قالت السفيرة الدكتورة نميرة نجم  مديرة المرصد الأفريقي للهجرة بمنظمة الإتحاد الأفريقي إن انخراط منظمة الإتحاد الافريقي في قضايا تقرير المصير وإنهاء الاستعمار وإنهاء الاحتلال لا يتوقف عند حدود أفريقيا، على الرغم من ولايتها الإقليمية، بل على العكس من ذلك يمتد إلى دعم النضال من أجل استقلال البلدان النامية الأخرى مثل مشاركتها التاريخية في القضية الفلسطينية، وحتى مؤخراً في المطالبة بوقف التطهير العرقي ضد السكان المدنيين في فلسطين وإدانة جميع انتهاكات القانون الدولي الإنساني ضد المدنيين في كل من فلسطين وإسرائيل ، وهذا بالتأكيد شيء يريد المحامون الأفارقة استكشافه بشكل أكبر وكيف يلعب الاتحاد الأفريقي مثل هذا الدور على مستوى العالم.

إذا انتقلنا من السلام والأمن إلى التنمية، فإن قبول الاتحاد الأفريقي كجزء من مجموعة العشرين يشجع أيضًا المحامين الأفارقة على فهم الديناميكيات العالمية ودعم أن يلعب الاتحاد الأفريقي دورًا أوسع في الشؤون الدولية للدفاع عن مصالح القارة ،والتأكد من تطورها ، ومشاركة الاتحاد الأفريقي في صنع السياسات وصياغة قواعد القانون الدولي توفر إطارًا فريدًا لهؤلاء المهنيين القانونيين للمساهمة في سرد مستقبل قانوني أفريقي موحد وممكن ومتميز. 

 

جاء ذلك في محاضرة  السفيرة   تحت عنوان "النداء الفريد للاتحاد الأفريقي للمحامين الدوليين من أصل أفريقي " في مؤتمر الاحتفال العشريني لدورية مراجعة قانون المنظمات الدولية التي نظمها قسم القانون الأوروبي والدولي والمقارن بجامعة فينيا نوفمبر الجارى.


و أضافت السفيرة انه استنادا إلى خبرتها الواسعة كقانونية دولية، والتي حظيت به من خلال شرف العمل كدبلوماسي  بوزارة الخارحية المصربة  ، و  كمستشار قانوني للاتحاد الأفريقي لمدة خمس سنوات، تستطيع أن تؤكد أن الاتحاد الأفريقي يحظى بجاذبية فريدة من نوعها بالنسبة للمحامين الأفارقة، ليس فقط لالتزامه بإيجاد الحلول الأفريقية، ولكن أيضا دور المنظمة التاريخي في إنهاء الاستعمار، والنضال من أجل السيادة الأفريقية، فضلا عن دورها الديناميكي في التكامل الاقتصادي، وحقوق الإنسان، وحل النزاعات، والاعتراف بالقانون العرفي.
وشرحت السفيرة انه في حالة إنهاء الاستعمار والسيادة يتمتع الاتحاد الأفريقي بسياق تاريخي متأصل في إنهاء الاستعمار في أفريقيا ، وقد يجد المحامون من أصل أفريقي أهمية في العمل على وضع أطر قانونية تحمي وتعزز سيادة الدول الأفريقية، وتضمن أن أنظمتها القانونية ليست من بقايا الحكم الاستعماري ولكنها تستجيب لاحتياجات وتطلعات الشعوب.


وأوضحت  ان مشاركة الاتحاد الأفريقي في قضية أرخبيل تشاغوس و استرداد دولة  موريشيوس له  من الاستعمار البريطاني امام محكمة العدل الدولية كانت مثيرة لاهتمام المحامين الأفارقة ، وكان من دواعي سرورها  قيادة فريق الاتحاد الأفريقي كمستشار قانوني سابق للاتحاد الافريقي  وأنها حرصت على ان يكون الفريق  من المحامين الأفارقة فقط ،وتستطيع أن تقول أن التزامهم ومشاركتهم كانت استثنائية ، لقد قدموا عملهم الفكري للمنظمة، على أساس مجاني، على الرغم من الوقت الذي قضوه في العمل على هذه القضية في بلدانهم الأصلية ،والواقع أن مشاركتهم كمحامين أفارقة مع الاتحاد الأفريقي ساعدتهم في أن يصبحوا من واضعوا المعايير القانونية التي تردد روح التحرر وتقرير المصير والتمكين. 


وأبرزت السفيرة مشكلة الهجرة والنزوح الداخلي داخل  وبين الدول الافريقية وإلي خارج القارة بأسبابه المتعددة الناتجة عن أزمات الحروب الأهلية، و النزاعات بين الدول و الانقلابات العسكرية ،و غياب الحكم الرشيد و التدوال الأمن للسلطة  في عدة دول ،والمشاكل الاقتصادية بالإضافة الي العوامل المستجدة من تطرف المناخ التي تؤدي الي الكوارث الطبيعية الغير مسبوقة بالقارة  ، و أشارت الي توجه المرصد الافريقي للهجرة نحو مشروع دراسة القانونية مع القانونيين الأفارقة للآثار المترتبة علي النتائج  من زيادة المتوقعة في انفجار اعداد الهجرة واللجوء، وان أنشطة المرصد تقع ضمن اهتمامات المحامين من القارة لانها تمس حقوق المهاجرين وحقوق الانسان و القانون الدولي بشكل عام الذي يسمح بحرية تنقل للانسان بغض النظر عن لونه او عرقه او جنسه .


و اضافت ان المحاميين  بشكل عام متحمسون للسعي من أجل الحقوق، والمحامون الأفارقة في القارة أو في أي مكان آخر مهتمون باكتشاف ما يفعله الاتحاد الأفريقي للنضال من أجل الحقوق في القارة ويطمحون إلى منظمة قوية تأخذ تنميتنا وفقًا لأجندة 2063 إلى مستوى آخر.
 وسلطت السفيرةً الضوء بإسهاب على بعض الجوانب الرئيسية الاخري التي تساهم في تميز الاتحاد الأفريقي
منها الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية التي قد ينجذب المحامون الأفارقة إلى فكرة تشكيل الأطر القانونية ذات الصلة ثقافيًا وسياقيًا بالمجتمعات المتنوعة داخل أفريقيا.


و في حقوق الإنسان والعدالة أشارت السفيرة إلي إهتمام المحامون الأفارقة  بمتابعة عمل المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب (AfCHPR) واللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب .


وأضافت ان في موضوع القانون العرفي وأنظمة العدالة التقليدية ، تتمتع أفريقيا بنسيج غني من القوانين العرفية وأنظمة العدالة التقليدي و يقدر المحامون الأفارقة اعتراف الاتحاد الأفريقي بأهمية دمج هذه الممارسات القانونية التقليدية في الأطر القانونية الحديثة ، و يعكس هذا الاعتراف فهمًا للتنوع الثقافي والتعددية القانونية الموجودة في القارة ، ففكرة احترام التقاليد حتى عندما يتعلق الأمر بالقضاء هي فكرة مغرية لأنها تعزز بيئة قانونية تحترم التعددية المتأصلة في النسيج الاجتماعي في أفريقيا.


و ألمحت  السفيرة ان  التزام الاتحاد الأفريقي بالتكامل الاقتصادي، والذي يتجسد في مبادرات مثل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، رؤية استراتيجية لتعزيز النمو الاقتصادي والتجارة والتعاون عبر القارة ، وينجذب المحامون إلى التحدي المتمثل في تطوير أطر قانونية تهدف إلى إنشاء سوق موحدة للسلع والخدمات في القارة ، و يريد المحامون المساهمة في تطوير وتنفيذ هذه الصكوك القانونية ، و  المشاركة في التفاوض بشأن معاهدات الاستثمار الثنائية بين الدول الأفريقية والمستثمرين الأجانب، ومعالجة قضايا مثل آليات حل النزاعات، وحماية الاستثمار، والتوازن بين السيادة الوطنية وحقوق المستثمرين، من أجل تقليل خسائر الدول الأفريقية الناجمة عن هذه الاتفاقيات. 


