الأسبوع:
2024-09-16@18:01:14 GMT

بين القيمة والثمن.. !!

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

بين القيمة والثمن.. !!

مازالت تلك الجدلية العميقة تؤرق عقلي، هل كل ما له ثمن (حتى وإن ارتفع) له قيمة، وضرورة فى حياتنا؟

حين غابت معايير القيمة، وطغت معايير الثمن، تغيرت حياتنا كثيرًا، فأصبحنا نقدر توافه الأمور، والأشخاص لمجرد أنهم مشاهير يمتلكون منصات الشهرة، والمال، كل شيء اليوم يوزن بسعره لا بقيمته، فلان يتقاضى الملايين نظير تقديم عمل سينمائي، أو فني أو حتى إعلامي، إذا هو عظيم، ولا بد أن نتابعه، حتى وإن كان ما يقدمه من فكر، ومحتوى شيئًا تافهًا لا قيمة له، فلان يبيع مليون نسخة من روايته التي تقدم خيالاً، وعنفًا وإيحاءات، وأفكارًا لا تليق، ولكن لا يهم، سنتابعه، ونقرأ له، لأنه تريند، ومشهور.

من سيهتم بالقيمة؟ لا أحد، فلان ينفق الملايين ليصبح ذائع الصيت مفكرًا شهيرًا، أو سياسيًّا رائجًا حتى، وإن افتقر إلى أبسط درجات الفكر والعلم، حتى وإن لم يستطع التحدث لخمس دقائق دون أن يثير ضحكات مكتومة فى عقول مستمعيه، لا يهم، الأهم أنه ثرى، يلتف الناس حوله، ينفق هنا وهناك، فهو إذًا نجم النجوم، ولا تحدثني حينها عن قيمة ما يحويه عقله من فكر أو علم، بل أنظر إلى بدلته الغالية التي جاءت من أوروبا، وإلى سيارته الفارهة، وتلك الحاشية التى تحيط به في كل محفل تنشد رضاه، إنه نجم إذًا، حتى وإن لم يتحدث بكلمة واحدة!!

لماذا نحن فى تلك المنطقة الضحلة؟ لم تكن معايير الثمن، وطغيان المادة بهذا الشكل منذ سنوات قليلة، أو كثيرة، كان لدينا رموز فكرية، وفنية وسياسية، وإبداعية تقدم قيمة يبحث عنها الناس في كل المجالات، فتثرى وجدانهم، وتنير ظلام عقولهم دون أن يكونوا من الأثرياء، أو ممن ينفقون يمينًا، ويسارًا ليروجوا بضاعتهم، لم يكونوا أثرياء حقًّا، ولم يتقاضوا مثل تلك الأرقام الخيالية التى نسمع بها اليوم، ولكنهم كانوا يقدمون قيمة حقيقية ظلّت باقية حتى الآن يعيش عليها القلة التي مازالت تجيد الفرز والانتقاء.

إلى متى هذا العبث الذى طال؟ ومتى يعود أهل القيمة، والفكر والإبداع الحقيقي إلى صدارة مشهد أصبح شديد الفقر، شديد السطحية، لا عمق فيه ولا أثر له، حتى وإن زينوه بكمٍ هائل من الإنفاق والترويج الإعلامي المبالغ فيه، ولكنه يظل فقيرًا جدًّا فى القيمة مهما صنعوا، ومهما اجتهدوا.. .يبدو أنه لا مجال للجدال حقًّا، فمن له قيمة سيظل دائمًا أفضل، وأبقى وأعظم أثرًا ممن له مجرد ثمن.. !!

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: حتى وإن

إقرأ أيضاً:

أبو زيد: عواقب أزمة المصرف المركزي ستنعكس على قيمة الدينار 

حذر المحلل السياسي علي أبوزيد من تأثير أزمة مصرف ليبيا المركزي على قيمة الدينار.

وقال أبو زيد في تصريح صحفي إن أزمة مصرف ليبيا المركزي تعد انعكاسا لارتجالية المجلس الرئاسي وحكومة الدبيبة في إقدامهما على هذه الخطوة دون النظر إلى تَبعاتها وعواقبها ونتائجها ستكون مباشرة على الدينار الليبي وحياة المواطن.

ورأى أن هذه الأزمة ستكون مدخلا لتغيير أوسع في المشهد السياسي.

الوسومليبيا مصرف ليبيا المركزي

مقالات مشابهة

  • "البيئة" تُحدث معايير ومواصفات مياه الشرب غير المعبأة للحفاظ على الصحة
  • "EQE SUV" و"EQE سيدان" من "مرسيدس-بنز" ترسمان معايير جديدة لمستقبل القيادة المستدامة
  • الشارقة في صدارة القيمة السوقية لأندية «أبطال آسيا 2»
  • أبو زيد: عواقب أزمة المصرف المركزي ستنعكس على قيمة الدينار 
  • 1.06 مليار يورو «القيمة السوقية» لأندية «النخبة الآسيوية»
  • صانعو السيارات بأوروبا يطلبون إرجاء تطبيق معايير الانبعاثات
  • معايير أوروبية جديدة بشأن الانبعاثات تهدد صنّاعة السيارات.. أين المشكلة؟
  • ميكنة ما بعد الصرام.. آليات مبتكرة لرفع القيمة التسويقية للتمر
  • مركزي غفار: اعتمدنا معايير صارمة لمكافحة الجرائم المالية بما في ذلك مكافحة غسل الأموال
  • اللاجئون بتشاد: ازدواج معايير الجهات الدولية