جادل الباحثان ناثان براون وعمرو حمزاوي بأن الدول العربية يمكن أن تكسر الجمود وتخلق فرصة للرئيس الأمريكي جو بايدن لموازنة دعمه لإسرائيل، من خلال تعديل مبادرة السلام العربية، وفقا لجيمس دورسي في تحليل بمركز "أوراسيا ريفيو" للأبحاث (Eurasia review).

براون وحمزاوي طرحا هذه القراءة في ظل عودة القضية الفلسطينية إلى الأضواء بشدة؛ بفعل حرب إسرائيلية مدمرة شنها جيش الاحتلال على غزة لمدة 48 يوما حتى 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وفي اليوم التالي بدأت هدنة إنسانية بين حركة "حماس" وإسرائيل تستمر 4 أيام قابلة للتمديد، برعاية قطرية مصرية أمريكية.

ولفت دورسي، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إلى تصريحات أمريكية وأوروبية مؤخرا تؤكد على حل الدولتين (فلسطينية إلى جانب إسرائيلية).

وقال إنها "تُعتبر على نطاق واسع في مختلف أنحاء الشرق الأوسط بمثابة تصريحات فارغة من دون دليل على الرغبة في إرغام إسرائيل على الجلوس إلى طاولة المفاوضات واستنباط التغييرات السياسية التي من شأنها أن تجعل القرار قابلا للتطبيق".

ومنذ عام 2014، توقفت عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأسباب منها تمسك الاحتلال باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصله من إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967.

دورسي تابع: "وحتى لو كانت الولايات المتحدة، القوة التي يحتمل أن تكون قادرة على الضغط على إسرائيل، مستعدة بالفعل للضغط على إسرائيل، فإن ذلك سيتطلب تغييرا سياسيا في إسرائيل دون ضمان أن تكون الحكومة الجديدة أكثر مرونة".

وأردف: "ربما تكون أيام (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو السياسية معدودة، إذ تحمله أغلبية من الإسرائيليين المسؤولية عن الفشل الاستخباراتي والعسكري الإسرائيلي في توقع ومنع هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول (الماضي)".

و"يتوقع أنصار حل الدولتين أن يؤدي سقوط نتنياهو بعد الحرب إلى إزاحة القوميين والمحافظين المتطرفين من السلطة، والذين لا يمكن التواصل البنّاء معهم"، كما زاد دورسي.

واستدرك: "لكن المشكلة هي أن تغيير الحكومة الإسرائيلية من غير المرجح أن يكون العلاج الشافي، إذ استبعد بيني جانتس، عضو حكومة نتنياهو الحربية والذي يوصف بأنه الخليفة المحتمل لرئيس الوزراء، العودة إلى حدود إسرائيل ما قبل عام 1967، وأصر على أن الفلسطينيين يجب أن يكون لهم "كيان" وليس دولة".

واستطرد: "كما أوضح رام بن باراك، وهو مسؤول استخباراتي كبير سابق ومنافس على زعامة حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل)، حزب المعارضة الرئيسي، مدى عمق وانتشار المشاعر الإسرائيلية المعادية للفلسطينيين من خلال الدعوة إلى توزيع سكان غزة على دول العالم".

اقرأ أيضاً

توقع تمديد الهدنة في غزة.. بايدن: حان الوقت للعمل على حل الدولتين

مبادئ مقترحة

وفي ورقة بحثة حديثة، ذهب الباحثان براون وحمزاوي إلى أن تعديل مبادرة السلام، التي أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002، من شأنه أن يكسر الجمود الراهن ويمنح بايدن فرصة لموازنة دعمه لإسرائيل، كما أضاف دورسي.

وهذه المبادرة كانت مقترحا سعوديا تبنته القمة، ويعرض إقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل مقابل انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

ودأبت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على رفض مبادرة السلام العربية، والدعوة إلى تعديلها دون طرح مقترحات محددة.

وقال براون وحمزاوي إن "التاريخ الحديث أظهر أن الاهتمام المتزايد بإسرائيل وفلسطين خلال مراحل العنف المكثف والمعاناة الإنسانية يمكن أن يؤدي إلى جهود متعددة الأطراف غير متوقعة لدفع إجراءات حل النزاعات والتسويات السلمية إلى الأمام".

واقترحا دعم مبادرة السلام العربية بمجموعة من المبادئ تقر أن الهويتين الوطنيتين الفلسطينية واليهودية مشروعتان وتحتاجان إلى تعبير مؤسسي عنهما، وكذلك ضرورة حماية حقوق الإنسان الفردية وحقوق المجتمعات الوطنية.

وكذلك يجب على جميع الجهات الفاعلة أن ترفض الخطابات والأفعال المعادية للسامية والمعادية للإسلام بشكل صريح وغير مشروط، بالإضافة إلى مكافحة أي استهداف للمدنيين.

وتتضمن المبادئ المقترحة أيضا أن الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية والتهجير القسري للفلسطينيين إلى مصر والأردن أو أي مكان آخر هو عمل محظور تلتزم جميع الأطراف بمكافحته.

يجب وأيضا أن تقود هذه العملية إلى علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية كاملة بين الدول المشاركة فيها، وعدم ترك أي أشخاص من دون جنسية عند إبرام أي اتفاقيات.

اقرأ أيضاً

هل يدفع العدوان الإسرائيلي على غزة بن سلمان لإحياء مبادرة السلام العربية؟

قرار دولي

دورسي لفت إلى جولة يجريها وفد وزاري عربي وإسلامي في عواصم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وبدأها في بكين التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس في نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

وهذا الوفد يمثل لجنة شكلتها قمة عربية وإسلامية استضافتها السعودية، في 11 نوفمبر الجاري، وتهدف جولته إلى بناء إجماع دولي من أجل وقف دائم للحرب الإسرائيلية على غزة.

