مصر تنقذ اتفاق التهدئة وصفقة الأسرى من الانهيار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
القاهرة تراقب تحليق طائرات الاحتلال بجنوب القطاع واستمرار فتح معبر رفح
تل أبيب ترضخ للشروط المصرية وتتبادل الرهائن وتنقل 100 شاحنة إغاثة لشمال غزة المحاصر
8 شهداء وعدد من المصابين بالضفة المحتلة.. ووزيرة التعاون الدولى القطرية تزور القطاع
أنقذت اليوم مصر اتفاق التهدئة وصفقة الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى الفلسطينيين من الانهيار لتعنت تل أبيب وإصرارها على عدم تنفيذ بنود الاتفاق.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصدر مطلع أن المفاوضين يأملون تمديد الهدنة بغزة 4 أيام مع إطلاق سراح 40 إلى 50 رهينة إضافية. وتواصل عملياتها من وقت لآخر فى قطاع غزة والضفة ضد الفلسطينيين مما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء والمصابين.
وبذلت مصر بمشاركة قطر جهودا ضخمة خلال الساعات الماضية وتعمل القاهرة على التأكد من عدم تجول الطائرات دون طيار فى جنوب قطاع غزة، وحركت سيارات الإسعاف إلى القطاع، لنقل الرهائن فيما رضخت إسرائيل لشروط القاهرة وأكدت أنها ستقوم بنقل 100 شاحنة جديدة محملة بالأغذية والأدوية، بعضها إلى شمال قطاع غزة. وأعلنت حركة حماس، فى بيان عن إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى الإسرائيليين لديها.
واستكملت حركة حماس والاحتلال تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين كما كان مقرراً لها بعد نجاح الوساطة المصرية القطرية وهم 13 إسرائيلياً و7 من رعايا دول أخرى، وتابعت مصر الإفراج عن 39 أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال.
وسلمت حماس فى الوقت نفسه قائمة الدفعة الثالثة من المحتجزين الإسرائيليين التى قدمتها الفصائل للاحتلال تضم 13 اسماً، وسط توقعات بالإفراج عن محتجزين أمريكيين.
وأعلنت حركة حماس، عن أنها استجابت للجهود المصرية المقدرة التى تحركت لضمان استمرار اتفاق الهدنة المؤقتة.
وأعرب المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية القطرية الدكتور ماجد الأنصارى، عن تقديره لجهود مصر فى تذليل عقبات تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين وكان المتحدث باسم الاحتلال دانيال هاغارى، قد أعلن عن أن العمل على إطلاق سراح مجموعة ثانية من المحتجزين الإسرائيليين والأجانب من غزة يمضى قدماً، بعد أن تم حل مشكلة أدت إلى بعض التأخير بمساعدة مفاوضين من مصر وقطر.
وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية، فى بيان صادر عنها، عن أنها حصلت على ضوء أخضر لبدء الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
وواصل معبر رفح البرى استقبال العالقين الفلسطينيين وشاحنات المساعدات والوقود والغاز والمصابين فى ثالث أيام الهدنة، ودخلت 7 شاحنات وقود وغاز بخلاف تجهيز 200 شاحنة مساعدات لإدخالها لقطاع غزة واستقبال عدد من المصابين الفلسطينيين والمرضى.
وكشف تقرير عن أن معبر رفح استقبل 17 مصاباً ومريضاً و18 مرافقاً و19 فرداً، ودخول وفد إماراتى مكون من 6 أفراد، كما غادر الأراضى المصرية 213 عالقاً ودخول 204 شاحنات مساعدات حتى اللحظة، و4 شاحنات غاز، و3 شاحنات وقود.
ووصلت وزيرة التعاون الدولى لدولة قطر، «لولوة الخاطر»، إلى قطاع غزة عبر منفذ رفح على رأس وفد قطرى رفيع المستوى.وقامت «الخاطر» بمهمة إنسانية قصيرة، شملت زيارة المركز القطرى للإغاثة فى غزة، للوقوف على بعض احتياجات القطاع الطبية والإنسانية.
