صفعة قوية للاحتلال.. هذه دلالة تسليم القسام للأسرى وسط غزة
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
باغتت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، الاحتلال الإسرائيلي، وسلمت الصليب الأحمر الدفعة الثالثة من الأسرى في قلب مدينة غزة، التي زعم جيش الاحتلال أنها تخضع لسيطرته بالكامل.
وعلى نحو غير متوقع، ظهر العشرات من عناصر "القسام" في ساحة فلسطين وسط مدينة غزة، في الجزء الشمالي من القطاع الذي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار 50 يوم، وزعمت أنها أنهت وجود "حماس" فيه.
وتجمهر المئات من أهالي غزة حول عناصر القسام، هاتفين للمقاومة، في الوقت الذي تم تسليم الأسرى للصليب الأحمر الذي قام بدوره بنقلهم إلى جيش الاحتلال عبر شمال غزة، وليس معبر رفح كما جرت عملية التسليم في أول يومين من الحرب.
خلق أزمة داخل إسرائيل
المحلل الاستراتيجي وأستاذ العلوم السياسية د.عامر السبايلة، قال إن "حماس" تريد مما قامت به الأحد، "أن ترسل رسائل، وتخلق أزمة في داخل إسرائيل، بورقة الرهائن، فهي اليوم حاولت تعميق الأزمة سياسيا، وستثمرها في إطالة أمد الحرب".
وأضاف السبايلة في حديث لـ"عربي21"، أن "حماس تريد إرسالة رسائل بأن جميع التصريحات التي أدلى بها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حول شمال غزة، غير حقيقية، باعتبار أن البروغاندا الإسرائيلية كانت تتحدث طيلة الفترة الماضية عن سيطرتها الكاملة على شمال غزة".
وتابع ما جرى اليوم في ساحة فلسطين وظهور الأسرى من شمال غزة هي "رسالة رد على هذه البروبغاندا، وحتى لو كانت إسرائيل موجودة، فطريقة الرد اليوم تهدف بلا شك إلى تعميق الأزمة السياسية في إسرائيل، واعتبار أن كل ما قامت به لم يكن مجديا".
الاختراق فقط دون سيطرة
بدوره، قال المحلل العسكري اللواء الأردني المتقاعد فايز الدويري، إن ما جرى يؤكد أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بإمكانها الاختراق والتوغل داخل غزة، لكن دون السيطرة.
وأضاف في حديث عبر قناة "الجزيرة" أن "القسام اختارت ساحة فلسطين بمنتهى الذكاء، لتقول إنها لا تزال متماسكة ولديها تماسك في قواتها، والمبادرة في اتخاذ القرار".
وأشار الدويري إلى أن القسام لم تقم بتسليم الأسرى فقط، بل قامت بعرض عسكري، واستعراض لقوتها، وإظهار الالتفاف الشعبي حولها من قبل شعب غزة الذي خرج من الدمار على مدار الأسابيع الماضية.
وبحسب الدويري فإن لسان حال أي جندي إسرائيلي ذهب إلى جبهة غزة هو أن "قائدي خدعني حينما أوهمني أن المعركة سهلة، وأن تحرير الأسرى سيكون سهلا".
ما الرسالة التي أردات كتائب القسام إيصالها للاحتلال عبر تسليمها الدفعة الثالثة من المحتجزين لديها في ساحة فلسطين بقلب مدينة غزة؟
الخبير العسكري فايز الدويري يحلل دلالات عملية تسليم المحتجزين#الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/sNWGGJYuVO — قناة الجزيرة (@AJArabic) November 26, 2023
تسليم في مناطق توغل الاحتلال
منقطة الساحة تقع وسط غزة، ويوجد فيها المستشفى الأهلي المعمداني الذي تعرض لمجزرة الشهر الماضي، وتوغلت إليها قوات الاحتلال فترة وجيزة، قبل أن تتراجع إلى شارع عسقولا، ومنطقة السامر.
