في عيد ميلادها.. محطات في حياة بوسي
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
نحتفل اليوم بعيد ميلاد الفنانة بوسي، والتي تعد إحدى أهم النجمات التي وضعن بصمة في تاريخ السينما المصرية، إذ قدمت مسيرة شهدت تألقها في عشرات الأعمال السينمائية والتليفزيونية والإذاعية والمسرحية، وأستطاعت أنت تقدم الكثير من الأدوار التي تنوعت ما بين الحب والرومانسية والأدوارة الجدية.
ويعرض لكم الفجر الفني في السطور التالية مقطتفات من حياة الفنانة بوسي.
ولدت الفنانة صافيناز مصطفى محمد قدري الشهيرة بـ "بوسي" 26 نوفمبر 1953 في حي شبرا بالقاهرة، تخرجت من كلية التجارة عام 1977، هي شقيقة الممثلة نورا، تزوجت من الفنان نور الشريف عام 1972 وأنجبا سارة، ومي، وتم الطلاق بينهما عام 2006 على أثر الخلاف بسبب علاقة نور الشريف بممثلة شابة فطلبت حينها الطلاق، وفي عام 2015 عادت إلى نور الشريف بعد انفصالهما الذي استمر لتسع سنوات، حتى توفي نور الشريف في أغسطس من نفس العام.
حياة الفنانة بوسي الفنيةبدايتها الفنية كانت في سن مبكرة، حيث شاركت في مسلسل جنة الاطفال وهي في العاشرة من عمرها، على مدار تاريخها الفني الطويل شاركت في العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية، وأبرز أدوارها في التلفزيون كان مسلسل خالتي صفية والدير.
أعمال الفنانة بوسي
الأفلام: عودي يا أمي، الليالي الدافئة، التلميذة، هذا الرجل أحبه، شهيدة الحب الإلهى، نار في صدري، حياة عازب، زوجة من باريس، بنت عنتر، طريد الفردوس، الليالى الطويلة، شيء من الخوف، أسرار البنات، شباب في عاصفة، بلا رحمة، الخيط الرفيع، بيت من رمال، السكرية، ليالي لن تعود، عريس الهنا، النصابين الخمسة، العمالقة، ألو أنا القطة، الضحايا، سيقان في الوحل، سنة أولى حب، قطة على نار، أونكل زيزو حبيبي، دون زواج أفضل، لعنة الزمن، فتوة الجبل، حبيبي دائما، العاشقة، فتوات بولاق، دموع في ليلة الزفاف، يا ما أنت كريم يا رب، وحوش الميناء، نهاية رجل تزوج، مرزوقة، الذئاب، فتوة الناس الغلابة، بحر الأوهام، النصابين، الشيطان يغني، السطوح، آخر الرجال المحترمين، صراع الأيام، النشالات الفاتنات، النساء، الزمار، الحكم آخر الجلسة، الأوغاد، الأستاذ يعرف أكثر، إعدام ميت، استغاثة من العالم الآخر، نساء خلف القضبان، نأسف لهذا الخطأ، ساعات الفزع، دقة زار، جذور في الهواء، بلاغ ضد امرأة، المحترفون، الزيارة الأخيرة، لعبة الكبار، زمن حاتم زهران، رجل في فخ النساء، حقد امرأة، بنات حارتنا، النظرة الأخيرة، الملائكة لا تسكن الأرض، الكماشة، العملية 42، باب النصر، الجوازة دي مش لازم تتم، بلاغ للرأي العام، انتبهوا أيها الأزواج، الأهطل، شياطين المدينة، تصريح بالقتل، لعبة الانتقام، ابن الجبل، كروانة، طريق الشر، الجنتل، لحظات حب، اللحظات التي اختفت، العاشقان.
المسلسلات: الضحية، العبقري، الرحيل، ألف ليلة وليلة، سيداتي آنساتي، العصابة، القاهرة والناس، نوارة، مذكرات فتاة مجهولة، الحواجز الزجاجية، شاهد إثبات، أنا مش أنا، الحب في الخريف، عيون لا تعرف الدموع، الحرملك، جواري بلا قيود، أشياء لا تباع، غلطة العمر، اللاعب والدمية، اللقاء الثاني، أيام الحب والغضب، العزف على أوتار ممزقة، الحكم مؤجل، ماما نور، ليلى زمانها جاية، زمن الحلم الضائع، المنزل الخلفي، الماضي وخريف العمر، سر الغائب، دكتوراه في الحب، حتى لا يغيب القمر، أيام المنيرة، رسالة خطرة، خالتي صفية والدير، الحب الكبير، ضد التيار، أحلام الفجر الكاذب، نون النسوة، من كل بيت حكاية، غابت الشمس ولم يظهر القمر، طائر في العنق، سقوط الأقنعة، أيام الضحك والدموع، المجهول، ألف ليلة وليلة، الجانب الآخر، عفوا حبيبتي، ألف ليلة وليلة، الطريق إلى الحقيقة، ذنوب الأبرياء، حرب الدخان، أحلام هند الخشاب، عفريت القرش، الشيطان لا يعرف الحب، نقطة نظام، رمانة الميزان، سامحني يا زمن، أكتوبر الآخر، طيري يا طيارة، الخفافيش، حالة عشق، قصر العشاق، بيت السلايف، قيد عائلي، البرنسيسة بيسة.
