عربي21:
2025-02-05@17:43:12 GMT

غزّة على خط النّار وسيناريوات ما بعد الهُدنة

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

تتجه جميع الأنظار إلى قطاع غزة، ناظرة لما ستؤول إليه الأوضاع بعد أربعة أيام من الهدنة الإنسانية، التي نزل فيها الاحتلال عند شروط حركة حماس، فتجاوز بنيامين نتانياهو وحكومة حربه لاءاتهم المشهورة؛ بأن لا وقف للقتال إلا بالقضاء على حركة حماس، وأن لا هدنة ولا وقود إلا بالإفراج عن كافة الأسرى لدى كتائب القسام، فاضطروا مكرهين إلى وقف القتال والهدنة الإنسانية، وإلى التفاوض غير المباشر مع حركة حماس، في اعتراف منهم بقوة هذه الحركة وتجذّرها، بعد قرابة خمسين يوما من القتال، وكنتيجة لفشلهم الأمني والعسكري، وضغط الجبهة الداخلية لاستعادة أسراهم، وضغط الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن الذي يعاني من تراجع شعبيته بسبب دعمه للعدوان على غزة.



الاحتلال وعلى لسان العديد من مسؤوليه وخاصة الثلاثي، رئيس الوزراء نتنياهو، ووزير الحرب غالانت، والوزير في حكومة الحرب غانتس، كرّروا قبل وأثناء الهدنة تمسّكهم بأهداف المعركة المعلنة، حتى أن وزير الحرب صرّح بشكل واضح، باستئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة بعد الهدنة مباشرة، وبأنهم مصرّون على القضاء على حركة حماس وتغيير الوضع القائم في غزة.

من الصعب البناء على كافة تصريحات وزراء الاحتلال والأخذ بسقوفها العالية، بسبب عدم اتساقها مع الواقع المعايَش، والتي قد تُفسّر في بعض جوانبها على أنها خطابات صقوريّة للتغطية على فشلهم الكبير في هذه المعركة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أو للضغط على الطرف الفلسطيني في قطاع غزة والذي يعاني من كارثة إنسانية بسبب جرائم الحرب والإبادة التي شنّها جيش الاحتلال الصهيوني بدعم أمريكي
من الصعب البناء على كافة تصريحات وزراء الاحتلال والأخذ بسقوفها العالية، بسبب عدم اتساقها مع الواقع المعايَش، والتي قد تُفسّر في بعض جوانبها على أنها خطابات صقوريّة للتغطية على فشلهم الكبير في هذه المعركة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أو للضغط على الطرف الفلسطيني في قطاع غزة والذي يعاني من كارثة إنسانية بسبب جرائم الحرب والإبادة التي شنّها جيش الاحتلال الصهيوني بدعم أمريكي.

وفي سياق النقاش لما ستؤول إليه الأوضاع في قطاع غزة، وفي ظل العديد من المعطيات المحلية والإقليمية والدولية، يمكن رصد أهم ثلاثة سيناريوات قد يُفضي إليها المشهد الجاري، وذلك على النحو التالي:

السيناريو الأوّل: تجديد الهدنة أو تمديدها بوساطة قطرية، وبدعم من الإدارة الأمريكية.

والنقاط المرجِّحة لهذا السيناريو، تكمن في رغبة الإدارة الأمريكية والرئيس بايدن في إنزال الاحتلال الإسرائيلي عن السلّم درجة درجة، بعد فشل رهانها على قيادة الاحتلال في حسم المعركة، رغم الدعم الأمريكي المطلق والمفتوح على مدار الساعة، وفي محالة للاستدراك أيضا على شعبية الرئيس بايدن التي بدأت في التراجع نتيجة دعمه للاحتلال ولمجازره ضد المدنيين والأطفال في غزة. ففي استطلاع للرأي؛ بلغت شعبية الرئيس بايدن 39 في المئة مقابل 48 في المئة للسيدة نيكي هيلي (مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة في عهد الرئيس ترامب)، كما كشف استطلاع للرأي أجرته قناة NBC، عن 40 في المئة يؤيدون بايدن، و56 في المئة يعارضونه، و70 في المئة من الشباب الأمريكي بين سن الـ18 و34 سنة يعارضونه بسبب سياسته الداعمة للاحتلال في عدوانه على غزة.

وهذا بالإضافة إلى ضغط الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي تسعى لاستعادة الأسرى لدى حركة حماس، وهي الجبهة التي باتت تعاني أيضا من التراجع الاقتصادي، وفقدان الأمن نتيجة استمرار سقوط الصواريخ والاشتباكات جنوب فلسطين وشمالها، ما أدّى لنزوح نحو ربع مليون مستوطن.

السيناريو الثاني: استئناف العدوان على غزة للقضاء على حركة حماس، ولإطلاق سراح الجنود والضباط الأسرى بالقوّة.

والعامل المرجّح لهذا السيناريو، هو رغبة بنيامين نتنياهو وحكومته في إحراز انتصار يحمي رؤوسهم ومستقبلهم السياسي من السقوط بعد وقف العدوان، وخشيتهم من تحميلهم الفشل الأمني والعسكري منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

إضافة إلى ذلك، النخبة السياسية والأمنية والعسكرية، تريد استعادة هيبة دولة إسرائيل المهدورة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، من خلال الانتصار في المعركة، ومن خلال إنهاء حركة حماس كتهديد وجودي أو دائم للاحتلال، فإسرائيل لم تتلق هزيمة بهذا المستوى الاستراتيجي منذ نشأتها.

السيناريو الثالث: توسّع دائرة الاشتباك في المنطقة بتمدّد المعارك من غزة إلى بيروت.

