عدن الغد:
2025-03-12@18:53:55 GMT

الأجنحة (قصة)

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

الأجنحة (قصة)

بقلم / عصام مريسي

نما جسمه وبدت عليه علامات الذكورة وبدا كغصن يانع يشع رجولة وفتوة .. قد ملأ مخيلتها باحلام فارسها المنقوش في مخيلتها هكذا كانت ترسم  اوصافه لابد ان يكون شبيه بوالدها الذي لم يعد منذ خروجه في الغزو نحو مدن الشمال البعيدة وتضاربت الاخبار حول وجوده وموته .مرت السنوات حتى اصبحت ملامحه جزء من شخصيتها فطالما تمنت ان تكون ذكرا وطالما تشبهت بحركاته وسكناته  لكنها في ذات الوقت تحنو لتلبس الفطرة التي خلقت عليها انثى تحن الى الجلوس الى كرسي التسريحة الموجود في غرفة نوم والدتها وتمتد أناملها نحو اصابع الحمرة وفرشاة تزيين الخدود فتمرغ وجهها بالالوان حتى تبدو كاحسن عروس لكنها سرعان ما تعمد الى حوض الغسيل وتمحي كل تلك العلامات التي تعبر عن أنوثتها قبل ان يراها احد
ولطالما تكرر صراخ امها.

.
من الذي يعبث بادوات تسريحتي 
تستمر في الصراخ

معللة ..
لو كنت اعلم انك تحبين المكياج لقلت انت..
تنصرف الام الغاضبة نحو شان من شؤون المنزل وتقف الفتاة نحو نافذة غرفتها المطلة على الشارع فاذا به يمر وفي هذه المرة يقترب اكثر  ولاول مرة تلحظ شيء في خطواته كسر  احد اجنحة احلامها التي كانت تحلق بها كلما رأته عن فارسها المنشود وهي تحدث نفسها وتنظر اليه بتدقيق نظرها نحو حركة قدمية التي تبدو انه يجرهم جرا فيمشي معتمدا على مقدمة اصابع قدميه فتظهر حركة اقدامه  كانه يهوي نحو السقوط تضع الشال على رأسها تغادر غرفتها يتردد صوت امها..
الى اين تذهبين 
بصوت وعبارات غير مفهومه..
س ساعود حالا
تقف على عتبة الباب بعينين فاحصتين   تنظر اليه وكأنه هو ملامح وجهه المستدير تزينه لحيته السوداء متجعدة   وناصيته العريضة تشع بهاء وشاربه الكث يغطي شفتيه الغليظتين وعينيه الواسعتين السوداوتين وكلما اقترب سقطت ريشة من جناحيها التي طالما حلقت بهما في فضاء احلامها كلما لمحت صورته من بعيد .
تسارعت نبضات قلبها كلما اقترب منها حتى تقطعت انفاسها وتحشرج الاكسجين في قصبتها الهوائية حتى باتت تشعر بوزنه الكيميائي وتصبب العرق من بين خصلات شعرها المتناثر على جبينها وهي  تجتاز قيود الخجل وترفع نظرها توجهه صوب عينيه الغائرتين بياضهما يتجاوز السواد وهما تتقلبان في جميع الجهات من حول بهما فلا يضع عينيه على شيء والا وانتقال الى أخر دون تركيز.
يقف امامها يفتح فمه بعبارات غير مفهومة متلعثمة النبرة..
هل ش شهادتي اجنحتي الورقية ف في مكان ما
تستقر نبضات قلبها وهي تودع اخر ريشة في جناح احلامها تهوي على الارض فقد ايقنت ان الفتى الذي طالما شغل احلامها وقاربت ملامحه من صفات والدها المفقود هو شاب غير سوي يعاني من علة خلقية وعيب في عقله  هكذا تردد صوت في نفسها..
انه يعاني من التوحد
لا يستطيع الثبات اذا وقف فحركته المستمرة غير إرادية 
تستفيق من  سبات احلامها الذي تكسرت فيه أجنحتها الوردية وتناثر ريشهما ريشة ريشة على صخرة الواقع .تقترب منه  وتخبره..
اذا حضرت غدا سأحضر لك جناحي من البلاستيك تطير بهما
بصوت متلعثم ..
ااننت ص صادقة في فيما ت تقولين
بصوت منكسر يعبر عن أسفها بعد ضياع احلامها ومعرفة ان فارس احلامها لم يكن سوى دمية بشرية جوفاء من الفهم والمشاعر رجل في قالب طفولي . تنسحب تعود نحو غرفتها تنظر من شرفة الغرفة المطلة على الشارع وهو يغادر تتهاوى خطاه يمنة ويسرة ومع كل خطوة تتهاوى احلامها وتتلاشى أجنحتها التي طالما حملتها الى افق بعيدة نحو فارس يعيدها على أجنحته نحو فطرتها الانثوية .

 


اقصوصة 
عصام مريسي

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

محمد أبو هاشم: الإمام أبو حنيفة وضع أساس الاجتهاد الفقهي الذي يسر على المسلمين

قال الدكتور محمد أبو هاشم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن الإمام أبو حنيفة النعمان كان من أبرز الأئمة الذين أسسوا الاجتهاد الفقهي وساهموا في تيسير الفقه الإسلامي بما يتناسب مع واقع الناس وحياتهم اليومية.  


وأوضح أبو هاشم، خلال تصريحات له، أن الإمام أبو حنيفة، ولد في الكوفة عام 80 هـ، ونشأ في بيئة علمية، حيث تتلمذ على يد كبار العلماء مثل عامر الشعبي ونافع مولى ابن عمر، حتى أصبح من أبرز فقهاء عصره، معتمدًا على الرأي والحجة في اجتهاداته.  

