لجريدة عمان:
2025-01-31@06:05:43 GMT

المرضى والأطباء ليسوا أهدافا عسكرية

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

ترجمة ـ قاسم مكي -

«ما قيمة الناس في حروب اليوم؟ إنهم سلع قابلة للاستهلاك. لا فرق في ذلك بين أن يكونوا أحياء أو أمواتا. (في حروب اليوم) الأطباء والمرضى أهداف مشروعة. النساء والأطفال والمرضى والجرحى ومن يقدمون لهم الرعاية محكوم عليهم بالإعدام. أوقفوا هذه الهجمات!»

بهذه الكلمات تحدثت أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في مايو 2016 بصفتي رئيسة منظمة «أطباء بلا حدود».

قوبل خطابي بالتصفيق.

بعد سنوات لاحقا وفيما يجد عاملو الرعاية الصحية والمرضى أنفسَهم تحت حصار الحروب مرة أخرى في غزة وأوكرانيا، أتساءل إذا كان العالم ينصت حقا.

في الساعات الأولى من يوم 3 أكتوبر 2015 أصابت خمس ضربات جوية مركز معالجة الإصابات البليغة الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود في قندوز بأفغانستان. لم يتوافر الوقت للمرضى والعاملين في المركز للفرار. ومات الجرحى والعاجزون عن الحركة في أسِرَّتهم حرقا وهم أحياء.

في رئاسة المنظمة عبرنا عن صدمتنا وغضبنا من خلال المطالبة بإجراء تحقيق مستقل. تحملت الولايات المتحدة المسؤولية وتوصلت إلى أن ذلك القصف حدث عن طريق الخطأ بسبب «ضباب» الحرب. طالبنا ومعنا آخرون المجتمع الدولي بإدراك أن الحروب يجب أن تقف عند أبواب المشافي.

بعد عام لاحق أجاز مجلس الأمن القرار رقم 2286 بالإجماع. أدان القرار الهجمات على المرضى والمصابين والعاملين في تقديم الخدمات الصحية والإنسانية ووسائل النقل (سيارات الإسعاف) والمعدات الطبية والمشافي والبنية الأساسية الصحية وفقا للقانون الإنساني الدولي.

لكن «لحظة التآخي» هذه لم تستمر طويلا. الآن وفي عام 2023 بدا كل ذلك المجهود والغضب والعمل بلا معنى. فالهجمات على مقدمي الرعاية الصحية أصبحت مرة أخرى حدثا عاديا أثناء الحرب في أوكرانيا وفي حرب غزة. وفي حين تختلف كل حالة عن الحالات الأخرى إلا أن استهداف المرضى ومن يقدمون لهم الرعاية الطبية يجب أن يكون خطا أحمر.

في أثناء كتابتي لهذا المقال يتعرض العاملون في الحقل الطبي وأولئك الذين يحتاجون إلى مساعدتهم لهجمات لا تتوقف في أرجاء قطاع غزة. فهنالك قصف متواصل حول مجمع مستشفى الشفاء وهو أكبر مؤسسة طبية في غزة.

في يوم 5 نوفمبر دخلت القوات الإسرائيلية المستشفى خلال تواجد أفراد الطاقم الطبي و600 مريض بالداخل بمن فيهم مواليد خدَّج في حاضنات.

أرسل جراح من منظمة أطباء بلا حدود هذه الرسالة «ليست لدينا كهرباء. لا يوجد ماء في المستشفى. لا يوجد طعام. الناس سيموتون خلال ساعات قليلة مع عدم وجود أجهزة تنفس عاملة. أمام البوابة هنالك العديد من الجثث. ويوجد مرضى أيضا. نحن لا نستطيع إدخالهم إلى المستشفى».

خرج مئات المرضى من مستشفى الشفاء يوم 18 نوفمبر بعد أن طلب منهم المسؤولون الإسرائيليون الذهاب إلى «منطقة آمنة» في جنوب غرب قطاع غزة. وفي نفس اليوم مات قريب أحد أفراد «منظمة أطباء بلا حدود» وجرح آخر في هجوم على قافلة للمنظمة كانت تحاول إجلاء 137 شخصًا من مبانيها القريبة من المستشفى.

تعللت السلطات الإسرائيلية سابقا بعمليات لحماس في الشفاء كسبب لدخول المستشفى. ليست لدى العاملين أو المرضى في مستشفى الشفاء أية معلومات مباشرة عن مثل هذا الوجود. ونحن نجدد نداءنا لاحترام وحماية المؤسسات الصحية وعاملي الرعاية الصحية. يجب حماية المشافي دائما وفي كل الأوقات.

قواعد الحرب واضحة جدا. فالمدنيون يجب الحفاظ على حياتهم. وعلى الدول التي تشن الحرب مسؤولية الضبط السليم لأعمالها الحربية. هذا يعني تجنب مهاجمة المشافي وأولئك الذين يحتاجون بشدة لخدماتها. كما تقع عليها أيضا مسؤولية تيسير عمليات الإخلاء الطبي عند الحاجة. فمثل هذه العمليات يستحيل على الأطباء الموجودين على الأرض تنسيقها عندما يكون المرضى مصابين بجراح أو غير قادرين على المغادرة أو عند حصار المشافي وقصف سيارات الإسعاف مما يعني عدم وجود وسائل لوجستية أو ضمانات أمنية للإخلاء الآمن. يجب عدم تحويل المشافي عمدا إلى مكان للقتل.

في أية حرب يجب حماية الطاقم الطبي وتمكينه من علاج المرضى دون أي قيد. أطباء غزة الآن منهكون تماما ويعملون فوق طاقتهم. لكنهم يستمرون دون كلل أو ملل في تقديم الرعاية لمرضى إصاباتهم بليغة على الرغم من افتقارهم للموارد الضرورية وقلقهم على سلامتهم الشخصية.

في أواخر أكتوبر أرسل لي طبيب طوارئ من منظمة أطباء بلا حدود صورة لوحة بيضاء من مستشفى العودة. كانت اللوحة (التي تُسجَّل فيها العمليات الجراحية الحالية والقادمة) خالية تماما من أية كتابة وبها فقط هذه الرسالة « لقد فعلنا ما بوسعنا. تذكرونا».

سبق لي أن عملت كطبيبة في مناطق الحروب. وأعلم أنه في أثناء الفوضى التي تكتنف شن الحرب كثيرا ما تكون المشافي آخر شيء «إنساني» يكون متاحا. لذلك حرمان المدنيين من الحصول على الرعاية الصحية عندما تشتد حاجتهم إليها يطفئ آخر ومضة أمل في عالم من الدمار والتقتيل.

يجب أن يحافظ المجتمع الدولي على قواعد الحرب وألا يسمح لأي أحد يؤذي المدنيين العزّل بالإفلات من المحاسبة. إنسانيتنا المشتركة يجب أن تنتصر. وأنا أضم صوتي إلى العديدين الذين ينادون الآن بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.

لا يمكنني تصديق أنني احتاج مرة أخرى إلى كتابة الكلمات التالية: أوقفوا هذه الهجمات!.

جوان ليو أستاذة بمدرسة السكان والصحة العالمية في جامعة ماكجيل والرئيسة الدولية سابقا لمنظمة أطباء بلا حدود.

ترجمة خاصة لـ عمان عن الفاينانشال تايمز

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: منظمة أطباء بلا حدود الرعایة الصحیة یجب أن

إقرأ أيضاً:

المجمع الطبي في درعا البلد… خدمات متكاملة لتعزيز الرعاية الصحية

درعا-سانا ‏

خدمات تتعلق بصحة الأم، والطفل، والتدابير والإسعافات الأولية، يقدمها ‏المجمع الطبي في درعا البلد لنحو 200 ألف نسمة يقطنون في درعا البلد، ‏وطريق السد والمخيمات.‏

رئيس المجمع الدكتور زياد المحاميد أفاد لمراسلة سانا، بأن المجمع يضم ‏مجموعةً من العيادات المتخصصة لرعاية الحوامل، وصحة المرأة خلال ‏فترة الحمل وما بعدها، ويوفر الاستشارات الطبية والفحوصات اللازمة ‏لضمان سلامة الأم والجنين، وخدمات التغذية للأطفال والنساء الحوامل، مع ‏التركز على التوعية بأهمية الغذاء الصحي في دعم النمو السليم للطفل ‏والحفاظ على صحة الأم، إضافة إلى العيادة السنية.

ويضم المجمع حسب الدكتور المحاميد، عيادة متخصصة بمرضى السكري ‏لمتابعة حالاتهم الصحية، وتقديم الإرشادات اللازمة لضبط مستويات السكر ‏في الدم، كما يقدم خدمات اللقاح الروتيني للأطفال وفق البرنامج الوطني ‏للتحصين، إضافة إلى خدمات مخبرية من خلال إجراء التحاليل الطبية ‏الأساسية للكشف عن الأمراض وتشخيصها بدقة.‏

‏ وبخصوص الأطفال، ذكر المحاميد أن المجمع يقدم الرعاية المتكاملة لصحة ‏الطفل (‏IMCI)، وهي خدمة تهدف إلى الاكتشاف المبكر للأمراض الأكثر ‏شيوعاً بين الأطفال ومعالجتها بطرقٍ علميةٍ حديثة، لضمان نموٍ صحيٍّ ‏وسليم، لافتاً إلى وجود صيدلية تقدم بعض الأدوية الأساسية، والضمادات ‏التي يحتاجها المرضى، ما يخفف من أعباء البحث عن الأدوية في أماكن ‏أخرى.‏

وأكد المحاميد أن المجمع الطبي يمثل ركيزةً أساسية في توفير الخدمات ‏الصحية لسكان المنطقة وما حولها، وأن الكوادر الطبية العاملة فيه تبذل ‏جهوداً مستمرة لضمان وصول الرعاية الصحية إلى الجميع، مشيراً إلى أن ‏مديرية الصحة في درعا تعمل على تعزيز الخدمات المقدمة، وتوفير المزيد ‏من الأدوية والتجهيزات الطبية وفق الإمكانيات المتاحة، بما يحقق أفضل ‏استجابة لاحتياجات المرضى، ويسهم في تحسين الواقع الصحي في المنطقة.‏

مقالات مشابهة

  • سفيرة إستونيا: نسعى لتعزيز التعاون مع الإمارات في الرعاية الصحية الرقمية
  • المجمع الطبي في درعا البلد… خدمات متكاملة لتعزيز الرعاية الصحية
  • مدير صحة دبي: نفخر بالتعاون مع هيئة الرعاية الصحية المصرية 
  • 5 حلول ذكية ترتقي بجودة وكفاءة الرعاية الصحية
  • مبادرة خريجي «طب».. 3 أسرّة صدقة جارية لمرضى وحدة الرعاية المركزة بكفر الشيخ
  • وكيل صحة بالمنوفية يُكرم الفائزين بجائزة أفضل مشروع تحسين جودة الرعاية الصحية
  • أزمة في بريطانيا.. 43 ألف حالة انتظار في طوارئ المستشفيات والأطباء يستغيثون
  • مصر تحقق قفزات نوعية في الرعاية الصحية
  • «وزير الصحة»: نعمل على جذب المزيد من الاستثمارات في مجال الرعاية الصحية
  • غرفة الرعاية الصحية: ورش عمل واستراتيجيات جديدة لتسويق السياحة العلاجية