«COP28».. جهد إقليمي ودولي لمعالجة أزمة تغير المناخ
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
شروق عوض (دبي)
تحظى استضافة الإمارات لمؤتمر المناخ «28 COP» في مدينة «إكسبو دبي» خلال الفترة من خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر، بأهمية كبيرة على المستويين الإقليمي والعالمي، حيث تتوجه الأنظار إلى استضافتها، لدورها الكبير في تحفيز المجتمع الدولي على بذل المزيد من الجهود لحماية النظام البيئي من الآثار السلبية التي أفرزتها أزمة تغير المناخ من نتائج مؤلمة على الإنسانية، ودول المنطقة لتبني مسيرتها الحافلة بالعمل المناخي، حيث بذلت خلال العقود الثلاثة الماضية جهوداً جبارة لتعزيز قدراتها المحلية لمواجهة إسقاطات هذه الأزمة، باعتبارها التحدي الأكبر والأخطر على مستقبل البشرية وكوكب الأرض.
ووسط الاهتمام العالمي بأزمة تغير المناخ، فإن دولة الإمارات ركزت اهتمامها مبكراً على المشاكل والتحديات المتعلقة بالقضايا البيئية كتغير المناخ، وبرز هذا الاهتمام جلياً في العدد الكبير من الاستراتيجيات والمبادرات والمشاريع المتعلقة بالاستجابة لتلك التحديات، كما تلتزم الإمارات بصفتها جزءاً من النسيج الإقليمي والعالمي بالمشاركة في تطوير وتطبيق الحلول المبتكرة لحماية البيئة من تداعيات تغير المناخ، حيث تساهم التكنولوجيا الحديثة الموفرة للطاقة في الحد من انبعاثات الكربون الناتجة عن أنشطتها.
وعززت الإمارات دورها على المستوى العالمي من خلال انضمامها للمنظمات والاتفاقيات والتحالفات الدولية ذات الصلة بالبيئية، حيث انضمت الدولة خلال السنوات الماضية إلى مجموعة جديدة من المبادرات والتحالفات الدولية، من بينها: التحالف الدولي للطاقة الشمسية، تحالف المناخ والهواء النظيف، التحالف الدولي للتنمية الخضراء للحزام والطريق، منصة تسريع الاقتصاد الدائري العالمية، ومبادرة غذاء للأبد وغيرها الكثير.
حشد الجهود
كما أثبتت الإمارات مكانتها كوجهة إقليمية مرموقة لحشد الجهود الدولية لمعالجة قضايا البيئة وأزمة تغير المناخ، حيث تستضيف بصورة دورية العديد من اللقاءات الدولية الكبرى يشارك فيها الآلاف من القادة والمسؤولين والمختصين في القطاع الحكومي وقطاع الأعمال، ومنها على سبيل المثال منتدى المناخ في القمة العالمية للحكومات التي تعقد في دبي سنوياً، وأسبوع أبوظبي للاستدامة، وكذلك القمة العالمية للاقتصاد الأخضر التي تعقد في دبي، والمعرض السنوي لتكنولوجيا المياه والبيئة والطاقة، وضمن تشجيعها للبحث العلمي وتحفيز العلماء والباحثين والطلبة على إيجاد حلول مبتكرة للمشكلات البيئية ذات الأولوية، كما أسست دولة الإمارات مجموعة مهمة من الحوافز من أهمها: جائزة زايد للاستدامة، وجائزة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للمياه، وصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية وغيرها.
مشاريع وتعهدات
كما تحفز الإمارات عبر مسيرتها البيئية، الجهود الإقليمية والدولية لمعالجة أزمة تغير المناخ التي ألقت بنتائجها السلبية على البيئة في عصرنا الحالي، مثل انخفاض معدلات التنوع البيولوجي، وتلوث الهواء والمحيطات، وارتفاع درجات الحرارة، والفيضانات وغيرها، وذلك من خلال أحدث مبادراتها الجديدة المتنوعة ما بين مشاريع وطنية وتعهدات ومذكرات تفاهم دولية، مثل الانضمام للتعهد العالمي للميثان بقيادة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، وتقليص الانبعاثات من الزراعة، وحماية الغابات والأراضي، وتطوير النظام الصحي، وزيادة الطاقة الصديقة للبيئة وريادة الهيدروجين، وزيادة الطاقة النظيفة، وإطلاق حاضنات الأعمال في مجال التغير المناخي، وتأييد «تعهد القادة تجاه الطبيعة» وغيرها الكثير.
الطاقة النظيفة
يمثل استخدام حلول الطاقة النظيفة إحدى الركائز الرئيسة في نموذج دولة الإمارات في العمل المناخي وخفض انبعاثات غازات الدفيئة، وتستهدف الإمارات ضمن استراتيجية الطاقة حتى عام 2050 مزيجاً من مصادر الطاقة المتجددة والنووية والنظيفة، لضمان تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية باستثمارات تبلغ 600 مليار درهم حتى 2050، سترفع هذه الاستثمارات مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة إلى 50% منها 44% طاقة متجددة و6% طاقة نووية، وتحقيق توفير يعادل 700 مليار درهم حتى عام 2050.
خفض الانبعاثات
في ضوء ارتفاع معدل انبعاثات غازات الدفيئة على المستوى الوطني، فلقد بادرت الدولة ضمن جهودها في العمل المناخي، إلى اتخاذ إجراءات طوعية للتخفيف من تغير المناخ، وتأتي هذه الإجراءات الاستباقية في إطار جهودها الرامية إلى وضع مهمة خفض تلك الانبعاثات والتحول إلى الطاقة النظيفة على رأس أولوياتها، وقامت في سبيل ذلك بتنفيذ حزمة واسعة ومتنوعة من الخطط والمشاريع والمبادرات والاستراتيجيات كـ«استراتيجية الإمارات للطاقة 2050»، «واستراتيجية أبوظبي لإدارة جانب الطلب وترشيد استخدام الطاقة 2030، و«استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050».
مرحلة جديدة
وتعيش دولة الإمارات خلال الشهر الجاري مرحلة جديدة من العمل المناخي الذي يعد عنصراً رئيسياً في حماية النظام البيئي من تهديدات تغير المناخ، وأطلقت في سبيل ذلك «استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050» والتي بنيّت على «المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050»، التي تم إطلاقها في عام 2021، والتي حددت الطموح المناخي للدولة، تلاها إطلاق المسار الوطني للحياد المناخي عام 2022، والذي يحدد الجدول الزمني وآليات التنفيذ المرحلي للمبادرة.
وتعتبر «استراتيجية الحياد المناخي 2050» جزءاً من مسيرة الدولة الطَموح نحو الحياد المناخي، حيث توفر برنامجاً ملموساً على مستوى الدولة لتحقيق أهدافها لخفض الانبعاثات، والأهم من ذلك، أنها تبين كيف ستحقق الدولة أهداف النسخة الثالثة من التقرير الثاني للمساهمات المحددة وطنياً الرامية إلى خفض الانبعاثات بنسبة 40% بحلول عام 2030، ومن ثم الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
هذا وتساهم الاستراتيجية في خلق العديد من فرص العمل الجديدة على نطاق واسع، من خلال توقع حوالي 200 ألف وظيفة جديدة، بما في ذلك الوظائف المستدامة ذات المهارات العالية عبر القطاعات الفرعية للطاقة الشمسية والبطاريات والهيدروجين.
برامج وقطاعات
وتتضمن الاستراتيجية أكثر من 25 برنامجاً تغطي 6 قطاعات أساسية هي: (الطاقة والصناعة والنقل والبناء والنفايات والزراعة)، وتتركز البرامج على تحسين الكفاءة وزيادة نشر مصادر الطاقة المتجددة في جميع هذه القطاعات، وزيادة نسبة الطاقة النظيفة، ورفع كفاءة الاستهلاك، والتحول إلى أنظمة النقل المستدام، والمباني الخضراء، إضافة إلى استخدام الحلول القائمة على الطبيعة وتقنيات التقاط الكربون وغيرها الكثير.
