صحيفة الاتحاد:
2025-12-10@17:59:20 GMT

«فانيسا ناكاتي».. صوت «المناخ» في أفريقيا

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

أحمد شعبان (القاهرة)
تسعى ناشطة البيئة الأوغندية الشابة فانيسا ناكاتي، لإيصال صوت الأطفال الأكثر تضرراً من أثار المناخ في قارة أفريقيا للعالم، حتى لا تبقى معاناتهم مجرّد أرقام، ولذلك تم وصفها بـ «صوت أفريقيا»، وتعد من أبرز النشطاء في مجال البيئة والمناخ، وتطالب السياسيين وأصحاب المال ببذل المزيد من الجهد للاعتراف بواقع تغير المناخ وخطورته، ووضع حقوق الإنسان والعدالة المناخية ضمن الجهود المبذولة في القارة السمراء.


وتطالب ناكاتي في أنشطتها البيئية، بصندوق للمساعدة على تعويض الخسائر والأضرار من عواقب تغير المناخ، ومن أجل ذلك خاطبت قادة العالم في مؤتمرات Cop25 وCop26، وشاركت في منتدى «ألباخ» الأوروبي لمناقشة التغيرات المناخية والتحول للطاقة الجديدة، وظهرت على غلاف مجلة تايم الأميركية.

البداية مع البيئة
بدأت الأوغندية فانيسا، 25 عاماً، رحلتها كناشطة عام 2018، بعد أن أصبحت أزمة المناخ واحدة من أكبر التهديدات التي تؤثر على حياة الملايين في أفريقيا، تحدثت عن أزمة بلادها التي تعتبر واحدة من أكثر الدول المعرضة لأخطار المناخ والكوارث الطبيعية الناجمة عن الاحتباس الحراري. 
وفي ذاك العام، ضربت كارثة مناخية أوغندا توفي على إثرها نحو 29 شخصاً، ونزح الآلاف من مدينة مبالي بعد أن أغرقت الأمطار الغزيرة والفيضانات المنازل والطرق، وواجه نحو نصف مليون شخص خطر المجاعة بسبب الجفاف في كاراموجا، ومات المئات، معظمهم من النساء والأطفال، فأصبحت فانيسا أكثر وعياً وقلقاً بشأن المجتمعات المعرضة للآثار المدمرة للكوكب الأرض الذي يزداد احتراراً.
وفي بداية عام 2019، وقبل أن تتخرج ناكاتي في كلية إدارة الأعمال بجامعة ماكيريري، تم تكليف الطلاب بالقيام بعمل تطوعي في مجتمعاتهم، فتعرفت عبر تجربتها على تأثير الاحتباس الحراري على الصناعة والزراعة، وعدم انتظام هطول الأمطار على المزارعين الأوغنديين، وكيف يؤثر على إنتاج الغذاء والذي ينعكس على الأهالي بما فيهم أفراد عائلتها، حيث يعتمد نحو 70% من السكان على الزراعة وتربية الماشية.

احتجاجات المناخ
لم تتخيل ناشطة المناخ الأوغندية أن تكون جزءاً من حركة احتجاجية معنية بقضايا المناخ، خاصة وأنها نشأت في عائلة ليس لديها توجهات سياسية، وبدأت نشاطها المناخي باحتجاج مع أقاربها في كمبالا، وواصلت الاحتجاج كل أسبوع وأصبحت وجهاً معروفاً في حراك شبابي يناضل من أجل قضايا المناخ في العالم، وأطلقت حركتها الخاصة بالمناخ في العام 2019، وبدأت نشاطها خارج أبواب البرلمان الأوغندي ضد تقاعس الحكومة عن معالجة أزمة المناخ. وفي 2020 اكتسبت ناكاتي شهرة عالمية عندما أزيلت من صورة صحفية مشتركة مع نشطاء مناخ آخرين بسبب لون بشرتها، واحتل ردها على الحدث عناوين الصحف الدولية، قالت: «إن القناة الإخبارية لم تمسح صورة فحسب، بل مسحت قارة بأكملها».
مبادرات 
أسست ناكاتي مجموعة العمل المناخي «الشباب من أجل مستقبل أفريقيا»، ومشروع «المدارس الخضراء»، وانضمت إلى حركة أيام الجمعة من أجل المستقبل في أوغندا، وأسست مبادرة «رايز أب موفمنت» لإعلاء أصوات النشطاء في جميــــع أنحاء أفريقيا، وقامت بحملات لإطلاق مبادرات المناخ في القارة السمراء، بما في ذلك حماية الغابـــــــــــات المطيرة في الكونغو، وزارت المدارس لتوعية التلاميذ بقضايـــــــــا البيئة، وللمساعــــدة في تركيب الألواح الشمسية والمواقد البيئية.

أخبار ذات صلة «COP28».. جهد إقليمي ودولي لمعالجة أزمة تغير المناخ «التوطين».. خطط طموحة لـ «اقتصاد مستدام» مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

COP28
أعربت فانيسا ناكاتي عن أملها في قمة المناخ بالإمارات، أن يسمع العالم صوت المجتمع المدني والناشطين الشباب، ووصفته بأنه أمر بالغ الأهمية في محاسبة الحكومات، وأن يسرّع COP28 عملية التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري على مستوى العالم، مشددةً على أنه لا يمكن أن يكون لدينا مؤتمر أطراف آخر يسمح لمصالح الوقود الأحفوري بالتضحية بمستقبلنا.
وتشدد ناكاتي على تقييم الخسائر والأضرار، ومعرفة مقدار تكلفة انبعاثات العالم المتقدم للدول النامية، من حيث الظواهر المناخية المتطرفة وتدمير الموائل وسبل العيش، خاصة وأن الدول الغنية تتعهد بالمال من أجل إزالة الكربون ودعم البنية التحتية المستدامة، وأن المجتمع الدولي يتعامل مع ما يدفعه باعتباره تمويلاً لمساعدة الدول في التكيف مع متغيرات المناخ وليس تعويضات عن مساهمتهم في التأثير الأكبر لهذه الأضرار.
أفريقيا
عندما يتعلق الأمر بالقارة الأفريقية، ترى فانيسا «أنها على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ، لكن لا مكان لها على الصفحات الأولى لصحف العالم»، رغم أنها تنتج نسبة قليلة جداً من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، ومع ذلك، فإن تغير المناخ يهدد بتعريض ما يصل إلى 118 مليون من أفقر الأشخاص في أفريقيا للجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة بحلول العام 2030.

العدالة المناخية
تستخدم ناكاتي منصتها «حركة النهوض»، لإيصال أصوات نشطاء المناخ الأفارقة، لمناصرة العدالة المناخية في كل المجتمعات، وخاصة الأماكن الأشد تضرراً، وإيصال قصص الأطفال المتضررين من أزمة المناخ، وتقول: «بصفتي سفيرة اليونيسف أحاول نقل آراء الأطفال والأشخاص المهمشين إلى محافل النقاش الدولية التي كانوا مستبعدين عنها، وسيوفر لي هذا الدور مزيداً من الفرص للقاء الأطفال والشباب، والمناصرة نيابة عنهم». 
في نيروبي، التقت فانيسا بمجموعة من الشباب يصنعون وقودا للطهي كبديل رخيص مُصّنع من النفايات، وكونوا شركة طاقة خضراء باسم «موتوبريكس»، هدفها خلق وظائف مستدامة، وقالت: «إن مثل هذه التجارب والقصص بحاجة لأن يسمعها العالم».
النوايا الحسنة
في العام 2022، عينت ناشطة المناخ الأوغندية فانيسا ناكاتي سفيرة للنوايا الحسنة لليونيسف، في خطوة تؤكد تعاونها مع المنظمة واعترافاً بنشاطها العالمي المتميز في سبيل العدالة المناخية للأجيال الحالية والمقبلة، وبدأت رحلتها الأولى إلى توركانا شمال غربي كينيا لمعرفة آثار شح المياه والأمطار وانعدام الأمن الغذائي الناجمين عن أسوأ موجة جفاف في القرن الأفريقي منذ 40 عاماً، والتي تركت أكثر من 37 مليون شخص على شفا المجاعة، والتقت بسكان محليين وأمهات وأطفال كانوا يتلقون العلاج بسبب سوء التغذية الحاد.
أدركت ناكاتي عبر هذه التجربة، تأثير أزمة المناخ الكارثي على الأرواح، وكيف تدمر سبل عيشهم، وكانت المرة الأولى التي تواجه فيها مثل هذه المعاناة جراء أزمة المناخ بشكل مباشر، وهزها لقاء بطفل صغير في أحد المستشفيات كان يعالج من سوء تغذية حاد، وتعرضت لصدمة نفسية عند وفاته في اليوم التالي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أفريقيا المناخ التغير المناخي الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ تغیر المناخ أزمة المناخ المناخ فی من أجل

إقرأ أيضاً:

خدمة كوبرنيكوس: 2025 يحتمل أن يكون ثاني أو ثالث أعوام العالم الأعلى حرارة في التاريخ

صراحة نيوز- أعلنت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، أن عام 2025 من المرجح أن يكون ثاني أو ثالث الأعوام الأعلى حرارة على مستوى العالم على الإطلاق، متجاوزاً معظم السنوات السابقة، ويأتي خلف عام 2024 الذي سجل رقماً قياسياً في درجات الحرارة.

وجاءت هذه البيانات ضمن النشرة الشهرية للخدمة، بعد أسبوع من ختام مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (كوب30)، الذي لم تشهد اجتماعاته توافقاً على تدابير حقيقية جديدة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، في ظل توترات جيوسياسية وتعثر جهود بعض الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، في الالتزام بخفض الانبعاثات.

وأشارت النشرة إلى أن 2025 من المرجح أن يكون جزءاً من أول فترة ثلاث سنوات يتجاوز فيها متوسط درجة الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية (1850-1900)، مما يعكس تسارع وتيرة تغير المناخ على كوكب الأرض.

وقالت سامانثا بورجس، المسؤولة عن المناخ في الخدمة: “هذه المراحل المفصلية ليست أمراً مجرداً، وإنما تعكس الوتيرة المتسارعة لتغير المناخ”.

وذكرت الخدمة استمرار الظواهر الجوية المتطرفة حول العالم، مثل إعصار كالمايجي الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص في الفلبين، وحرائق الغابات في إسبانيا التي شهدت أسوأ موسم منذ ثلاثة عقود، والتي أكّد العلماء أن تغير المناخ زاد من احتمالية حدوثها.

ويشير الاتجاه العلمي المستمر إلى أن درجات الحرارة العالمية تتصاعد تدريجياً بفعل انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، فيما قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن العقد الأخير كان الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل البيانات المناخية

مقالات مشابهة

  • حرارة الأرض تبلغ مستويات غير مسبوقة: العالم يقترب من تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية لأول مرة
  • ارتفاع قياسي جديد يضع العالم على حافة عقدٍ شديد السخونة
  • ليفربول يهدد محمد صلاح قبل الرحيل إلى أمم أفريقيا .. ماذا حدث؟
  • تغير المناخ: الدخول الرسمي لفصل الشتاء ما زال يفصلنا عنه أكثر من أسبوع
  • معهد تيودور بلهارس يعقد ندوته السنوية الخامسة عن آثار تغير المناخ
  • خدمة كوبرنيكوس: 2025 يحتمل أن يكون ثاني أو ثالث أعوام العالم الأعلى حرارة في التاريخ
  • معهد تيودور بلهارس يعقد ندوة عن آثار تغير المناخ على الصحة البيئية
  • محمد صلاح يشعل ليفربول.. أزمة غير مسبوقة تهز النادي و4 سيناريوهات تنتظر الحسم قبل أمم أفريقيا
  • مدير مركز تغير المناخ يوضح أسباب التقلبات الجوية في الفترة الحالية
  • مدير مركز تغير المناخ يوضح أسباب التقلبات الجوية التي تشهدها البلاد حاليا