القصة الكاملة لزيارة نتنياهو إلى غزة .. الرقص على قبور الضحايا سمة زعيم إسرائيل بحثا عن مكسب وهمي
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
في صبيحة المظاهرات الحاشدة التي تظاهر فيها آلاف الإسرائيليين ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حاول زعيم كيان الاحتلال البحث عن مكسب زائف بالرقص على أجساد الضحايا، وذلك عبر زيارته للأماكن التي يتمركز فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة، ورغم وجود الهدنة مع اليوم الثالث لها، أعلن الجيش الإسرائيلي تحديد الأماكن المحددة التي زارها رئيس الوزراء.
وتأتي تلك الزيارة في ظل موجة من الانتقادات الشديدة التي يتعر لها نتنياهو، وذلك مع فشله في تحقيق أي انجاز يذكر في الحرب التي شنها على قطاع غزة، ولم يثبت أي شيء في حربه إلا قدرته على ارتكاب المجازر بحق الأبرياء من الشعب الفلسطيني، فيما فرضت حماس كلمتها عليه في نهاية المطاف، واستجاب زعيم إسرائيل لكافة شروطها الخاصة بصفقة التبادل التي تتم على مدار الأيام الثالثة الأولى من الهدنة.
نتنياهو زار قطاع غزة
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فقد التقى رئيس الوزراء بمقاتلين في قطاع غزة ودخل أحد أنفاق حماس، وقال وهو يقف وسط حطام غزة: "لدينا ثلاثة أهداف لهذه الحرب: القضاء على حماس، وإعادة جميع المختطفين لدينا، وضمان ألا تصبح غزة تهديدا لدولة إسرائيل مرة أخرى"، وخلال زيارته صباح اليوم (الأحد)، أعلن رئيس وزراء الحرب : "سنستمر حتى النهاية - حتى النصر، ولن يوقفنا شيء".
ووفقا لما جاء بالصحيفة العبرية، فقد قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بجولة في قطاع غزة، وتلقى نتنياهو مراجعات أمنية وتحدث مع القادة والمقاتلين وزار أحد أنفاق حماس التي تم الكشف عنها، ورافق رئيس الوزراء رئيس الأركان تساحي برافرمان، ورئيس الأركان تساحي هنغبي، والأمين العام العسكري لرئيس الوزراء آفي غيل، ونائب رئيس الأركان الجنرال أمير برعام.
التودد إلى الجنود لتبيض وجهه
وفي محاولة لإزالة الآثار التي تركتها زيارته الأخيرة لأحد تمركزات الجيش والتي تمت مهاجمته بها من الجنود الاحتياط، حاول رئيس الوزراء التودد للجنود، والحديث معهم كأصدقاء، وقال لهم خلال زيارته: "نحن هنا في القطاع مع مقاتلينا الأبطال، ونبذل قصارى جهدنا لإعادة مختطفينا، وفي النهاية سنعيدهم جميعا، فلدينا ثلاثة أهداف لهذه الحرب: القضاء على حماس، وأعد جميع المختطفين لدينا، وتأكد من أن غزة لن تشكل مرة أخرى تهديدًا لدولة إسرائيل".
ذكر نتنياهو لجنوده: "أنا هنا لأقول لأصدقائي هنا، للمقاتلين هنا، الذين يقولون لي نفس الأشياء، وأكرر هذا لكم، مواطني إسرائيل، سنستمر حتى النهاية، ولا شيء سيوقفنا، ونحن على قناعة بأن لدينا القدرة والقوة والرغبة والإصرار على تحقيق كل أهداف الحرب، وهكذا فعلنا".
مظاهرات حاشدة في عقر داره
وتأتي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد ليلة عصيبة في عقر داره، حيث تظاهر آلاف المستوطنين في تل أبيب وأمام منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مساء السبت، للمطالبة بالإفراج عن كل المحتجزين في قطاع غزة، كما طالب المتظاهرون برحيل نتنياهو من الحكومة، ووصفوه بالفاشل، وجاء ذلك في ثاني أيام الهدنة الإنسانية مع حماس، والتي من المفترض أن يتم بموجبها إطلاق سراح 50 محتجزا من غزة، مقابل 150 أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال.
وتعد هذه التظاهرة هي استمرار للغضب المتزايد داخل الكيان الإسرائيلي ضد الحكومة الإسرائيلية بعد أكبر إهانة يتعرض لها الجيش العبري مع عملية طوفان الأقصى التي قامت بها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس صبيحة السابع من أكتوبر الماي، وقد سبق تلك التظاهرة، أخرى مثيلة بالأسبوع الماضي، وتشير كافة التوقعات أن حرص نتنياهو على استمرار الحرب الحالية للهروب من المحاسبة الداخلية على ما جرى بطوفان الأقصى.
الصفقة تمت بشروط حماس
وبحسب صحيفة وللا العبرية، فقد كانت الصفقة التي تم عقدها مع حماس، ضربة موجعة لإسرائيل ونتنياهو قد تساوي وجيعة عملية طوفان الأقصى نفسها، وذكرت في تقرير لها، أنه لم يكن أحد يتخيل في بداية أزمة حماس الكبرى في 2006، وذلك حين الخلاف الأكبر من السلطة الفلسطينية، أنه يمكن أن يأتي يوما، وتكون لحماس راية داخل الضفة الغربية، ولكن في 3 ليال تاريخية، وهي الأيام الماضية من الهدنة، عكست المكاسب الغير مسبوقة لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، وكتائبها المسلحة من جنود القسام، حيث كانت الرايات والهتافات والأحاديث تعكس شعبية طاغية وغير مسبوقة للحركة داخل النسيج الفلسطيني.
واعترفت الصحف الإسرائيلية نفسها، أن حماس استطاعت أن تستولى على الضفة الغربية الآن بدون طلقة واحدة، على عكس غزة التي سيطرت عليها بمعركة حربية مع فتح، حيث زاد من تاريخية الأيام الثلاث، هو الصورة الذهنية لدى الشارع العربي في المقام الأول، ثم الشارع الغربي والإسرائيلي ذاته، في رقى التعامل مع الأسرى، حيث عكست الشهادات التي أدلى بها المفرج عنهم من كلا الطرفين عن قسوة وعنف تعامل إسرائيل من النساء والأطفال المفرج عنهم داخل سجونها، في مقابل إشادة حاولت إسرائيل إخفائها من قبل المفرج عنهم ممن كانوا محتجزين داخل قطاع غزة من الإسرائيليين، وكما رصدت القنوات الفضائية حجم الشعبية التي تحظى بها حماس في الضفة الغربية وكافة الميادين التي تجمع بها مؤيدي القضية الفلسطينية حول العالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رئیس الوزراء قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة عبرية إنه مع تراجع الصراعات مع حماس وحزب الله تدريجيا، تتجه إسرائيل الآن إلى التعامل مع الهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن.
وذكرت صحيفة "جيرزواليم بوست" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع تدهور حزب الله بشكل كبير، وإضعاف حماس إلى حد كبير، وقطع رأس سوريا، يتصارع القادة الإسرائيليون الآن مع الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على إسرائيل.
وأورد التحليل الإسرائيلي عدة مسارات لردع الحوثيين في اليمن.
وقال "قد تكون إحدى الطرق هي تكثيف الهجمات على أصولهم، كما فعلت إسرائيل بالفعل في عدة مناسبات، وقد يكون المسار الآخر هو ضرب إيران، الراعية لهذا الكيان الإرهابي الشيعي المتعصب. والمسار الثالث هو بناء تحالف عالمي - بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لمواجهتهم، لأن الحوثيين الذين يستهدفون الشحن في البحر الأحمر منذ السابع من أكتوبر لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب، بل للعالم أيضًا.
وأضاف "لا توجد رصاصة فضية واحدة يمكنها أن تنهي تهديد الحوثيين، الذين أظهروا قدرة عالية على تحمل الألم وأثبتوا قدرتهم على الصمود منذ ظهورهم على الساحة كلاعب رئيسي في منتصف العقد الماضي ومنذ استيلائهم على جزء كبير من اليمن".
وأكد التحليل أن ردع الحوثيين يتطلب نهجًا متعدد الجوانب.
وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر يوم الثلاثاء أن أحد الجوانب هو جعل المزيد من الدول في العالم تعترف بالحوثيين كمنظمة إرهابية دولية.
