للحرب الراهنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة عواقب بعيدة المدى، منها تفاقم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتعثر عملية تطبيع العلاقات بين الاحتلال والسعودية، بحسب جلوريا لوزانو، في تحليل بمركز "أوراسيا ريفيو" للأبحاث (Eurasia review).

وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، شنت حركة "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هجوما في مستوطنات غزة، فقتلت 1200 إسرائيلي وأسرت نحو 239 بدأت في مبادلتهم مع إسرائيل، التي يوجد في سجونها أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني.

ولمدة 48 يوما حتى 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، شن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة قتل خلالها أكثر من 14 ألف فلسطيني، وفي اليوم التالي بدأت هدنة إنسانية تستمر 4 أيام قابلة للتمديد وتتضمن تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع، الذي يسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وقالت لوزانو، ف يالتحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن الصراع الحالي من غير المرجح أن يأخذ إسرائيل إلى تجربة مثل حرب عام 1973 مع دول عربية، "شريطة ألا يتصاعد إلى حرب إقليمية بسبب سوء التقدير أو التدخل الأجنبي".

ومع وحشية الهجوم الإسرائيلي على غزة، ردت جماعات موالية لإيران، بينها "حزب الله" في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات في العراق وسوريا، بشن هجمات على أهداف إسرائيلية وأمريكية.

واستدركت لوزانو: "ومع ذلك، يمكن رسم أوجه تشابه بين هذه الحرب وحرب يوم الغفران (1973)، خاصة من حيث العواقب المباشرة".

واعتبرت أنه "إذا ظل الصراع تحت السيطرة، فإن إسرائيل في وضع جيد لتحقيق النجاح العسكري. ومع ذلك، فإن العالم الإسلامي يعتبر المواجهة الراهنة انتصارا، بعد أن كشفت نقاط ضعف إسرائيل".

ورغم أجهزته الاستخبارية المتعددة وقدراته التكنولوجيا الدفاعية على السياج الحدودي مع غزة، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي فشل في التنبأ بهجوم "حماس" وعجز عن التصدي لمئات من مقاتيليها اقتحموا السياج.

اقرأ أيضاً

صدمة البنتاجون.. تحقيق مطول عن هزيمة حماس لتكنولوجيا إسرائيل

هزيمة نفسية

و"من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن هذه الهزيمة النفسية قد تؤدي إلى تقويض ثقة الجمهور في الحكومة والقيادة العسكرية"، كما زادت لوزانو.

وتابعت: "كما أن الرد العسكري الإسرائيلي تأخر، إذ استغرق الجيش نحو ثلاثة أيام لاستعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها الفلسطينيون، مما ترك المدنيين عرضة للخطر"، على حد قولها.

وأضافت لوزانو أن "العواقب التي تخلفها الحرب الراهنة بعيدة المدى، فهي تؤدي إلى تفاقم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من ناحية، وتؤدي من ناحية أخرى إلى توتر علاقات إسرائيل بالشرق الأوسط الكبير".

وزادت بأنه "في حين أعربت السعودية عن اهتمامها بمواصلة محادثات التطبيع مع إسرائيل، فإن هذه الجهود قد تواجه تعقيدات مع اشتداد الأزمة الإنسانية في غزة، كما يبقى أيضا أن نرى ما هي خطة إسرائيل لمستقبل غزة".

ومنذ اندلاع الحرب، قطع الاحتلال إمدادات الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من تداعيات حصار إسرائيلي مستمر للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

ويهدد قادة الاحتلال باستئناف الحرب بعد انتهاء الهدنة، على أمل إنهاء إدارة "حماس" لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً

واشنطن بوست: هجوم حماس كان مخططا له أن يستمر أياما داخل إسرائيل

المصدر | جلوريا لوزانو/ أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: عواقب حرب إسرائيل غزة صراع تطبيع السعودية

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يوافق على تفويض كافٍ للوفد الإسرائيلي قبيل توجهه لقطر

كشفت وسائل إعلام عبرية، عن موافقة من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على منح "تفويض كافٍ" للوفد الإسرائيلي المختص بمفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعقد صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن "نتنياهو وافق على تفويض كافٍ لوفد التفاوض الذي غادر إلى قطر"، مؤكدة أنه تم اعتماد التفويض لوفد المحادثات بشأن صفقة الأسرى في الدوحة، خلال اجتماع عقده نتنياهو أمس الجمعة.

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك فجوات رغم التقدم، والوسطاء يبحثون عن حل لمعالجة الطلب الإسرائيلي الخاص بتقديم قائمة بأسماء الأسرى.

وفي وقت سابق، نقل موقع "والا" العبري، عن مسؤول إسرائيلي قوله؛ إن "تل أبيب سلمت حركة حماس قائمة بأسماء 34 محتجزا، تطالب بإطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة".



وأضاف المسؤول، أن "هناك تقديرات أن بعض المحتجزين المدرجين في القائمة ربما لا يكونون على قيد الحياة"، مشيرا إلى أن هدف الاحتلال هو إطلاق سراح أكبر عدد من الأسرى الأحياء المدرجة أسماؤهم في القائمة.

في المقابل قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إن المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى، استؤنفت الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة.

وأشارت الحركة في بيان، إلى سعيها لوقف تام لإطلاق النار، وانسحاب الاحتلال من القطاع، وعودة النازحين إلى بيوتهم التي أخرجوا منها في مناطق القطاع كافة.

وأكدت "الجدية والإيجابية في السعي للوصول إلى اتفاق في أقرب فرصة، بما يحقق طموح وأهداف شعبنا الصابر المرابط، وأهمها وقف العدوان، وحماية شعبنا في ظل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارسه الاحتلال".

وشددت الحركة على ضرورة عدم التعاطي مع المعلومات والتسريبات مجهولة المصادر، التي تنشرها بعض الجهات، بهدف التشويش وزيادة الضغط وإرباك الحاضنة الشعبية.

مقالات مشابهة

  • حماس تنشر مقطع لمحتجزة إسرائيلية تبكي بعد 450 يومًا من الحرب (شاهد)
  • نتنياهو يوافق على تفويض كافٍ للوفد الإسرائيلي قبيل توجهه لقطر
  • بلينكن: عملنا على خطة اليوم التالي لحرب غزة مع الشركاء
  • إطلاق "مقذوفين" من غزة باتجاه إسرائيل.. ومصدر يكشف الهدف
  • باحث: الاحتلال الإسرائيلي يضغط على الفلسطينيين لإسقاط حماس
  • باحث سياسي: الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتدمير غزة لإسقاط حماس
  • محلل سياسي: الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتدمير غزة لإسقاط حماس
  • جنرال متقاعد يتنبَّأ بموعد هزيمة إسرائيل ويحذّر: لن نستطيع هزيمة الحوثيين
  • المدنيون وقدرتهم في إيجاد حل لحرب السودان الضروس
  • حتى نهاية 2024.. إسرائيل تعلن أعداد القتلى العسكريين