الأسبوع:
2024-10-06@11:02:19 GMT

إسرائيل والتخطيط الاستراتيچي للكذب

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

إسرائيل والتخطيط الاستراتيچي للكذب

لم يَعُد هناك مجالٌ للشك بأن الكيان الصهيوني هو أمهر كيان كاذب في تاريخ البشرية. وكل يوم يثبُت لنا بالدليل أن هذا السرطان -الذي ابتُليت به البشرية جمعاء- يتغذى ويعيش وينمو على الكذب في كل شيء. وكيف لا يكذبون علينا كبشر.. وهم أنفسهم الذين كذبوا من قبل على الله عز وجل!! وربما يتخيل البعض أن الكذب عمومًا هو أمر يسير يمكن لأي شخص القيام به عند الحاجة دون اكتشافه!! ولكن هو أمر يحتاج لقدرات ومؤهلات ومهارات خاصة شخصية ويحتاج لجهود عملية لكي يصبح الكاذب كاذبًا محترفًا، وبالطبع أطباء وعلماء النفس أجدر منِّي بمناقشة الكذب وأصحابه في المطلق، ولكن ما نريد تناوله هنا هو الكذب والخداع بمعناه المنظم بعيد المدى المبني على فلسفة لدى الكيان الصهيوني.

فهؤلاء يكذبون وفق تخطيط، ويخططون لتنفيذ جرائمهم استنادًا للكذب المخطَّط المُعَد مسبقًا قبل تنفيذ الجريمة، فلا يمكن لإسرائيل أن تُقْدِم على تنفيذ جريمة دون تجهيز مبررات ارتكابها وهي مبررات كاذبة بالطبع. وبالنظر وبالتحليل لأي جريمة من الجرائم الإسرائيلية في عدوانها على الشعب الفلسطيني بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي -كجريمة قصف ومحاصرة واقتحام المستشفيات «مثلًا»- سنجد أن الادعاءات الإسرائيلية المصاحبة لهذه الجرائم ليست تالية للجريمة، ولكن مُعَدة مسبقًا، وتم بذل مجهودات منظمة لصياغة الكذبة، ومن هذه المجهودات على سبيل المثال توظيف معلومات تم جمعها مسبقًا، بحيث نستطيع القول بأن خطة الكذب مكوِّن أصيل في كل جرائم الاحتلال الإسرائيلي. ولا توجد جريمة لديهم بدون كذبة مخططة لخدمة الجريمة. ويرى البعض أن الكذب عند إسرائيل ليس بالضرورة أن يكون كذبًا مقنعًا. ولكن مجرد وجود كذبة حتى لو كذبة واهية هو في حد ذاته كافٍ لتنفيذ الجريمة بدم بارد.حيث إن الكذب في فلسفة الكيان الصهيوني ليس بالضرورة أن يهدف للإقناع وتبنيه بشكل كامل، ولكن مجرد إثارة الشك لدى المخاطَبين بالكذب هو نجاح عظيم لإسرائيل. ومن المؤسف أننا كشعوب عربية مازالت أكاذيب إسرائيل المخططة تنطلي على البعض منَّا بأن التخلص من المقاومة الفلسطينية سيؤدي لجلب السلام والرخاء بالمنطقة. غير أن الأحداث الأخيرة كانت أهم بشائر النصر بها أننا بدأنا نستشعر أن إسرائيل تكذب كذبًا هدفه إبادة الشعوب العربية تمامًا، وهو الأمر الذي خلق حالةً من ردة الفعل تجاه جرائم إسرائيل على المستويين الشعبي والرسمي تختلف عن سابقاتها من ردود الفعل عبر تاريخ جرائم الكيان الصهيوني. وقابلت إسرائيل حالة الاستفاقة لبعض العرب بالإعلان بشكل واضح عن المخطط الصهيوني، وراحت تصب جام شراستها وعدوانها على سكان قطاع غزة الأعزل والمحاصَر، مع تهديد صريح وواضح لبعض الدول العربية والإقليمية إذا ما فكرت هذه الدول في القيام بأي عمل ضد عملياتها في غزة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

أحاديث عن السياسة.. الكذب!

 

 

"لا بُد للمحلل السياسي من أن يفهم المنظومة القيمية للشعب، وكذلك المنظومة القيمية السائدة في دوائر صنع القرار للدولة التي يتابعها ويقيم مدى تأثير تلك القيم على السياسات والإستراتيجيات"؛ فوزي حسن الزبيدي.

*************

نسبة كبيرة من الناس يعتقدون بأن السياسي يفترض أن يكون كذابا، يعتبرون الدبلوماسية هي في الحقيقة مرادفة لمفردة الكذب، وبأن السياسي الأصيل محتال ونصاب ومراوغ، وهلم جرًّا من تلك الصفات التي ما أنزل الله بها من سلطان!

