1000 تنفيذي وقائد أعمال تجارية ومبادرات خيرية في «كوب 28»
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
الشارقة: ممدوح صوان
قال بدر جعفر، الممثل الخاص للأعمال التجارية والخيرية في مؤتمر الأطراف «كوب 28»، والرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع، إن منتدى المناخ الأول للأعمال التجارية والخيرية في المؤتمر، سيجمع 1000 رئيس تنفيذي وقائد من مجتمع الأعمال التجارية والمبادرات الخيرية، ليتيح لهم تبادل الآراء والتعاون في إيجاد الحلول، وتحريك العمل المناخي المؤثر، بهدف التأكيد على مشاركة القطاع الخاص، بمؤسساته التجارية والخيرية، معاً، في العملية، واعتباره من الآن فصاعداً شريكاً، جديراً وقادراً وفاعلاً.
أبواب تمويلية
وأكد جعفر ضرورة فتح أبواب تمويلية إضافية لقطاع العمل الخيري، وسيكون دور القطاع حاسماً في تحقيق هذه المهمة، حيث ستتدفق في نظام التمويل العالمي سنوياً رؤوس أموال خيرية، تزيد على تريليون دولار تقريباً، وإن خصصنا قسماً من هذه الأموال للمشاريع والمبادرات المناخية، سنساهم كثيراً في سد فجوة التمويل المناخي.
وأضاف، علينا إدراك أن حجم رأس المال الخيري ليس العامل الوحيد الذي يميز هذا النوع من التمويل عن غيره، فالأموال الخيرية أكثر مرونة وتحملاً للمخاطر وأطول أمداً مقارنة بغيرها من أشكال التمويل.
وتابع: «اعتدنا لفترة طويلة أن نسمع رواية المناخ من منظور محدود، يضع النشطاء في خانة الأبطال، والرأسمالية في خانة الأشرار، وسواء اعتُبر هذا التفكير عادلاً أو لا، فالحقيقة هي أن هذا النوع من التصنيف المحدود لن يوصلنا إلى أية نتيجة. لذلك، دعا رئيس «كوب 28» الدكتور سلطان الجابر، إلى نموذج جديد يقوم على العمل الملموس والتغيير الفعال، بالاستفادة من الديناميكية ورأس المال وشبكات العمل، التي توفرها الأعمال التجارية والخيرية، كما يشكل هذا المنتدى جزءاً من منظومة عالمية أوسع، هدفها تمكين أصحاب المصلحة في مجتمع الأعمال التجارية والخيرية، من تفعيل التعهدات والاتفاقيات النظرية وتحويلها إلى عمل واقعي وجهود فعلية ونتائج ملموسة».
شراكة القطاعين
ولا شك في أن الحكومات، وعلى جميع المستويات، ستبقى دائماً القوة المشرفة على مساعي التعامل مع أزمة المناخ، ولكن ذلك لا يعفي القطاع الخاص من المسؤولية، بل على العكس، للأعمال دور بالأهمية نفسها، وحتى أكثر، لتقريب العالم أشواطاً من الأهداف المعنية بالمناخ والطبيعة.
وأوضح جعفر أن الشراكات بين القطاعين، العام والخاص، تستطيع أن تكون أرضاً خصبة للتعاون بين الأعمال والحكومات، لأنها تسمح للهيئات الحكومية بأن تستفيد من خبرات القطاع الخاص وكفاءاته التشغيلية وعقليته الابتكارية الفذة وموارده المالية، ليُثمر هذا التضامن عن مشاريع قوية واسعة النطاق تُنفّذ بأطر زمنية قياسية يعجز القطاع الحكومي عن تحقيقها بمفرده، مؤكداً أن ذلك ليس بالجديد أبداً، على دولة الإمارات، إذ كانت هذه الشراكات عبر القطاعات تسري في عروق الاستراتيجية الاقتصادية الوطنية لعقود من الزمن. وبصورة مماثلة، ستكون الشراكات بين القطاعين، العام والخاص، عاملاً أساسياً في تحقيقنا لأهداف صافي الصفر في المستقبل، وستساعد على توفير الاستثمارات اللازمة لمشاريع البنية التحتية المراعية للمناخ في الاقتصادات الناشئة عبر العالم.