وفي نهاية محاضرتها  قالت مديرة المرصد الافريقي للهجرة يرى المحامون، وخاصة الأفارقة، أن العمل القانوني للاتحاد الأفريقي أصبح صوتًا مميزًا في الخطاب القانوني الدولي، حيث يقدم حلولاً للتحديات التي تتوافق مع واقع الدول الأفريقية. ومن ثم، فهم يريدون الانضمام كمهندسين لهذا المشهد القانوني الناشئ، والدعوة إلى الإصلاحات القانونية التي تتجاوز بقايا الاستعمار والتأكد من أن الأنظمة القانونية الحالية سريعة الاستجابة وشاملة وتحمي هوياتهم الوطنية ، و أنه وحده الاتحاد الأفريقي يمكنه أن يقدم لهم هذه المنصة ،ويدرك المحامون الأفارقة أن الاتحاد الأفريقي جزء لا يتجزأ من الدفاع عن تميز أفريقيا وصمودها، ومن ثم يصبحون سفراء العدالة والمدافعين عن تقرير المصير. 


وردا على تساؤل من الحضور للسفيرة في نقاش مفتوح بعد نهاية محاضرتها بشأن اسباب التزام افريقيا الحياد في الازمة الاوكرانية بمقارنة إلي الموقف الذى اتخذه الاتحاد الافريقي دعما لفلسطين في ازمة غزة الاخيرة، اشارت السفيرة إلى انه مثلما تتخذ دول العالم مواقفها بناء على مصالح ، فافريقيا كقارة كذلك تبحثً عن مصالحها ، فعلى الرغم من ازمة اوكرانيا بعيدة جغرافيا عن افريقيا ولم تلعب دول القارة اى دور في هذه الازمة ، الا أنها ازمة تهدد الامن الغذائى لأفريقيا  لانها حرب بين اثنين من الدول من اكبر مصدرى الحبوب في العالم،  مما ادى الى زيارة عدد من الروءساء الافارقة وبرفقتهم موسى فقيه محمد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الى روسيا لضمان استمرار وصول الحبوب الى القارة، فإتخاذ موقف يضر بمصلحة الأمن الغذائي للافارقة يعنى اننا نتبنى آراء ومصالح دولا أخرى ، وهو امر غير مقبول، أما عن فلسطين، فهى دولة حدودها مشتركة مع دولة افريقية هي مصر ،  وما يحدث فى غزة من ابادة جماعية يؤثر مباشرة على احد دول القارة، ومحاولة تهجير إسرائيل سكان غزة قسريا  الي سيناء  لانهاء القضية الفلسطينية ضد قواعد القانون الدولي ، هذا بالاضافة الى موقف الاتحاد الافريقي ومن قبله منظمة الوحدة الأفريقية الثابت من القضية الفلسطينية بضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي  وحماية المدنين واقامة الدولة الفلسطينية الى جانب إسرائيل وهى محل لقرارات سنوية من الاتحاد الافريقي، وبالتالى كان طبيعي ان يستمر الاتحاد في ذات النهج خاصة ، ولنفس الاسباب رفض الاتحاد الافريقي منح إسرائيل صفة عضو مراقب بالإتحاد ، فموضوع الاحتلال والاستعمار وانهائه لا يزال احد اهم اولويات الاتحاد، وهو ايضا من اسباب دعم الاتحاد الكبير لموريشيوس في الرأى الاستشارى امام محكمة العدل الدولية بشأن اعادة جزر تشاغوس لسيادتها ، و لاننسي ان القارة الافريقية هي أكثر قارات العالم التي عانت من ويلات الاستعمار و عنصريته . 


