السودان على شفا أسوأ أزمة تعليمية في العالم
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
شعبان بلال (الخرطوم، القاهرة)
أخبار ذات صلةتسببت الأزمة في السودان إلى تسرب ملايين التلاميذ من مدارسهم نتيجة للنزوح إلى مناطق أخرى، وسط تحذيرات واسعة من استمرار النزاع الدائر في تدمير العملية التعليمية وانقطاع الطلاب عن الدراسة.
وتشير تقديرات أممية إلى أن 19 مليون طفل في السودان هم خارج المدارس بسبب العنف وانعدام الأمن في مناطقهم، فيما أغلقت نحو 10400 مدرسة، وينتظر أكثر من 5.5 مليون تلميذ ممن يقيمون في مناطق أقل تأثراً من الأزمة تأكيد السلطات المحلية ما إذا كان من الممكن إعادة فتح الفصول الدراسية. وحذر خبراء ومحللون سياسيون من تداعيات الأزمة على العملية التعليمية، مؤكدين أن استمرار الوضع الحالي يهدد مستقبل تعليم ملايين الطلاب، خاصة في المناطق التي تشهد تزايد وتيرة القتال. وقالت الباحثة السياسية السودانية أسمهان إبراهيم: «إن الصراع الدائر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ألقى بظلاله على العملية التعليمية، وتسبب في أضرار بالغة في التعليم الذي يعاني أصلاً من عدم استقرار في بلد يعاني الفقر، حيث أدى القتال الذي بدأ في أبريل الماضي إلى إغلاق المدارس وانقطاع ملايين الطلاب عن التعليم الذي تعطل كلياً في الخرطوم وعدد من الولايات بسبب تضرر المدارس أو لأسباب أمنية ونزوح العديد من الأسر».
وأوضحت أسمهان إبراهيم لـ«الاتحاد» أن الحكومة السودانية لم تتمكن من فتح المدارس في الولايات الآمنة حتى الآن، ما يهدد العام الدراسي الحالي، ويهدد مشاركة أكثر من 500 ألف تلميذ بامتحان الشهادة الثانوية، وأن استمرار الوضع الحالي يجعل من الصعب مواصلة العملية التعليمية، ما يهدد بتعرض الأطفال للتجنيد الإجباري، خاصة في مناطق الحركات المسلحة في دارفور. وشددت أسمهان على أن السودان يمر بأسوأ أزمة تعليمية في العالم بسبب الصراع، ولا يمكن علاج مشكلة التعليم في السودان إلا بالاستماع إلى صوت العقل وإنهاء الصراع ليدرس الطالب في بيئة صحية بعيداً عن الآثار النفسية المدمرة.
من جانبها، كشفت أستاذة العلاقات الدولية في مركز الدراسات الدبلوماسية بجامعة الخرطوم، الدكتورة تماضر الطيب، عن التوقف التام للعملية التعليمية في السودان بجميع المراحل الأساسية والجامعية، مشيرة إلى أن المدارس تحولت لمراكز للإيواء وأصبحت مليئة بالنازحين.
وقالت تماضر لـ«الاتحاد»: «إن بعض الجامعات تقوم بالتدريس افتراضياً عبر الإنترنت للتغلب على الأزمة، خاصة في ظل عدم القدرة على التكهن بوقت انتهاء الصراع».
وفي السياق نفسه، اعتبر المحلل السياسي السوداني عثمان عبد الحليم أن العملية التعليمية في السودان تأثرت بالقتال بشكل مباشر وتوقفت بالكامل، وكان من المقرر أن تبدأ الدراسة من الشهر الماضي، حيث لا يستطيع التلاميذ العودة مرة أخرى في ظل الوضع المتأزم.
وحذرت منظمتا «اليونيسف» و«إنقاذ الطفولة» من أن الأطفال في السودان لن يتمكنوا من العودة إلى المدرسة، خلال الأشهر المقبلة، إذا استمر القتال، الأمر الذي يعرضهم لمخاطر حالية وطويلة الأجل، بما في ذلك النزوح والتجنيد من قبل الجماعات المسلحة والعنف.
وحذرت مانديب أوبراين، ممثلة «اليونيسف» في السودان من أن «السودان على وشك أن يصبح موطناً لأسوأ أزمة تعليمية في العالم».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السودان الخرطوم الجيش السوداني قوات الدعم السريع العملیة التعلیمیة فی السودان
إقرأ أيضاً:
عبد العزيز الحلو: جوهر الصراع في السودان صراع مركز وهامش
تحدث الحلو في افتتاحية المؤتمر التأسيسي في العاصمة الكينية نيروبي، بكل بصراحة عن استمرار الازمة السودانية في منذ عقود، مشيرا بأصابع الاتهام إلى المركز الحاكم والمسيطر باعتباره العائق الأساسي في تحقيق سودان السلام والعدالة والمساواة بين مكوناته السودانية التي تتمتع بالتنوع والتعدد في كل المستويات.
