يخطئ مَن يعتقد أن أمريكا تقف على الحياد بين العرب وإسرائيل، ويخطئ -كذلك- مَن يعتقد أن أمريكا ودول الغرب يقفون بجانب إسرائيل، أما الحقيقة فهي أن أمريكا بعد أن احتل اليهود عقول حكامها قد أصبحت أشد حرصًا على تحقيق أهداف اليهود من حرص اليهود أنفسهم على تحقيق أهدافهم، حتى أن الأمريكان المتدينين يعيبون على اليهود فكرة تخليهم عن الضفة الغربية، ويعتبرون ذلك كبيرة من الكبائر، يقول القسيس الأمريكى مايك إيفانز «إن تخلي إسرائيل عن الضفة الغربية سوف يجرُّ الدمار على إسرائيل، وعلى الولايات المتحدة الأمريكية من بعدها، ولو تخلّت إسرائيل عن الضفة الغربية وأعادتها للفلسطينيين، فإن هذا يعنى تكذيبًا بوعد الله في التوراة، وهذا سيؤدي إلى هلاك إسرائيل، وهلاك أمريكا من بعدها».
ويقول جيريف ولويل وهو صديق نصرانى للرئيس بوش «إن الولايات المتحدة الأمريكية جمهورية نصرانية يهودية»، بل يقول «إن الوقوف ضد إسرائيل هو وقوف ضد الله»، ويضيف «إنه لا يحق لإسرائيل أن تتنازل عن شىء من أرض فلسطين، لأنها أرض التوراة التي وعد الله بها شعبه». ولقد نجح اليهود في اختراق عقول حكام أمريكا، وصانعي القرار فيها، والعجيب في هذه القضية أن جميع رؤساء أمريكا السابقين واللاحقين، كذلك الدول الغربية ينظرون إلى المشكلة على أنها قضية دينية ينبغي الالتزام حيالها بما جاء في التوراة، بينما ينظر معظم البلاد الأخرى على أنها مشكلة قومية أو شرق أوسطية ينبغي الالتزام حيالها بما تمليه الشرعية الدولية، كما يقول الرئيس الأسبق «جيمي كارتر» فى كتاب «اُلبعد الديني»: «لقد آمن سبعة رؤساء أمريكيين، وجسَّدوا هذا الإيمان بأن علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع إسرائيل هي أكثر من علاقة خاصة، بل هى علاقة فريدة، لأنها متجذرة فى ضمير وأخلاق ودين ومعتقدات الشعب الأمريكى نفسه». وقال «كلينتون» في خطابه أمام القيادات اليهودية عام 1992 «إنني أعتقد أنه يتوجب علينا الوقوف إلى جانب إسرائيل في محاولاتها التاريخية لجمع مئات الألوف من المهاجرين لمجتمعها ودولتها». بل إنه يوجد في القدس منظمة إسرائيلية تنتشر فروعها فى جميع أنحاء العالم، وهي من أشد المنظمات خطرًا وضررًا، ويقول مؤسسها «إننا صهاينة أكثرمن الإسرائيليين أنفسهم، وإن القدس هي المدينة الوحيدة التي تحظى باهتمام الله، وإن الله قد أعطى هذه الأرض لإسرائيل إلى الأبد».. وتعتقد هذه المنظمة أن الضفة الغربية وقطاع غزة حقوق أعطاها الرب للشعب اليهودي. فهل بعد كل هذه الحقائق يطمع العرب المسلمون أن تحل أمريكا المشكلة، ويتخلى رؤساؤها وصانعو القرار فيها عن عقيدتهم الدينية؟!! والعجيب فى هذه القضية أننا نحن المؤمنين بالقرآن، نطالب حكام أمريكا والغرب واليهود بأن يكفروا بالتوراة، عندما نطلب منهم التنازل عن بعض أرض الميعاد للفلسطينيين!! ولن يكفر اليهود بنصوص التوراة المحرَّفة إلا إذا ولج الجمل في سَمِّ الخَياط، أو رفع المسلمون راية الجهاد.ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله القوي العزيز. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية:
الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
بينهم طالبة وطفل.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 15 فلسطينيا من الضفة الغربية
القدس المحتلة - اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ مساء أمس وحتى صباح الأربعاء 27 نوفمبر2024، 15 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية، بينهم طالبة وطفل وأسرى سابقون.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير في بيان لها، أن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات "الخليل، رام الله، نابلس، بيت لحم، طوباس، وقلقيلية"، وفق وكالة قنا القطرية.
وأشار البيان إلى أن عمليات الاعتقال رافقها تنفيذ عمليات تنكيل واسعة، واعتداءات وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل الفلسطينيين.
يشار إلى أن عدد حالات الاعتقال منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، بلغ أكثر من 11 ألفا و800 فلسطيني من الضفة بما فيها "القدس"، وهذه الحصيلة تشمل كل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.
Your browser does not support the video tag.