وأضاف: «أهم ما تبرهنه الشراكات بين القطاعين، العام والخاص، في رأيي، هو القوة العظمة التي يولدها تزاوج رؤوس الأموال والإمكانات المتنوعة عبر القطاعات المختلفة، وإيجاد طرق جديدة لتعزيز مثل هذه المنهجيات الإبداعية المتنوعة، هو من أهم المهام التي وضعها المنتدى على جدول أعماله».
المبتكرون والرواد
وقال جعفر «نؤمن جميعاً، بأن قدرة القطاع الخاص هي الأقوى على تسريع تحقيقنا لأهداف المناخ والطبيعة، وأن دور المبتكرين ورواد الأعمال سيكون محورياً في الاستفادة من هذه القدرات العظيمة، ونعلم بالتحديد ما هي مكونات المنظومات الريادية الناجحة وطرق تكوينها، لأننا سبق وأن شهدنا عملها ونتائجها على أرض الواقع في العديد من الصناعات والمناطق. وما علينا سوى توجيه المزيد من هذه الطاقة والإبداع الرياديَيْن، وضخهما في تطوير الحلول لتحديات المناخ والطبيعة بصورة خاصة، ولتوفير المزيد من التمويل والدعم لرواد الأعمال على رقعة جغرافية أوسع بكثير، بما في ذلك الجنوب العالمي».
وصمم مؤتمر «كوب 28» والمنتدى، 22 مبادرة مناخية يمكن للرؤساء التنفيذيين ورواد الأعمال الخيرية تولّيها لدعم أجندة العمل المناخي، ويُعنى جزء كبير منها، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بدعم رواد الأعمال، منها مبادرات تركز على تحسين منظومات الابتكار في الجنوب العالمي، وتمويل المشاريع المناخية الطموحة القادرة على إحداث تغييرات جذرية، وتسريع الابتكارات التي تركز على تحسين الزراعة وتوفير المياه والغذاء، مؤكداً أن رأب الصدع في التمويل المناخي هو من أهم أولويات المؤتمر والمنتدى، حيث سنحتاج إلى استثمارات عالمية تصل إلى 3 تريليونات دولار سنوياً، لنصل إلى صافي الصفر بحلول 2050، ومن المتوقع أن تحتاج الدول النامية وحدها استثمارات بقيمة 2.4 تريليون دولار سنوياً، حتى 2030 لتحقيق أهداف اتفاق باريس.
قضايا المناخ
ورأى جعفر: «لا يزال أمامنا شوط طويل نقطعه، إذ تشير التقديرات إلى أن القضايا المناخية تحظى بأقل من 2% من التمويل الخيري. ولكن مع العزم المستمر ومواصلة الجهود، سيغدو العمل الخيري حلقة الوصل التي تربط بين الأعمال والحكومات والمجتمع المدني، وتوحّد صفوفهم في المسار العالمي نحو هدف صافي الصفر وحماية الطبيعة».
وبيّن: «هدف الإمارات هو التأكيد على جعل المؤتمر أكثر شمولاً وتأثيراً، من بين مؤتمرات كوب كلها. وليس هذا مجرد كلام على ورق، بل التزام حقيقي صادق يظهر في كل جانب من جوانب «كوب 28»، بما في ذلك تنظيم المنتدى».
وبالنسبة إلى قضية المرأة، على وجه الخصوص، اتُخِذت عدة إجراءات لإعلاء صوتها في عملية كوب، ولتمكين النساء في جميع مناطق العالم، بما فيها الجنوب العالمي، من تولّي دور قيادي في التعامل مع تغيّر المناخ.
