بوابة الوفد:
2025-02-10@01:49:25 GMT

تمثيلات الحرب والسلام فى الأدب العالمى (2)

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

فى المقال السابق ناقشنا الحرب والسلام فى إبداعات الروسى ليو تولوستوى والفرنسى ألبيركامو والألمانى المحارب يونغر. هنا سنعرج على الأدب العربى لنكتشف استعاراته ونفكّك كناياته لنقل تفاصيل ورؤى عن الحرب والسلام، ولنكشف الوجه الإنسانى الذى يظهر من ركام النزاع، كما يظهر الآن فى مأساة غزة. 

فى شعره يُصوّر محمود درويش السلام كزهرة رقيقة، تظهر من رماد الصراع، ويحوّل أبياته إلى استعارة مؤثرة لصراع من أجل السلام.

تنبض قصيدته «حالة الحصار» بالحنين إلى الهدوء والأمان وسط الواقع القاسى للاحتلال، مستخدمًا فى شعره شجرة الزيتون كرمز للصمود. تصبح الشجرة، بجذورها التى تتحمل أشد العواصف، استعارة مؤثرة للأمل الدائم فى السلام. يتحدث كأنه يصف مشاهد الحرب فى غزة:

لا لَيْلَ فى ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة

أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ

فى حلكة الأَقبية

يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ

بمنظار دبّابةٍ...

نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.

أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا،

واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ

فقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا.

أَيها الواقفون على عتبات البيوت!

اُخرجوا من صباحاتنا،

نطمئنَّ إلى أَننا

بَشَرٌ مثلكُمْ!

يروى كتابه «ذاكرة للنسيان» تجارب الشاعر المروعة فى بيروت خلال صيف عام 1982 عندما حاصرها الجيش الإسرائيلى بلا هوادة. أول ما يدهشنا فى هذا الكتاب هو عنوانه الذى يبدو متناقضًا «ذاكرة للنسيان». تشير الذاكرة فى هذا الكتاب مرات عديدة إلى حياة درويش فى الوطن، فى حين أن الغزو الإسرائيلى للبنان وحصار بيروت هى الأشياء التى يتمنى نسيانها. هنا تتشابك أقطاب الذاكرة والنسيان بطريقة تشكل تركيبة وسيطة جديدة تدين بوجودها لكليهما ولكنها لا تنتمى كليًا إلى أى منهما. وبالتالى، تم تحديد مكانة النص فى الفترة الفاصلة، باعتبارها تعكس موقف مؤلفه ورفاقه الفلسطينيين فى لبنان الذى مزقته الحرب.

يبدأ النص بحلم وينتهى بنوم المؤلف فى نهاية اليوم. بين استيقاظه ونومه، تجرى الأحداث ويتم استدعاء ذكريات الماضى، كلاهما متشابك فى فعل الكتابة. الكتابة بمثابة شاهد - عيان حى وأيضاً شاهد جماد صامت - كشاهد القبر- على الأحداث التى يصفها المؤلف. الكتابة هى أيضاً استعارة لكل الوجود فى النظرة العربية والإسلامية. ووفقًا لهذا الرأى الذى عبر عنه مؤرخ القرون الوسطى ابن الأثير بقوله إنّ الله خلق القلم وأمره فكتب فى الوجود كل ما سيبقى إلى يوم الدين.

فى ميدان الأدب، تكون استكشافات مواضيع الحرب والسلام ليست فقط انعكاسًا للحالة الإنسانية، ولكن أيضًا دعوة للتعاطف والفهم. من خلال كلمات تولستوى ودرويش وكامو، تتردد رغبة الإنسانية فى السلام، عابرة حدود الأزمنة وتخوم الثقافات، مذكرة بأنَّ فى سيمفونية الوجود الإنسانى، يمكن لألحان السلام أن تنساب بعيدًا عن صدى الحرب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المقال السابق الحرب والسلام

إقرأ أيضاً:

ترامب في رسالته لزيلينسكي: دفعنا لكم 300 مليار دولار..أين المُقابل ؟

قال دونالد ترامب، رئيس أمريكا، إنه تحدث مع فولودومير زيلينسكي الرئيس الأوكراني، وتباحثا بشأن دعم الجهود الأوكرانية في الحرب ضد روسيا. 

اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

وقال ترامب، في تصريحاتٍ صحفية، :"قُلت لزيلينسكي إننا نُريد مُقابلاً لقرابة 300 مليار دولار دفعتها أمريكا لأوكرانيا أثناء الحرب".

وأشار ترامب إلى أنه يُخطط لإجراء مُقابلة مع زيلنيسكي الأسبوع المُقبل، وشدد على أنه سيتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لإنهاء الحرب. 

وفي سياقٍ مُتصل، أشار فلوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، إلى أن بلاده تملك مخزوناً هائلاً من من الموارد والمعادن النادرة.

ويأتي حديث زيلينسكي في ظل تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن دعم بلاده لأوكرانيا مرهون بإمدادها بالموارد الأرضية النادرة والمعادن الأخرى.

وكان ترامب قد قال في تصريحاتٍ صحيفة يوم الجمعة، :"لو كُنت رئيساً لما شن بوتن حربه ضد أوكرانيا. 

وأضاف قائلاً :"سنعمل من إجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، هُناك أكثر من 700 ألف أوكراني تعرضوا للإصابة خلال الحرب".

وأكمل :"مدن كثيرة في أوكرانيا دمرت جراء الحرب، ما يحدث في أوكرانيا أمر مؤسف".

وأضاف ترامب :"سأتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

منذ اندلاع النزاع بين أوكرانيا وروسيا، لعبت الولايات المتحدة دورًا محوريًا في السعي لتحقيق السلام بين الطرفين. في أغسطس 2023، شاركت واشنطن في محادثات السلام التي استضافتها المملكة العربية السعودية، حيث اجتمع ممثلون من 42 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين والهند وأوكرانيا، بهدف التوصل إلى تسوية سلمية دائمة وعادلة للحرب في أوكرانيا. 

بالإضافة إلى ذلك، دعمت الولايات المتحدة خطة السلام المكونة من عشر نقاط التي اقترحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. خلال زيارة زيلينسكي لواشنطن في ديسمبر 2022، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن التزامه برؤية مشتركة للسلام، مشددًا على دعم الولايات المتحدة لقدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها. 

مع ذلك، تواجه الجهود الأمريكية تحديات معقدة. ففي نوفمبر 2024، رفعت إدارة بايدن القيود التي كانت تمنع أوكرانيا من استخدام الأسلحة الأمريكية لضرب عمق الأراضي الروسية، مما يمثل تغييرًا كبيرًا في السياسة الأمريكية وقد يؤثر على مساعي السلام. 

بالرغم من هذه التحديات، تواصل الولايات المتحدة دعمها للمبادرات الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء النزاع، مع التأكيد على أهمية الحلول السلمية والدبلوماسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • عمرو موسى: مصر دولة قوية تاريخها كبير ولها تجربة هائلة في الحرب والسلام
  • 50 مليار دولار تُسرق من أجور العاملين في أمريكا سنويا (الحلقة الثالثة)
  • «المثالية».. مصدر التفكير الدينى
  • تأثير قراءة الأدب الروائى على حياة القراء
  • محافظ أسيوط: استمرار أعمال التطوير والتجميل بميدان الحرب والسلام
  • قلم رصاص
  • ترامب في رسالته لزيلينسكي: دفعنا لكم 300 مليار دولار..أين المُقابل ؟
  • «لا»
  • 17 فيلمًا يتنافسون على جوائز «النجوم الجديدة» بمهرجان الإسماعيلية السينمائي
  • الأردن وأمريكا.. الرقص على حافة الحرب والسلام