كما ان الاتحاد الافريقي موقفه واضح، حيث ادان بيان رئيس المفوضية الهجوم على المدنيين من الجانبين ولكن ما نراه الان من تدمير للمستشفيات والبنية التحتية وقتل الاطفال غير مسبوق في التاريخ الحديث ومن غير المقبول الصمت بشأنه فالاطفال الفلسطنيين الذين قتلوا بالقصف الاسرائيلي في غزة في زمن قياسي هو  شهر ونصف فقط أكثر من ١٢ ضعف الاطفال الذين قتلوا في أوكرانيا علي مدي سنتين ، أنها إبادة جماعية و مذبحة للابرياء مستمرة بتأييد و بتمويل  أمريكي أوروبي مشترك ، وماحدث في ٧ أكتوبر كان ضد محتل يدعي انه يدافع عن نفسه رغم انه قتل ١٠٠ الف مدني فلسطيني علي مدي ٧٥ عاما قبل هذا التاريخ و اضاف ١٥ الف بعد هذا التاريخ و في شهر ونصف فقط وبقنابل  محذورة دوليا ، هذا بخلاف المصابين و الاسري والمعتقلين و الجرحي والمعاقين الفلسطنيين علي مدي الصراع الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي ومع ذلك فان الغرب يتبني الرواية والرؤية الاسرائيلية  بان "اسرائيل تدافع عن نفسها" رغم ان أرقام ضحايا  الفلسطنيين المدنيين  من اطفال ونساء و شيوخ  موثقة في تقارير الأمم المتحدة للمذابح الاسرائيلية الجماعية المتكررة شهريا و سنويا ضد الشعب الفلسطيني منذ عام ٤٨ .


وردا على طرح اخر بادخال مصر للمساعدات من رفح من جانب واحد كمسؤولية قانونية، أكدت السفيرة على ان المسئول الاول على حماية المدنيين وتقديم المساعدة الانسانية لهم هى دولة الاحتلال وفقا للقانون الدولى ،كما على دولة الاحتلال توفير أماكن آمنة للمدنيين الا انها تطلب منهم النزوح لجنوب القطاع ثم تضرب الجنوب والنازحين أيضا في الممرات التي اعلنت انها آمنة من القصف ، وهو امر غير مقبول إنسانيا وقانونيا وضميريا ، ويخرق القانون الدولى، والقانون الدولي والمؤسسات الدولية  معطلة  في الحالة الاسرائيلية بل قيادات الامم المتحدة ذاته تخضع للارهاب .


وأضافت السفيرة  الى ان المشكلة ليست فتح المعبر لادخال المساعدات فالهلال الاحمر المصرى يصطف على الحدود بالمساعدات، الا انه لا يستطيع ان يتحرك نحو القطاع بدون وقف لاطلاق النار وقبول إسرئيل لدخوله ،  والا سيعرض حياه المصريين للخطر ،وهو امر يجب ان يتفاديه المسئولين ، خاصة إذا  ما كان هؤلاء قد يصبحوا مستهدفون من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي ،وبالتالي ربما سيجر ذلك مصر للحرب وهو امر قد يهدد  معاهدة السلام بين مصر واسرائيل وإلي إندلاع مواجهات ستكبد الجانبين الكثير من الموت و الدمار ، وسيزيد الموقف تعقيدا من  إتساع وتفاقم من نطاق رقعة  الحرب في المنطقة وعدم الاستقرار في المنطقة و العالم  .


الجدير بالذكر ان  السفيرة د. نميرة نجم مديرة المرصد الإفريقي للهجرة هي عضو في مجلس إدارة نشر دورية مراجعة قانون المنظمات الدولية "The International Organisation Law Review ".


وتعمل دورية مراجعة قانون المنظمات الدولية كمنتدى لمناقشة قواعد المنظمات الدولية المختلفة لكل من الأكاديميين والممارسين النشطين في هذا التخصص، وتركز في المراجعة على التطورات العامة والنظرية في القانون المؤسسي الدولي ، بينما توفر آراء الممارسين في هذا المجال لتحديد ومناقشة التطورات القانونية داخل المنظمات الدولية القائمة ، و تنشر مقالات متخصصة في قوانين المنظمات الدولية ومجلس إدارة  يضم رئيس التحرير البروفسير نيل بلوكر أستاذ القانون الدولي العام في  جامعة لايدن بهولندا، ونائب المستشار القانوني السابق لوزارة الخارجية الهولندي، والبروفسيرو رمسيس ويسل رئيس قسم القانون الأوروبي والاقتصادي و نائب عميد كلية الحقوق جامعة جرونينجن بهولندا ،ومتخصصين في قانون المنظمات الدولية بمافيهم العاملين في مجال القانون الدولي والمنظمات الدولية، وتقوم دار بريل العالمية للنشر بنشر وتوزيع المجلة.

IMG-20231126-WA0057 IMG-20231126-WA0055 IMG-20231126-WA0056

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

إصابة شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في مخيم البريج وسط قطاع غزة

أصيب، اليوم الثلاثاء، شاب فلسطيني برصاص الاحتلال شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.

حماس: تطالب بالضغط على الاحتلال لوقف عدوانه المستمر على جنين مخاوف فلسطينية من توسيع الاحتلال عملياته بالضفة الغربية.. فيديو مخيم البريج

وأفادت مصادر فلسطينية - وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية " وفا" -، بأن قوات الاحتلال المتمركزة شرق مخيم البريج، أطلقت النار صوب شاب وأصابته، فنُقل على أثر ذلك إلى أحد المستشفيات.

 

وفي السياق ذاته، أخطرت قوات الاحتلال، فلسطينيين بعدم الوصول إلى أراضيهم في بلدة نحالين غرب بيت لحم.

 

وأفاد رئيس المجلس البلدي في نحالين جمال نجاجرة، بأن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت منطقة "عين فارس" غرب البلدة، وسلّمت مواطنين إخطارا بأن أراضي المنطقة عسكرية مغلقة يمنع الوصول إليها، حيث تبلغ مساحتها قرابة 1000 دونم.

 

وأكد نجاجرة، أن مجموعة من المستوطنين أقامت بؤرة استعمارية رعوية في منطقة "عين فارس"، ونصبت "بركسين" كبيرين لتربية المواشي.

 

وقال، إن هذه الخطوات ستحرم الفلسطينيين من أرضهم البالغة مساحتها حوالي 3900 دونم، لافتًا إلى أن المنطقة المذكورة تعرضت لاعتداءات متكررة من مستوطني "بيتار عيليت"، تمثلت في ضخ المياه العادمة، وهو ما أدى إلى تلف المزروعات وتلوث المياه.

 

وكان مستوطنون قد أقدموا خلال الأيام الماضية على تقطيع 200 شتلة زيتون، و100 شجرة زيتون معمرة، في المنطقة ذاتها.

المملكة السعودية تُعرب عن ترحيبها باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة

أعربت وزارة الخارجية عن ترحيب المملكة العربية السعودية باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وثمنت الجهود التي بذلتها دولة قطر، وجمهورية مصر العربية، والولايات المتحدة الأمريكية في هذا الشأن.

 

 وشدِّدت المملكة على ضرورة الالتزام بالاتفاق ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية بشكل كامل من القطاع وسائر الأراضي الفلسطينية والعربية وعودة النازحين إلى مناطقهم، كما أكدت أهمية البناء على هذا الاتفاق لمعالجة أساس الصراع من خلال تمكين الشعب الفلسطيني الشقيق من حقوقه، وفي مقدمتها قيام دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 م وعاصمتها القدس الشرقية.

 

 وتأمل المملكة أن يكون هذا الاتفاق منهيًا بشكل دائم لهذه الحرب الإسرائيلية الوحشية التي راح ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد، وأكثر من 100 ألف جريح.

 

وفي سياق متصل، طالبت مندوب قطر الدائم لدى الأمم المتحدة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته في القيام بدور مهم وفاعل لضمان أن يحقق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين النتائج الإيجابية المتوخاة منه من خلال اعتماد قرار ملزم يدعم الاتفاق ويؤكد على تنفيذه الكامل.

 

 

وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن ذلك جاء في بيان قطر الذي ألقته علياء أحمد بن سيف آل ثاني، أمام مجلس الأمن حول بند الحالة في الشرق الأوسط، بما فيها قضية فلسطين، وذلك بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وقالت علياء أحمد بن سيف "إن هذا الاجتماع يأتي بعد أيام من الإعلان في الدوحة عن التوصل إلى اتفاق يضع حدا للنزاع في قطاع غزة، والذي دام أكثر من 15 شهرا وسبب معاناة إنسانية هائلة ودمارا شاملا، وشرد معظم السكان، وترك 160 ألفا منهم ما بين قتيل ومصاب ومفقود"، مؤكدة أن قطر بذلت منذ البداية جهودا مخلصة للوساطة، تكللت بتوصل الطرفين يوم 15 يناير الجاري إلى اتفاق بدأ تنفيذه أول أمس الأحد.

وأوضحت أنه بموجب هذا الاتفاق، المكون من ثلاث مراحل كل منها تمتد 42 يوما، يتم تبادل الأسرى والرهائن والعودة إلى الهدوء المستدام وصولا لوقف دائم لإطلاق النار، وإيصال كميات مكثفة من المساعدات الإنسانية وتوزيعها الآمن والفعال على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة، وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز، وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود ومستلزمات إيواء النازحين، مشيرة إلى أنه سيتم إنهاء الاتفاق على تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة خلال تنفيذ المرحلة الأولى.

ونقلت شكر قطر لشركائها في الوساطة، مصر والولايات المتحدة الأمريكية، لافتة إلى أن الدول الثلاث أصدرت كضامنين للاتفاق بيانا يؤكدون فيه أنهم سيعملون بشكل مشترك لضمان تنفيذ الأطراف لالتزاماتهم، والاستمرار الكامل للمراحل الثلاث.. وشددت على أن قطر لم تدخر جهدا في مساعيها على مدى الـ15 شهرا الماضية.

وأضافت: "بعد نجاح هذه المساعي في نوفمبر 2023 في إيقاف القتال وإطلاق سراح 109 من الرهائن ومئات الأسرى الفلسطينيين، استمرت الاجتماعات مع الشركاء وطرفي النزاع، وتغلبت على العقبات العديدة، سعيا إلى اتفاق يوقف آلة الحرب ويعيد للمنطقة الأمل بمستقبل آمن.. ومع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، أكدت قطر تطلعها إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية في تقديم المساعدات الإنسانية ودعم الأمم المتحدة في إدخالها وإيصالها في القطاع، كما أكدت أنها لن تدخر جهدا في تقديم الدعم للأسر المنكوبة ولرفع معاناة الأهالي، وبتوجيهات من تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، تم الإعلان عن تدشين جسر بري لإمداد قطاع غزة بالوقود".

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"

وتابعت: "في هذه المرحلة، كما في السابق، أكدت أنه يظل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) دور محوري، كما حذرت من أن حظر أنشطة الوكالة من قبل سلطات الاحتلال سيؤدي إلى نتائج إنسانية وسياسية خطيرة".

وأبرزت المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة أن المسار الوحيد نحو الاستقرار والازدهار في المنطقة يظل هو الحل السياسي الشامل والعادل للقضية الفلسطينية على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال، ووقف أنشطة الاستيطان، والتأكيد على رؤية حل الدولتين، وهي الرؤية التي أكد عليها القرار 2334، وهو ما شدد عليه الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في يوليو 2024، الذي ينبغي احترامه.

كما شددت على أنه من الضروري رفض أية إجراءات تقوض الحل المستدام للقضية الفلسطينية، بما في ذلك محاولات ضم الأراضي الفلسطينية وانتهاك المقدسات الدينية، حيث تأمل دولة قطر أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار بداية لمرحلة جديدة للعمل الجاد على حل القضية الفلسطينية.. وفي هذا الصدد، أكدت أهمية دعم الوفاق الفلسطيني في المرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن إدارة قطاع غزة بعد الحرب هو شأن فلسطيني بحت

مقالات مشابهة

  • الكاف : الأفارقة مقتنعون أن المغرب سينظم بحماس كبير أفضل نسخ كأس أفريقيا في التاريخ
  • هيلفي: أتحمل مسؤولية الفشل في أحداث 7 أكتوبر
  • في بلدة جنوبية.. هذا ما فعله الجيش الاسرائيلي
  • إصابة شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في مخيم البريج وسط قطاع غزة
  • قوات الاحتلال الاسرائيلي تنقل المعركة الى الضفة الغربية وتجتاح جنين
  • القارة العجوز ديموغرافيا هل تنتقل إلى العجز الحضاري مع رئاسة ترامب لأمريكا؟
  • إعلام فلسطيني: الاحتلال نفذ 10100 مجزرة منذ 7 أكتوبر 2023
  • مصر وجنوب إفريقيا تتصدران الدول الأفريقية التي رفعت قدراتها من إنتاج الطاقة الشمسية في 2024
  • إعلام فلسطيني: جيش الاحتلال يواصل تشديد إجراءاته العسكرية في الضفة الغربية
  • القانون في جيبك.. كيف تسهل التطبيقات القانونية حياتك؟