وقال دورسي إن إحدى الطرق لتحديث مبادرة السلام العربية هي إدراج خطة معاد صياغتها في قرار لمجلس الأمن، و"سيجد الأعضاء الدائمون صعوبة في الاعتراض على اعتماد مبادرة تعكس المبادئ التي أقروها جميعا".

ويتألف مجلس الأمن من 15 دولة عضو، بينها 5 دول دائمة العضوية تمتلك حق النقض هي الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

ورأى براون وحمزاوي أن "واشنطن تبدو في حاجة ماسة إلى أفكار واقعية وقد تتفاعل، إلى جانب حلفائها الأوروبيين، مع الاقتراحات المذكورة بشكل أقل حساسية، إذا اقترنت بعرض إقامة علاقات إقليمية بين مختلف شركائها".

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تحتل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ عقود.

اقرأ أيضاً

نهاية مرجعية المبادرة العربية للتطبيع مع إسرائيل؟

المصدر | جيمس دورسي/ أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تعديل المبادرة العربية فرصة بايدن سلام إسرائيل مبادرة السلام العربیة

إقرأ أيضاً:

إعلان عدد المُفرج عنهم ضمن مبادرة "فك كربة"

 

مسقط- العُمانية

أعلنت جمعية المحامين العمانية عن الاختتام الناجح للنسخة الثانية عشرة من مبادرة "فك كُربة"، التي استطاعت هذا العام الإفراج عن 1088 حالة في قضايا مالية غير جنائية بمختلف محافظات سلطنة عُمان.

وتصدرت محافظة شمال الباطنة بجدارة قائمة أكثر الحالات المُفرج عنها، ليبلغ عددها 334 حالة، تلتها محافظة مسقط بـ242 حالة، ثم محافظة الداخلية بـ102 حالة، وبعدها محافظة جنوب الباطنة بـ95 حالة، ومحافظة جنوب الشرقية بـ67 حالة، ومحافظة الظاهرة بـ65 حالة، ومحافظة البريمي بـ60 حالة. كما تم الإفراج عن 57 حالة في محافظة ظفار، و46 حالة في محافظة شمال الشرقية، و16 حالة في محافظة الوسطى، و4 حالات في محافظة مسندم.

وقال الدكتور حمد بن حمدان الربيعي رئيس مجلس إدارة جمعية المحامين العُمانية، خلال المؤتمر الصحفي: إن المبادرة استهدفت الحالات التي تنطبق عليها ضوابط دقيقة، أهمها أن يكون المعسر محبوسًا أو صدر بحقه أمر حبس في قضايا تجارية، أو مدنية، أو عمّالية، أو شرعية فقط، بشرط ألا يتجاوز مبلغ المطالبة 2000 ريال عُماني، وألا يكون قد استفاد من المبادرة في نسخها السابقة. كما تُراعى الأولوية في السداد لصغار المطالبات ثم الأكبر، وللأكبر سنًا من بين المعسرين، ويتم استلام الحالات من مجلس الشؤون الإدارية للقضاء (الإدارة العامة للتنفيذ) فقط.

وأضاف رئيس الجمعية أن المبادرة حظيت بمساهمة قيّمة من قبل الأفراد ومختلف المؤسسات الحكومية والخاصة لتؤكد وعي المجتمع بأهمية دعم المبادرات الاجتماعية والإنسانية.

وأشار إلى أن الدعم الذي حظيت به المبادرة سهّل تحقيق أهداف النسخة الثانية عشرة، والإفراج عن أكثر من ألف حالة، مؤكدًا على تطلع الجمعية إلى استمرار هذا التفاعل في النسخ القادمة من المبادرة، وتوسيع قاعدة الشراكات مع مختلف القطاعات، بما يسهم في توسيع نطاق الأثر لحالات أكثر.

من جهة أخرى أوضح الدكتور محمد الزدجالي، المشرف العام على مبادرة "فك كربة": إن المبادرة شكّلت منذ انطلاقها إطارًا منظمًا للعمل الإنساني والاجتماعي في سلطنة عُمان، وعززت من قيم التراحم والتكافل والمسؤولية المجتمعية بين مختلف شرائح المجتمع.

يُشار إلى أن مبادرة "فك كُربة" التي تنفذها جمعية المحامين العمانية ومنذ انطلاقها عام 2012، تمكنت من الإفراج عن أكثر من 8198 معسرًا في قضايا مالية غير جنائية.

مقالات مشابهة

  • النيابة العامة في دبي تطلق خطة شاملة لمبادرة الصُلح خير
  • رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة “صندوق البدايات” التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
  • البيت الأبيض: ترامب يركز على تراجع معدلات التضخم التي خلفتها إدارة بايدن
  • مستشار السوداني: مبادرة ريادة وفرت 23 ألف فرصة عمل
  • «السَبق».. مبادرة وطنية لاكتشاف المواهب في سباقات السيارات
  • 8 ملايين وجبة وزعها «بنك الإمارات للطعام»
  • مركز أبوظبي للغة العربية يطلق أحدث مبادراته «100 قصة من مجتمعنا»
  • بتوجيهات الشيخة هند.. «الإمارات للطعام» يوزّع 8 ملايين وجبة
  • وزير البلديات: أكثر من 500 ألف فرصة وظيفية في الأنشطة التي تشرف عليها الوزارة
  • إعلان عدد المُفرج عنهم ضمن مبادرة "فك كربة"