معهد دبي القضائي يستكمل برنامج “اتجاهات المستقبل” المخصّص لأعضاء السلطة القضائيّة
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
تحت شعار “تدريب عالمي لرؤى مستقبليّة”، يستكمل معهد دبي القضائي سلسلة برامج اتجاهات المستقبل المخصّص لأعضاء السلطة القضائيّة والذي يهدف إلى إطلاعهم على أفضل الممارسات والتجارب العالميّة في أنظمة القضاء والادعاء العام في العالم.
وينسجم البرنامج مع حرص معهد دبي القضائي على تقديم تجربة رائدة في التدريب والتطوير القضائي، وتعزيز الشراكات الاستراتيجيّة المحليّة والدوليّة من أجل تبادل الخبرات والتجارب العالميّة، وبالتالي توفير بيئة تدريبيّة جذابة ومتميّزة تدعم الاحتياجات المستقبليّة لأعضاء السلطة القضائيّة وأعوانهم وتساهم في تحقيق التميز العدلي.
وأكّدت سعادة القاضي الدكتورة ابتسام علي البدواوي، مدير عام معهد دبي القضائي، التزام المعهد الثابت تجاه توفير بيئة تدريبية جذّابة ومميّزة تدعم الاحتياجات المستقبلية لأعضاء السلطة القضائيّة وتوفّر لهم الاطلاع على أفضل التجارب والممارسات العالميّة في هذا الإطار.
وقالت: “يعدّ تعزيز الشراكات الاستراتيجيّة سواءً المحليّة أو العالميّة؛ أحد المحاور الرئيسة في استراتيجيتنا بهدف تبادل الخبرات والمعارف مع العديد من الجهات المختصّة في التدريب والتطوير القضائي. ويمثّل برنامج اتجاهات المستقبل خطوة هامة في دعم هذه الجهود للارتقاء بالكفاءة والاحترافيّة في الأداء المهني لمنتسبي المعهد ومواكبة أحدث التطوّرات والاتجاهات المستقبليّة ذات الصلة”.
وقد تمّ تنظيم النسخة الأولى من البرنامج، والتي استعرضت التجربة اليابانيّة في هذا الإطار، تحت عنوان “نظرة عامة على النظام القضائي والادعاء العام في اليابان”، حيث استضاف البرنامج الدكتورة أيوكو هاشيمتو، محامية ومحاضرة في كلية الحقوق في جامعة كوبي في اليابان. وقد تناول البرنامج خمسة محاور رئيسة تتناول كافة جوانب المنظومة القضائيّة في اليابان، وتشمل: النظام القضائي، ونظام الادعاء العام، والنظام القضائي الجنائي، والنظام القضائي المدني. فيما شهد المحور الأخير استعراضاً لأهمّ ما تمّ تناوله في المحاور السابقة وتلخيص أبرز التفاصيل والأفكار الرئيسة، إلى جانب فتح باب النقاش مع منتسبي البرنامج.
ووضع المعهد منظومة معرفية شاملة تضمن إطلاع أعضاء السلطة القضائية على نسخ جديدة تتناول أنظمة قضائيّة عالمية مختلفة، حيث سيشهد الثلاثاء الموافق 28 نوفمبر 2023 عقد ورشة عمل “النظام القضائي والادعاء العالمي في البرازيل”، والذي يستضيف المدربة الدكتورة ليزيان فيتين وينجرت أودي، مستشارة قانونية في المحكمة الفيدرالية الإقليمية وأستاذة القانون المدني والقانون المقارن في جامعة ريو غراندي دو سول الفيدرالية في البرازيل. وستتناول الورشة التي ستعقد عبر “تطبيق زووم”؛ عدداً من المحاور في مقدمتها مقدمة في النظام القضائي البرازيلي والادعاء العام، والولاية القضائية الوطنية ومستوياتها المتعددة، والتنظيم الوطني للنيابة العامة، وتحديات وحلول (الذكاء الاصطناعي في القضاء البرازيلي).
ويواصل معهد دبي القضائي بذلك التزامه الراسخ تجاه مُواكبة أحدث الاتجاهات العالميّة في المجالين القضائي والقانوني لإثراء تجربة المنتسبين، وتعزيز مهاراتهم ومعرفتهم القانونيّة، وذلك في إطار دوره الحيوي في مسيرة التنمية بالتعاون مع كافة الشركاء المحليين والعالميين، بهدف المساهمة في تعزيز وتمكين القضاء المتخصّص القائم على المعرفة المتعمّقة، وإرساء منظومة متطوّرة تساهم في الحفاظ على أمن المجتمع وأمانه.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
قصة رجل “توفى قبل مئتي عام من ولادته”!
روسيا – انتشرت العديد من القصص عن أشخاص ادعوا أنهم سافروا إلى الماضي أو إلى المستقبل. إحدى أكثر القصص إثارة وغرابة صاحبها يدعى يفغيني غايدوتشوك، وقد أتى إلى الاتحاد السوفيتي من القرن 23.
هذا الرجل وصل إلى الاتحاد السوفيتي قادما من المستقبل في عشرينيات القرن الماضي وكان وقتها صبيا يبلغ من العمر 14 عاما. عاش في هذا تلك الحقبة في هذا البلد الذي لا وجود له الآن، وكان معروفا والتقى بالعديد من الكتاب السوفييت الكبار مثل ميخائيل بولغاكوف، كما تصادف أن تحدث في مناسبة بمدينة لينينغراد مع واحد من أشهر الكتاب البريطانيين. هذا الروائي هو هربرت جورج ويلز “1866– 1946 “، والذي ألف فيما بعد رواية خيالية بعنوان “آلة الزمن”.
