مصر: وفود خليجية تبحث عن فرص استثمارية.. هذا ما قاله رجال أعمال
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- استقبلت مصر وفودًا رسمية من دول خليجية لبحث ضخ استثمارات جديدة في السوق المحلية بمختلف الأنشطة الاقتصادية، بعد أيام قليلة من إعلان مؤسسات دولية عزمها ضخ استثمارات في مصر لمساندة الاقتصاد المصري لمواجهة تداعيات الحرب في غزة ووقف الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. في وقت أكد رجال أعمال مصريين أن هذا الإقبال مرتبط باعتبارات سياسية، خاصة بعد موقف مصر القوي خلال الحرب في غزة، إضافة إلى انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار جعل الأصول المصرية مغرية.
استهلت السعودية زيارات الوفود الخليجية إلى مصر، بوفد برئاسة ماجد القصبي وزير التجارة السعودي، وبرفقته 91 رجل أعمال سعودي. ونقلت وسائل إعلام محلية أنباء عن عزم إحدى شركات مجموعة فواز الحكير ضخ استثمارات بقيمة 1.5 مليار دولار في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والعقارات خلال عام 2024، إضافة إلى استثمار إحدى شركات مجموعة بن لادن في قطاع العقارات. وتلى ذلك زيارة وفد قطري، برئاسة لولوة الخاطر وزيرة التعاون الدولي، لبحث زيادة الاستثمارات بين البلدين.
كما زار مصر وفد بحريني، برئاسة سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد، الذي أعلن نية بلاده مضاعفة حجم التجارة مع مصر إلى مليار دولار سنويًا، واستثمار الشركات البحرينية في صناعة الألومنيوم والسياحة والاتصالات والبريد والقطاع المصرفي.
وأجرى وفد عماني، برئاسة قيس بن محمد موسى اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار. وقال بيان رسمي لوزارة التخطيط إن مباحثات جرت حول تأسيس صندوق مصري عماني يتم ضخ أموال فيه لعدد من المجالات المحددة كالصناعات الزراعية والتصنيع الغذائي والأدوية.
وقال رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين محرم هلال، إن هناك إقبالا ملحوظًا من الشركات الخليجية للبحث عن الفرص الاستثمارية بالسوق المحلي، لمساندة الاقتصاد الوطني، الذي يواجه ضغوطًا غربية لقبول توطين الفلسطينيين في سيناء، إلا أن رفض القيادة السياسية والشعبية لمخطط التهجير، والتصدي لأية محاولات للتفريط في جزء من أرض الوطن.
وخلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجمعة، مع رئيسي وزراء بلجيكا وإسبانيا، جدد السيسي تأكيده رفض التهجير القسري للفلسطينيين خارج قطاع غزة، موضحًا الفارق بين استضافة مصر 9 ملايين لاجئ من دول السودان وسوريا واليمن وليبيا بسبب مشكلات أمنية في بلادهم، فيما اعتبر أن التهجير القسري للفلسطينيين سيؤدي إلى تصفية القضية.
وأضاف هلال، في تصريحات خاصة لـ CNNبالعربية، أن الحرب الإسرائيلية على غزة "أثبتت الدور الريادي لمصر في منطقة الشرق الأوسط سواء في التوسط لقبول الهدنة بين الطرفين والإفراج عن الرهائن، والتصدي لأية محاولات لاتساع رقعة الصراع، مما دفع دول الاتحاد الأوروبي للمسارعة دعم الاقتصاد المصري من خلال ضخ استثمارات بـ10 مليارات يورو، ونفس الأمر للدول الخليجية، والتي تبحث عن شراء أصول تدر دخل مرتفع، مما يحقق منفعة مشتركة وهي دعم الاقتصاد المصري وفي الوقت نفسه تحقيق عائدًا مرتفعًا".
حسب بيان رسمي، قال وزير المالية والاقتصاد الوطني البحريني إن "الفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة في مصر تنافس أفضل الفرص الاستثمارية المتاحة على مستوى العالم من حيث العوائد والقيم الاستثمارية، وتتوفر بمصر فرص تجارية ولوجيستية وسياحية ستؤثر في حركة الاقتصاد العالمي".
وأشار رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين إلى أن الأصول المصرية أصبحت مغرية للاستثمار في ظل تراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار، مضيفًا :"المستثمر الأجنبي الذي لن يستثمر في مصر خلال الفترة الحالية سيندم طوال عمره، فهناك العديد من الأصول العقارية والسياحية وحتى المصانع معروضة للشراكة مع القطاع الخاص بأسعار لن تجد لها مثيلًا في المنطقة، وهذه ليست وجهة نظري فقط ولكنها آراء أغلب الاقتصاديين حول العالم".
