بوابة الوفد:
2024-09-19@03:27:42 GMT

الأسعار الذاكرة الحية للإذلال

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

أوهمت نفسى كثيرًا أن الارتفاعات غير المسبوقة فى الأسعار، سواء المكتوبة منها على السلع أو التى نتلقاها شفاهة عن طريق حاسة السمع، هى من قبيل تلك الأخطاء المطبعية التى تقع فيها بعض الصحف دون قصد، تلك الأخطاء التى يتبدل فيها حرف مكان آخر أو يتغير، فيتحول المعنى إلى النقيض ويكون سببًا فى أزمات كبيرة، مثل كلمة «يتجول» التى حل فيها حرف «الباء» مكان «الجيم»، أو كلمة «العامر» عندما أخذ حرف «الهاء» مكان «العين»، والأمثلة فى هذا الشأن كثيرة، ومن المؤكد كما أوهمت نفسى أن عملية تحجيم الأسعار حدث بها خطأ مشابه للأمثلة السابقة، فتحول المعنى من «تحجيم الأسعار» إلى «جحيم الأسعار»، وسوف يتم تدارك الأمر فى أسرع وقت مصحوبًا برسالة اعتذار عن هذا الخطأ من الحكومة أو أى مسئول فيها أو عنها.

 

هذا المسئول الذى يغضب غضبًا شديدًا إذا اقترن اسمه بخطأ مطبعى غير مقصود، فيسارع برفع دعوى قضائية لرد اعتباره، وبعد وساطة الأصحاب والأحباب تهدأ ثورته، وينكمش غضبه، ويقتنع فى النهاية بأن ما حدث كان خطأ مطبعيًا مجردًا من سوء النية، فيقبل الاعتذار، وعفا الله عما سلف، فى ظل هذا الوهم الذى أقنعت نفسى به قليلًا، أردت أن تتبدل الأدوار، فيسارع المسئول عن هذا الخطأ المطبعى الذى تسبب فى هذه الحالة الجنونية من ارتفاعات الأسعار أن يقدم لنا اعتذارًا، ثم نتفهم هذا الخطأ ثم نقبل هذا الاعتذار، ويمر الأمر كأن شيئًا لم يكن، ولكن للأسف الشديد لم يكن الأمر كذلك ولن يكون. 

فاستمرت معدلات التبريرات فى النمو، وأخذ عدد «الشماعات» فى الازدياد، وعلينا كمستهلكين أو «زبائن» ليس فقط الاقتناع بتلك الأسباب، بل التصفيق لها أيضًا، لأن الأمر أكبر من قدراتنا على الاستيعاب، وأوسع من نطاق تصوراتنا للأشياء، وهذا ما أشار إليه أحد الإعلاميين وقال: «لا يجب أن يشغلنا أكل ولا شرب ولا غاز ولا كهرباء، ولا يجب أن نقول كيلو السمنة أو السكر بكام، لأن الموضوع أكبر من كده، الموضوع فوق خيالك»، وقال هذا الإعلامى: «إن البلد النهارده عاوزة كل واحد صامد وواقف معاها وأن أنسى حالى الشخصى، فالأمن القومى يتعرض للخطر». 

ومع يقينى بأن الأخطار تحيط بنا من كل مكان، وأن الزيادة السكانية تلتهم ثمار الإصلاح، وأن تقلبات الطقس والتغيرات المناخية تؤدى إلى نقص بعض السلع الغذائية، بالإضافة إلى تلك التوترات العالمية القريبة منا والبعيدة عنا، كل هذه العوامل تؤثر على الأسعار وتؤدى إلى ارتفاعها، ويجب ألا ننسى إضافة بند جشع بعض التجار إلى القائمة السابقة، والسؤال هنا: ما الخطط التى وضعتها الحكومة مسبقًا لمواجهة مثل هذه التحديات؟ وأين الرؤى المستقبلية التى رسمتها الحكومة للحد من هذه الأخطار وتأثيرها؟! 

نحتاج إلى إجابات مقنعة من السادة المسئولين، إجابات لا يكون مفادها استبدال حالة الشكوى بحالة الحمد و«بوس الأيادى وش ودهر» على ما وصلنا إليه!، وأنه لولا الجهود المضنية التى تقوم بها الحكومة لكانت الأسعار أشد فتكًا وإعصارًا!، ثم نحتاج إلى الخروج من دوامة الاتهامات المتبادلة بين التاجر والحكومة، وأيهما السبب والمتسبب فى تلك الارتفاعات الجنونية التى أصابت كل القطاعات تقريبًا، فهذه الاتهامات ليست بجديدة أو وليدة اللحظة.

نحن فى حاجة إلى مسئول يلعب دور الوساطة فى عملية صلح معقدة بيننا وبين الفول والطعمية والكشرى والعدس البصل والسكر وباقى السلع الغذائية، التى ارتفع سعرها وخاصمت موائد البعض منا، نحن فى حاجة إلى عملية صلح وإصلاح بين هياكل الأجور والأسعار، نحن فى حاجة إلى من يرى أن الزيادة السكانية ثروة يمكن استغلالها، وطاقة قادرة على الإنتاج وتجاوز المستحيل وليست عبئًا يلتهم ثمار كل شىء! 

نحن فى حاجة إلى من يرد للجنيه هيبته، بعد أن أصبحت قيمته تساوى حزمة خضار!، وأن يرد له خاصيته فى «لحلحة» الأشياء عندما أطلق عليه البعض لقب «اللحلوح»، نريد إجراء عملية جراحية لهذا الجنيه تقوم باستئصال جميع ألقابه ومرادفاته ومعانيه السلبية، التى تعبر عن ضعفه مثل «الملطوش» و«الأهيف» و«الزغلول». 

