صحيفة الاتحاد:
2025-03-16@05:10:12 GMT

«فانيسا ناكاتي».. صوت «المناخ» في أفريقيا

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

أحمد شعبان (القاهرة)
تسعى ناشطة البيئة الأوغندية الشابة فانيسا ناكاتي، لإيصال صوت الأطفال الأكثر تضرراً من أثار المناخ في قارة أفريقيا للعالم، حتى لا تبقى معاناتهم مجرّد أرقام، ولذلك تم وصفها بـ «صوت أفريقيا»، وتعد من أبرز النشطاء في مجال البيئة والمناخ، وتطالب السياسيين وأصحاب المال ببذل المزيد من الجهد للاعتراف بواقع تغير المناخ وخطورته، ووضع حقوق الإنسان والعدالة المناخية ضمن الجهود المبذولة في القارة السمراء.


وتطالب ناكاتي في أنشطتها البيئية، بصندوق للمساعدة على تعويض الخسائر والأضرار من عواقب تغير المناخ، ومن أجل ذلك خاطبت قادة العالم في مؤتمرات Cop25 وCop26، وشاركت في منتدى «ألباخ» الأوروبي لمناقشة التغيرات المناخية والتحول للطاقة الجديدة، وظهرت على غلاف مجلة تايم الأميركية.

البداية مع البيئة
بدأت الأوغندية فانيسا، 25 عاماً، رحلتها كناشطة عام 2018، بعد أن أصبحت أزمة المناخ واحدة من أكبر التهديدات التي تؤثر على حياة الملايين في أفريقيا، تحدثت عن أزمة بلادها التي تعتبر واحدة من أكثر الدول المعرضة لأخطار المناخ والكوارث الطبيعية الناجمة عن الاحتباس الحراري. 
وفي ذاك العام، ضربت كارثة مناخية أوغندا توفي على إثرها نحو 29 شخصاً، ونزح الآلاف من مدينة مبالي بعد أن أغرقت الأمطار الغزيرة والفيضانات المنازل والطرق، وواجه نحو نصف مليون شخص خطر المجاعة بسبب الجفاف في كاراموجا، ومات المئات، معظمهم من النساء والأطفال، فأصبحت فانيسا أكثر وعياً وقلقاً بشأن المجتمعات المعرضة للآثار المدمرة للكوكب الأرض الذي يزداد احتراراً.
وفي بداية عام 2019، وقبل أن تتخرج ناكاتي في كلية إدارة الأعمال بجامعة ماكيريري، تم تكليف الطلاب بالقيام بعمل تطوعي في مجتمعاتهم، فتعرفت عبر تجربتها على تأثير الاحتباس الحراري على الصناعة والزراعة، وعدم انتظام هطول الأمطار على المزارعين الأوغنديين، وكيف يؤثر على إنتاج الغذاء والذي ينعكس على الأهالي بما فيهم أفراد عائلتها، حيث يعتمد نحو 70% من السكان على الزراعة وتربية الماشية.

احتجاجات المناخ
لم تتخيل ناشطة المناخ الأوغندية أن تكون جزءاً من حركة احتجاجية معنية بقضايا المناخ، خاصة وأنها نشأت في عائلة ليس لديها توجهات سياسية، وبدأت نشاطها المناخي باحتجاج مع أقاربها في كمبالا، وواصلت الاحتجاج كل أسبوع وأصبحت وجهاً معروفاً في حراك شبابي يناضل من أجل قضايا المناخ في العالم، وأطلقت حركتها الخاصة بالمناخ في العام 2019، وبدأت نشاطها خارج أبواب البرلمان الأوغندي ضد تقاعس الحكومة عن معالجة أزمة المناخ. وفي 2020 اكتسبت ناكاتي شهرة عالمية عندما أزيلت من صورة صحفية مشتركة مع نشطاء مناخ آخرين بسبب لون بشرتها، واحتل ردها على الحدث عناوين الصحف الدولية، قالت: «إن القناة الإخبارية لم تمسح صورة فحسب، بل مسحت قارة بأكملها».
مبادرات 
أسست ناكاتي مجموعة العمل المناخي «الشباب من أجل مستقبل أفريقيا»، ومشروع «المدارس الخضراء»، وانضمت إلى حركة أيام الجمعة من أجل المستقبل في أوغندا، وأسست مبادرة «رايز أب موفمنت» لإعلاء أصوات النشطاء في جميــــع أنحاء أفريقيا، وقامت بحملات لإطلاق مبادرات المناخ في القارة السمراء، بما في ذلك حماية الغابـــــــــــات المطيرة في الكونغو، وزارت المدارس لتوعية التلاميذ بقضايـــــــــا البيئة، وللمساعــــدة في تركيب الألواح الشمسية والمواقد البيئية.