حين وصل الفتى الصغير من القرن 23 إلى نواحي من مدينة جيرنوفسك، الواقعة في منطقة فولغوغراد بروسيا، تجول بلا هدى لوقت قصير. تبنته إحدى الأسر وأطلق عليه اسم يفغيني، وأصبح لقبه غايدوتشوك. لاحقا أرسل إلى مدينة لينينغراد للدراسة في دار الكتب وحصل على مهنة أمين مكتبة.
قصة قدومه صبيا من القرن 23 كما رواها بنفسه، وهي في غاية الغرابة والإثارة. روى أن السفر عبر الزمن كان ممكنا في القرن 23، لكن العلماء فقط كانوا يقومون بمثل هذه الرحلات إلى الماضي وإلى المستقبل.
هذا الفتى حلم بالسفر عبر الزمن إلى الماضي وقد أتيحت له الفرصة ذات مرة، وكان مع صديقته. استقل خلسة معها آلة الزمن. قال عن نفسه إنه كان غرا وغبيا بهذا التصرف. ذكر أن أمر التحكم في آلة الزمن بدا له ولصديقته سهلا وهينا. ما عليك إلا تحديد التاريخ المطلوب في الماضي البعيد وستحملك الآلة على الفور. روى أن خطأ ما حدث وهبطت آلة الزمن به وصديقته في العام 1930.
الهبوط لم يكن سلسا وتعرضت وسيلة السفر عبر الزمن لأضرار طفيفة. جراء الهبوط القاسي، أصيب هو بكدمات شديدة في رأسه، فيما لم تتعرض الفتاة لأي أذى.
أصيبا بالرعب وقررا على الفور العودة إلى القرن 23، إلا أن الأمر لم يكن ممكنا. آلة الزمن تعرضت لأضرار ولم تعد صالحة لنقلهما معا. الفتى قرر بسرعة أن تعود الفتاة بآلة الزمن فيما يبقى هو وينتظر أن يأتي من ينتشله من هذا الزمن.
رفضت الفتاة السفر لوحدها، إلا أنه دفع بها إلى داخل الآلة وحدد التاريخ المطلوب وشغل زر الانطلاق. بعد أن اختفت الآلة دارت في ذهنه هواجس عن قدرة الآلة على إيصال صديقته إلى زمنها بسبب التلف الذي أصابها وقلة احتياطات الطاقة المتبقية. في النهاية شعر بالسعادة لأنها غادرت هذا القرن المضطرب وابتعدت عنه على الأقل.
روى أنه بعد أن وجد الأسرة التي تبنته، بقي ينتظر فريق الإنقاذ الذي حلم بأن ينتشله من هذا الزمن، لكن الزمن مر ولم يأت أحد. تعوّد على الحياة السوفيتية وبدأ يتأقلم وخاصة بعد أن اشترى له والداه بالتبني دراجة هوائية.
عايش فترة الزعيم السوفيتي يوسف ستالين وتعرض للاعتقال والنفي لفترة قصيرة في سيبيريا ثم أطلق سراحه وانضم إلى الجيش السوفيتي وشارك في الحرب الوطنية العظمة ضد الغزو النازي الألماني بين عامي 1941 – 1945.
كان القادم من القرن 23 يعيش في الاتحاد السوفيتي وهو يعرف ما سيجري مسبقا، لكنه لم يكن يجرؤ وقتها حتى على مجرد التلميح بذلك. كان يعرف ألا أحد سيصدقه على أي حال.
كتب عن هذا الأمر يقول في الأوراق القليلة التي تبقت بعد وفاته: “الأمر يختلف حين يأتي إليك أناس ينقلون إليك الأحداث من الخارج، لكن العيش ورؤية كل شيء بنفسك شيء آخر. للأسف، لم يأت فريق الإنقاذ، لكنني لست مستاء. الوقت شيء معقد للغاية … شيء أصبح في حد ذاته جزءا لا يتجزأ من هذه الفترة من التاريخ. لهذا السبب لم يتمكنوا من إعادتي”.
تزوج وأنجب طفيلن، واحتفظ في منزله بمدينة جيرنوفسك بأرشيف ضخم جمعه من ملايين الصحف والمجلات والرسوم التوضيحية وتواقيع الكتاب والفنانين الذين كان يعرف أنهم سيشتهرون في المستقبل. كما جمع اللوحات التي رسمها وكانت كلها تدور حول موضوع واحد هو “شريط الزمن”.
توفي القادم من القرن 23 في عام 1991، أي أنه رحل عن الدنيا قبل مئتي عام من ولادته الفعلية. بعد انحلال الاتحاد السوفيتي ساءت أحوال المتحف الذي أقامه في منزله، فقدت الكثير من لوحاته ووثائقه وما تبقى الآن إلا القليل، فيما تعرض الطابق السفلي من المنزل إلى حريق أتلف جميع وثائقه.
اللافت أن يفغيني غايدوتشوك عاش وهو يؤكد لمعارفه وللجميع، أنه قدم من المستقبل، من القرن الثالث والعشرين. كان أبلغ من حوله بموعد انتهاء الحرب مع النازيين، وعن موت ستالين وحتى انهيار الاتحاد السوفيتي والقلاقل التي ستنجم عنه لاحقا، ولم يصدقه أحد. مع كل ذلك ظل حتى آخر نفس يعتبر نفسه، زائرا من المستقبل أجبرته الظروف على العيش في الماضي.
المصدر: RT