المسرحيات: لوكاندة الفردوس، جوليو ورومييت، جوازة بمليون جنيه، أولاد علي بمبة، روحية اتخطفت، كنت فين يا علي، دلع الهوانم، لا بلاش كدة، أزعرينا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بوسي أعمال الفنانة بوسي الفنانة بوسی نور الشریف
إقرأ أيضاً:
حرف الراء بين الحب والكراهية
أعادني الكاتب سلطان ثاني في مراجعته التي نُشِرتْ في هذه الجريدة قبل عدة أيام لرواية «الحرب» لمحمد اليحيائي بعنوان «الراء المفقودة في الحرب» إلى تاريخ من الكتابات العربية عن هذا الحرف الهجائي بشكل عام، وعمّا يسببه وجوده في منتصف كلمة «حرب» أو فقدانه منها بشكل خاص.
بادئ ذي بدء سأقول إنه يثير تساؤلي دائما احتفاء الكُتّاب والأدباء بحرف معيّن من حروف الهجاء دون سواه، سواء في عناوين مؤلفاتهم أو حتى في مضامينها، وأتساءل: لماذا هذا الحرف بالذات؟ ما الذي فعله لهم أو بهم لينال هذه الحظوة؟ ثم أليست الكتابة لا تكتمل إلا بالحروف الثمانية والعشرين جميعها؟! نجد هذا مثلًا في ديوان «آية جيم» للشاعر المصري حسن طلب، الذي خصصه كاملًا للاحتفاء بحرف الجيم بعد تأنيثه: «الجيم تاج الأبجدية / وهي جوهرة الهجاء/ جُمانة اللهجات/ أو مرجانة الحاجات». ونجد هذا أيضًا في رواية «لغز القاف» للروائي البرازيلي ألبرتو موسى (ترجمة: وائل حسن) التي يستعرض فيها عوالم الأدب الجاهلي والأساطير العربية. هذه الرواية يقسّمها المؤلف إلى ثمانية وعشرين فصلا، عنوان كل منها على حرف من حروف الأبجدية العربية، ومع ذلك اختار أن يضع في العنوان حرف القاف، لماذا؟ يجيب أن القارئ سيكتشف بنفسه حقيقة لغز هذا الحرف عند الانتهاء من قراءة الرواية. أما الشاعر العُماني محمد عبد الكريم الشحي فهو لا يكتفي بحرف واحد في ديوانه «مقامات لام وضمة ميم»، وإنما يحتفي بحرفَيْ اللام والميم معًا. ورغم هذه الأمثلة على الاحتفاء بحروف مختلفة من اللغة العربية إلا أنه يبقى لحرف الراء حكاية أخرى.
كثيرة هي الأعمال الأدبية التي تضع حرف الراء في عناوينها، أذكر منها على سبيل المثال «ثلاثية راء» للقاص اليمني سمير عبدالفتاح التي يجمع فيها ثلاث مجموعات قصصية تبدأ كلها بهذا الحرف، هي «رنين المطر»، و«رجل القش»، و«راء البحر». وللراء لدى هذا الكاتب مكانة كبيرة لا يزاحمها أي حرف آخر، فهو يحضر في كثير من عناوين أعماله، ومنها عمله الأدبي «روايات لا تطير» الذي يبدأ به العنوان وينتهي كما نرى، ويصنفه سمير عبدالفتاح على الغلاف «مصغّرات» (أي روايات صغيرة)، ومن ضمنها مصغّرة عنوانها «رواية راء». وهناك أيضًا رواية «حرف الراء» للكاتبة المصرية عُلا صادق، وقصة «البنت التي أحبت حرف الراء» للشاعر والكاتب العراقي قاسم سعودي. وهذان العملان الأخيران سأرجع إليهما بعد قليل.
