ذهبت في رحلة سريعة إلى الأردن، ومنذ أول خطوة خطوتها على أرضها فور هبوط الطائرة في مطار الملكة علياء الدولي وجدت ابتسامة الترحاب على وجوه الجميع تتسع بمجرد العلم أني مصرية، في منطقة الجوازات فوجئت بعدم فرض رسوم على تأشيرة الدخول، لأني مصرية، كل من قابلتهم منذ الوصول سألوني عن مصر، وتحدثوا عنها، وذكرياتهم فيها، والرغبة في زيارتها، وصلات المصاهرة والنسب والصداقة مع المصريين، ذكروا القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ ودهب والأقصر وأسوان، وحفاوة الشعب المصري، وحرارة استقباله للزائرين، وجدت المملكة الأردنية في الأماكن السياحية تعامل المصري كأنه مواطن أردني، فتسمح له بالدخول بنفس الرسوم المقررة لأهل الأردن، ويستقبله مسئولو الموقع بحفاوة وترحاب وكرم ضيافة لا مثيل له، لم أشعر بالغربة مطلقًا، خاصة مع النصائح المهداة لي من كل من قابلته بشأن الأماكن والأسواق والأسعار والتنقل وغيرها من الأمور التي يجهلها الغريب.
ازددت فخرا بمصريتي، وشعرت بالامتنان لأهل الأردن لإحساسي بمشاعرهم الصادقة تجاه مصر وشعبها، وجدت تشابها كبيرا بين الشعبين في الأخلاق الأصيلة، حيث الأدب والكرم والترحاب، وتقديم المساعدة للضيف وإرشاده، وتذليل أي معوقات قد يواجهها، والعمل على إسعاده طوال فترة تواجده.
اخترت الإقامة في فندق يطل على المدرج الروماني وهو يشبه المدرج الروماني بكوم الدكة في الإسكندرية إلا أنه أكثر ضخامة، وزيارته من أكثر الأنشطة الممتعة في عمان، خاصة أنه يضم أيضا متحف الحياة الشعبية - متحف الفلكلور - الذي يعرض صورا لأنماط الحياة عبر العصور، ويستعرض الحرف المختلفة، والأزياء، وغيرها، وبالقرب من المدرج الروماني يوجد جبل القلعة أو قلعة عمان وبقايا معبد هرقل والقصر الأموي وغيرها من آثار تنتمي للحقب التاريخية السابقة.
لم يتسع الوقت للذهاب إلى البتراء في الجنوب، وقاعة عجلون، وجرش، قصر عمرة، وادي رم، أم الرصاص، ومدينة السلط، والعقبة، والبحر الميت، وغيرها، لكني نويت- إن شاء الله- تكرار زيارة الأردن للتمتع بجمالها وطيبة أهلها
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
الحرب تعصف بالمتاحف وتلتهم التراث السوداني
أدت الحرب المشتعلة منذ أكثر من 20 شهراً في السودان إلى تدمير بنية المتاحف القومية ومعالم التراث في مدن العاصمة الثلاث بحري وأم درمان والخرطوم، إلى جانب عدد من الولايات التي تشهد نزاعات مسلحة، إذ تعرضت المواقع لأضرار وبعضها ما زال في مرمى الخطر، والآخر بات مكشوفاً في ظل غياب الحماية ويواجه أخطار النهب والتدمير والحريق، وأثر الصراع بشكل مباشر على الموروث الثقافي.
بورتسودان _ التغيير
وفي الخرطوم تعرض المتحف القومي للتخريب والنهب، بجانب متحف الخليفة عبدالله التعايشي، كما تعرض القصر الجمهوري القديم للتشوية والتدمير الجزئي، بجانب متحف التاريخ الطبيعي والمتحف الحربي
.
تقديرات أوليةكشف وزير الثقافة والإعلام السابق د. جراهام عبد القادر، عن جملة التقديرات الأولية والتي بلغت أكثر من (110) مليون دولار للمباني ومعينات العرض، هذا بخلاف المقتنيات الأثرية التي لا تقدر بثمن لأنها تجسد حضارة البلاد وتاريخها وهي الأهم، وفي ذات السياق ذكر تضرر المتاحف القائمة بالولايات التي دخلتها قوات الدعم السريع.
وأشار عبد القادر إلى أن “تداعيات الحرب أثرت على المتاحف في ولايات لخرطوم والجزيرة وجنوب دارفور وغرب دارفور) بالإضافة لقصف مباني متحف “علي دينار” بالفاشر ومتحف “شيكان بشمال كردفان، وشمل النهب والتدمير بالعاصمة الخرطوم المتحف القومي والمتحف الاثنوغرافيا ومتحف التاريخ الطبيعي ومتحف بيت الخليفة ومتحف القصر ومتحف الفولكلور، بالإضافة للمتاحف الخاصة.
