكثر من 50 ضيفا أجنبيا من 26 دولة. وموضوعه هذا العام هو "آفاق ما بعد العولمة".
وسيكون الضيف الخاص لهذا الحدث هو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ومن المتوقع أن يتحدث مع المشاركين يوم الاثنين ويجيب على أسئلتهم.
وفي العام الماضي، ناقش الوزير بالتفصيل موضوع توسع مجموعة "بريكس" والنزاع في أوكرانيا وبناء نظام جديد للعلاقات في العالم لا يعتمد على إملاءات الدول الغربية.
وقال فيودور فويتولوفسكي، مدير المعهد الوطني لبحوث الاقتصاد العالمي الذي يحمل اسم يفغيني بريماكوف، إن تركيز الوزير والمشاركين في المنتدى هذا العام سيكون على العوامل التي تشكل عالم ما بعد العولمة.
ومن المقرر أن يناقش المؤتمر الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط، وعواقب جائحة "كوفيد-19"، والتوترات المتزايدة في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، ومخاطر الطاقة، فضلا عن التحديات الأمنية مثل أزمات المناخ والهجرة.
وأشار منظمو المنتدى العلمي، إلى أن الضيف الخاص الثاني للحدث الذي سيقام في الفترة من 27 إلى 28 نوفمبر في موسكو بمركز التجارة العالمي، لأول مرة سيكون المدير العام لشركة "روساتوم" أليكسي ليخاتشوف.
التطورات في غزة
سيتم تخصيص عدة جلسات في اليوم الأول للمنتدى لموضوعات ملحة في السياسة الدولية الحديثة، وستكون إحدى المناقشات الرئيسية حول التفاقم الجديد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتهديدات التي تواجه المنطقة بأكملها، وسيولي المشاركون اهتماما خاصا للإجراءات اللازمة للبدء سريعا في عملية حل المشكلة الفلسطينية.
وقد دعت روسيا باستمرار إلى حلها على أساس معترف به دوليا، أساس تمت الموافقة عليه في إطار الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية، ويتضمن إقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي الاجتماع الأخير مع رؤساء وزارات خارجية بعض دول جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، دعا لافروف إلى البدء فورا في الاستعداد لاستئناف عملية التفاوض بشأن إقامة دولة فلسطين.
ولفت مدير الجلسة المدير العلمي لمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيتالي ناومكين، في مؤتمر صحفي عشية المنتدى، إلى أن مستقبل قطاع غزة تتم مناقشته بنشاط في العالم.
ووفقا له، يتم النظر في خمسة سيناريوهات: "إعادة احتلال غزة، ووضع غزة تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، ونقل غزة إلى السيطرة المصرية، ونقل غزة إلى سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية، ونقل غزة إلى الإدارة الدولية بمشاركة من الدول العربية"، هذه السيناريوهات، وربما بعضها الآخر، ستتم مناقشتها من قبل الخبراء الروس والأجانب في المنتدى.
ويقام أكبر منتدى دولي "قراءات في بريماكوف" للمرة التاسعة، برعاية المعهد الوطني للبحوث في الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية الذي يحمل اسم يفغيني بريماكوف.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القضية الفلسطينية تل أبيب سيرغي لافروف طوفان الأقصى قطاع غزة موسكو واشنطن وزارة الخارجية الروسية
إقرأ أيضاً:
ماذا بعد المشادة غير المسبوقة في المكتب البيضاوي؟
ما تناقله الاعلام عن حديث دار بين الرئيس دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس وبين الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض لم يكن مفاجئًا كثيرًا لسياسيي العالم، سواء أولئك الذين يؤيدون السياسة الأميركية الجديدة المتبعة حاليًا، أو الذين لا تتوافق نظرتهم مع "النظرة الترامبية" لطريقة إدارة الأزمات العابرة للكرة الأرضية بطولها وعرضها، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر الحرب الروسية – الأوكرانية، والحروب المتنقلة في الشرق الأوسط، وأهمها الحرب التي تشنّها إسرائيل في كل الاتجاهات في كل من قطاع غزة، واستمرار احتلالها لمواقع استراتيجية في جنوب لبنان، وتمدّد سيطرتها على أجزاء واسعة من الجنوب السوري، مع ما يرافق ذلك من قلق متزايد عن مصير فلسطينيي القطاع، ولاحقًا مصير الفلسطينيين في الضفة الغربية بعد الاقتراحات غير