تحقيقًا لرؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه لجعل مملكة البحرين ضمن الدول الرائدة في مجال الفضاء، وتنفيذًا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله، وبمتابعة مستمرة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى، ترأس الدكتور محمد إبراهيم العسيري الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء وفد الهيئة في زيارة رسمية لوكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، إذ التقى الوفد - بحضور السفير أحمد محمد الدوسري سفير مملكة البحرين لدى اليابان - رئيس جاكسا وأبرز قياداتها.

خلال اللقاء، تم استعراض أبرز جوانب التعاون التي تمت بين الجانبين سابقًا، وبحث سبل الارتقاء بمستويات التعاون في عدد من المجالات ذات الصلة ومن أبرزها تبادل الخبرات وبناء القدرات، إضافة إلى تنفيذ مشاريع ثنائية تسهم في تحقيق الأهداف المشتركة للجانبين. حول هذه الزيارة، تحدث الدكتور العسيري قائلاً: «أتاحت الزيارة لوفد الهيئة الفرصة للاطلاع عن كثب على برنامج استكشاف الفضاء الياباني، وزيارة عدد من المرافق الرئيسة الخاصة بجاكسا، ومن أبرزها غرف التحكم في المحطات الأرضية المختلفة ومحطات التحكم بالأقمار الصناعية، إضافة للمختبرات المتقدمة ومركز التعليم والتدريب والمتحف العلمي لجاكسا. كما اشتمل برنامج الزيارة على جولة ميدانية وزيارة لأحدث الهوائيات من مختلف الأحجام والأنواع». وأضاف العسيري: «خلال اللقاء تم تقديم عروض متبادلة حول الأهداف الاستراتيجية لكل جهة وآليات تحقيقها، والأنشطة الفضائية التي تنفذ لدى كل من الجهتين، وأبرز المشاريع القائمة حاليًا والتي ستنفذ خلال المستقبل القريب، إضافة إلى أهم قصص النجاح ذات الأثر في تطور قطاع الفضاء وجهود استكشافه». وختم العسيري تصريحه بتقديمه خالص الشكر والتقدير للقائمين على جاكسا على حسن الاستقبال والتنظيم لهذه الزيارة، مشيدًا بالجهود المتميزة لسفير مملكة البحرين لدى اليابان والفريق العامل في السفارة والذين أسهموا في تحقيق هذه الزيارة لكل أهدافها. وحول مشاركتها ضمن وفد الهيئة، قالت الأستاذة أمل البنعلي مدير إدارة المشاريع والتخطيط الاستراتيجي وضابطة الاتصال مع جاكسا: «ترتبط الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء بعلاقات متميزة مع جاكسا، حيث تولت الأخيرة وعبر منصتها ضمن محطة الفضاء الدولية إطلاق القمر الصناعي البحريني الإماراتي ضوء 1 إلى مداره الفضائي في 3 فبراير 2022. لقد كانت الزيارة ناجحة على كل المقاييس، حيث أبدى الجانب الياباني إعجابه بالإنجازات التي قامت بها الهيئة خلال الفترة الوجيزة لإنشائها». وأضافت: «كما تمت زيارة إحدى الجامعات - معهد كيوشو للتكنولوجيا - المعروفة بتركيزها على قطاع الفضاء من خلال مختبراتها وبرامجها الأكاديمية والمصنفة ضمن أفضل مؤسسات التعليم العالي اليابانية والتي تحتل المركز الأول عالميا من حيث عدد المشاريع الفضائية المنفذة، بالإضافة إلى برامجها التعاونية والمخصصة لدعم مساعي الدول التي تمتلك قطاعات فضائية ناشئة لمساعدتها على تنفيذ برامجها وفق أفضل الممارسات العالمية. كما قام الجانب الياباني ممثلاً بجاكسا بالترتيب لزيارة إحدى الشركات التي تميزت بتصنيع الأقمار الصناعية المختصة بتقنية الرادار وبحجم أصغر مما هو متعارف عليه في الأسواق العالمية حاليًا، ما يسهم في خفض التكلفة المتعلقة ببنــاء وشحن وإطلاق هذا النــوع من الأقمــار إلى مداراتها حول الأرض، والتبــاحث معها لتوفير صور فضائية بأسعار تنافسية».

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

دلالات الزيارة السامية

 

علي بن بدر البوسعيدي

ابتهجت عُمان من أقصاها لأقصاها، بالإِطلالة البهيَّة للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- أثناء تفضل جلالته بزيارة سامية كريمة مباركة إلى مدرسة السلطان فيصل بن تركي للبنين بولاية العامرات بمحافظة مسقط؛ للاطلاع عن كثب على سير العملية التربوية والتعليمية، والبرامج الحديثة المُطبقة لإثراء الجوانب المعرفية والإدراكية لطلبة المدارس.

