خبراء وأكاديميون: الإشراف العائلي على استخدام التكنولوجيا يعزز حماية الأبناء
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
العين (الاتحاد)
ناقش المشاركون في آخر جلسة حوارية ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمهرجان العين للكتاب 2023، الحلول العملية الممكنة لتعزيز استخدام التكنولوجيا بطرق صحية وإيجابية في الحياة اليومية، بما في ذلك كيفية توجيه الشباب نحو اعتماد عادات تقنية صحية أثناء التعامل مع الأجهزة والأدوات التكنولوجية والرقمية في المنزل، ولاسيّما فيما يتعلق بمجالي التعلم والترفيه، وفق آليات تدعم تطوير المهارات والقدرات الذاتية.
شارك في الجلسة، التي استضافها بيت محمد بن خليفة، كل من الدكتور سيف النيادي، نائب المدير الأكاديمي بجامعة العين، والنهو العامري، رئيس قسم دعم الأعمال بإدارة تقنية المعلومات في دائرة القضاء في أبوظبي، والخبير التقني أحمد الزرعوني، وأدارتها الدكتورة جيهان يوسف، الأستاذ المساعد بجامعة العين.
الاستخدام الإيجابي
وأشاد المتحدثون في بداية الحوار بإدراج مركز أبوظبي للغة العربية هذا المحور المهم ضمن فعاليات المهرجان، وأشار الدكتور سيف النيادي إلى أن التكنولوجيا والتعليم مرتبطان بشكل وثيق، وأن التكنولوجيا هي معرفة علمية تمكن الطالب من تطبيق ما يتعلمه بأسلوب ذكي ومبتكر، وهناك معرفة أساسية لابد من اكتسابها لتمكين الطالب من إنشاء تطبيقات منافسة تفيد المجتمع وتحسن جودة حياته، وتجعل استخدام التكنولوجيا إيجابياً في حياة الفرد والمجتمع.
التصفح الآمن
من جهتها، أوضحت النهو العامري أن دائرة القضاء تطلق حلقات سنوية للتوعية وتعزز استخدام التكنولوجيا لتحسين الكفاءة وأتمتة العمليات القضائية، وأكدت أهمية التوعية بالوقاية من الجرائم الإلكترونية وغيرها من المخاطر التي تواجه المجتمع، وضرورة قيام الأهل باتخاذ خطوات استباقية لحماية أبنائهم من الجرائم والاحتيال الإلكتروني، وتفعيل الإعدادات التقنية التي تشمل الرقابة الأبوية لضمان التصفح الآمن للإنترنت.
مخاطر البث المباشر
من جانبه، أوضح الخبير التقني أحمد الزرعوني أن الفراغ الذي لا يتم استخدامه ينتج عنه هدر للوقت بسبب عدم وجود خريطة طريق للإنسان لتنظيم ساعات اليوم، لافتاً إلى أن هناك مخاطر على المراهقين ناتجة عن إدمان الظهور في البث المباشر على بعض مواقع التواصل الاجتماعي التي تهدد حماية الخصوصية، موضحاً أن التحكم والرقابة من قبل الأسرة مطلوبة كذلك في مجال الألعاب الإلكترونية، لضبط استخدام الأبناء لوسائل وتطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة لتقليل الوقت المهدور وضمان الاستخدام الإيجابي والمتوازن للتكنولوجيا. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: العائلة التكنولوجيا الأطفال الإنترنت استخدام التکنولوجیا
إقرأ أيضاً:
المجال السلوكي في برامج التعليم العالي
◄ يجب أن تُركِّز البرامج الأكاديمية أثناء تصميمها على المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي
د. مسلم بن علي بن سالم المعني **
نُسلطُ الضوء في هذا المقال على الجانب السلوكي لدى الطالب، وهو الجانب الذي إما يجهله الكثير من أعضاء هيئة التدريس أو لا يعرفون كيفية تطبيقه على أرض الواقع. ومخرجات التعلم القائمة على السلوك تركز على القيم والمعتقدات والتفكير الذهني الذي يوجه الطالب في كيفية التعامل مع ما يطلب منه تنفيذه أثناء الدراسة أو التعامل مع الآخرين أو التصرف في سياقات مُحددة.