الخلاصة.. إن الارتفاعات الجنونية التى ضربت كل شىء، وخاصة أسعار السلع الغذائية مؤخرًا وتوابعها، ستكون ذاكرة حية من الإذلال، لن ينساها رجل مسن أو سيدة عجوز وقفت لساعات فى طابور طويل للحصول على كيلو سكر بسعر مخفض ثم خرجت فارغة الأيدى، ذاكرة حية من الإذلال لن ينساها رب أسرة «انكسرت نفسه» أمام أولاده، بعد أن عجز عن سد حاجاتهم وتلبية متطلبات معيشتهم الأساسية. 

فى النهاية.. نحتاج إلى حل، والحل عند الحكومة لأنها صاحبة القرار والسلطة والمسئولية.

 

[email protected] 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب الأسعار

إقرأ أيضاً:

بسنت صيام تهدي العمرة الثانية لـ سعاد حسني (فيديو)

أعلنت الفنانة بسنت صيام، عبر حسابها الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام»، عن انتهائها من أداء شعائر العمرة للمرة الثانية، وإهداء ثوابها للفنانة الراحلة سعاد حسني، مشيرة إلى أنها كانت تخطط لأن تفعل هذا منذ الطفولة.

وشاركت بسنت صيام، مقطع فيديو عبر حسابها الرسمي على «إنستجرام»، تكشف من خلاله عن أداء العمرة بالنيابة عن الفنانة الراحلة سعاد حسني، قائلة: «وعدت ووفيت يا ست سعاد، الحمد لله وربنا يتقبل، العمرة التانية اللي عملتها كانت لسعاد حسني، وعد كنت وعدته من وأنا صغيرة إن أول ما ربنا يكتبلي عمرة هعملها واحدة».

عرض هذا المنشور على Instagram

تمت مشاركة منشور بواسطة ???????????????????????????? ???????????????????? | بسنت صيام (@passantseyam)

وأضافت بسنت صيام: «حبي ليها مش حب عادي اللي يعرفني عارف ان بيتي كله صورها عندي لبس و شنط و حاجات كتير عليها صورها، أنا حبيت الفن منها و أنا صغيرة كنت عايزة أمثل عشان أمثل افلامها بس مش هو ده الحب أنا بحبها اللي هو ديماً بترحم عليها وادعيلها واقرالها قرآن».

وتابعت: «طول عمري شايفة اني معنديش هدية اكبر ولا احلى من العمرة اهديها بيها و الحاجة الوحيد اللي ممكن تكون هي محتاجاها و كمان هي معندهاش أولاد، وللأسف على قد ما الناس كلها بتحبها الناس مبتفتكرش تترحم ولا تدعي للفنانين معرفش ليه».

وواصلت: «أنا مكنتش ناوية اتكلم في الموضوع ده عشان دي حاجة بيني و بينها و بين ربنا بس بقالي شوية بضايق و بستغرب اوى ازاي الناس تكون بتحب فنان او فنانة اوى و يجروا عشان يتصوروا معاهم و في نفس الوقت يقطعوا فيهم و يشتموهم و يستحلوا الكلام في عرضهم كدة، بجد حاجة مخى مش فاهمها».

وأوضحت أنه «كله كوم بقى و لما يبقى الكلام ده على حد أتوفي و الفكرة ان ديماً الناس دي بتتكلم بالدين طب ده حتى الدين بيقول أذكروا محاسن موتاكم، نفسي تاخدوها حاجة كدة و انتوا بتتفرجوا على التليفزيون ولقيته ممثل بتحبوه و توفى خدوا عشر ثواني اقروله الفاتحة و لو يا سيدي شايف ان اللي بيعمله حرام قول لنفسك كدة معناه انه محتاج الدعوة اكتر».

اقرأ أيضاًشقيقة سعاد حسني ترد على تصريحات إيناس الدغيدي بشأن انتحار السندريلا (خاص)

سميرة أحمد: تعلمت الإلقاء من عبد الوارث عسر.. وأنا من رشحت سعاد حسني للسفيرة عزيزة

«سعاد حسني ومحمد هنيدي».. صفات برج الدلو بين الحنان والصدق (تفاصيل)

مقالات مشابهة

  • مأرب .. ندوة فكرية تدعو لإنعاش الذاكرة الوطنية للأجيال بنضالات شهداء ثورة 26 سبتمبر المجيدة
  • النوفل يكشف سبب تواجد فهد المولد في دبي قبل تعرضه للحادث.. فيديو
  • بسنت صيام تهدي العمرة الثانية لـ سعاد حسني (فيديو)
  • تكريم محمد الشوبي في مهرجان الناظور لسينما الذاكرة
  • حوار الذاكرة القصيرة في حياة الشعوب.
  • «القاهرة الإخبارية»: نجاح سحب السفينة «سونيون» إلى مكان آمن دون تسرب نفطي
  • معرض أهلا مدارس بالفيوم.. ملاذ أولياء الأمور لشراء «السبلايز» بأرخص الأسعار
  • العراقي يفتح استيراد أسماك "الكارب الحية" لمدة ثلاثة أشهر
  • مناورات روسية صينية بالذخيرة الحية في بحر اليابان
  • الكشف عن مكان إطلاق الصاروخ الحوثي نحو إسرائيل.. وفيديو يوثق لحظة إطلاقه