أطفال غزة والعدالة الحجرية
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
الانتهاكات الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة وخصوصًا فى غزة، منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضي، فاقت فى ضراوتها كل المآسى والمحارق النازية والهولوكوست التى حدثت تاريخيًّا واستمرت آثارها السلبية تروى بصورة وحشية لتحكى حكايات وقصصًا مأساوية أشبه بالخيال، حيث تغولت فيها الرغبات الحيوانية لكائنات منزوعة العقل على كل قيم الإنسانية، وفى اختراق صارخ لكل المواثيق الدولية والقوانين الوضعية والأخلاقية وحقوق الإنسان وكرامته.
وما بين تتار الماضى والنازيين الجدد سمات مشتركة، أهما اللاقلب واللاوعي، واللاعقل، فما أقسى الحياة وما أشد الواقع بأسًا إذا تم التعامل مع البشر على أنهم قطيع من الجرذان يجب القضاء عليهم بأى وسيلة كانت محرمة أو مجرمة، حرقًا أو بالأسلحة المجرمة دوليًا أو بهدم المنازل فوق رؤوسهم أو بمواجهتهم بقوة القتل الثلاثية، جوًا وبرًا وبحرًا، المهم الإبادة والتطهير العرقى فى واحدة من أبشع المجازر التاريخية.
وبالطبع لم يفرق الاحتلال اليهودى خلال حربه الدموية بين الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، فجميعهم أهداف متحركة يجب القضاء عليها بأى وسيلة.. والأهم هو الانتهاء من الأطفال قتلا وتعذيبا وحرقا كمرحلة أولى فى محاولة للقضاء على الجذور ووقف تكاثر أصحاب الأرض والإرث وورثة الأنبياء وحراس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فى ظل موت الضمير العالمى وغيبوبة أمة ضحكت من جهلها الأمم، فالبعض باع، والبعض خان، والماسك على دينه ومبادئه وأخلاقه كالماسك على جمر.
وفى ظل الموت العربى تجوب المظاهرات الرافضة للعدوان الإسرائيلى على غزة أنحاء العالم بصورة غير مسبوقة، فالمواقف الشعبية الرافضة أعلى صوتًا من الحكومات المستسلمة والمطبعة التى باتت تتابع ما يحدث عبر شاشات التليفزيون كأنه فيلم سينمائى من أفلام الخيال العلمى.
وفى إطار ضمير الشعوب العالمى الحى وثقت مجموعة من الصحفيين الأستراليين فيلمًا عن تعذيب إسرائيل للأطفال الفلسطينيين، وهم الأمر الذى أثار غضبا دوليا ضد إسرائيل بعد أن عرض الفيلم انتهاكات حقوق الطفل فى غزة.
وثق الفيلم الذى أنتج تحت عنوان «العدالة الباردة الحجرية» كيف يتعرض الأطفال الفلسطينيون الذين تم اعتقالهم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية واحتجازهم للإيذاء الجسدى والتعذيب وإجبارهم على الاعترافات الكاذبة ودفعهم لجمع معلومات استخباراتية عن النشطاء الفلسطينيين.
وعلى المستوى الدبلوماسى تحدثت وزيرة الخارجية الأسترالية جولى بيشوب، ضد استخدام إسرائيل للتعذيب قائلة: «إننى أشعر بقلق عميق إزاء مزاعم سوء معاملة الأطفال الفلسطينيين»، ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأسترالية، إيجال بالمور، انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة فى الفيلم بأنها «شيء لا يطاق».
باختصار.. التقارير المأساوية عن وضع الأطفال الفلسطينيين فى غزة كشفت أنه يتم استهدافهم بالاعتقالات الليلية ومداهمة منازلهم وأنهم يهددون بالقتل ويتعرضون للعنف الجسدى والحبس الانفرادى والاعتداء الجنسى.
لقد أثار الفيلم استنكارا دوليا بشأن معاملة إسرائيل للأطفال الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية، ويبقى الجانب الآخر من الحكاية المأساوية التى لم يتعرض لها الفيلم وهى أن الأطفال الناجين من سجون الاحتلال رغم فظاعته وقسوته يواجهون مصيرًا محتومًا لا يقل ضراوة، وأيضا على يد المحتل الغاصب، وهو الموت قتلا بالرصاص أو حرقا بالقنابل الفسفورية أو خنقا تحت الأنقاض أو هدفا لرصاصات طائشة أو تحت عجلات المدرعات الحربية.
ما أقساها من حياة بائسة لأطفال بدلا من أن يذهبوا إلى مدارسهم أو يلعبوا مع ذويهم فإنهم يواجهون الموت كل لحظة من الزائر الوحيد الذى يخطف أرواح كل من يحبون وينتظرون قدومه فى كل لحظة وأحيانا يتمنونه وينتظرون قدومه بعد ما سبقهم إليه الأهل جميعا، فربما كان الموت الحقيقة الواحدة لوضع نهاية لمأساتهم ومعاناتهم التى فاقت كل احتمال.. الجرائم الإنسانية التى تحدث فى غزة ليس الاحتلال وحده المسئول عنها.. عموما عند الله تجتمع الخصوم.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: باختصار الانتهاكات الاسرائيلية الأراضى المحتلة غزة السابع من أكتوبر فى غزة
إقرأ أيضاً:
منتخب مصر ضد المغرب.. مواجهة صعبة على "شط القناة"
اختتم منتخب شباب مصر مواليد 2005 لكرة القدم بقيادة مديره الفني البرازيلى ميكالى تدريباته اليوم بالملعب الفرعي بإستاد هيئة قناة السويس استعدادا للقاء نظيره المغربي غدًا الخميس، الساعة الثامنة مساءً، بإستاد هيئة قناة السويس بالإسماعيلية، فى الجولة الافتتاحية لدورة شمال أفريقيا المؤهلة إلى كأس الأمم الأفريقية، ويسبق هذا اللقاء مواجهة أخرى بين الشقيقين ليبيا وتونس الساعة الخامسة مساء غدًا، وتشهد البطولة افتتاحًا تم التجهيز له بين اللجنة المنظمة والاتحادين المصري وشمال أفريقيا للظهور بشكل لائق.