في كتاب "سيكولوجية الجماهير"، كتب غوستاف لوبون: "ولأن الجماهير تحتاج إلى أوهام، فإنها تنجذب غزيريا نحو الخطباء الذين يقدمونها لها، كتوجه الحشرة إلى النور"، هنا قد نضع كلمة أوهام بجانب كلمة كذب، باختصار عندما يوهمك أحد بشيء ما وهو متعمد ذلك؛ فالواقع يقول إنه كاذب وربما محتال، لذلك تسمية الأشياء بأسمائها يختصر المسافة ويوضح الحقائق. وهناك فرق بين المجاملة الكاذبة وحُسن الخلق، لكن ليس هناك فرق بين ناقل أوهام أو ناقل كذب، المسألة أخلاقية قبل أي شيء.

أثناء التحضير للمقال قرأت عدة مصادر ووجدت بها ما لا يمكن نشره؛ لأن الموضوع أحيانا يخرج عن السياق المطروح، تصور أنك عندما تقرأ كتاب "مبادئ العلاقات الدولية" لمؤلفيه: منجست وآريجوين، أو تقرأ "الانتقال إلى الديمقراطية" للدكتور علي الدين هلال، أو كتاب "الخلافات السياسية بين الصحابة" لمحمد بن المختار الشنقيطي، أو حتى كتاب "الأمير" لمكيافيللي، وتبحث عما يفيدك في المقال، كنقل على الأقل ولا تجد ما يستحق الاقتداء لنشره، (بالطبع أقصد لهذا المقال) لاحظتُ أن الكثير من الكتاب يُجمِّلون الكذب ويطلقون عليه مفردات غير ملائمة مثل: دبلوماسبة أو مجاملة أو التفاف أو إيحاء بكلمة معينة، لكن في الحقيقة أن الكذب هو الكذب.

بالطبع الكتب السالفة الذكر غنية بالفائدة، وليست بحاجة لشهادة أحد، إنما أحدثك عمّا طرأ في البال أثناء التحضير، فإن كنت مخطأً، فالله من وراء القصد.

سأعطيك مثالًا عن السياسي الذي لا يفصح ويحافظ على السرية وبنفس الوقت لم يرتكب الكذب، تخيل مؤتمرًا صحفيًا أو لقاءً مع سياسي خارج للتو من اجتماع يناقش حدثًا مهمًا وساخنًا، فيسأله الصحفي: ما الذي حدث في الاجتماع؟ فيرد السياسي بأنه تمت مناقشة المواضيع ذات الاهتمام، وبُذلت جهود لتقريب وجهات النظر، ولا نملك سوى التفاؤل بقادم الأيام. مما سبق هل صرح المسؤول بشيء؟ لا، هل أفصح عن شيء؟ لا، والأهم: هل كذب؟ لا، هذا هو المهم، والأهم في الواقع .

صحيحٌ أن السياسي يتحمل مسؤولية جسيمة في نقل الحالة الحاصلة بكل صدق وموضوعية، ولكن إن حدثت في الاجتماعات أشياء غير قابلة للنشر ومحظورة، فعليه ألّا يقع في الكذب، ويتعامل مع الكلمات بحذر وتحفظ، توافقًا مع المصلحة العامة للاتفاق المبرم. وفي ذلك احترام لنفسه وللجهة التي يمثلها، ولعامة الجمهور.

أما توزيع الأوهام، واللعب بكلمات متقاطعة لها إيحاء معين، فهنا نحن أمام كذب من نوع بذيء!

أن تكون سياسيًا فهذا معناه أنك ناضج العقل، حسن السيرة، كيِّس السمت، غزير المعرفة، عالي الخلق، ملتزم وصادق وأمين، أما غير ذلك فلك أن تعطي الشخص أي صفة أخرى؛ فالدبلوماسية لها أصول، وهي علم راقٍ يُدرَّس في مجمعات ومعاهد العلم المتخصصة، التي تخرِّج سياسيين على مستوى عالٍ، لهم شخصياتهم المحترمة ويتعاملون مع مصالح بلدانهم بمنتهى المسؤولية والتفاني.

قال تعالى: "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ" (الرعد: 17).

 

 

يوسف عوض العازمي

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أحاديث عن السياسة.. الكذب!
  • إسرائيل والصحفيون بغزة.. إستراتيجية قتل الشهود لطمس مسرح الجريمة
  • وزير الخارجية الإيراني: يجب أن تكون هناك مساع جماعية دولية لوقف جرائم الكيان الصهيوني
  • خلال زيارته إلى بيروت.. وزير الخارجية الإيراني: جرائم الكيان الإسرائيلي ستفشل والشعب اللبناني سيخرج منتصراً
  • عراقجي: الهجوم الإيراني على الكيان الصهيوني كان دفاعاً مشروعاً عن النفس
  • الجهاد الإسلامي: الكيان الصهيوني ينفذ حرب إبادة في الضفة الغربية
  • خامنئي: ما قامت به القوات المسلحة اقل جزاء للكيان الصهيوني ولكن لن نتأخر ولن نتسرع
  • إيران تحذرحماة الكيان الصهيوني وتنصحهم بالتنحي جانبا
  • فرحة عارمة في العواصم العربية بعملية ‘الوعد الصادق 2’ ضد الكيان الصهيوني
  • إيران تستدعي سفيري ألمانيا والنمسا بسبب التنديد بهجومها على الكيان الصهيوني