بوابة الوفد:
2025-02-16@15:25:05 GMT

تمثيلات الحرب والسلام فى الأدب العالمى (2)

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

فى المقال السابق ناقشنا الحرب والسلام فى إبداعات الروسى ليو تولوستوى والفرنسى ألبيركامو والألمانى المحارب يونغر. هنا سنعرج على الأدب العربى لنكتشف استعاراته ونفكّك كناياته لنقل تفاصيل ورؤى عن الحرب والسلام، ولنكشف الوجه الإنسانى الذى يظهر من ركام النزاع، كما يظهر الآن فى مأساة غزة. 

فى شعره يُصوّر محمود درويش السلام كزهرة رقيقة، تظهر من رماد الصراع، ويحوّل أبياته إلى استعارة مؤثرة لصراع من أجل السلام.

تنبض قصيدته «حالة الحصار» بالحنين إلى الهدوء والأمان وسط الواقع القاسى للاحتلال، مستخدمًا فى شعره شجرة الزيتون كرمز للصمود. تصبح الشجرة، بجذورها التى تتحمل أشد العواصف، استعارة مؤثرة للأمل الدائم فى السلام. يتحدث كأنه يصف مشاهد الحرب فى غزة:

لا لَيْلَ فى ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة

أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ

فى حلكة الأَقبية

يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ

بمنظار دبّابةٍ...

نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.

أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا،

واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ

فقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا.

أَيها الواقفون على عتبات البيوت!

اُخرجوا من صباحاتنا،

نطمئنَّ إلى أَننا

بَشَرٌ مثلكُمْ!

يروى كتابه «ذاكرة للنسيان» تجارب الشاعر المروعة فى بيروت خلال صيف عام 1982 عندما حاصرها الجيش الإسرائيلى بلا هوادة. أول ما يدهشنا فى هذا الكتاب هو عنوانه الذى يبدو متناقضًا «ذاكرة للنسيان». تشير الذاكرة فى هذا الكتاب مرات عديدة إلى حياة درويش فى الوطن، فى حين أن الغزو الإسرائيلى للبنان وحصار بيروت هى الأشياء التى يتمنى نسيانها. هنا تتشابك أقطاب الذاكرة والنسيان بطريقة تشكل تركيبة وسيطة جديدة تدين بوجودها لكليهما ولكنها لا تنتمى كليًا إلى أى منهما. وبالتالى، تم تحديد مكانة النص فى الفترة الفاصلة، باعتبارها تعكس موقف مؤلفه ورفاقه الفلسطينيين فى لبنان الذى مزقته الحرب.

يبدأ النص بحلم وينتهى بنوم المؤلف فى نهاية اليوم. بين استيقاظه ونومه، تجرى الأحداث ويتم استدعاء ذكريات الماضى، كلاهما متشابك فى فعل الكتابة. الكتابة بمثابة شاهد - عيان حى وأيضاً شاهد جماد صامت - كشاهد القبر- على الأحداث التى يصفها المؤلف. الكتابة هى أيضاً استعارة لكل الوجود فى النظرة العربية والإسلامية. ووفقًا لهذا الرأى الذى عبر عنه مؤرخ القرون الوسطى ابن الأثير بقوله إنّ الله خلق القلم وأمره فكتب فى الوجود كل ما سيبقى إلى يوم الدين.

فى ميدان الأدب، تكون استكشافات مواضيع الحرب والسلام ليست فقط انعكاسًا للحالة الإنسانية، ولكن أيضًا دعوة للتعاطف والفهم. من خلال كلمات تولستوى ودرويش وكامو، تتردد رغبة الإنسانية فى السلام، عابرة حدود الأزمنة وتخوم الثقافات، مذكرة بأنَّ فى سيمفونية الوجود الإنسانى، يمكن لألحان السلام أن تنساب بعيدًا عن صدى الحرب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المقال السابق الحرب والسلام

إقرأ أيضاً:

فنلندا: لا نرى أي فرصة لإنهاء سريع للحرب في أوكرانيا

ذكرت وزيرة خارجية فنلندا إلينا فالتونين، اليوم الجمعة، أنها لا ترى أي فرصة لإنهاء سريع للحرب الروسية في أوكرانيا، على الرغم من الجهود الأمريكية لإحلال السلام في أوكرانيا.

وأضافت في تصريحات نشرتها مجموعة "ريداكسيونسنيتسفيرك دويتشلاند" الإعلامية، في ألمانيا، "لدي ثقة ضئيلة بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتزم بخطة السلام الأمريكية".

وقالت الوزيرة الفنلندية "بعد كل ما فعله الروس في السنوات الـ15 الماضية والطريقة التي لا يزالون يهاجمون بها أوكرانيا اليوم ويشنون حرباً هجينة غادرة ضد أوروبا، فإن تحقيق السلام مع روسيا لا يزال بعيداً".

وأضافت فالتونين "طالما تواصل موسكو التركيز على اقتصاد الحرب والمضي قدماً في أهداف سياسية تتجاوز أوكرانيا بكثير، لا يمكن أن نقتصر المفاوضات على أوكرانيا ولا يمكن أن نثق في الروس".

We Finns know Russia. Finland, a neighbouring country to Russia, consistently remained an independent democracy through the Second World War and the Cold War.

Take it from us: Putin has no intention to stop his expansionist pursuit. He will enter talks, enjoy the limelight, and…

— Elina Valtonen (@elinavaltonen) February 13, 2025

وتابعت أن روسيا في شكلها الحالي تمثل تهديداً، ليس فقط لأوكرانيا ولأوروبا بأسرها، لكن لحلف الأطلسي (الناتو) بأكمله.

ويشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال إنه يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال إجراء مفاوضات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث الحرب بين موسكو وكييف.

وأجرى ترامب اتصالين هاتفيين منفصلين مع الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أول أمس الأربعاء .

مقالات مشابهة

  • شرفة آدم.. حسين جلعاد يصدر تأملاته في الوجود والأدب
  • وسط صدمة أوروبا.. قمة ترامب وبوتين دون حلفاء زيلينسكي
  • ورشة فنون الكتابة الإبداعية تنمّي مواهب الأطفال بمعرض جازان للكتاب2025
  • تعادل سلبي بين بوشر والسلام بدوري الدرجة الأولى
  • يونيفيل: الهجمات على قوات حفظ السلام ترقى إلى جرائم الحرب
  • مكي «الجريء» (بروفايل)
  • «الغاوي».. أكشن ودراما شعبية في حواري الجمالية (ملف خاص)
  • فنلندا: لا نرى أي فرصة لإنهاء سريع للحرب في أوكرانيا
  • محمد عبدالجواد يكتب: سفينة نوح.. وبرميل البارود!
  • الحديث عن على قاقارين لاينتهى