أيمن يوسف يكتب.. الصرع الانعكاسي
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
قد تتداعى بعض الأعراض الصرعية لدى أطفال أو شباب أو مراهقين دون سبب مفهوم أو واضح لا يظهر غالبا في الاشعات ومعدات التخطيط الكهربي للدماغ التي تكشف عن البؤر الصرعية، قد يفقد شخص ما الوعي أو تظهر بعض الأعراض كالتشنجات والنوبات المعممة من صداع شديد مفاجئ وفقدان للسيطرة واجهاد وبيل وعدم استجابة بعد التشنجات، أو نوبات جزئية من تعرق وغثيان وارتفاع في سرعة ضربات القلب وخدران وتقلص في العضلات وحركات رأس غير منتظمة وتغيرات في العاطفة والمزاج، غالبا ما يظهر هذا النوع من الصرع بعد الاستحمام حيث أنه يشد المصاب إلى فخ تتدفق فيه اللذة عند التعرض للماء الساخن وتدفق المياه على الرأس ولكامل الجسم، ولكن سرعان ما تنقلب تلك الاشباعات وتظهر الأعراض بشكل مفاجئ والتي تصل إلى حد الاغماء الكامل، وقد يفقد المريض حياته إذا لم يتدخل أحد لإنقاذه من الآثار الثانوية لبقاؤه تحت الماء والتعرض لاثار الحبس داخل مكان الاستحمام.
يعرف هذا النوع من الصرع بالصرع الانعكاسي، والذي تحفزه محفزات محددة من البيئة كمحفزات الضوء أو الموسيقي أو صخب الاصوات أو المحفزات البصرية او الاستمرار في القراءة أو التعرض للماء الساخن، وقد تحفزه محفزات داخلية أيضا أو عمليات عقلية كالتفكير والتعرض للصدمات والاجهاد العاطفي والحرمان من النوم وفي بعض الحالات الدورة الشهرية لدى النساء، تم اعتبار النوبات الانعكاسية من بين مجموعات الصرع الأقل ارتباطا بالعمر وهي تقود إلى التعرف على أنواع جديدة من النوبات البؤرية والمعممة وتوفر معلومات اضافيه عن أسباب النوبات الصرعية.
وبالرغم من أن آلية تفسير الصرع الانعكاسي غير مؤكدة إلا أن الدراسات المتنوعة لوظائف الدماغ تعطي مؤشرات لدور تحفيز الشبكات التشريحية الوظيفية التي تعمل عادة للأنشطة الفسيولوجية الاكثر تعقيدا، وهذا قد يفسر ارتباط الأعراض بمحفزات تبدو طبيعية أو غير ضارة لدى المجموعات السكانية الطبيعية، وتوجد كذلك عدة دلائل مثبتة بشكل أوسع في عدة جينات وكروموسومات متورطة في هذا النمط الصرعي الذي قد يبدو نادرا إلا أنه معيق بشكل أكبر لممارسة الحياة اليومية، وهذا قد يفسر أيضا ارتفاع هذا النمط الصرعي في متلازمات كمتلازمة أنجلمان ومتلازمة التثلث الصبغي وغيرهما، نجد ارتباطا موثقا في الكروموسومات الموضعية المفترضة 6،7،10،13،16 وبين ارتفاع عدد نوبات الصرع الانعكاسي في هؤلاء المرضى، حيث تعزى تلك الكروموسومات إلى مزيج من تشوهات الدماغ الهيكلة النموذجية بما في ذلك انخفاض كثافة الخلايا العصبية وحجم المشابك وأعداد الأشواك التغصنية للخلايا العصبية الهرمية أو ضمورها وعدم نمو الخلايا التغصنية، ونجد كذلك خلل في النواة الشبكية الجسرية الذيلية في مرضى التثلث الصبغي، ما يؤدي إلى زيادة ردود الفعل التحسسية وحدوث النوبات.
ويبدو هذا مفسرا كما اسلفنا في ارتباط الأعراض بمتلازمات جينية وكروموسومية محددة ومعروفة، كما أنه يعطي دلائل ومؤشرات في استكشاف الفسيولوجية غير المفهومة للنوبات التي تحدث لدى عموم الأفراد العاديين أو الذين لم تظهر عليهم أعراض عامة، إلا أن الحاجة لمزيد من البحث والدفع نحو تقييم الابعاد الوظيفية للدماغ والبنيات التشريحية المشتركة في تلك الحالة يظل مسارا موضوعيا للوقوف على تلك الحالة وفهمها وتفسيرها، ويظل على هؤلاء المرضى الإلتزام بالأدوية المطلوبة كخط دفاع اول لتجنب النوبات، والتعرف على المحفزات وتحديدها وتجنب التعرض لها كوسيلة للحماية من تكرار الأعراض ونمو تأثيراتها على المدى المتوسط والبعيد.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: القاهرة "المختنقة" !!
