بوابة الوفد:
2024-09-19@23:45:40 GMT

الهدنة

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

بملامح بريئة وعينين واسعتين وشعر ناعم تنسدل بعض خصلاته على جبينه.. يعلن الصبى الفلسطينى فرحته الغامرة بالهدنة وأن الدنيا حلوة كتير بدون زنانات الطائرات والمدافع.. لا أعرف اسمك يا ولدى الصغير.. ولا أين أهلك ومصيرهم.. وهل دك المحتل الإسرائيلى المجرم بيتك؟.. وما مصير لعبك القليلة وشنطة مدرستك وكتبك مزينة باسمك العربى الفلسطينى أباً عن جد؟

ما الذى بينك وبين الله يا ولدى لكى تدعوه بصوت اليقين: يارب تكون هدنة أبدية؟

يا ولدى الحبيب وأنت تدعو وتخاطب العالم بلقب الجماعة.

. تقولها مبتسمًا وحولك حطام مدينتك يحوطك من كل جانب.. أنت أحكم من كل قادة الشر فى العالم.. وأنت أعلم بتاريخ مدينتك وأرضك عنهم.. لقد راهنوا على خوفك ونهايتك جراء بطشهم ودناءتهم.. لكنك هزمتهم بابتسامتك الجميلة ويقينك بأنك باقٍ تحت سماء وطنك..

يا ولدى الفلسطينى الحبيب الذى أجهل اسمه.. اظهر مرة أخرى على شاشات التلفاز بنفس ابتسامتك الساحرة.. تجول بين الأنقاض برشاقة كالمرة السابقة.. احكِ لهم أن مدينة غزة أرض طاهرة..

من أقدم مدن العالم، أسسها العرب الكنعانيون قرابة الألف الثالثة قبل الميلاد، وسموها غزة، نسبة إلى هاشم بن عبدمناف جد رسولنا الكريم محمد «ص» الذى دفن بها فى المسجد الذى يحمل اسمه.. وهى مسقط رأس الإمام الشافعى رضى الله عنه صاحب أحد مذاهب الإسلام الأربعة.

ياولدى الفلسطينى الحبيب طلتك وأنت تعلن عن الهدنة جعلتك وجهًا إعلاميًا إنسانيًا.. لا تتوقف عن البث.. أنشيء قناة كأى بلوجر محترف.. قم كل يوم بإذاعة حلقة من برنامجك ولتكن بعنوان « مقاوم ». . افضح محتلك واحك أن هنا كانت مدرستك بطلائها الأبيض وفصولها النظيفة وأصدقائك الذين استشهدوا تحت ركامها فاختطلت دماؤهم الزكية بالمريلة والكراسة والقلم.

اظهر على شاشات التلفاز كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة.. حوّل حياتهم لكابوس مرعب من تأنيب الضمير الإنسانى.. ساعد من سيكتب التاريخ فى توثيق مجازرهم وإبادتهم لأهلك الطيبين.. 

يا ولدى الفلسطينى الحبيب اظهر كل يوم على شاشات التلفاز.. قل ما لم يستطع الجبابرة قوله.. قل إن مدينة غزة لن تهزم وتسقط فى أيدى الغزاة.. هى بوابة آسيا ومدخل أفريقيا بحكم الموقع الجغرافى بين مصر وبلاد الشام، وبين آسيا وأفريقيا، وأن مدينتك غزة عبر التاريخ نقطة مواصلات ومحطة قوافل وبالتالى مركز تجاري عالمي. 

احكِ لهم عن مدينة غزة المشهورة بأشجار الفواكه المثمرة كالعنب والتين والتوت.. وشواطئها برمالها الذهبية البراقة. ولا تنس أن تروى لهم أن أهلك كانوا هنا عند ميناء غزة، وأن أرضية الفسيفساء التى تزينه تشهد بذلك.. حيث اكتشفت سنة 1966م، يزينها رسوم حيوانية وطيور وكتابات، يرجع تاريخها إلى بداية القرن السادس الميلادى، أما النص الكتابى التأسيسى الموجود فى الأرضية فباللغة اليونانية القديمة معناه «نحن تاجرى الأخشاب ميناموس وأيزوس أبناء ايزيس المباركة أهدينا هذه الفسيفساء قرباناً لأقدس مكان من شهر لونوس من عام 569 الغزية/ 508 /509م».

خذ العالم معك يا ولدى الفلسطينى الصغير صاحب أجمل ابتسامة ظهرت على شاشات التلفاز منذ تيبست ظهورنا ونحن نشاهد حرب الإبادة على مدينتك الصغيرة، إلى المسجد العمرى أقدم وأعرق مسجد فى مدينة غزة، وأقم صلاة الجنازة على شهداء طوفان الاقصى.. ارفع دعوتك للرحمن وجعل الملايين حول المعمورة يصلون ويبتهلون معك أن يكون النصر لغزة وأهلها.

تجول معهم فى أروقة المسجد العامرى العتيق ذات الـ38 عموداً من الرخام الجميل والمتين البناء، والذى يعكس فى جماله وروعته بداعة الفن المعمارى القديم فى مدينة غزة.