والفاعل المرجّح هنا أمران؛ الأول استئناف المعارك البرية في قطاع غزة، وغرق جيش الاحتلال وفشله في تحقيق أهدافه، ما قد يدفع نتنياهو وغالانت إلى الهروب إلى الأمام باستهداف بيروت/ حزب الله، لجر واشنطن ولندن وبعض العواصم الغربية الأخرى إلى معركة مباشرة للقضاء على حركة حماس وحزب الله.

في كل الأحوال ستبقى غزة في بؤرة الصراع، وعلى خط النار في كل الاحتمالات، ما يجعل إدارتها للمعركة على المستوى الشعبي والمقاوِم، عاملا أساسيا في تحديد المستقبل والنتائج التي يسعى كل طرف لتحصيلها بالقوة، وخاصة الخشنة منها
الأمر الثاني، بعد استئناف العمليات العسكرية في غزة، وعودة التراشق العسكري شمالا بين الاحتلال وحزب الله، وفقا لقواعد الاشتباك، وقوع حدث غير مقصود من أحد الأطراف يوقِع خسائر فادحة في الطرف الآخر، ما يجلب ردا قويا يدفع بالمشهد إلى تصعيد كبير متبادل، ككرة الثلج المتدحرجة، فتتوسّع دائرة الاشتباك في الإقليم.

لا شك أن لكل سيناريو عوامل أخرى مرجِّحة أو كابحة، لم نأت على ذكرها لضيق مساحة النقاش في هذا المقال. ولكن مع كثرة الدول والقوى الفاعلة وتعارض مصالحها، وتعقيدات المشهد الذي يتداخل فيه السياسي بالديني بالأخلاقي، يصبح المستقبل مفتوحا على كل الاحتمالات.

وفي كل الأحوال ستبقى غزة في بؤرة الصراع، وعلى خط النار في كل الاحتمالات، ما يجعل إدارتها للمعركة على المستوى الشعبي والمقاوِم، عاملا أساسيا في تحديد المستقبل والنتائج التي يسعى كل طرف لتحصيلها بالقوة، وخاصة الخشنة منها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الهدنة حماس الإسرائيلي إسرائيل حماس غزة الهدنة سيناريوهات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السابع من تشرین الأول على حرکة حماس فی قطاع غزة فی المئة

إقرأ أيضاً:

حماس: مفاوضات المرحلة الثانية بدأت ومعنيون بالإعمار

الجديد برس|

قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عبد اللطيف القانوع، اليوم الثلاثاء، إن اتصالات ومفاوضات المرحلة الثانية بدأت، مشددًا على أن الحركة معنية في المرحلة الحالية بالإيواء والإغاثة والإعمار في قطاع غزة.

ونقلت “وكالة سند للأنباء”، تصريحات لـ القانوع قوله: أن الاحتلال يعطل البروتوكول الإنساني في اتفاق وقف إطلاق النار ويراوغ ويماطل في تنفيذه.

وأكد أن الإيواء والإغاثة للشعب الفلسطيني قضية إنسانية ملحة لا تحتمل المراوغة والمماطلة من الاحتلال، مضيفًا أن إعادة بناء المستشفيات وإصلاح الطرق وآبار المياه تعيد الحياة في غزة بعد الدمار الهائل فيها.

وفي سياق آخر، قال الناطق باسم حركة حماس، إن عملية حاجز تياسير شرق طوباس، اليوم، تأتي ردًا على العدوان المتصاعد بالضفة وحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه.

وشدد على أن غياب محاسبة الاحتلال والصمت الدولي يشجع الاحتلال على ارتكاب حرب إبادة في الضفة على غرار غزة.

وقال القانوع، إن كل محاولات الاحتلال إبادة الشعب الفلسطيني وإسقاط حقه في قطاع غزة والضفة الغربية ستفشل، مضيفًا: “ما فشل به الاحتلال في قطاع غزة لن ينجح به في الضفة، والمعركة معركة إرادات”.

وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

ومساء أمس الإثنين، حذر المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، من أي إفشال لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مشيرًا إلى أنه لا يمكن تحمل فشل هذه الصفقة، وأن هذا من شأنه أن يفتح الباب أمام الفوضى في جميع أنحاء المنطقة.

وحث الأنصاري، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تأكيد التزام نتنياهو بما اتُّفِق عليه، وإرسال فريقه التفاوضي إلى الدوحة فور عودته من واشنطن.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال في تصريحات صحفية بواشنطن، مساء أمس، إنه لا توجد ضمانات بشأن استمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأوضح الرئيس الأمريكي أنه سيلتقي رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء، في البيت الأبيض، مبينًا أنهما سيبحثان كافة المسائل المتعلقة بالوضع في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • حركة حماس ترد على ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة
  • أول تعليق من "حماس" على تصريحات ترامب خلال استقبال نتنياهو
  • حماس: تصريحات ترامب تبرير لسياسات الاحتلال الهادفة لتهجير الفلسطينيين
  • "حماس" تؤكد رفضها القاطع لتصريحات ترامب حول تهجير سكان غزة
  • حركة حماس ترفض التصريحات الأمريكية المتكررة عن تهجير الفلسطينيين
  • حماس: مفاوضات المرحلة الثانية بدأت ومعنيون بالإعمار
  • حماس: مفاوضات المرحلة الثانية باتفاق غزة بدأت
  • انطلاق الاتصالات والمفاوضات على المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • فرانشيكا ألبانيز: الأوضاع في غزة كارثية بسبب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل
  • ح‌ركة ‏حماس: جرائم الاحتلال الإسرائيلي في جنين لن تحطم إرادة شعبنا