في النتيجة، ما تؤكده المعطيات لنا أنه لم يعد بوسعنا فصل أجندة التنمية البشرية عن أجندة المناخ والطبيعة، فهما وجهان لعملة واحدة، والرابط بينهما هو السياسات المناخية الشمولية، التي تدعم التحول بمسؤولية في جميع أنظمتنا، وضمان تأمين فرص الحياة المتكافئة لمليارات البشر الذين لطالما حرموا منها.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات كوب 28 الاستدامة التجاریة والخیریة المناخ والطبیعة القطاع الخاص
إقرأ أيضاً:
ذكرى ميلاد خيرية أحمد.. صوت البهجة الذي لم يغب (تقرير)
في ذكرى ميلادها اليوم، نستعيد حضور الفنانة الراحلة خيرية أحمد، واحدة من أبرز نجمات الكوميديا المصرية، التي جمعت بين الذكاء الفني وخفة الظل، وقدّمت أعمالًا لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور رغم مرور 14 عامًا على رحيلها.
وُلدت خيرية أحمد واسمها الحقيقي سمية أحمد إبراهيم في محافظة المنيا عام 1937، وهي الشقيقة الصغرى للممثلة سميرة أحمد، بدأت خطواتها الأولى في الفن خلال فترة الخمسينيات، بالانضمام إلى فرقة المسرح الحر بقيادة زكي طليمات، وهناك تدرّبت على أصول الأداء المسرحي الجاد، لكن روحها المرحة دفعتها سريعًا نحو الكوميديا.
شهرتها الحقيقية انطلقت من الإذاعة، عبر البرنامج الجماهيري “ساعة لقلبك”، حيث شكّلت ثنائيًا ناجحًا مع فؤاد المهندس. بعبارتها الشهيرة “محمود يا حبيبي”، رسمت ابتسامات لا تُنسى في أذهان المستمعين، وكان البرنامج نافذتها الأولى نحو قلوب المصريين.
وجه محبوب في المسرح والدراما
انتقلت بعدها إلى فرقة إسماعيل ياسين المسرحية، وشاركت في عروض لاقت نجاحًا كبيرًا، ثم انضمت إلى عدة فرق مسرحية مرموقة، بينها فرقة الريحاني، وفرقة التلفزيون المسرحية.
كان أداؤها العفوي والمليء بالحياة عنصرًا أساسيًا في جذب الجمهور، خصوصًا في أدوار الزوجة البسيطة، أو الجارة خفيفة الظل.
وفي التلفزيون، أبدعت في عدد كبير من المسلسلات مثل “ساكن قصادي”، “أين قلبي”، “الحقيقة والسراب”، “العائلة”، “حدائق الشيطان”، وغيرها، حيث أثبتت قدرتها على التنقل بين الكوميديا والتراجيديا، وقدّمت أدوار الأم بحس إنساني عميق، بعيدًا عن الابتذال أو المبالغة.
سينما بخطوط كوميدية رفيعة
شاركت خيرية أحمد في عشرات الأفلام، من بينها “الفانوس السحري”، “حسن ونعيمة”، “أم العروسة”، “عفريت مراتي”، و”عريس مراتي”، وكانت دائمًا قادرة على ترك بصمتها حتى في الأدوار الصغيرة، بسبب طبيعة حضورها القوي وخفة ظلها غير المصطنعة.
الحب والغياب
في حياتها الخاصة، جمعتها قصة حب قوية بالكاتب الساخر يوسف عوف، الذي تزوجته وأنجبت منه ابنها الوحيد كريم. شكّلا معًا ثنائيًا على مستوى الحياة والفكر، لكن وفاته المبكرة تركت جرحًا عميقًا في نفسها، أدى إلى انقطاعها عن العمل الفني لفترة طويلة، قبل أن تعود بإصرار وإخلاص لفنها.
رحيل هادئ وذاكرة صاخبة بالضحك
رحلت خيرية أحمد في 19 نوفمبر 2011 عن عمر ناهز 74 عامًا، بعد صراع مع المرض. ورغم غيابها عن مشهد التكريم الرسمي بما يليق بحجم عطائها، فإن مكانتها في قلوب الجمهور بقيت محفوظة، كرمز من رموز الكوميديا النظيفة، والابتسامة التي تنبع من القلب.
رحلت، لكن روحها ما زالت تتردد في كل جملة طريفة، وكل مشهد صنع البهجة، وكل ذكرى من زمن الفن الجميل