وذكر محرم هلال أن "أن انضمام مصر لتجمع دول البريكس مطلع العام المقبل، سيسمح لها بالتبادل التجاري مع دول اقتصادية كبرى سواء الصين، وروسيا، والهند، والبرازيل، والدول المنضمة حديثًا مثل السعودية، وتركيا بالعملة المحلية مما يخفف الضغط من الطلب على الدولار، وسيعود الجنيه لسعره العادل أمام الأخضر".
وفي أغسطس/ آب الماضي، وافقت دول تجمع بريكس على انضمام 6 دول جديدة إلى التجمع، هي: إيران، والسعودية، والإمارات، ومصر، والأرجنتين، وإثيوبيا بداية من يناير/ كانون الثاني المقبل.
وعدّد رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين المزايا التنافسية للاقتصاد المصري، موضحًا أن أهمها "وجود سوق استهلاكي ضخم يتجاوز 105 ملايين نسمة - هذا بخلاف اللاجئين - وتوقيع مصر على اتفاقيات تجارة حرة مع الدول الأفريقية مما يسمح بنفاذ المنتجات المصرية للعديد من الأسواق الأفريقية، والتطور الواضح في البنية التحتية، سواء الطاقة أو شبكة الطرق والمحاور والموانئ، مما يسهل التجارة البينية مع الدول المجاورة، إضافة إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس القريبة من الموانئ للسماح بتصدير المنتجات لكل دول العالم".
وتجاوز حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر أكثر من 10 مليارات دولار خلال العام المالي 2022/2023 بنسبة نمو 12%، وفقًا لبيانات البنك المركزي المصري.
من جانبه، يرى رئيس الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال فتح الله فوزي، أن انخفاض سعر العملة المحلية أمام النقد الأجنبي يمثل فرصًا مغرية أمام المستثمرين الأجانب، لافتًا إلى مشاركته في اجتماعات مجلس الأعمال المصري السعودي، ولمس اهتمام المستثمرين السعوديين بضخ استثمارات في قطاعات متعددة بالسوق المحلي وعلى رأسها العقارات.
وانخفض سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار بنسبة تتجاوز 50% نتيجة وجود أزمة نقص في النقد الأجنبي، بعد خروج الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة، وارتفاع فاتورة الواردات في أعقاب أزمة التضخم العالمي وارتفاع أسعار الفائدة، واندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضاف فوزي، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، أن هناك اعتبارات سياسية تقف أيضًا وراء الإقبال الكبير من المستثمرين الأجانب والعرب على البحث عن فرص الاستثمار بالسوق المصري، خاصة أنه يتميز بمزايا تنافسية وأهمها سوق استهلاكي ضخم؛ لأن مصر أكبر دول عربية من حيث عدد السكان، ومن أوائل الدول في أفريقيا، مشيرًا لأهمية عقد الشراكات بين الشركات المصرية ونظيرتها الخليجية مما يسهم في تسريع وتيرة إنشاء مشروعات مشتركة وتبادل الخبرات بين الطرفين، حسب قوله.
مصرالاقتصاد المصريدول الخليجنشر الأحد، 26 نوفمبر / تشرين الثاني 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الاقتصاد المصري دول الخليج الاقتصاد المصری ضخ استثمارات فی مصر
إقرأ أيضاً:
استثمار فرنسي جديد.. تنمية متسارعة في الاقتصاد المصري والأولوية للطاقة المتجددة
يشهد الاقتصاد المصري تحولات إيجابية كبيرة مع تعزيز جهود التنمية وزيادة الاستثمارات في القطاعات الحيوية.
وتتصدر الطاقة المتجددة قائمة الأولويات، حيث تسعى مصر لتحقيق أهداف طموحة لتعزيز حصتها من الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية.
وتأتي هذه الخطوات ضمن إطار رؤية شاملة لتطوير البنية التحتية ودعم الاستدامة الاقتصادية.
مشروع طاقة الرياح الأكبر في إفريقياأعلن صندوق البنية التحتية الفرنسي "ميريديام" يوم الأربعاء أنه سيستثمر أكثر من مليار يورو (1.04 مليار دولار) في مشروع ضخم لطاقة الرياح في مصر. ووفقًا للصندوق، يُعد هذا المشروع "الأكبر في إفريقيا".
وسيتم إنشاء محطة كهرباء موزعة على موقعين في منطقة صحراوية على طول خليج السويس، بقدرة إجمالية تبلغ 1100 ميغاواط. ومن المتوقع أن يبدأ العمل في المشروع اعتبارًا من يناير الجاري، مع خطط لتشغيل المحطة بحلول عام 2027 واستغلالها لمدة 25 عامًا.
ويأتي المشروع ضمن خطة مصر لزيادة حصة الطاقة الإنتاجية للكهرباء المتجددة إلى 42% بحلول عام 2030، بعدما بلغت النسبة 11.5% في عام 2023، وفقًا لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي.
توسع ملحوظ في الطاقة المتجددةفي خطوة مماثلة لدعم قطاع الطاقة المتجددة، افتتحت مصر محطة للطاقة الشمسية بقدرة 500 ميغاواط في أسوان نهاية ديسمبر الماضي.
وتهدف هذه الجهود إلى تعزيز إنتاج الطاقة المتجددة وتقليل النقص في الكهرباء، لا سيما في ظل العجز الذي عانت منه البلاد خلال الفترات الحارة من العام.
وفي مطلع يناير الجاري، وقعت شركة "إنجي" الفرنسية للطاقة عقدًا جديدًا لتوسيع مشروع توليد الطاقة بالرياح في منطقة خليج السويس.
وسيُضيف المشروع الجديد 150 ميغاواط إلى القدرة الإجمالية للمحطة، ما يرفعها من 500 ميغاواط إلى 650 ميغاواط. ومن المخطط بدء تشغيل المشروع في الربع الثالث من عام 2025.
استثمارات ضخمة تدعم التنمية المستدامةتُعد هذه المشاريع استثمارات ضخمة تدعم التنمية المستدامة في مصر. وأعلنت مجموعة "إنجي" أن المشروع سيمثل "الأكبر في إفريقيا"، باستثمار إجمالي يبلغ 130 مليون دولار في المرحلة الجديدة، تضاف إلى المرحلة الأولى التي بلغت 600 مليون دولار.
وأكد فرنسوا كزافييه بول، المدير العام لمصادر الطاقة المتجددة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الشركة، أهمية هذه المشاريع في تعزيز شراكات التنمية الإقليمية.
ورغم التحديات التي تواجه قطاع الطاقة المتجددة عالميًا، بما في ذلك التأثيرات السياسية مثل القرارات التي تعرقل مشاريع طاقة الرياح في بعض الدول، إلا أن مصر تواصل السعي لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الكهرباء من خلال استثمارات طموحة.
ويمثل التركيز على الطاقة المتجددة وإطلاق مشاريع ضخمة مثل محطة طاقة الرياح في خليج السويس خطوة أساسية في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة النظيفة.
وتعكس هذه المشاريع رؤية طويلة المدى لتحقيق تنمية مستدامة ودعم الاقتصاد الوطني بما يتماشى مع التوجهات العالمية.
المحلل الاقتصادي إسلام الأميناستثمارات فرنسية جديدةومن جانبه، يرى المحلل الاقتصادي إسلام الأمين أن الاستثمارات الفرنسية الجديدة، المتمثلة في مشروع طاقة الرياح الضخم الذي أعلن عنه صندوق ميريديام، تُعد خطوة استراتيجية تعكس الثقة المتزايدة في السوق المصري.
وأضاف الأمين في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هذا المشروع ليس فقط الأكبر في إفريقيا، بل يمثل أيضًا دفعة قوية لجهود مصر نحو التحول إلى الطاقة النظيفة وتحقيق أهدافها الطموحة في مجال التنمية المستدامة.
وأشار الأمين إلى أن هذه المشاريع تُظهر قدرة مصر على جذب الاستثمارات الكبرى، خاصة في القطاعات الحيوية مثل الطاقة المتجددة، مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة النظيفة في الشرق الأوسط وإفريقيا. كما أوضح أن مثل هذه المشاريع تساهم في خلق فرص عمل جديدة وتحقيق عوائد اقتصادية طويلة الأمد.
وختم الأمين تعليقه قائلاً: “إن هذا الاستثمار يعكس رؤية مصر الواضحة نحو مستقبل أكثر استدامة، ويمثل نموذجًا للتعاون المثمر بين الدول والشركات العالمية لتحقيق أهداف تنموية تخدم الأجيال القادمة.”