معضلة تمديد الهدنة.. ماذا تريد الأطراف المختلفة؟
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة لتمديد فترة الهدنة المقررة لأربعة أيام فقط حتى الآن في إطار حربها على حماس، غير أن مسؤولين عسكريين يخشون أن تؤدي هدنة أطول إلى إضعاف الجهود الإسرائيلية للقضاء على الحركة الإسلامية.
وسلّمت الحركة، المصنفة إرهابية، الجمعة والسبت إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 26 رهينة إسرائيلية يحمل بعضهم جنسية أخرى، بينما أطلقت إسرائيل سراح 78 أسيرًا فلسطينيًا.
كذلك أطلقت حماس على مدى اليومين الماضيين 15 من الأجانب غير الإسرائيليين، في إجراء لم يكن مدرجًا في الاتفاق.
والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق سراح 14 مواطنا إسرائيليا و3 أجانب، في اليوم الثالث من اتفاق التبادل الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة قطرية ومصرية.
وفي المقابل، أعلنت سلطة إدارة السجون الإسرائيلية الإفراج عن 39 سجينا فلسطينيا.
وينص الاتفاق الذي تمّ بوساطة قطرية، ومشاركة الولايات المتحدة ومصر، على الإفراج عن خمسين رهينة لدى حماس، في مقابل إطلاق سراح 150 أسيرًا فلسطينيًا على مدى الأيام الأربعة للهدنة، القابلة للتمديد.
من شأن هذا الأمر أن يزيد عدد الرهائن التي تعيدهم حركة حماس، وهناك ضغوط داخلية كبيرة في إسرائيل للقيام بذلك، لكنه يمنح الحركة هامشا أكبر لإعادة جمع صفوفها، والتعافي وإعادة التسلّح والعودة إلى القتال، وفق محللين.
ويزيد هذا الاتفاق أيضًا الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل من جانب المجتمع الدولي، الذي سيتراجع تأييده لمعاودة قصف غزة مع ما ينجم عن ذلك من أزمة انسانية.
وفي وقت سابق الأحد، أعرب جو بايدن عن أمله أن تمتد هدنة الايام الأربعة إلى "ما بعد غد" الاثنين، موعد انتهائها.
وقال الرئيس الاميركي في خطاب في ماساشوستس، تطرق فيه إلى الإفراج عن طفلة أميركية كانت رهينة في غزة، إن "هدفي وهدفنا أن تستمر هذه الهدنة إلى ما بعد غد بحيث نرى الإفراج عن رهائن آخرين ومزيدا من المساعدة الإنسانية" يتم إيصالها إلى قطاع غزة.
وتابع بايدن أن "عملية تبادل الرهائن مستمرة وناجحة ويجب أن تستمر"، مؤكدا أنه كان يسعى منذ أسابيع لوقف القتال وإيصال المساعدات.
ويقول الأستاذ في دراسات الدفاع في جامعة كينغز كوليدج لندن، أندرياس كريغ، لوكالة فرانس برس "الوقت يعمل ضدّ إسرائيل كما هي الحال دائمًا، وضدّ الجيش الإسرائيلي".
ويشير إلى أنه كلّما طال أمد الهدنة نفد صبر المجتمع الدولي مع استمرار الحرب.
غير أن الجيش الإسرائيلي مصمّم على تحقيق هدفه بـ"القضاء" على حركة حماس.
وفي زيارة للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة السبت، شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على أن الجدول الزمني للهدنة "قصير"، موضحًا "لن تستغرق أسابيع، ستستغرق أيامًا إلى حد ما".
وأضاف محاطا بجنود مدجّجين بالأسلحة، "أي مفاوضات أخرى ستجري تحت النيران".
بينما قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، خلال تفقده القوات الأمنية في غزة: "لن يوقفنا شيء، ونحن على قناعة بأن لدينا القوة والقدرة والإرادة والإصرار لتحقيق كل أهداف الحرب، وهذا ما سنفعله".
وأضاف في مقطع فيديو بثه مكتبه: "نبذل قصارى جهدنا لإعادة الرهائن لدينا، وفي النهاية سنعيدهم جميعًا".
وأوضح أن لإسرائيل 3 أهداف بهذه الحرب هي القضاء على حماس، وإعادة جميع الرهائن، وضمان ألا تصبح غزة تهديدا لإسرائيل مرة أخرى.
واندلعت الحرب بعد الهجوم المباغت لحركة حماس الذي أودى بنحو 1200 شخص غالبيتهم من المدنيين، قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، تشنّ إسرائيل قصفاً مكثفاً على القطاع يترافق منذ 27 أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع. وتسبّب القصف، وفق حكومة حماس، بمقتل زهاء 15 ألف شخص بينهم أكثر من ستة آلاف طفل.