وبالعودة إلى مقال سلطان ثاني، فإنه يحدثنا عن حرف راء في رواية محمد اليحيائي، سقط فأصبحت الحرب حُبًّا، وهو يحيلنا بذلك على كرسي خشبي في تلك الرواية أراد البطل أن يحفر على أرضيته بسكين عبارة «الحرب خدعة»، لكن السكين أسقطت الراء، فجاءت العبارة هكذا: «الحب خدعة»! وهي في رأيي طريقة مبتكرة من المؤلف لقول عبارة الحب التي تتحول إلى حرب، إذا ما قارنّاها بالطريقة التقليدية في روايات أو قصص أو مقالات أخرى، والتي أصبحت أقرب إلى كليشيهات. على سبيل المثال كتب البابا تواضروس الثاني مقالًا أقرب إلى موعظة بعنوان «حرف الراء اللعين» يُمكن أن نلخّص فكرته بهذه العبارة: ((وهكذا اخترق حرف الراء تلك الكلمات الجميلة «حب» فقسمها وطرحها أرضًا، وتحولت إلى «حرب»)). وهذه شبيهة بعبارة وردت في قصة الفتيان «البنت التي تحبّ حرف الراء» لقاسم سعودي - التي وعدتُ بالرجوع إليها - حيث تبكي كلمة «حُبّ» حزينة، وتشتكي لصديقاتها: ((إني كنتُ سعيدة حتى هاجمني حرف الراء وتوسّطني. صرت كلمة «حرب»)).
أما رواية «حرف الراء» لعُلا صادق فنجد كليشيه راء الحب والحرب على لسان أكثر من شخصية فيها. يقول فارس: «فلم ندرك نحن في الصغر مقدار الفرق الذي قد يُحدِثه حرف الراء بتدخُّله في كلمة طاهرة، صافية، دافئة، وجميلة مثل كلمة حب»، وفي الرواية نفسها تخاطب فيروزة سينا بالقول: «أتمنى لكِ حبًّا لا ينزعه منكِ حرف الراء بتدخُّله السخيف»، ويبدو أن أمنية فيروزة لم تتحقق، فها هي سينا نفسها تقفل أحداث الرواية بدمدمتها المصدومة: «سُحقًا للحروب، سُحقًا للفراق، سُحقًا لحرف الراء الذي شوَّه كل ما يُحيطني من حبّ»!
هذه الكراهية المقيتة لحرف الراء نجدها في التراث العربي في سيرة إمام المعتزلة واصل بن عطاء، الذي كان يلثغ بهذا الحرف، ولذلك يحرص دائما أن يخلو كلامه منه، وله خطبة شهيرة تخلو -رغم طولها من حرف الراء، وقد وظفتها الروائية المصرية منصورة عز الدين في روايتها «بساتين البصرة». يقول ابن عطاء في هذه الخطبة: «الحمد لله القديم بلا غاية، الباقي بلا نهاية، الذي علا في دنوّه، ودنا في عُلوّه، فلا يحويه زمان، ولا يُحيط به مكان، ولا يؤوده حفظ ما خَلَق، ولم يخلقه على مثالٍ سبق، بل أنشأه ابتداعًا، وعدّله اصطناعًا، ...... إلى آخر الخطبة».
كان حرف الراء مكروهًا إذن من واصل بن عطاء، ومن البابا تواضروس، ومن شخصيات رواية «حرف الراء»، وربما من بطل رواية «الحرب». لكنّه لم يكن كذلك في قصة قاسم سعودي التي تخبرنا بأنه محبوب منذ العنوان: («البنت التي أحبّت حرف الراء»). والبنت المقصودة هنا «بدور» التي أحبته وآوتْه في حقيبتها، بعد أن سرد لها حكاية مغادرته قرية الكلمات ومنازل الحروف، احتجاجًا على أن «الكلمات تنظر إليه بازدراء، والحروف كذلك». غير أنه في نهاية القصة يفاجأ أنه ليست بدور فقط التي تحبه، وإنما كل الحروف الأبجدية التي جاءت تبحث عنه بعد أن افتقدتْه، فيعانقها سعيدًا لأنها «لم تتخلَّ عنه رغم كل شيء». وهكذا نحن أيضًا، لا يمكن أن نتخلى عن حرف الراء، مهما قيل عن إفساده الحب الصافي وتحويله إلى حرب ضروس. فلا تصحّ كتابة بدونه، ولا يستقيم لسان في غيابه، مع احترامي الشديد لمحاولات واصل ابن عطاء.
سليمان المعمري• كاتب وروائي عماني