زادت التشاؤم بشأن مصير الجنيه المصري مع استمرار ضغوط شح الدولار وزيادة تكلفة الاقتراض وبطء برنامج الطروحات الحكومية لبيع أصول الدولة، ما دفع مؤسسات التصنيف العالمية إلى خفض تصنيف مصر الائتماني.

وتركزت المخاطر التي تواجه الاقتصاد المصري في ثلاث نقاط، هي زيادة المخاطر على التمويل الخارجي واستمرار نقص النقد الأجنبي في مواجهة زيادة مدفوعات خدمة الدين، وارتفاع معدلات التضخم وتأثير كل ذلك بالسلب على استقرار الاقتصاد الكلي.



وقد يتراجع الجنيه بنسبة 45% مقابل الدولار بحلول آذار/ مارس المقبل بعد التخفيض المتوقع لقيمة العملة من قبل البنك المركزي، وفقا لتوقعات وحدة أبحاث "بي إم أي - PMI" العالمية.

ورغم تثبيت الفائدة في المرات الأخيرة، إلا أنها أشارت إلى استئناف البنك المركزي تشديد السياسة النقدية في الربع الأول من 2024 ورفع أسعار الفائدة مجددا، بالتزامن مع تخفيض قيمة العملة.

بدورها، توقعت وكالة "فيتش سوليوشنز" في تقرير لها، ان يتكبد الجنيه انخفاضا قياسيا للسعر الرسمي أمام الدولار الأمريكي خلال الفترة القادمة، مشيرة إلى أن الدولار قد يصل إلى 45 جنيها لدى البنك المركزي المصري.

ويتم تداول الجنيه في البنوك المحلية عند نحو 30.95 جنيها دون تغيير منذ عدة أشهر، في حين واصلت السوق السوداء تحررها حيث تجرى غالبية عمليات البيع والشراء بعد توقف البنوك، وبلغت الفجوة بين السوقين نحو 40%.


فجوة كبيرة بين السعرين الرسمي والموازي
وقال متعاملون في السوق الموازي لـ"عربي21": إن "الدولار استقر أمام الجنيه المصري منذ نحو 10 أيام بعد أن قفز إلى مستوى 50 جنيها، ويتراوح سعره بين 50.50 جنيها و52 جنيها، ولكنه لم ينزل عن هذا المستوى منذ الوصول إليه".

وعن أسباب ارتفاع الدولار في السوق الموازي من مستوى 40 جنيها مطلع الشهر الجاري إلى 50 جنيها، أوضحوا أن "ارتفاع الطلب على الدولار سواء من قبل المواطنين أو شركات الاستيراد والتجار هي التي تحدد السعر، العرض والطلب له دور أساسي".

ورغم توصل مصر إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة ثلاثة مليارات دولار، في نهاية العام الماضي، إلا أنها لم تتلق إلا شريحة واحدة بقيمة 275 مليون دولار من هذا الاتفاق بسبب توقف المراجعات مع الصندوق الدولي لاستلام باقي الأقساط بسبب تأخر مصر في تطبيق بعض الشروط المطلوبة منها من قبل الصندوق، على رأسها مرونة سعر الصرف.

وتشير التقارير الدولية أن من شأن خفض البنك المركزي لسعر صرف الجنيه أمام الدولار من مستوى 31 جنيها إلى 40 و45 جنيها أن يفتح الباب أمام استكمال باقي الشرائح، إلا أن تلك الخطوة مرهونة على ما يبدو بإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل.

إلى جانب الأوضاع الاقتصادية المتردية في مصر، تتوقع التقارير أن تلقي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بظلالها على الاقتصاد وتؤدي إلى تفاقم التحديات الاقتصادية في أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان، مما يؤثر على الاستثمار والاستهلاك والصادرات.

على خلفية أزمة نقص العملة الأجنبية وارتفاع تكاليف الاقتراض الحكومي خفض كل من صندوق النقد والبنك الدوليين توقعاتهما لنمو اقتصاد مصر الشهر الماضي، وتوقعا نمو الاقتصاد المصري بنسبة 3.6% و3.7% على التوالي في العام المالي الحالي.


تعقد المشهد المالي بمصر
مع استمرار تدهور قيمة الجنيه لا أحد يتوقع قاع هذا الهبوط، بحسب رئيس شركة الاستشارات الاستثمارية "بويز إنفستمنت"، شريف عثمان، في ظل أزمة النقد الأجنبي التي تضرب البلاد منذ آذار/ مارس 2022، وفي الحقيقة هي أبعد من ذلك ولكن كان هناك غطاء يخفي حجمها الكبير.

وأكد لـ"عربي21" أن "هناك العديد من الأزمات والمؤشرات التي تزيد من ضبابية المشهد، منها البيانات التي تنشر عن ارتفاع رصيد الودائع الخليجية وتمديد آجال استحقاقها، بسبب عدم قدرة البنك المركزي على إعادتها، واستحقاق آجال ديون كبيرة قريبا حتى نهاية العام الجاري والعام المقبل".

وأشار عثمان إلى ما أسماه تعقد المشهد المالي المصري تزيد احتمالات تخفيض كبير للعملة المصرية مطلع العام المقبل: "نتيجة أسباب إضافية مثل تراجع إيرادات السياحة بسبب إلغاءات مرتبطة بالحرب في غزة، وعودة البضائع المتراكمة في الموانيء، وتأخر اتخاذ القرار".