وبحسب مصدر تحدثت إليه "عربي21" فإنه يرجح أن عناصر "القسام" والأسرى الذين تم تسليمهم إلى الصليب الأحمر، كانوا متواجدين في شمال غزة، ولم يأتوا إليها اليوم من جنوب القطاع كما تداولت وسائل إعلام.
ووفقا للمصدر، فإن منطقة الساحة، والمنطقة التي تقع في الوسط الغربي لمدينة غزة، وتضم الجندي المجهول، وشارع الجلاء، ومحيط مستشفى الشفاء، وشارع النصر، كلها كان دبابات قوات الاحتلال تتواجد فيها قبل أن تتراجع بشكل كلي نحو الطريق الساحلي.
ومن اللافت أن "جيبات" كتائب القسام انطلقت من مناطق كانت قوات الاحتلال تسيطر عليها قبل أيام قليلة.
يشار إلى أن اليوم الثالث من الهدنة شهد تسليم كتائب القسام 13 إسرائيليا، إضافة إلى 4 أجانب، مقابل إفراج قوات الاحتلال عن 39 طفلا أسيرا.
ومن المرجح أن يشهد يوم الإثنين، رابع أيام الهدنة، إفراج كتائب القسام عن 11 إسرائيليا، مقابل إفراج قوات الاحتلال عن 33 من النساء والأطفال الأسرى.
وتزايدت الأحاديث خلال الساعات الماضية عن احتمالية تمديد الهدنة، وهو ما أكدت عليه حركة "حماس"، وألمحت إليه حكومة الاحتلال.
???? القسام ????
جانب من تسليم الدفعة الثالثة من المحتجزين الصهاينة في قطاع غزة ضمن التهدئة الإنسانية والإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/M6JB3ADUSH
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة فلسطين فلسطين غزة الاحتلال طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الاحتلال کتائب القسام ساحة فلسطین شمال غزة
إقرأ أيضاً:
بأس “الحوانين” يواصل كسر “السيف” الصهيوني.. ملاحم انتصار أجــدّ في غزة
يمانيون../
رغمَ شراسةِ العدوانِ الصهيوني واستمرارِ الإبادةِ لليوم الـ 568 من الطوفان، استطاع أبطالُ الجِهادِ والمقاومة، أن يسطِّروا ملاحمَ بطوليةً غيرَ مسبوقةٍ، مؤكّـدين أن إرادتَهم لا يمكن كسرُها مهما كانت التحديات.
وفي الوقت الذي كانت آلةُ الحرب الصهيونية تستعرُ فوقَ سماء غزة وتحاولُ بائسةً أن تفرِضَ معادلاتِها بالحديد والنار، كانت المقاومةُ الفلسطينية، وفي طليعتها كتائبُ القسام؛ تكتُبُ ملحمةً جديدةً من الصمود والإبداع القتالي.
في هذا التقرير، نسلِّطُ الضوءَ على أبرز إنجازات المقاومة في قِطاع غزة؛ عسكريًّا وسياسيًّا ونفسيًّا، خلال الساعات الـ 48 الماضية، مستعرضين ملامحَ هذه الملحمة الخالدة.
صاعقةُ الغول وبأسُ الرجال:
من بيت حانون إلى حي الشجاعية، ومن أنفاق الغموض إلى ساحات الاشتباك المكشوفة، خطّت سواعدُ المجاهدين أروعَ صور الفداء والمواجهة المباشرة، موقعةً في صفوف العدوّ صرعى وجرحى بالعشرات، ومثبتة أن غزة -برغم الجراح والحصار- ما زالت تصنَعُ التاريخَ المقاوِمَ بقلبٍ من نارٍ وعقلٍ من نور.