ويقول الباحث في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، أريك رودنيتزكي، "الضغط الحقيقي (لتمديد الهدنة) يأتي من داخل إسرائيل، من عائلات الرهائن".
ومساء السبت، سارت في شوارع تل أبيب تظاهرة حاشدة، شارك فيها عشرات الآلاف للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، هتف خلالها المحتجون الذين حملوا صور الرهائن، "حرروهم الآن". وكُتِبت على إحدى اللافتات عبارة "أخرجوهم من الجحيم".
ويقول مسؤول عسكري إسرائيلي إن إسرائيل ملتزمة أن يتمّ الإفراج عن أكبر عدد من الرهائن، لكنه أعرب عن قلقه من أنه كلما طالت الهدنة حصلت حماس على وقت أكبر "لإعادة بناء قدراتها ومهاجمة إسرائيل مجددًا".
ويضيف في حديث لوكالة فرانس برس، طالبًا عدم الكشف عن هويته "إنها معضلة رهيبة".
وكانت قطر الوسيط الرئيسي في مفاوضات وقف القتال. وقال المتحدث باسم وزارة خارجيتها ماجد الأنصاري لوكالة فرانس برس إن هناك حاجة إلى "الحفاظ على الزخم" من أجل وقف دائم لإطلاق النار.
وأضاف "لا يمكن تحقيق ذلك إلّا عندما تتوافر الإرادة السياسية ليس فقط من جانب الإسرائيليين والفلسطينيين، بل أيضًا من جانب الشركاء الآخرين الذين يعملون معنا".
ويعتبر الأستاذ في دراسات الدفاع في جامعة كينغز كوليدج لندن، أندرياس كريغ، أن واشنطن غير مستعدة لعملية مكثفة "تستمر أشهرا بلا انقطاع"، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية العام المقبل.
ويوضح "لذلك تحتاج إدارة بايدن إلى إيجاد مخرج أيضًا".
ويضيف "لا حلّ عسكريا لهذا النزاع، لا يمكن الانتصار فيه".
والأحد، أعلنت "حماس" أنها تسعى لتمديد الهدنة، في حال بذل جهود جدية لزيادة عدد الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون إسرائيل.
وقالت حماس في بيان إنها تسعى "لتمديد الهدنة بعد انتهاء مدة الأربعة أيام من خلال البحث الجاد لزيادة عدد المفرج عنهم من المحتجزين كما ورد في اتفاق الهدنة الإنسانية".
ويقول المسؤول السابق في الاستخبارات الإسرائيلية آفي ميلاميد لوكالة فرانس برس إن حماس "ستماطل مع الرهائن لمحاولة استنفاد هذه الورقة لأطول وقت ممكن، وبأعلى ثمن قد يشكّله ذلك لإسرائيل".
ويعتبر أن حماس كانت تأمل أن يتبدد الدعم داخل إسرائيل للتوغل في قطاع غزة وأن "تخلق، في نهاية المطاف، الضغوط الدولية والداخلية على الحكومة الإسرائيلية ظروفًا يمكن فيها لحماس أن تستمر في الوجود وأن تحكم غزّة حتى بعد انتهاء هذه الحرب".
وتدلي الباحثة المستقلة في شؤون الشرق الأوسط، إيفا كولوريوتيس، بالرأي نفسه، موضحة لوكالة فرانس برس "بالنسبة لحماس، أي سيناريو لهذه الحرب لا يؤدي إلى انتهاء وجودها في قطاع غزة سيُعتبر نصرًا (..) بغضّ النظر عن خسائرها البشرية والمادية وحجم الدمار في غزّة وحجم الخسائر في صفوف المدنيين".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: لوکالة فرانس برس الإفراج عن قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حزب الله: استهدفنا بالمسيرات الانقضاضية تجمعا للقوات الإسرائيلية في بوابة العمرا
أعلن حزب الله، عن استهداف بالمسيرات الانقضاضية تجمعا للقوات الإسرائيلية في بوابة العمرا عند الأطراف الجنوبية لمدينة الخيام، وذلك حسبما جاء في نبأ عاجل لـ “القاهرة الإخبارية”.
دمرت حزب الله دبابة ميركافا بصاروخٍ موجّه، عند الأطراف الشرقية لبلدة البياضة، ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.
وقال حزب الله : دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة عند الساعة 07:20 من مساء اليوم السبت 23-11-2024، دبابة ميركافا بصاروخٍ موجّه، عند الأطراف الشرقية لبلدة البياضة، ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح.