يخشى كبار المسؤولين والقيادات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، أن يؤدي تمديد الهدنة في قطاع غزة المحاصر، إلى إضعاف الجهود العسكرية الإسرائيلية ضد حركة حماس ، فيما تواجه تل أبيب ضغوطًا متزايدة لتمديد فترة الهدنة المقررة لأربعة أيام فقط حتى الآن في إطار حربها على قطاع غزة المحاصر.

أخبار غـزة الآن لحظة بلحظة عبر قناة تليجرام وكالة سوا الإخبارية

وسلّمت حركة حماس الجمعة والسبت والأحد، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 39 رهينة إسرائيلية يحمل بعضهم جنسيات مزدوجة إلى جانب الجنسية الإسرائيلية، بينما أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلية عن 117 أسيرًا فلسطينيًا.

وكل المفرج عنهم هم من النساء والأطفال.

يأتي ذلك على وقع الضغوط الداخلية المتصاعدة في إسرائيل للقيام بتمديد الهدنة مع حركة حماس مقابل الإفراج عن المزيد من الرهائن، في ظل مخاوف الأوساط الأمنية من أن ذلك "قد يمنح الحركة هامشا أكبر لإعادة جمع صفوفها والتعافي وإعادة التسلّح والعودة إلى القتال"، وفق محللين.

يزيد هذا الاتفاق أيضًا الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل من جانب المجتمع الدولي، الذي سيتراجع عن تأييده لمعاودة قصف غزة مع ما ينجم عن ذلك من أزمة إنسانية. ويقول الأستاذ في دراسات الدفاع والأمن في جامعة "كينغز كوليدج لندن"، أندرياس كريغ، إن "الوقت يعمل ضدّ إسرائيل كما هي الحال دائمًا وضدّ الجيش الإسرائيلي".

وأضاف كريغ أنه كلّما طال أمد الهدنة نفد صبر المجتمع الدولي مع استمرار الحرب، في حين يعبر الجيش الإسرائيلي والأوساط الأمنية عن تصميم على تحقيق الهدف الإسرائيلي المعلن بـ"القضاء" على حركة حماس؛ الأمر الذي عبّر عنه وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، في زيارة للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة، السبت.


 

وشدّد غالانت على أن الجدول الزمني للهدنة "قصير"، موضحًا "لن تستغرق أسابيع، ستستغرق أيامًا إلى حد ما". وأضاف محاطا بجنود مدجّجين بالأسلحة، "أي مفاوضات أخرى ستجري تحت النيران"؛ كما سعى الجيش الإسرائيلي وكذلك رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، للتشديد خلال أيام الهدنة، على أن تحرير الرهائن لم يكن سيتحقق لولا "الضغط العسكري".

بدوره، قال الباحث في مركز "موشيه ديان" لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا بجامعة تل أبيب، أريك رودنيتسكي، إن "الضغط الحقيقي (لتمديد الهدنة) يأتي من داخل إسرائيل، من عائلات الرهائن"، وذلك في المظاهرات والحراكات المتصاعدة في إسرائيلي ضد الحكومة أو دعما لعائلات الرهائن والأسرى.

ومساء السبت، سارت في شوارع تل أبيب مظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، هتف خلالها المحتجون الذين حملوا صور الرهائن، "حرروهم الآن". وكُتِبت على إحدى اللافتات عبارة "أخرجوهم من الجحيم"، كذلك رفع بعض المحتجون شعارات تطالب نتنياهو بالاستقالة.

من جانبه، قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن إسرائيل ملتزمة بأن يتمّ الإفراج عن أكبر عدد من الرهائن، لكنه أعرب عن قلقه من أنه كلما طالت الهدنة حصلت حماس على وقت أكبر "لإعادة بناء قدراتها ومهاجمة إسرائيل مجددًا". وأضاف المسؤول العسكري، في حديث لوكالة "فرانس برس"، "إنها معضلة رهيبة".

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن هناك حاجة إلى "الحفاظ على الزخم" من أجل وقف دائم لإطلاق النار. وأضاف "لا يمكن تحقيق ذلك إلّا عندما تتوافر الإرادة السياسية ليس فقط من جانب الإسرائيليين والفلسطينيين بل أيضًا من جانب الشركاء الآخرين الذين يعملون معنا".

والجمعة، أكّد الرئيس الأميركي، جو بايدن، وجود "فرص حقيقية" لتمديد هدنة الأيام الأربعة في غزة، قائلًا إن الوقت حان للعمل على "إحياء" حلّ الدولتين لإرساء سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، كما أعرب الرئيس الأميركي، مساء اليوم، عن أمله أن تستمر هدنة الأيام الأربعة إلى "ما بعد غد" الإثنين، موعد انتهائها.