في مشهدٍ بطولي يعكسُ خِبرةً ميدانيةً متراكمةً، نفَّذَ مجاهدو القسام عمليةً نوعيةً شرق بلدة بيت حانون ضمن كمين “كسر السيف”، حَيثُ جرى قنصُ عددٍ من جنود وضباط العدوّ ببندقية “الغول” القسامية، وهي بندقيةٌ فلسطينية الصُّنع ذات دقة نارية عالية.
وقد أسفرت العملية عن سقوط عدة إصابات مباشرة بين صفوف الاحتلال؛ ما أَدَّى إلى إعادة تموضع قواتِ العدوّ قرب الحدود نتيجةَ فشلهم الذريع في تثبيت وجودهم هناك.
في الأثناء، لم تكن الشجاعية حَيًّا سكنيًّا هادئًا بل تحوَّلت إلى كمينٍ جهنمي للعدو، حَيثُ تمكّن مجاهدو القسام من استهداف قوة صهيونية خَاصَّة تحصَّنت داخلَ منزل بعدة قذائفَ من طراز “آر بي جي” و”الياسين 105″، ثم انقضُّوا عليهم بالأسلحة الرشاشة، موقعين قتلى وجرحى، من بينهم عناصرُ من وحدات النخبة الصهيونية.
تأخَّرت عمليةُ إخلاء المصابين لساعتين وشهدت خمسَ اشتباكات عنيفة، في مشهدٍ يؤكّـد أن غزة صارت مقبرةً لطموحات الاحتلال.
واليوم، استهدفت كتائبُ القسام دبابة “ميركفا4” بقذيفة “الياسين 105” شرقي “حي التفاح” بمدينة غزة، كما تمكّن مجاهدو القسام من تفجير عبوة مضادة للأفراد في عددٍ من جنود الاحتلال وأوقعوهم بين قتيل وجريح في الموقع ذاته.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%A7%D9%85_%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B0_%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B1_%D8%B5%D9%87%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A_%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%87%D8%A7_%D8%A8%D8%B9%D8%AF_%D9%82%D8%B5%D9%81%D9%87.mp4صفعة الأسرى.. المقاومة تُفشِلُ أهداف الحرب
وفي تطورٍ دراماتيكي، أعلنت كتائبُ القسام عن عمليةِ إنقاذ أسرى صهاينة من أحد مواقع المقاومة في غزة بعد أن قصفه الاحتلال؛ ما ضاعف من ارتباكِ القيادةِ العسكرية الصهيونية، وأكّـد فشلَ أهدافها للحرب.
وفي مقطع مصوَّر نشرت القسامُ بعضَ المشاهد مرجِئةً “التفاصيل لاحقًا”، لما أسمته: “عملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من نفقٍ قصفه جيشُ الاحتلال قبلَ عدة أيام”.
عقبَ ذلكَ، أكّـد الوزير وعضو “الكابينت” الصهيوني “زئيف إلكين”، أن حكومتَه “مستعدةٌ لوقف القتال فورًا مقابلَ إطلاق سراح الأسرى، بشرط أن يكونَ بالإمْكَان استئنافُ القتال لاحقًا أَو التوصل إلى اتّفاق تتنحَّى فيه حماس من الحكم ويتم نزعُ سلاحها، لكن حماس غيرُ مستعدة لذلك”.
في الأثناء، أكّـد جنرالان صهيونيان متقاعدان، اليوم الأحد، أن جيشَ الاحتلال ليسَ قادرًا على تنفيذ سياسَة حكومة مجرم الحرب نتنياهو في قطاع غزة، وأن رئيسَ أركانه “إيال زامير”، نصب لنفسه مصيدةً عندما أعلن في بداية ولايته في المنصب أنه سيهزِمُ حماس ويقيمُ حُكمًا عسكريًّا، ويقود إلى استبدال حكم حماس.