كما خصصت الاستراتيجية أهدافاً لخفض الانبعاثات لمختلف القطاعات، الأمر الذي سيسهم في نهاية المطاف تحقيق مستهدف دولة الإمارات الخاص بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، حيث ستعمل على خفض انبعاثات القطاعات المستهدفة مثل قطاع الطاقة من 0.55 مليون طن من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون إلى صفر بحلول عام 2050، والزراعة من 6 إلى 1 مليون طن من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050، وقطاع النفايات من 13 إلى 3 ملايين طن من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول 2050.
إضافة إلى عمل الاستراتيجية على خفض انبعاثات قطاع النقل من 24 مليون طن من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون إلى صفر بحلول 2050، والبناء من 62 إلى 1 مليون طن من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول 2050، وقطاع الصناعة من 103 إلى 7 ملايين طن من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050، كما ستعمل دولة الإمارات عبر مستهدفات الاستراتيجية على زيادة الانبعاثات السلبية والتي تعني تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة مثل التوسع في زراعة أشجار القرم، وتعزيز تكنولوجيا التقاط وتخزين الكربون لتصل قدرتها مجتمعة إلى امتصاص وتخزين 13 مليون طن من مكافئ غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تغير المناخ المناخ الطاقة النظيفة مؤتمر المناخ مؤتمر الأطراف الإمارات الاستدامة الحیاد المناخی خفض الانبعاثات الطاقة النظیفة دولة الإمارات بحلول عام 2050 تغیر المناخ من خلال
إقرأ أيضاً:
أڤيڤا تفتتح مكتبًا جديدًا بالقاهرة لدعم التحول الرقمى والطاقة المستدامة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت أڤيڤا، الشركة العالمية الرائدة في البرمجيات الصناعية والتحول الرقمي، عن افتتاح مكتب جديد في القاهرة، في خطوة تعزز حضورها الإقليمي وتدعم الشركات المصرية في مسيرتها نحو التحول الرقمي والاستدامة. ويقع المكتب الجديد في نفس مبنى شنايدر إلكتريك، الشركة الأم لأڤيڤا والرائدة في التحول الرقمي لإدارة الطاقة والأتمتة.
يأتي هذا التوسع في ظل النمو المتسارع لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر، الذي يُتوقع أن يساهم بنسبة 8% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030. كما تدعم الحكومة المصرية هذا النمو من خلال مبادرات مثل "مصر الرقمية"، باستثمارات تبلغ 400 مليون جنيه مصري (26 مليون دولار أمريكي) لتنمية المهارات الرقمية، بما يعزز بيئة الابتكار في البلاد.
تشارك أڤيڤا في مؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة (إيجبس 2025)، الذي يُعقد في مركز مصر الدولي للمعارض بالقاهرة من 17 إلى 19 فبراير 2025، حيث تعرض أحدث حلولها الرقمية لدعم التحول في مجال الطاقة بالشراكة مع شنايدر إلكتريك.
وقال نايف بو شعيا، نائب الرئيس لدى أڤيڤا في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا:
"تمثل مصر سوقًا استراتيجية لأڤيڤا بفضل تركيزها القوي على التحول الرقمي والابتكار. ومع افتتاح مكتبنا الجديد، نجدد التزامنا بدعم النمو الصناعي في البلاد من خلال الاستثمار في المواهب المحلية وتعزيز الشراكات طويلة الأجل. كما أن استراتيجية مصر للتحول الرقمي تتماشى مع رؤيتنا لتمكين الصناعات بحلول متطورة تدعم التحول في الطاقة وخفض الانبعاثات."