واعتبر الأستاذ في دراسات الدفاع في جامعة "كينغز كوليدج لندن"، أندرياس كريغ، أن واشنطن غير مستعدة لعملية مكثفة "تستمر أشهرا بلا انقطاع"، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية العام المقبل، وأوضح "لذلك تحتاج إدارة بايدن إلى إيجاد مخرج أيضًا"، وشدد على أنه "لا حلّ عسكريا لهذا النزاع، لا يمكن الانتصار فيه".

وأعلنت حركة حماس، في بيان صدر عنها عقب تنفيذ الدفعة الثالثة من تبادل الأسرى، أنها تسعى "لتمديد الهدنة بعد انتهاء مدة الأربعة أيام، من خلال البحث الجاد لزيادة عدد المفرج عنهم من المحتجزين كما ورد في اتفاق الهدنة الإنسانية"؛ وأكد المسؤول في الحركة، طاهر النونو، أن حماس "جاهزة للبحث بشكل جدّي للتوصل إلى صفقات جديدة".

من جانبه، قال المسؤول السابق في الاستخبارات الإسرائيلية، آفي ميلاميد، إن حماس "ستماطل مع الرهائن لمحاولة استنفاد هذه الورقة لأطول وقت ممكن وبأعلى ثمن قد يشكّله ذلك لإسرائيل". واعتبر أن حماس كانت تأمل أن يتبدد الدعم داخل إسرائيل للتوغل في قطاع غزة.

وقال ميلاميد إن حماس كانت تود أن "تخلق، في نهاية المطاف، الضغوط الدولية والداخلية على الحكومة الإسرائيلية ظروفًا يمكن فيها لحماس أن تستمر في الوجود وأن تحكم غزّة حتى بعد انتهاء هذه الحرب".

بدورها، اعتبرت الباحثة المستقلة في شؤون الشرق الأوسط، إيفا كولوريوتيس، أنه "بالنسبة لحماس، أي سيناريو لهذه الحرب لا يؤدي إلى انتهاء وجودها في قطاع غزة سيُعتبر نصرًا (...) بغضّ النظر عن خسائرها البشرية والمادية وحجم الدمار في غزّة وحجم الخسائر في صفوف المدنيين".

المصدر : وكالة سوا - عرب 48

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی قطاع غزة حرکة حماس من جانب أیام ا

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست ترصد اختراق ايران الدفاعات الإسرائيلية واصابة منشآت عسكرية واستخبارية

سرايا - قالت صحيفة واشنطن بوست إن ما لا يقل عن عشرين صاروخًا باليستيًا إيرانيًا بعيد المدى اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية وحلفائها ليلة الثلاثاء، وضربت أو هبطت بالقرب من ثلاث منشآت عسكرية واستخباراتية على الأقل، وفقًا لمراجعة مقاطع فيديو وصور للهجوم وما بعده.

وأظهرت مقاطع فيديو تم التحقق منها من قبل صحيفة واشنطن بوست (20) صاروخًا تضرب قاعدة نيفاتيم الجوية، في صحراء النقب الجنوبية، وثلاثة تضرب قاعدة تل نوف، في وسط إسرائيل.

وقال محللون لصحيفة واشنطن بوست إن الصور كانت متسقة مع التأثيرات المباشرة على القواعد وليس الحطام الناجم عن الصواريخ التي تم اعتراضها.

وأظهرت مقاطع فيديو أخرى أن صاروخين على الأقل هبطا بالقرب من تل أبيب في سينما سيتي جليلوت، هود هشارون، بالقرب من مقر وكالة التجسس الإسرائيلية الموساد، تاركين حفرتين على الأقل.

وتثير النتائج تساؤلات حول النطاق الكامل للأضرار التي لحقت بالقواعد العسكرية الإسرائيلية وتشير إلى أن إيران كانت أكثر نجاحًا في التهرب من دفاعات إسرائيل مقارنة بشهر أبريل، عندما أفلتت ذخيرتان فقط من الدفاعات الجوية وضربت إسرائيل، وفقًا لتقارير بوست.

وقال الجيش الإسرائيلي إن أنظمة الدفاع الجوي حددت (180) صاروخًا أطلقت من إيران لكنها لم ترد على أسئلة حول عدد المواقع المتضررة من الضربات. وقالت الولايات المتحدة وإسرائيل إن الأضرار على الأرض كانت ضئيلة، وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إن قواعده كانت تعمل بكامل طاقتها.

رفض كل من البنتاغون والجيش الإسرائيلي التعليق على نتائج بوست.

تُظهر ثلاثة مقاطع فيديو متزامنة نشرتها بوست سلسلة من الصواريخ تتجه نحو قاعدة نيفاتيم الجوية. يُرى وميض ساطع في الهواء حيث يبدو أن اعتراضًا إسرائيليًا يوقف صاروخًا قادمًا. ترتفع كرات نارية وأعمدة من الدخان فوق الأفق في 20 موقعًا على الأقل حيث ضربت الصواريخ الأرض، وفقًا لتحليل بوست لمقاطع الفيديو التي تبلغ مدتها 30 ثانية، والتي تبدأ بعد أن تكون الصواريخ في السماء.