ففي السنة الأولى؛ وهي السنة التي يلتحق فيها الطالب بالدراسة في التخصص، تركز مخرجات التعلم القائمة على السلوك على غرس السلوك الإيجابي لدى الطالب اتجاه التعلم والنزاهة الأكاديمية وتشجيعه على الانضباط الذاتي وإدارة الوقت، وهي عوامل جميعها تساهم في صقل شخصية الطالب بإظهار سلوك واحترام للمعايير الأكاديمية.
أما في السنة الثانية، فتركز مخرجات التعلم القائمة على السلوك على قدرة الطالب على التحلي بالسلوك المهني اتجاه مجال دراسته المعرفي وتشجيعه على التفكير بأهمية التعلم على مدى الحياة وحب الاستكشاف، وهي عوامل جميعها تساهم في توليد التفكير الناقد لدى الطالب وانفتاحه على الأفكار الجديدة.
وفي السنة الثالثة من الدراسة، تستهدف مخرجات التعلم القائمة على السلوك جوانب مثل تعزيز الدور القيادي لدى الطالب والعمل ضمن الفريق والتحلي بالأخلاقيات المهنية مع تمكين الطالب من تحقيق هوية مهنية له ونهج مهني أثناء مواجهته التحديات. فالطالب حتى يُحقق هذه المخرجات يجب أن يتحلى بالقدرة على العمل الجماعي والقيادة ضمن المشروعات الجماعية التي يطلب منه تنفيذها.
وأخيرا تأتي السنة الرابعة لتتوج المجال السلوكي حيث يتولد لدى الطالب سلوك يركز على الجانب الوظيفي والاستعداد للانتقال إلى المرحلة التالية وهي إما التحاقه بسوق العمل أو مواصلة دراسته العليا، مع تشجيع الطالب على التحلي بالقدرة على التكيف مع المواقف الجديدة والتحلي بالأخلاقيات المهنية لمجال تخصصه. فالطالب حتى يُحقق هذه المخرجات على هذا المستوى المتقدم يجب أن يتحلى بالقدرة على إظهار المهنية والقدرة على التكيف مع تحديات بيئات العمل.
وبناءً عليه يجب أن تركز البرامج الأكاديمية أثناء تصميمها على مجالات ثلاثة: المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي. فلو فعلا تمكنا من تصميم وتنفيذ برنامج يغطي المجالات الثلاثة لتولدت لدى الطالب معارف ومهارات وسلوكيات تمكنه من الانخراط في سوق العمل ومواجهة التحديات الجديدة بكل كفاءة واقتدار. فمن السلوك الإيجابي المتمثل في حب التعلم والنزاهة الأكاديمية والانضباط الذاتي والقدرة على إدارة الوقت في السنة الأولى إلى تطوير سلوك التفكير الناقد والانفتاح على الأفكار الجديدة في السنة الثانية، يستطيع الطالب أن يطور سلوكيات إيجابية للعمل بروح الفريق الواحد مع تولد صفات قيادية له يستطيع من خلالها أن يقود فريق العمل معه في السنة الثالثة لينتقل إلى السنة الرابعة والأخيرة والتي تبني شخصية الطالب في المهنية في العمل والتكيف مع المُتغيرات.
فهل فعلًا تركز برامجنا الأكاديمية على المجالات المعرفية والمهاراتية والسلوكية؟ وهل حقًا برامجنا الأكاديمية تصقل المجالات المعرفية والمهاراتية والسلوكية عند منحه الدرجة العلمية في التخصص؟
** عميد كلية الزهراء للبنات