مرة ثانية وثالثة وعاشرة أتعرض فيها في مقال عن القاهرة المحروسة ومستقبلها في ظل سياسات متجمدة، عقيمة، غير متحركة، تعتمد علي المسئول الذي يطلب( راحة دماغه ) ويترك القرارات لغيرة من القادمين الذين سيرثوا مقعدة إنشاء الله بعد عمر طويل !!
هذه القاهرة التي تم بنائها في عصر الخديوي إسماعيل ( العصر البائد ) كما كان يقال عنه في عصر الثورة!!
هذه القاهرة الخديوية التي نزلت فيها حكومة مصر من فوق جبل المقطم بالقلعة وقصر الجوهرة إلي منطقة لاظوغلي وعابدين، وقصر الدوبارة هذا المربع الحكومي الذي أنشئ عام 1864 مواكبًا لعصر النهضة المعمارية في مصر بمناسبة أفتتاح قناة السويس عام 1868 وكانت القاهرة "درة الشرق وصورة للغرب الحديث" صورة لمدينة ( باريس ) فرنسا هذه القاهرة التي كانت تحكم شعب تعداده في هذا الزمن لا يزيد عن 6 مليون نسمة.
هي نفس المقار التي تحكم اليوم شعب تعداده مائة وخمسة مليون نسمة !! الإمتداد الذي تم لهذه الأروقة ( والأزقة ) الحكومية تم علي شكل هرم خرساني عظيم سمي بمجمع التحرير الحكومي والذي بدىء في بنائه عام 1951 في عصر حكومة الوفد وإستكمل بنائة بعد قيام الثورة 1952...
مازالت هذة القاهرة التي تحتل قلب الوطن وضميره هي نفسها القاهرة 1868مع الإعتذار الشديد للزمن الغابر الذي مر عليها –دون مراعاة لما نملك ولقيمة مانحوزة كأمة هذه القاهرة العظيمة ( الحكومية )...التي يتوسطها قصر عابدين ومجلس الشعب والشورى ومجلس الوزراء (قصر شويكار هانم ) زوجة الملك فؤاد، ووزارات العدل والمالية والتربية والتعليم والصحة والنقل ووزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية، وهيئة التخطيط العمرانى ومصلحة ضرائب العقارات ومصلحة الضرائب العامة المصرية ومجمع التحرير والجمعية الجغرافية ومبانى محافظة القاهرة، كل هذا يخدمه شارع عرضة 30 متر مقسوم نصفين هو شارع القصر العيني ناهيك عن الجانب الأخر من
( جراج سيتى ) المعروفة بإسم(جاردن سيتى) !! لدينا فنادق مصر الخمس نجوم سميراميس، الفورسيزونس، شبرد، وهيلتون النيل وهيلتون رمسيس وحياة ريجنسي، والأن ينشأ فندق النيل ومبني الخارجية المصرية ومبني التليفزيون ووزارة الإعلام هذا بجانب المركز التجاري للعاصمة هذا هو الكيلومتر مربع( حيز عمرانى للقاهرة المختنقة ) والتي إن أصابنا الله بحادث لا قدر الله ( مثل حريق ) أو ( زلزال ) لا يمكن المناورة للإنقاذ أن تتم بشكل مرضى أو عصرى حتي ولو أستخدمنا الطائرات المروحية !! لا حل أمامنا غير الإنتقال ولنبدأ بالمراكز الحكومية، هل تعلم بأن مبني الأذاعة والتلفزيون يشغله 35 الف موظفأ؟ هل تعلم بان وزراة الأسكان بشارع القصر العيني يشغلها فوق العشرون الف موظف !! هل تعلم أن وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي بشارع القصر العيني يشغلها فوق العشرة الاف موظف ؟ هل يعلم أحد أن مجلس الوزراء ومركز دعم القرار ووزارة الصحة والعدل والمالية ومجلس الشعب والشورى يتعدى موظفي هذه الهيئات والوزارات في شارع واحد طوله 500 متر طولي فوق الخمسون ألف موظف !!
هذه عشوائية تناظر عشوائية ( الدويقة ) وعشوائية ( السلام ) وعشوائية
( الكلح ) بالمعادي والبساتين الفرق الوحيد أن عشوائية وسط البلد يسكنها الحكام والوزراء ورؤساء الحكومات والأفنديات بتوع الحكومة ومجلس الشعب والشورى !!
أما الأخرى يسكنها غلابة شعب مصر والغير قادرين، والمهمشين، فماذا تنتظر حكومة "أكس واى" !!
[email protected]