وقال جيفري لويس، مدير برنامج منع الانتشار النووي في شرق آسيا في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في كاليفورنيا: "كلما ابتعد الصاروخ، زاد هامش الخطأ". وأضاف أنه عندما أطلقت إيران صواريخ في السابق على قاعدة نيفاتيم الجوية في أبريل، سقط نصفها في غضون ثلاثة أرباع ميل من القاعدة ونصفها الآخر سقط خارج هذا النطاق، وفقًا لحسابات فريقه.

وتُظهِر صور الأقمار الصناعية متوسطة الدقة التي جمعتها Planet Labs يوم الأربعاء ما يبدو أنه مبنى واحدا مدمرا على الأقل في نيفاتيم. وتُظهِر صورة عالية الدقة لجزء آخر من القاعدة حفرة كبيرة في سقف حظيرة طائرات والعديد من الحفر الناتجة عن الاصطدام.

وقال لويس إن فريقه أحصى 32 ضربة على نيفاتيم وحدها.

إلى الشمال من قاعدة نيفاتيم الجوية، يُظهِر مقطع فيديو تم تصويره على شرفة فندق هيلتون في تل أبيب صاروخين ينطلقان بسرعة عبر السماء من الشرق باتجاه سينما سيتي غليلوت، هود هشارون، بالقرب من مقر الموساد. يضرب أحدهما الأرض، وينبعث منه وميض كبير من الضوء. يسقط الآخر في البحر.

يُظهِر مقطع فيديو تم تصويره في أعقاب الحادث مباشرة ونُشِر على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء حفرة مترامية الأطراف في منتصف طريق سريع، مما أدى إلى توقف حركة المرور تمامًا. المركبات الأقرب إلى الاصطدام مغطاة بطبقة رقيقة من التراب. ويبدو أن بعضها تحطمت نوافذها.

وأظهر تحليل لفيديو أن الصاروخ أصاب الرصيف الأوسط من الطريق السريع، مما أدى إلى إحداث حفرة يبلغ عرضها نحو عشرين قدما وعمقها أكثر من عشرة أقدام. وشاهد صحفي من صحيفة واشنطن بوست حفرة ثانية على نفس الرصيف.

وضرب صاروخ بالقرب من تل أبيب، بالقرب من مقر وكالة التجسس الإسرائيلية الموساد. ويظهر مقطع فيديو لاحق الحفرة المحتملة الناتجة.

ولم يتضح على الفور نوع الصواريخ المستخدمة في الهجوم.

وأفادت وكالة مهر للأنباء التي تديرها الدولة الإيرانية أن صواريخ قدر وعماد استخدمت، مضيفة أن 90% من الصواريخ أصابت أهدافها. يعد قدر وعماد من بين الصواريخ الأطول مدى في ترسانة إيران. وقالت إيران أيضًا إنها استخدمت صاروخ فاتح-1 لأول مرة، والذي قالت إنه يمكنه المناورة بسرعات عالية لتجنب الصواريخ الاعتراضية.

ويظهر مقطع فيديو آخر، تم تحديد موقعه الجغرافي لأول مرة من قبل باحثين مفتوحي المصدر وتم تأكيده بشكل مستقل من قبل صحيفة The Post، أبراجًا متعددة من الدخان تطفو فوق خط الأفق من وابل آخر من الصواريخ التي ضربت قاعدة تل نوف الجوية. يبدو أن الومضات الساطعة التي أعقبت اصطدام الصاروخ هي انفجار ثانوي.

تُظهر حفرة في أرض مدرسة ليست بعيدة عن القاعدة في جيديرا، مقطع فيديو نُشر على X وأكدته صحيفة The Post. وقد ابتعد جدار المدرسة، مما كشف عن الفصول الدراسية الفارغة في الداخل.


مقالات مشابهة

  • رشقة صاروخية تنطلق من جنوب لبنان تجاه مواقع عسكرية إسرائيلية
  • آخر تطورات الوضع في لبنان.. استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية وتجمعات جنود الاحتلال
  • رسائل تكشف مخاوف أميركية مبكرة بشأن جرائم الحرب الإسرائيلية بغزة
  • صحيفة “واشنطن بوست”: صواريخ إيران اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية وضربت منشآت عسكرية واستخبارية
  • واشنطن بوست: صواريخ إيران تجاوزت الدفاعات الجوية الإسرائيلية وضربت منشآت عسكرية
  • واشنطن بوست ترصد اختراق ايران الدفاعات الإسرائيلية واصابة منشآت عسكرية واستخبارية
  • بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل.. مخاوف في مصر من تأثر إمدادات الغاز الإسرائيلي
  • ألوية عسكرية إسرائيلية تكبدت خسائر في غزة
  • «الصحة اللبنانية»: لا صحة للادعاءات الإسرائيلية بشأن استخدام المعابر لأغراض عسكرية
  • عاجل | القناة 14 الإسرائيلية: إطلاق نار باتجاه قاعدة عسكرية في منطقة الخليل