عبد العزيز الحلو: جوهر الصراع في السودان صراع مركز وهامش
المركز صنف الثوار في دارفور باعداء العروبة
الكروت التي يستخدمها المركز المتسلط تجاه حميدتي سقطت
المركز ينظر إلى التعدد والتنوع في السودان باعتباره نقمة والحركة ترى أنه نعمة
المركز يصرف 82% من الميزانية لتدوير الحروب في الهامش
التنوع والتعدد اللغوي والاثني والثقافي والجهوي يجب أن ينعكس في مستوى السلطة والثروة
النخبة المسيطرة تستخدم الدين والإثنية والقبلية وسياسة فرق تسد
نيروبي: حسن اسحق
تحدث الحلو في افتتاحية المؤتمر التأسيسي في العاصمة الكينية نيروبي، بكل بصراحة عن استمرار الازمة السودانية في منذ عقود، مشيرا بأصابع الاتهام إلى المركز الحاكم والمسيطر باعتباره العائق الأساسي في تحقيق سودان السلام والعدالة والمساواة بين مكوناته السودانية التي تتمتع بالتنوع والتعدد في كل المستويات.
يقول الرفيق القائد عبد العزيز آدم الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال ان الحرب الدائرة كشفت الصراع الحقيقي، جوهر الصراع في السودان، وتساءل الحلو، ما هو جوهر الصراع؟، مجيبا، أن جوهر الصراع كشفته دارفور، لان الحرب التي كانت دائرة في الجنوب، المركز جيش دارفور وكردفان والنيل الازرق ، واصفا ناس جنوب السودان بالكفار، وأعداء الله والرسول، وأعداء العروبة، قال الحلو ’’ كلنا مشينا حاربنا هناك، الجنوب فات، وظهر الجنوب الجديد، جبال النوبة، جنوب كردفان، والنيل الأزرق، ودارفور، والشرق، وحاليا الحرب في الخرطوم‘‘.
أوضح الحلو، ما سبب هذه الحروب، أن جوهر الصراع كما تقول الحركة الشعبية منذ تأسيسها عام 1983، هو صراع مركز وهامش، والمركز استأثر بالسلطة والثروة والسيادة، والوجاهة والتفوق الاجتماعي، الخ، وهامش محروم من كل شئ، وان حرب دارفور اوضحت هذه المسألة، وقال الحلو، عندما حمل الزرقة السلاح في دارفور، وطالبوا بحقوق دارفور من السلطة والثروة، المركز الحاكم صنفهم، انهم اعداء العروبة، في حقيقة الأمر، ناس 100% مسلمين، والخروج عن طاعة الحاكم، أصبحوا كفار، واصبح دمهم ومالهم حلال، وتم تعبئة الآخرين علي هذا الاساس، علي قتل انسان دارفور، فقط طالب بالسلطة والثروة، والنار لم تنطفئ.
الرفيق حميدتي حمل السلاح
قال الحلو ، اخيرا، الرفيق محمد حمدان دقلو ’’ حميدتي ‘‘ حمل السلاح، وقال للمركز يجب إعطاء حقوق دارفور من السلطة والثروة ، أوضح الحلو في هذه النقطة بالتحديد، أن المركز نظر لحميدتي، رأى أنه مسلم، ونظر اليه مرة اخرى، وجد ان حميدتي عربي قح ’’ الاصل‘‘، جرد المركز من كل أسلحتهم، وكروتهم التي تستخدم من اجل اقصاء وتهميش واستبعاد الآخر، مهما كان، والحرمان حقوق الوصول الى السلطة والثروة، والحقوق في المساواة والعدالة.
أوضح المركز المتسلط عندما فشل في إيجاد حجة دامغة تجاه حميدتي، قال ان هؤلاء أجانب وكل الكروت التي يستخدمها المركز ضده سقطت، لذا، نحن سودانيين قبل كل شئ، وارض السودان يجمعنا، والسودان يتميز بالتعدد والتنوع، بدءا من المناخ، السافنا الغنية والفقيرة، ومناخات مختلفة، مع تعدد اثني وثقافي، ولغوي، وتعدد في اللون.
واضاف الحلو ان الخرطوم نظرت إلى هذا التعدد باعتباره نقمة، وأما الحركة الشعبية تنظر إلى التعدد أنه نعمة، ومصدر قوة وثراء للسودان، وطرح سؤال، لماذا الخرطوم أشعلت الحروب؟، وصرفت 82% من الميزانية لتدوير الحروب في الهامش، واستخدم المركز كرت فرق تسد، مرة يستخدم الدين والعرق، والجهة، واصفا الحال ب ’’ الاونطة‘‘ وعلينا ان نعلم ان كرت الدين والقبيلة والاثنية، هي مجرد موانع، تستخدمها النخبة الحاكمة في الخرطوم، وهي موانع هيكلية كي تستبعد الآخر، ومن ليس معهم من هذه الدائرة، وقال الحلو يجب وضع نهاية لهذا من اليوم.
قال الحلو كي نضع نهاية الحروب والكراهية، وإيجاد حلول جذرية، ويجب الاعتراف بالتنوع والتعدد العرقي والثقافي واللغوي والجهوي، وهذا الاعتراف يجب أن ينعكس في هياكل السلطة والثروة، والمناهج التعليمية، وكل سوداني يرى نفسه في هذه المرآة، وتتوفر له حقوقه بالكامل.
ishaghassan13@gmail.com