وبينما حكومة الاحتلال تزعُمُ أن الضغطَ العسكري سيعيد جنودَها الأسرى، بدا واضحًا أنها تريد التخلُّصَ منهم، والمقاومة هي مَن تحافظ على حياتهم، وتدير الميدان بثقةٍ كبيرة، وتُجهِضُ روايةَ العدوّ أمام أهالي الأسرى الذين خرجوا في مظاهراتٍ غاضبةٍ تطالب بصفقةٍ شاملة لإعادتهم، محمِّلين نتنياهو مسؤوليةَ قتل أبنائهم بالتعنّت والمقامرة السياسية.
الارتباكُ الداخلي الصهيوني: صِراعٌ وخديعة..
لم تقتصرْ خسائرُ الاحتلال على الميدان فحسب، بل انتقلت عدواها إلى داخل الكيان، مطالبات شعبيّة واسعة بإسقاط نتنياهو.
إلى جانبِ ذلك برز الغضبُ بين الضباط الصهاينة الكبار الذين دعوا صراحةً إلى: إما “تدمير غزة أَو الانسحاب منها فورًا”، واتّهامات متبادلة بين الجيش والسياسيين بأنهم يخدعون الجمهورَ بقصص انتصاراتٍ وهمية.
حَـاليًّا الاحتجاجاتُ الصهيونية تعكسُ صراعاتٍ داخليةً عنيفة، غير أنها لا ترفُضُ العدوانَ على غزةَ؛ لأَنَّ القوةَ أصبحت جُزءًا أَسَاسيًّا من الهُوية الصهيونية، إلا أن الاحتجاجاتِ تتركَّزُ ضد نتنياهو وحكومته لا ضد الاحتلال وتاريخه الدموي.
ورغم أن مراكزَ أبحاث صهيونية تحاول بين الفينة والأُخرى، إنزالَ بيانات وتعاميم استطلاعات للرأي العام الداخلي، تشيرُ إلى تراجُعِ الصِّبغة الانتقامية من الفلسطينيين، إلا أن غيابَ مِلف الأسرى الصهاينة من الممكن أن يؤديَ إلى غيابِ أي احتجاج؛ ما يكشف تمسك المجتمع الصهيوني بالعنف كأدَاة للصراع.
وفي الوقت الذي يُقتَلُ فيه جنودٌ صهاينةٌ بلا أهداف واضحة، ينكشَّفُ زيفُ أساطير وادِّعاءات حكومة الكيان، “مترو حماس” و”الضغط العسكري”، وباتت صورةُ “الجيش الذي لا يُقهَر” تتبدَّدُ أمامَ صلابة وعنفوان رجال الجهاد والمقاومة.
الروايةُ الفلسطينية تنتصر.. بين الميدان والسياسة:
وعلى الجانبِ السياسي، غادر وفدُ قيادة حماس القاهرة، أمس السبت، بعدَ مشاوراتٍ مكثّـفةٍ مع المسؤولين المصريين، حاملًا رؤيةَ المقاومة لشروط وقف النار: “وقف العدوان.. صفقة تبادل أسرى مشرِّفة.. فتح المعابر وبَدء إعادة الإعمار”.
وهو ما يعكسُ قوةَ موقع المقاومة التفاوضي مقارنةً بوضع العدوّ المنهَك سياسيًّا وعسكريًّا وشعبيًّا؛ فما يجري في غزة اليوم، هو إعلانٌ صريحٌ بأن معادلاتِ الصراع قد تغيَّرت، ولم يعد كيانُ الاحتلال يفرِضُ شروطَه بالقوة، وغزة لم تعد تُستباح بلا ثمن.
ولأن المقاومة وعدت وأوفت؛ فَــإنَّ المعركةَ القادمةَ ستكونُ أشدَّ وأمضى، والكيانُ اليومَ أوهى من بيت العنكبوت، وصار كُـلُّ جندي صهيوني يعرِفُ أن خطواته فوقَ أرض غزة محفوفةٌ بالموت، وأنَّ خلفَ كُـلّ جدارٍ، وفي كُـلّ زقاقٍ، غولًا فلسطينيًّا قادمًا من رحم الأرض.
عبدالقوي السباعي| المسيرة