أخبار ذات صلة «COP28».. جهد إقليمي ودولي لمعالجة أزمة تغير المناخ «التوطين».. خطط طموحة لـ «اقتصاد مستدام» مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

COP28
أعربت فانيسا ناكاتي عن أملها في قمة المناخ بالإمارات، أن يسمع العالم صوت المجتمع المدني والناشطين الشباب، ووصفته بأنه أمر بالغ الأهمية في محاسبة الحكومات، وأن يسرّع COP28 عملية التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري على مستوى العالم، مشددةً على أنه لا يمكن أن يكون لدينا مؤتمر أطراف آخر يسمح لمصالح الوقود الأحفوري بالتضحية بمستقبلنا.
وتشدد ناكاتي على تقييم الخسائر والأضرار، ومعرفة مقدار تكلفة انبعاثات العالم المتقدم للدول النامية، من حيث الظواهر المناخية المتطرفة وتدمير الموائل وسبل العيش، خاصة وأن الدول الغنية تتعهد بالمال من أجل إزالة الكربون ودعم البنية التحتية المستدامة، وأن المجتمع الدولي يتعامل مع ما يدفعه باعتباره تمويلاً لمساعدة الدول في التكيف مع متغيرات المناخ وليس تعويضات عن مساهمتهم في التأثير الأكبر لهذه الأضرار.
أفريقيا
عندما يتعلق الأمر بالقارة الأفريقية، ترى فانيسا «أنها على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ، لكن لا مكان لها على الصفحات الأولى لصحف العالم»، رغم أنها تنتج نسبة قليلة جداً من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، ومع ذلك، فإن تغير المناخ يهدد بتعريض ما يصل إلى 118 مليون من أفقر الأشخاص في أفريقيا للجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة بحلول العام 2030.

العدالة المناخية
تستخدم ناكاتي منصتها «حركة النهوض»، لإيصال أصوات نشطاء المناخ الأفارقة، لمناصرة العدالة المناخية في كل المجتمعات، وخاصة الأماكن الأشد تضرراً، وإيصال قصص الأطفال المتضررين من أزمة المناخ، وتقول: «بصفتي سفيرة اليونيسف أحاول نقل آراء الأطفال والأشخاص المهمشين إلى محافل النقاش الدولية التي كانوا مستبعدين عنها، وسيوفر لي هذا الدور مزيداً من الفرص للقاء الأطفال والشباب، والمناصرة نيابة عنهم». 
في نيروبي، التقت فانيسا بمجموعة من الشباب يصنعون وقودا للطهي كبديل رخيص مُصّنع من النفايات، وكونوا شركة طاقة خضراء باسم «موتوبريكس»، هدفها خلق وظائف مستدامة، وقالت: «إن مثل هذه التجارب والقصص بحاجة لأن يسمعها العالم».
النوايا الحسنة
في العام 2022، عينت ناشطة المناخ الأوغندية فانيسا ناكاتي سفيرة للنوايا الحسنة لليونيسف، في خطوة تؤكد تعاونها مع المنظمة واعترافاً بنشاطها العالمي المتميز في سبيل العدالة المناخية للأجيال الحالية والمقبلة، وبدأت رحلتها الأولى إلى توركانا شمال غربي كينيا لمعرفة آثار شح المياه والأمطار وانعدام الأمن الغذائي الناجمين عن أسوأ موجة جفاف في القرن الأفريقي منذ 40 عاماً، والتي تركت أكثر من 37 مليون شخص على شفا المجاعة، والتقت بسكان محليين وأمهات وأطفال كانوا يتلقون العلاج بسبب سوء التغذية الحاد.
أدركت ناكاتي عبر هذه التجربة، تأثير أزمة المناخ الكارثي على الأرواح، وكيف تدمر سبل عيشهم، وكانت المرة الأولى التي تواجه فيها مثل هذه المعاناة جراء أزمة المناخ بشكل مباشر، وهزها لقاء بطفل صغير في أحد المستشفيات كان يعالج من سوء تغذية حاد، وتعرضت لصدمة نفسية عند وفاته في اليوم التالي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أفريقيا المناخ التغير المناخي الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ تغیر المناخ أزمة المناخ المناخ فی من أجل