أخبرهم عن احتوائه على مكتبة مهمة يوجد فيها العديد من المخطوطات فى مختلف العلوم والفنون، ترجع إلى الظاهر بيبرس البندقدارى وتحتوى على مائة واثنين وثلاثين مخطوطة ما بين مصنف كبير ورسالة صغيرة، ويعود تاريخ نسخ أقدم مخطوط إلى سنة 920هـ.

خذهم يا ولدى إلى كنيسة الروم الأرثوذكس القديمة صاحبة الخمسة عشر قرناً من البناء بحى الزيتون، صلِّ ومن معك لرب العالمين أن تكون الغلبة لكم ولو بعد حين.. 

ختاماً يا ولدى الفلسطينى الحبيب.. لا أعرف اسمك ولكنى أريد أن أراك مرة أخرى على شاشات التلفاز تصدر الأمل والخير والإنسانية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الهدنة مدینة غزة

إقرأ أيضاً:

(الإجراءات الجنائية).. وإجراءات الحوار!!

(كما يقال الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية )، نأمل ان تحكمنا هذه القاعدة الذهبية عند الحوار فى الجلسة العامة لمجلس النواب، حول تعديلات قانون الاجراءات الجنائية التى ولدت من مناقشات الحوار الوطنى، فى شكل توصيات رفعت للقيادة السياسية، فانحازت لها على الفور وطالبت البرلمان بتقنينها، وعلى رأسها تضييق الحبس الاحتياطى، وتصحيح تشابه الاسماء، وضمان حماية حق الدفاع والقضاة عند ممارسة عملهم.

ورغم ان اللجنة التشريعية فتحت أبواب الحوار من البداية عند المناقشة، حيث أخذت ببعض تعديلات نقابه المحامين، واسقطت المادة 267 التى اعترضت عليها نقابة الصحفيين، وارجأت بعض التعديلات الأخرى التى طالبت بها النقابتان، الا ان بيانها عقب موافقتها المبدئية على القانون، جاء حادا يحمل بين ثناياه لوما بطريق غير مباشر (لنقابة الصحفيين) على وجه الخصوص، فى محاولة لاثنائها عن رؤيتها، فى حين ان التوافق على هذه التعديلات بين كل الأطراف يعود بالفائدة على الجميع، ويرسخ العدالة الناجزة فى الممارسة القانونية.

واذا كنا نشيد بدور اللجنة التشريعية فى البداية، باشراك كافة الأراء حول تعديل القانون، فاننا بنفس القدر نلومها على الانحياز لرؤيتها فقط مع اغفال الأراء التى تخالفها أو تتعارض معها، خاصة حول بدائل الحبس الاحتياطى كالمراقبة الالكترونية، وحق نشر المعلومات عن سير الجلسات، وكذلك قيمة التعويض عن الحبس الخاطئ إلى جانب حق الدفاع عن المتهم وتمكينه من عرض وجهة نظره دون تضييق من المحكمة.

فى الحقيقة نحن أمام قانون يمثل العمود الفقرى لحقوق الإنسان، ويحتاج إلى مزيد من التروى فى النقاش خلال عرضه بالجلسة العامة، مع الأخذ بإجراءات موضوعية عند فتح المناقشات ووضع اليات منطقية للاخذ بها، اسوة بالقوانين المشابهة فى هذا المجال، حتى لا يصدر القانون بعيدًا عن الدستورية، كما أشار إلى ذلك الفقيه القانونى عصام الاسلامبولى الذى عدد 25 طعنا فى دستوريته ينبغى الرد عليها وتفنيدها، قبل أن نلجأ مرة أخرى إلى تعديل التعديل، عندما تفاجئنا ثغرة عند التطبيق لا يمكن تجاوزها!!

والحال هكذا فإن ذلك يتطلب نقاشًا واسعًا داخل مجلس النواب عند عرضه فى مع توسيع دائرة الضمانات، وتمديد فترة طرحه، حتى يأخذ حقه فى المناقشة قبل التصويت النهائى خاصة ونحن فى رحاب مجلس النواب الذى ينبغى ان يتسع صدره، للرأى والرأى الآخر تجسيدا الديمقراطية الشعبية الذى يتخذها شعارًا، بدلًا من الانحياز لرؤية لجنته التشريعية وما عداها محل تشكيك ونقد، حتى لو جاءت هذه التعديلات من الأطراف الخاصة بتطبيقه، الأمر الذى يتطلب اجراءات موضوعية لسلامة الحوار، حول قانون الاجراءات الجنائية، قبل صدوره فى شكله النهائى.

مقالات مشابهة

  • مجتمع النفايات الفكرية «٣»
  • هل من بديل لـ”فخ” الهدنة الممددة؟!!
  • هل يتراجع الوزير؟
  • ترامب.. والقادم الأسوأ للفلسطينيين!
  • مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية تفتتح المؤتمر الدولي الثالث للتمريض بمشاركة "20" خبيراً
  • هل من بديل لـ”فخ” الهدنة الممددة؟!!
  • وسطاء: الجهود بشأن اتفاق الهدنة في غزة «مستمرة»
  • جدى إخناتون!!
  • (الإجراءات الجنائية).. وإجراءات الحوار!!
  • «عمر أفندى»