دولة، وليس قطاعاً غير حكومي
وحسب التحليل فإن خطوة ساعر مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى وجود مدرسة فكرية أخرى فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحوثيين، وهي مدرسة يدعو إليها رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا إيلاند: التعامل معهم كدولة، وليس كجهة فاعلة غير حكومية.
وقال إيلاند في مقابلة على كان بيت إن إسرائيل يجب أن تقول إنها في حالة حرب مع دولة اليمن، وليس "مجرد" منظمة إرهابية. ووفقاً لإيلاند، على الرغم من أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، إلا أنهم يسيطرون على جزء كبير منه، بما في ذلك العاصمة صنعاء والميناء الرئيسي للبلاد، لاعتباره دولة اليمن.
"ولكن لماذا تهم الدلالات هنا؟ لأن شن الحرب ضد منظمة إرهابية أو جهات فاعلة غير حكومية يعني أن الدولة محدودة في أهدافها. ولكن شن الحرب ضد دولة من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستدعاء قوانين الحرب التقليدية، الأمر الذي قد يضفي الشرعية على الإجراءات العسكرية الأوسع نطاقا مثل الحصار أو الضربات على البنية الأساسية للدولة، بدلا من تدابير مكافحة الإرهاب المحدودة"، وفق التحليل.
وتابع "ومن شأن هذا الإطار أن يؤثر على الاستراتيجية العسكرية للبلاد من خلال التحول من عمليات مكافحة الإرهاب إلى حرب أوسع نطاقا على مستوى الدولة، بما في ذلك مهاجمة سلاسل الإمداد في اليمن".
ويرى التحليل أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدهور قدرات اليمن على مستوى الدولة بدلاً من التركيز فقط على قيادة الحوثيين - وهو ما لم تفعله إسرائيل بعد - أو أنظمة الأسلحة الخاصة بها. ومع ذلك، هناك خطر متضمن: تصعيد الصراع وجذب لاعبين آخرين - مثل إيران. وهذا ما يجعل اختيار صياغة القرار مهمًا.
وأشار إلى أن هناك أيضًا آثار إقليمية عميقة. إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من شأنه أن يناسب مصالح دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديدًا مباشرًا والتي قاتلتهم بنفسها.
إعلان الحرب على اليمن يعقد الأمور
أكد أن إعلان الحرب على اليمن من شأنه أن يعقد الأمور، حيث من المرجح أن تجد الإمارات العربية المتحدة والسعوديون صعوبة أكبر في دعم حرب صريحة ضد دولة عربية مجاورة.
وقال إن الحرب ضد منظمة إرهابية تغذيها أيديولوجية شيعية متطرفة ومدعومة من إيران شيء واحد، ولكن محاربة دولة عربية ذات سيادة سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا.
وطبقا للتحليل فإن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يتماشى مع الرواية الإسرائيلية الأوسع لمكافحة وكلاء إيران، ومن المرجح أن يتردد صداها لدى الجماهير الدولية الأكثر انسجاما مع التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب. ومع ذلك، فإن تصنيفهم كدولة يخاطر بتنفير الحلفاء الذين يترددون في الانجرار إلى حرب مع اليمن.
بالإضافة إلى ذلك حسب التحليل فإن القول بأن هذه حرب ضد منظمة إرهابية من الممكن أن يعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين، في حين أن القول بأنها حرب ضد اليمن من الممكن أن يضفي الشرعية عن غير قصد على سيطرة الحوثيين على أجزاء أكبر من اليمن.
وأكد أن ترقية الحوثيين من جماعة إرهابية إلى دولة اليمن من الممكن أن يمنحهم المزيد من السلطة في مفاوضات السلام والمنتديات الدولية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع دول أخرى، وتغيير طبيعة التعامل الدولي مع اليمن.
يضيف "قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تقويض سلطة الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن ومنح الحوثيين المزيد من النفوذ في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بشكل دائم".
ولفت إلى أن هناك إيجابيات وسلبيات في تأطير معركة إسرائيل على أنها ضد الحوثيين على وجه التحديد أو ضد دولة الأمر الواقع في اليمن.
وتشير توجيهات ساعر للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالضغط على الدول المضيفة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية إلى أن القدس اتخذت قرارها.
وخلص التحليل إلى القول إن هذا القرار هو أكثر من مجرد مسألة دلالية؛ فهو حساب استراتيجي له آثار عسكرية ودبلوماسية وإقليمية كبيرة.