المطمئنة عن هذا المصير للرئيس الأميركي عبر عملية "ترانسفير" من القطاع إلى صحراء سيناء، ومن الضفة الغربية إلى الأردن، مع إصرار تل أبيب على إبقاء احتلالها للمواقع الجنوبية اللبنانية بغطاء أميركي، وبالتزامن مع التوسع الممنهج في اتجاه الجنوب السوري. وهذا النهج غير المعتاد الذي ينتهجه الرئيس ترامب مع الحرب الروسية – الأوكرانية، ومع الحرب في منطقة الشرق الأوسط، ولاحقًا في القارة السوداء وفي أميركا اللاتينية، من شأنه أن يعيد خلط أوراق التحالفات الأميركية القديمة في أكثر من منطقة من العالم، وبالأخص مع جارتي الولايات المتحدة الأميركية من حدودها الشمالية مع كندا، ومن حدودها الجنوبية – الغربية مع المكسيك، وامتدادًا إلى القارة الأوروبية وإلى آسيا الوسطى ومن ضمنها منطقة الشرق الأوسط، حيث لإسرائيل أطماع توسعية تعود بخلفياتها وأبعادها إلى العقيدة التوراتية القائمة على فرضية توسعية لتمتدّ حدودها من البحر إلى النهر. ولو لم تلتقِ المصالح المشتركة ذات الخلفيات الاستراتيجية والاقتصادية بين سياستي كل من الرئيسين ترامب والروسي فلاديمير بوتين لما كان سُمح للإعلام بنقل ما دار في هذا اللقاء بين ترامب وزيلينسكي من أحاديث بدأت عادية قبل أن تتصاعد لهجتهما في شكل غير مسبوق، والذي بدأه فانس باتهام الرئيس الأوكراني بالقيام بجولات "دعائية"، فردّ عليه زيلينسكي بدعوته إلى زيارة أوكرانيا الامر الذي لم يلق ترحيبًا من جانب نائب الرئيس الأميركي.وبدوره، صعّد ترامب من حدة خطابه قائلا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. فإما أن تبرم اتفاقًا أو أننا سنبتعد"، مضيفا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا". ونتيجة هذا التوتر غادر زيلينسكي مبكرًا البيت الأبيض وخرج وحيدا من البيت الأبيض من دون أن يرافقه ترامب لتوديعه. وتم إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان من المقرر أن يعقد بعد الاجتماع. كما أفيد عن إلغاء توقيع الاتفاق الذي كان من المنتظر بين الجانبين حول استغلال موارد أوكرانيا من المعادن.
بعد المواجهة، اتهم ترامب الرئيس الأوكراني بأنه "غير مستعد للسلام"، معتبرا أنه يستغل انخراط الولايات المتحدة في النزاع لتحقيق أفضلية في المفاوضات مع روسيا. وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشال": "الرئيس زيلينسكي غير مستعد للسلام لأنه يعتقد أن انخراطنا يمنحه أفضلية كبيرة".
وأضاف: "لقد أظهر عدم احترام للولايات المتحدة في مكتبها البيضاوي الغالي. يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".
في وقت لاحق، ذكر زيلينسكي على حسابه الرسمي في "إكس": "شكرا لأميركا، شكرا لدعمك، شكرا لهذه الزيارة. شكرا لك الرئيس ترامب. والكونغرس والشعب الأميركي".
وأضاف: "إن أوكرانيا بحاجة إلى السلام العادل والدائم، ونحن نعمل على تحقيق ذلك بالضبط".
في المقابل، فإن ردود الفعل الدولية سواء من قِبل المسؤولين الروس أو المسؤولين الأوروبيين المعنيين مباشرة بالحرب في أوكرانيا من شأنها أن تتصاعد وتتفاعل، بحيث سيكون لها تأثير مباشر على إعادة رسم خارطة التحالفات الدولية، خصوصًا بعد انسحاب ترامب من خطة المناخ، وتلويحه من الانسحاب من منظمة الصحة العالمية ومن "الناتو". وقد ذهب البعض إلى مطالبة الرئيس الأميركي بمعاملة رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بالطريقة نفسها التي عامل فيها الرئيس الأوكراني بعدما اتهمه بأنه يقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة. وهذا الاتهام ينطبق أكثر على نتنياهو، الذي يضرب بعرض الحائط المقررات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية، ويهدّد السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يوميًا وفي شكل مضطّرد.
فمفهوم السلام، كما يقول هذا البعض، واحد سواء أكان في أوكرانيا أو في الشرق الأوسط. فهذا المفهوم المجتزأ للسلام لا يمكنه أن يكون في أوكرانيا بـ "زيت" وفي تل أبيب بـ "سمنة".
على أي حال، فإن ما شهده المكتب البيضاوي سابقة لا يمكن لأحد التنبؤ بما يمكن أن تقود إليه مستقبلًا في أي بقعة من العالم حيث يبدو السلام فيها مهدّدًا.
المصدر: خاص "لبنان 24"