إقرأ أيضاً:

محمد فراج: تغير الموقف الأمريكي بشأن التهجير انتصار للدبلوماسية المصرية والعربية

قال المستشار محمد السيد فراج، مستشار التنمية والتخطيط بالأمم المتحدة، إن تغير الموقف الأمريكي بخصوص عدم مطالبة سكان غزة بالرحيل يمثل انتصارًا كبيرًا للموقف المصري، إذ لطالما تمسكت مصر برفض أي محاولات لفرض واقع جديد على المنطقة يتعارض مع القوانين الدولية وحقوق الشعوب.

وأوضح فراج، في تصريحات صحفية، أنه منذ اندلاع الأزمة، أكدت مصر بشكل واضح وحاسم رفضها لأي حلول تقوم على التهجير القسري، سواء في فلسطين لأبناء غزة أو في أي منطقة أخرى في الشرق الأوسط، حيث يعتبر هذا الموقف انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

وأشار إلى أن الحلول العادلة يجب أن تستند إلى احترام حقوق الشعوب، والحفاظ على وحدة الأراضي، ودعم الحلول الدبلوماسية التي تجنب المنطقة المزيد من التصعيد والتوترات، منوها بأن مصر لعبت دورًا محوريًا في كبح محاولات التهجير القسري للسكان في غزة. 

تغير الموقف الأمريكي بشأن تهجير الفلسطينيين

أكد المستشار محمد فراج، أن أي محاولات لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم لن تجد أي دعم إقليمي أو دولي، بل ستقابل برد حاسم من القاهرة، حيث تعتبر القضية الفلسطينية جزءًا من الأمن القومي المصري، وليس مجرد ملف دبلوماسي.

وشدد على أن تغير الموقف الأمريكي يعد انتصارًا للدبلوماسية المصرية والعربية، ويعكس قدرة مصر على التأثير في القرارات الدولية، مما يعزز من دورها كقوة إقليمية مؤثرة في قضايا الشرق الأوسط.

مصر والقضية الفلسطينية 

أوضح مستشار التنمية والتخطيط بالأمم المتحدة، أن السياسة المصرية في التعامل مع القضية الفلسطينية تتميز بالقوة والثبات، حيث تستند إلى مبادئ راسخة تؤكد حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة، مؤكدا أن مصر كانت دائمًا في طليعة الدول الساعية لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مع التركيز على حل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن الدولة المصرية ستواصل جهودها الدبلوماسية لدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، كما أكد على أهمية حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.

واختتم بالتأكيد أن هذا الموقف يؤكد مرة أخرى أهمية تحقيق السلام في المنطقة، ويحتاج إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، والالتزام بدعوة الرئيس السيسي لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القمة العربية.

جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أنه "لا أحد سيُجبر على مغادرة غزة"، وهو ما يبدو متناقضا مع مواقفه السابقة التي ألمح فيها إلى إمكانية تهجير سكان القطاع كجزء من تسوية سياسية.

مقالات مشابهة

  • محمد فراج: تغير الموقف الأمريكي بشأن التهجير انتصار للدبلوماسية المصرية والعربية
  • كارثة غذائية تلوح في الأفق.. ثلث إنتاج العالم مهدد بالضياع!
  • ترامب: أزمة أوكرانيا كانت تدفع العالم نحو حرب عالمية ثالثة
  • أمين تنظيم الريادة: تغير الموقف الأمريكي بشأن التهجير انتصار لموقف مصر
  • تغير لون جلد الرقبة والإبط للبني الغامق منها.. هذه علامات مقاومة الإنسولين
  • مسؤولان كبار في مجال الإغاثة لمجلس الأمن الدولي: المتحاربون في السودان يذكون أزمة المساعدات “الأشد تدميرا” في العالم
  • اليونيسف: السودان يواجه أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميرا في العالم وأطفاله يدفعون الثمن
  • عمرها 108 أعوام.. مصففة شعر تدخل "غينيس" وتوجه نصيحة قد تغير حياتك
  • ما نقاط التحول المناخية ولِم هي خطيرة؟
  • المشاط: 400 مليار دولار سنويًا متطلبات أفريقيا لمواجهة التغيرات المناخية