وفي الحقيقة، عندما شاهدتُ اللقطات التلفزيونية ومقاطع الفيديو والصور المنتشرة في كل مكان، دبّت السعادة في قلبي، وشعرت بأن عُمان بالفعل ماضية على طريق التحديث الشامل، فقد أسعدني جدًا رؤية أبنائنا الطلبة وهم يتلقون العلم في ذلك الصرح التنويري الشامخ، وجلالته- أعزه الله- يستمع إلى أبنائه، وخصوصًا ذلك الطالب النابغة الذي وقف بكل شجاعة ولاءً وعرفانًا لجلالة عاهل البلاد المفدى، ليُلقي هذا التلميذ النجيب قصيدة شعرية في حب جلالته وحب عُمان الوطن العزيز الذي يجمعنا على قلب رجل واحد خلف قائد فذ وسلطان حكيم.

ما لفت انتباهي كذلك أن جلالة السلطان تجوَّل في أقسام المدرسة ومرافقها، وحضر- أعزه الله- بعض الحصص الدراسية في الصفوف ومراكز التعلم والمختبر، ما يؤكد الحرص السامي على متابعة مختلف تفاصيل سير العملية التعليمية، والتي تشهد تطورات هائلة من حيث طبيعة الفصول الدراسية والمحتوى التعليمي والأدوات المُستخدمة في التدريس، علاوة على ما لاحظناه من فطنة وذكاء ونباهة وتركيز الطلبة خلال الحصص الدراسية، وبينهم يقف سيد عُمان وسلطانها شامخًا مُعتزًا بأبنائه.

ومن أجمل ما شاهدنا كذلك المعرض المصاحب المقام بمناسبة الزيارة الكريمة؛ حيث تضمن المعرض نماذج من البرامج والأنشطة المنفذة من قبل طلبة المدرسة في مجالات الثقافة المالية وريادة الأعمال ومسارات التعليم المهني والتقني وتوظيف الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.

أيضًا كان لافتا الاهتمام الكبير من إدارة المدرسة بمواد الفنون التشكيلية والمهارات الموسيقية والرياضية، وهي تؤكد أن التعليم لا يقتصر وحسب على المواد العلمية واللغوية وغيرها، وإنما يمتد أيضًا ليشمل الفنون بمختلف أنواعها باعتبارها غذاء الروح، والرياضة التي تمثل مُتنفسًا بين الطلاب، وتُعزز في نفوسهم قيم المنافسة الشريفة والتحدي القائم على تكافؤ الفرص.

وتأكيدًا على حرص جلالته على الاستماع إلى كل ما يخدم تطور مسيرة التعليم في عُمان، فقد التقى جلالته- أيده الله- بمجموعة من التربويين وأبنائه الطلبة من مختلف مدارس محافظة مسقط؛ للاستماع إلى مبادراتهم وإنجازاتهم وآرائهم في مجال التعليم.

إلّا أن الأبرز في هذه الزيارة، النطق السامي لجلالته؛ حيث أكد- أعزه الله- الحرص على تزويد المدارس التي بُنيت خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية بأحدث الإمكانات، وأن "العلم اليوم ليس كما كان سابقًا تقليديًا، وإنما هناك حركة حقيقية فيها تسابق وإبداع مبني على معرفة الطالب بالتقنيات الحديثة". كما أكد عاهل البلاد المفدى على أن ما رآه خلال الزيارة يأتي في إطار الحرص السامي على أن تكون هذه "المدارس نموذجية مُستقبلًا"، مُبينًا أن "الشباب والطلبة الذين رأيناهم واستمعنا منهم يبشرون بالخير، وعُمان محتاجة لكل فرد أن يكون جزءًا من بناء هذه الدولة". كما لفت جلالته إلى الدور المهم للمعلمين في تلقين الطلبة المعلومات وتدريسهم التدريس الصحيح، مشيرًا- أعزه الله- إلى أن "ما نشاهده اليوم في مدارسنا هو ما كنَّا نتحدث عنه قبل 10 سنوات مع تأهيل المدارس القديمة بطرق حديثة تستوعب كل هذه الإمكانات التي نراها اليوم عبر توظيف التقنيات الحديثة في التعليم".

هكذا كانت هذه الزيارة السامية محطة فارقة في مسيرة التعليم، وإني لعلى يقين بأن جهود تطوير المنظومة التعليمية بعد هذه الزيارة التاريخية، ستشهد دفعة جديدة بكل ما تعنيه الكلمة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر يستقبل السفير الماليزي لمتابعة تنفيذ بروتوكولات التعاون المشتركة
  • تحذير إسرائيليّ جديد... هذه الأهداف ستُقصف خلال الساعات المُقبلة
  • مباشر. معاناة قطاع غزة تتفاقم والجدل السياسي حول وقف إطلاق النار مع لبنان دون تحقيق الأهداف يشعل إسرائيل
  • الولايات المتحدة: حددنا الأهداف التي يمكن لأوكرانيا ضربها بصواريخ أتاكمز
  • دلالات الزيارة السامية
  • من هي البلدان التي ستشرف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان؟
  • مدبولي يتابع موقف المُشروعات التي تنفذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة
  • محافظة بغداد: تنفيذ حزمة مشاريع في قضاء الزوراء
  • محمد الشرقي: الفلسفة تعزز وعي الفرد تجاه فهم القيم الإنسانية المشتركة
  • «صناعة النواب»: توجيهات السيسي بتحسين مناخ الاستثمار تسهم في تحقيق طفرة اقتصادية ضخمة