أحمد عمر هاشم: شق صدر النبي حدث 4 مراتكادت تشعل نزاعا.. أحمد عمر هاشم يروي كيف عالج الرسول أشد الأزمات بحكمتهعمر هاشم: أخلاق النبي ليست مستمدة من الشريعة قبل البعثة بل فطريةأحمد عمر هاشم: للبيت النبوي مكانة عظيمة عبر التاريخ وحفظه الله من كل دنس

ولفت إلى أن المذاهب الفقهية الأربعة لم تخلق دينًا جديدًا، بل اجتهد أصحابها في فهم النصوص الشرعية، مما يسر على المسلمين تطبيق الشريعة في حياتهم اليومية، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه."  

واشار إلى بعض اجتهادات الإمام أبي حنيفة التي أثرت في حياتنا اليوم، مثل جواز الوضوء من الصنبور، وهو ما كان موضع خلاف عند ظهوره، حتى أقره الإمام أبو حنيفة، ومن هنا جاء اسم "الحنفية" المستخدم حتى اليوم.  

وأكد أن المحاكم الشرعية في مصر تعتمد على مذهب الإمام أبي حنيفة في قضايا الزواج والطلاق، حيث اشترط أن يكون الشاهد مسلمًا فقط دون الدخول في تفصيلات العدالة التي قد تُعسر الأمر على الناس.  

وبين أن الإمام أبو حنيفة توفي عام 150 هـ ودُفن في حي الأعظمية ببغداد، حيث ظل مذهبه من المذاهب المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة، داعيًا الله أن يوفق المسلمين لما يحبه ويرضاه.
 

الإمام أبو حنيفة

حفظ الإمام أبي حنيفة، القرآن الكريم في صغره، وحجّ البيت الحرام وهو ابن ستّ عشرة سنة مع أبيه، ويروى أنّ والده ثابت قد عاصر عليًّا بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- فدعا له بالخير ولذريّته كذلك، وقد أخذ العلم عن شيوخ بلغوا أربعة آلاف شيخ، منهم سبعة من الصحابة، وثلاثة وتسعون من التابعين، ومن بقي منهم من تابعي التابعين، وقد أخذ الفقه عن حمّاد بن أبي سلمة.


ومن شيوخه أيضًا عطاء بن أبي رباح والشعبي وعمرو بن دينار ومحمّد الباقر -والد الإمام جعفر الصادق- وابن شهاب الزُّهري، وأخذ عنه العلم خلق كُثُر منهم القاضي أبو يوسف ووكيع -شيخ الإمام الشافعي- وعبد الرزاق بن همام شيخ الإمام أحمد بن حنبل.


محنة الإمام أبي حنيفة

 تعرّض الإمام أبو حنيفة النعمان لمحنة في عهد الدولة الأموية وأخرى في عهد دولة بني العباس، وقد عاصر الإمام الدولتين وكانت معظم حياته أيّام الأمويّين، ففي أيّام الأمويين طلب ابن هُبيرة -وكان والي الكوفة وقتها- من الإمام أبي حنيفة أن يتولى قضاء الكوفة، فرفض الإمام أبو حنيفة النعمان ذلك، فجلده ابن هبيرة مائةسوط ورفض الإمام ولم يلِن، فعندما رآه ابن هبيرة كذلك خلّى سبيله، ثمّ لمّا ولِيَ أبو جعفر المنصور خلافة العباسيين طلب من الإمام أبي حنيفة أن يكون قاضي القضاة، وهذا منصب له أوزار كثيرة كما يرى الإمام أبو حنيفة النعمان، فرفض ذلك، فأقسم المنصور أن يكون أبو حنيفة القاضي، وأقسم أبو حنيفة النعمان ألّا يستلم ذلك المنصب، فحبسه المنصور وأذاقه من الويلات في سجنه ما لا يحتمله من هو في ريعان الشباب بل أن يحتمله ابن السبعين عامًا، فتوفّي -رحمه الله- في سجنه، وكان ذلك سنة 150هـ بعد أن قضى حياته عابدًا صائمًا ساجدًا راكعًا وقد حجّ خمسًا وخمسين مرّةً، وكان يختم القرآن في كلّ يوم مرّة، وعندما مات صلّى عليه النّاس ستّ مرّات لشدّة ازدحامهم عليه.

مقالات مشابهة

  • أين تنشأ عملات البيتكوين؟ السر الذي لم يُكشف بعد
  • والدي الذي لم يلدني.. او قصة حياتي..
  • ما هو العمل الذي ندم على تقديمه؟.. الفنان أحمد التهامي يوضح
  • ما الذي يريده ترامب حقاً من الرسوم الجمركية؟
  • تحتمس الثالث وبناء الدولة المصرية.. القائد الذي صنع إمبراطورية قوية
  • لماذا يحاسبنا الله طالما أقدارنا مكتوبة؟.. مفتي الجمهورية يوضح الحقيقة
  • ريم مصطفى عن مواصفات فتى أحلامها: عايزاه مُز وغني عشان يصرف عليا
  • «مدرسة جميلة» ومربي فاضل هو «ابن» سرحتها الذي غنى بها
  • محمد أبو هاشم: الإمام أبو حنيفة وضع أساس الاجتهاد الفقهي الذي يسر على المسلمين
  • ما قصة القرش الذي حرمَ مشتركاً من راتب التقاعد المبكر؟