يأتى ذلك فيما ينتهك الاحتلال اتفاق التهدئة على فترات متقطعة بقطاع غزة وأعلن الهلال الأحمر الفلسطينى عن استشهاد مزارع وأصيب آخر، بعد أن استهدفتهما قوات إسرائيلية فى مخيم المغازى للاجئين بوسط غزة.
أصيب 7 فلسطينيين برصاص عناصر الاحتلال فى محيط مستشفى القدس ومستشفى الإندونيسى، فى قطاع غزة، وأطلقت القوات النارعلى مجموعة من الفلسطينين كانوا يتفقدون منازلهم فى محيط المستشفى الإندونيسى فى بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم.
واستهدف قناصة عدداً آخر خلال تفقدهم منازلهم وممتلكاتهم فى محيط مستشفى القدس فى تل الهوى غرب مدينة غزة، ما أدى إلى إصابة 4 منهم. ووقع الهجوم فى اليوم الثالث من الهدنة الإنسانية المؤقتة التى تستمر 4 أيام بين المقاومة والاحتلال الصهيوني.
وعبر آلاف النازحين من جنوب قطاع غزة باتجاه الشمال لتفقد بيوتهم وممتلكاتهم على ما أظهرت عدة مشاهد بثت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعلن رئيس المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، عن أن أيام التهدئة كشفت عن حجم المجزرة الكبيرة التى ارتكبها الاحتلال الإسرائيلى.
وأضاف رئيس المكتب الإعلامى، أن قوات الاحتلال خلفت دماراً كبيراً فى البنية التحتية والمنازل، حيث تم إلقاء 40 ألف طن من المتفجرات على القطاع، موضحاً أن جرائم الاحتلال وقعت بعيداً عن أعين الكاميرات.
وقال إن التواصل مع العالم الخارجى صعب، موضحاً أن ثلث سكان غزة لم يحصلوا على المستلزمات الأساسية، وأن كل المؤسسات الدولية غائبة عن القطاع، مشيراً إلى الاحتياج إلى إنشاء مستشفى ميدانى كبير، وذلك بعد افتقار مستشفى الشفاء لجميع الإمكانيات وكونه أصبح غير صالح للاستخدام.
وقال إن ادعاءات الاحتلال بشأن مستشفى الشفاء استغباء لوسائل الإعلام، موضحاً أن القنابل التى استخدمها مؤخرا لم تستخدم من قبل. وأكد أن الدمار الذى خلفه الاحتلال يعكس رغبته بجعل غزة غير صالحة للعيش، موضحا أن مئات من الشهداء دفنوا فى أماكن استشهادهم.
واستشهد 8 فلسطينيين، من بينهم قاصر وأصيب العشرات برصاص الاحتلال فى الضفة المحتلة، وأوضحت مصادر فلسطينية أن الفلسطينيين الثمانية هم 5 فى جنين ومخيمها و3 آخرون فى مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة. واعتقل الاحتلال 9 فلسطينيين خلال مداهمة مخيم جنين من عدة محاور وسط إطلاق الأعيرة النارية وحاصرت المستشفى الحكومى ومقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر القاهرة م تجول الطائرات
إقرأ أيضاً:
وسط تشديد الحصار واستمرار المساومات حول عدد الأسرى.. 2.4 مليون إنسان يقتلهم الاحتلال ببطء داخل غزة
البلاد – رام الله
فيما قرر الاحتلال الإسرائيلي أن يقتل ببطء 2.4 مليون إنسان داخل غزة، بإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات والإمدادات لليوم الـ 15 على التوالي، وبلغ ذروة ممارساته اللاإنسانية بقطع الكهرباء المحدودة عن محطة تحلية المياه وسط القطاع، تتعثر مفاوضات التهدئة في ظل خلاف حول عدد الأسرى المزمع إطلاق سراحهم.
باتت تداعيات استمرار إغلاق المعابر وتشديد الحصار تظهر في القطاع، وهناك مؤشرات واضحة لعودة شبح المجاعة وانعدام الأمن الغذائي، ويتهدد خطر الموت حياة آلاف المرضى والجرحى، بسبب نقص العلاج وانهيار المنظومة الصحية، ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية.
وتسبب إغلاق المعابر بانعدام الأمن الغذائي وفقدان 80 % من المواطنين، مصادرهم للغذاء سواء بتوقف التكيات الخيرية أو توقف صرف المساعدات من الجهات الإغاثية لعدم توفر المواد التموينية والغذائية، وخلو الأسواق من السلع، حتى الحصول على الخبز بات معضلة كبرى بعد توقف 25 % من مخابز القطاع عن العمل، وقرب توقف أعداد أخرى بسبب نفاد الوقود.
ويعاني القطاع من شح كبير وأزمة خانقة في مياه الاستخدام المنزلي، وأزمة أكبر في مياه الشرب، بسبب منع الوقود الذي تُشغل به الآبار ومحطات التحلية، وأصبح 90 % من سكان غزة لا يجدون مورد مياه واضطرار البلديات لتقنين تشغيل الآبار، حفاظًا على ما هو متوفر من وقود ولضمان إيصال المياه للمواطنين أطول فترة ممكنة.
وأدى توقف عمليات فتح الشوارع وإزاحة الركام والنفايات في غالبية البلديات للاستفادة من كميات الوقود في تشغيل آبار المياه، في معاناة مضاعفة للمواطنين وأضرار صحية وبيئية ستترك أثرًا كارثيًا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة حاليًا.
وفي ظل شح الوقود، اضطر الغزيين للعودة إلى استخدام الحطب في طهي الطعام بدلًا من غاز الطهي، مما يؤثر على الصحة والبيئة بشكل خطير، ويتسبب في ازدياد المصابين بأمراض الجهاز التنفسي.
وتضاعفت معاناة نحو 150 ألف من المرضى المزمنين والجرحى الذين لا يجدون الدواء أو المستهلكات الطبية لمداواتهم.
وتعكس هذه المؤشرات صورة ما يواجهه أكثر من 2.4 مليون إنسان داخل قطاع غزة، بعد أن قرر الاحتلال أن يقتلهم ببطء فأحكم حصارهم ومنع عنهم كل مقومات الحياة وجعل من غزة سجنًا كبيرًا.
ومطلع الشهر الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين الاحتلال وحماس، والتي امتدت لـ 42 يومًا، وفي 2 مارس أوقف نتنياهو جميع البضائع والإمدادات إلى القطاع، ومؤخرًا قطع الكهرباء ما فاقم مشكلة شح المياه، في محاولة لإطلاق أكبر عدد من أسراه في غزة، والتنصل من الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق وإنهاء الحرب كما هو متفق عليه.
وفي ظل تعثر الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، يضغط الوسطاء لتمديد المرحلة الأولى بتبادل محدود لعدد من الأسرى، إلا أن الخلاف قائم على أعدادهم ونوعياتهم، حماس وافقت على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إضافة إلى جثامين 4 آخرين من مزدوجي الجنسية.
بينما قدم المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف خلال مفاوضات الدوحة مؤخرًا، نسخة منقحة عما قدمه سابقًا، إذ فيما كان المقترح السابق ينص على إطلاق سراح 10 أسرى أحياء، يبدو أن النسخة الجديدة أشارت إلى إطلاق 5 أحياء وعدد من الجثامين، مع استمرار الهدنة لمدة 50 يومًا.
وفيما تستمر المساومات حول عدد الأسرى، يدفع أهل غزة الثمن، وستحمل الأيام القادمة معها المزيد من تدهور الواقع الإنساني المنكوب على الصعيد المعيشي والصحي والبيئي، مع ترسخ المجاعة وانعدام الأمن الغذائي والمائي، وانهيار المنظومة الخدماتية والصحية بشكل شبه تام.