سلسة إجراءاتوعن دور الحكومة في حماية الآثار أوضح جراهام أن الدولة اتخذت سلسلة من الإجراءات عبر هيئة الآثار والمتاحف ورئاسة الوزارء والشركاء لتأمين المتاحف في الولايات الآمنة، وتم تكوين لجان طوارئ بشأن حماية الاثار والتواصل مع الدول والمنظمات ذات الصلة.
نهب وتهريبوقالت مدير المتحف القومي اخلاص عبد اللطيف، إن متحف السودان القومي قد تعرض لعملية نهب كبيرة، إذ خرجت شاحنات كبيرة محملة بكل مواد الأثرية المخزونة بمتحف السودان القومي، وخروجها عن طريق أم درمان متجهة نحو الغرب ثم توزيعها على مناطق الحدود وخاصة جنوب السودان.
وأشارت إخلاص، إلى تعرض متاحف أخرى للنهب، وكذلك التدمير، منها متحف نيالا بجنوب دارفور حيث تم نهب جميع الممتلكات والمجاميع المتحفية، بالإضافة للأثاث وفترينات العرض، كذلك متحف “الخليفة عبدالله التعايشي” المتعارف باسم بيت الخليفة بأمدرمان، الذي تعرض للسرقة وتدمير أجزاء من المبنى.
وذكرت عبد اللطيف في ذات السياق، إن المجاميع المتحفية ترجع إلى جميع العصور التاريخية القديمة، منذ عصر الحجري وحضارة كرمة ونبتة ومروي وما قبل المسيحية والمسيحية والاسلامية، حيث إن مخازن متحف السودان القومي تعتبر المستودع الرئيسي لكل آثار السودان
التي لا تقدر بقيمة مادية.
ولفتت إلى أن المعروض في المزادات العالمية ليست المواد المسروقة حتى الآن وربما ممتلكات شخصية أو تتبع لأي جهة تم اقتنائها قديماً في فترة الاستعمار.
متحف الخليفةعلى صعيد متصل، قال ممثل الهيئة العامة للآثار والمتاحف المكلف جمال محمد زين العابدين، إن المواقع الأثرية بمنطقة أمدرمان غربي مباني هيئة الإذاعة والتلفزيون “بوابة عبدالقيوم” أنها لم تصب بأي ضرر وهي بحالة جيدة، أما “البوردين والطابية “الواقعة على النيل الأبيض وتطل على جزيرة توتي، لم يتمكن الفريق من الوصول إليها نسبة للتوجيهات الأمنية لوجودها بالقرب من النيل.
في ذات السياق قال ممثل هيئة الآثار إن عمليات النهب التي وقعت “بمتحف الخليفة” متمثلة في تعريض مبانيه وتكسير دواليب العرض وسرقة أهم آثاره، من قبل “قوات الدعم السريع” ومن أهم الآثار التي سرقت “سيف الإمام محمد أحمد المهدي قائد الثورة المهدية”، و”سيف الأمير عبدالرحمن النجومي” و”سيف الأمير أبوقرجة” و”كأس خاص بشرب الخليفة عبدالله مصنوع من قرن وحيد القرن ويقال أن به مفعول لأبطال السم” وأيضا تمت سرقة أنواط ونياشين ونجوم خاصة بالجنرال غردون باشا وكثير من العملة التي كانت تستخدم أثناء حكم الدولة المهدية وبعض الأسلحة النارية من بنادق ومسدسات ومذكرات يوسف ميخائيل عن الإمام المهدي وخليفته عبدالله.
وفيما يخص المعروضات الأثرية التي ظهرت على مواقع تجارة عالمية وما إن كانت من المفقودات، ذكر زين العابدين أنه من ناحية العاملين في مجال الآثار لا يخطر ببالهم موضوع تقييم الآثار ماديا لكن هناك دائما تجارة غير مشروعة يكون لها ثمنها على حسب نوع وشكل القطعة، رغم إن تقيم الآثاريين يختلف عن ذلك.
الهوية السودانيةومن جهتها قالت منظمة اليونسكو عبر بيان لها، ان هنالك تقارير عن الاتجار غير المشروع بالتراث الثقافي.
وتعرب منظمة اليونسكو عن قلقها العميق إزاء التقارير الأخيرة عن احتمال نهب وإتلاف العديد من المتاحف والمؤسسات التراثية في السودان، بما في ذلك المتحف الوطني، من قبل الجماعات المسلحة، وتدعو المنظمة المجتمع الدولي إلى بذل قصارى جهده لحماية تراث السودان من الدمار والاتجار غيره المشروع.
وتجدد اليونسكو دعوتها للجمهور وسوق الفن المتورطين في تجارة الممتلكات الثقافية في المنطقة والعالم، إلى الامتناع عن اقتناء أو المشاركة في استيراد أو تصدير أو نقل ملكية الممتلكات الثقافية من السودان. وأي بيع غير قانوني أو نقل لهذه العناصر الثقافية من شأنه أن يؤدي إلى اختفاء جزء من الهوية السودانية.
بورتسودان – برعي صديق