وشهد التدريب قوة وحماس وإصرار من أحفاد الفراعنة الذين يتطلعون لتحقيق نتيجة طيبة فى مستهل مشوارهم بالتصفيات الإفريقية، ميكالى المدرب البرازيلى القدير عقد جلسات تحفيزية مكثفة مع احفاد الفراعنة على هامش محاضراته الفنية وطالبهم بالتركيز والالتزام الكامل بتعليماته.
وتعد مباراة منتخب مصر والمغرب واحدة من المواجهات الصعبة فى ظل التنافس المتبادل بين الدولتين على زعامة الكرة الإفريقية سواء فى المنتخبات الكبار أو الشباب والناشئين ، وقد شهدت المواجهات الأخيرة تفوقا مغربيا فى المواجهات المباشرة بالبطولات المختلفة ولذلك فالكثيرون يعتبرون لقاءات مصر والمغرب بمثابة قمم كروية فى المواجهات الإفريقية العربية بما فيها لقاءات الأندية فى البلدين الشقيقين.
وعقد ميكالى المدرب البرازيلى جلسات تحفيزية مكثفة مع أحفاد الفراعنة على هامش محاضراته الفنية وطالبهم بالتركيز والالتزام الكامل بتعليماته خاصة وأن المواجهة تأتي فى مستهل مهمته الجديدة التى بدأت بتوليه القيادة الفنية منذ شهر فقط، لبدء تكوين وصناعة جيل شبابي أوليمبي يكون نواة حقيقية عندما يكتمل نضجه ليلحق بالعناصر الواعدة التى قدمها لمصر خلال تجربته الأولمبية السابقة التى أثمرت عن تحقيق المركز الرابع فى أولمبياد باريس ٢٠٢٤ وهو الإنجاز الذى غاب عن مصر ٦٠ عاما.
إضافة إلى تواجد ٧ لاعبين فى صفوف المنتخب الأول وهم : حسام عبد المجيد واحمد عيد واحمد كوكا وإبراهيم عادل ومحمود صابر ومحمد شحاته واسامة فيصل المتواجدين حاليا فى صفوف المنتخب الأول بقيادة العميد حسام حسن وسبق تواجد الحارس حمزه علاء بينهم فى أول معسكرات المنتخب الأول عقب انتهاء الأولمبياد.
ورغم حالة الحماس والتحفيز التى يعيشها شباب الفراعنة منذ ولاية ميكالى الجديدة إلا أن هناك ظروف استثنائية تقام فيها مواجهة اليوم أبرزها ضيق فترة الإعداد التى خاضها اللاعبون تحت قيادة ميكالى والتى لم تتجاوز ١٥ يوما عمل وتدريبات تخللها مباراتان وديتان مع تنزانيا ، تعادل فيها شباب مصر سلبيا فى القاهرة وفازوا بثلاثية نظيفة فى التجربة الثانية بالإسماعيلية.
فى المقابل يستعد منتخب شباب المغرب بشكل منتظم للتصفيات منذ عامين تخللها عشرات المباريات الودية آخرها اللعب وديا مع مدارس عالمية للمثال لا الحصر : أمريكا وانجلترا وفرنسا، كما أن صفوف المغرب بها نحو ١٠ لاعبين محترفين بينما الفراعنة بينهم ثلاثة محترفين فقط هم : سليم طلب اللاعب الموهوب الذى يلعب فى هيرتا برلين وعمر خضر فى استون فيلا وعمرو خالد بيبو المحترف فى آراو بدورى التحدي فى سويسرا.
وبشكل عام ومع الفارق الزمنى فى فترات الإعداد وكمية التجارب الودية لدى الفريقين إلا أن ميكالى يراهن على ذكاء وروح اللاعب المصري فى تنفيذ أبجديات منهجه التدريبي أملا فى تحقيق طموحات المصريين فى التصفيات التى فرضتها الظروف عليه فى مستهل مهمته
وقد شهدت التدريبات وتجربتا تنزانيا شكلا جماليا وفنيا يبعث التفاؤل فى أبناء هذا الجيل ومن الأسماء التى ظهرت بشكل جيد الحارس عبد المنعم تامر وبوستنجي ومعتز محمد واحمد عابدين ومحمود لبيب فى الصفوف الدفاعية وكاباكا ومحمد السيد وسليم طلب وعبد الرحمن فارس فى خط الوسط وعمرو بيبو وخضر وزعلوك وعمورى فى الهجوم .
ولاقي شباب مصر اهتماما كبيرا من القيادات الرياضية على رأسهم د.اشرف صبحي وزير الشباب والرياضة الذى حضر ودية تنزانيا الثانية رفقة جمال علام رئيس اتحاد الكرة واللواء مشهور عضو مجلس الادارة ، والفريق اسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس الذى زار معسكر المنتخب أكثر من مرة وهناك دعم ومساندة كبيرة من محافظ وجماهير الإسماعيلية لكتيبة احفاد الفراعنة وقال د.محمد شيحه مدير البطولة أن اعداد مقبولة من الجماهير ساحضر المباراة فى إطار خطة التنظيم المتفق عليها مع الجهات المسئولة.