الحرث في البحر
لم تنجح جهود الحكومة المصرية في زيادة مواردها من الدولار سواء من خلال المبادرات الحكومية التي أطلقتها طوال 18 شهرا مثل سيارات المصريين بالخارج، وطرح أراضي مميزة بالدولار، والتصالح مع الدولة في الهروب من تأدية الخدمة العسكرية مقابل مبلغ بالدولار، في تخفيف حدة الأزمة.

فضلا عن برنامج الحكومة الأكبر المتمثل في بيع جزء من أصول 32 شركة الذي لم تتجاوز حصيلته 2.5 مليار دولار بنسبة 50% من المستهدف وهو 5 مليارات دولار بحلول حزيران/ يونيو لعام 2024 بعد الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية.

يُقدر متوسط متطلبات التمويل الخارجي بنحو 20 مليار دولار سنويا على مدى السنوات الخمس المقبلة، أي نحو 100 مليار دولار وفق تقديرات بنك "غولدمان ساكس"، فيما تعاني مصر من حجم الدين الخارجي البالغ 164.728 مليار دولار بنهاية حزيران/ يونيو الماضي.


حلول غير مجدية
أرجع الخبير الاقتصادي، أحمد ذكر الله، سبب استمرار هبوط الجنيه إلى "استمرار أزمة نقص النقد الأجنبي في مصر المتواصلة والتي تضغط بقوة على الجنيه المصري ومعظم الحلول التي لجأت لها الحكومة المصرية في الشهور الماضية لم تكن ناجعة، ولم تدعم قيمة الجنيه أم الدولار وواصل انخفاضه إلى مستويات تاريخية".

وأضاف لـ"عربي21": "كما فشل برنامج طرح الأصول المصرية للبيع وجمع حصيلة دولارية معتبرة يستطيع البنك المركزي من خلالها أن يحد من تأثير الدولار على الجنيه في حال قرر التعويم أو إجراء خفض جديد للجنيه، وكذلك فشل الاقتراض الخارجي بشكل كبير، كما أن المفاوضات مع الدول الخليجية لضخ استثمارات ودعم الاقتصاد المصري لم تصل إلى نتائج".

كل هذه الأمور، بحسب ذكر الله، تواصل الضغط على الجنيه المصري وبالتالي هبوطه إلى دون 50 جنيها هو نتيجة طبيعية لكل هذه الظروف التي يمر بها الاقتصاد المصري منذ 18 شهرا، مع الأخذ في الاعتبار زيادة الفجوة بين السوق الرسمية والسوق السوداء بأكثر من 35% وهو عامل ضعف كبير ويشير إلى اتجاه البنك المركزي إلى خفض الجنيه ولكن الأمر كله مسألة وقت لحين مرور الانتخابات الرئاسية ثم يبدأ تنفيذ تلك الخطوة المؤجلة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الجنيه المصري المخاطر الاقتصاد الكلي تراجع مصر تراجع الجنيه مخاطر الاقتصاد الكلي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاقتصاد المصری الجنیه المصری البنک المرکزی ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

سعر الدولار اليوم السبت مقابل الجنيه المصري في البنوك

سعر الدولار اليوم.. كشفت المواقع الإلكترونية لعدد من البنوك المصرية عن آخر تحديث في سعر الدولار اليوم السبت 23-11-2024 مقابل الجنيه المصري، وسجل سعر الدولار في البنك المركزي 49.62 جنيه للشراء، و49.72 جنيه للبيع.

برودة وأمطار.. تقلبات جوية تبدأ غدا

سعر الدولار اليوم في البنك الأهلي المصري
وسجل سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه في البنك الأهلي المصري 49.62 جنيه للشراء، و49.72 جنيه للبيع.

سعر الدولار في بنك الإسكندرية
كما سجل سعر الدولار اليوم في بنك الإسكندرية اليوم 49.62 جنيه للشراء، و49.72 جنيه للبيع.
سعر الدولار في بنك القاهرة
وفي بنك القاهرة، سجل سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه 49.68 جنيه للشراء، و49.78 جنيه للبيع

سعر الدولار في بنك مصر
سجل سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري في بنك مصر 49.62 جنيه للشراء، و49.72 جنيه للبيع.

سعر الدولار في البنك التجاري الدولي
أما سعر الدولار اليوم في البنك التجاري الدولي فسجل 49.62 جنيه للشراء، و49.72 جنيه للبيع.

سعر الدولار في بنك المصرف المتحد
سجل سعر الدولار في بنك المصرف المتحد 49.63 جنيه للشراء، مقابل 49.73 جنيه للبيع.

مقالات مشابهة

  • خبير مصرفي: لا يوجد أزمة سيولة دولارية في البنك المركزي
  • سعر الدولار اليوم السبت مقابل الجنيه المصري في البنوك
  • سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة
  • الدولار رسميا الآن بعد قرار البنك المركزي| مفاجأة في آخر تحديث بالبنوك
  • بعد قرار البنك المركزي.. مفاجأة في سعر الدولار اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024 داخل البنوك
  • بعد قرار البنك المركزي.. الجنيه يصعد أمام الدولار في ختام التعاملات المسائية
  • بعد قرار البنك المركزي المصري.. سعر الدولار خلال تعاملات اليوم الخميس 21 نوفمبر 2024
  • عاجل | "تثبيت الفائدة".. ما هي الأسباب التي دفعت البنك المركزي لهذا القرار ؟
  • لماذا ثبت البنك المركزي سعر الفائدة؟.. تفاصيل
  • عاجل.. قرار مفاجئ من البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة