عدن الغد:
2025-04-17@18:44:54 GMT

الأجنحة (قصة)

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

الأجنحة (قصة)

بقلم / عصام مريسي

نما جسمه وبدت عليه علامات الذكورة وبدا كغصن يانع يشع رجولة وفتوة .. قد ملأ مخيلتها باحلام فارسها المنقوش في مخيلتها هكذا كانت ترسم  اوصافه لابد ان يكون شبيه بوالدها الذي لم يعد منذ خروجه في الغزو نحو مدن الشمال البعيدة وتضاربت الاخبار حول وجوده وموته .مرت السنوات حتى اصبحت ملامحه جزء من شخصيتها فطالما تمنت ان تكون ذكرا وطالما تشبهت بحركاته وسكناته  لكنها في ذات الوقت تحنو لتلبس الفطرة التي خلقت عليها انثى تحن الى الجلوس الى كرسي التسريحة الموجود في غرفة نوم والدتها وتمتد أناملها نحو اصابع الحمرة وفرشاة تزيين الخدود فتمرغ وجهها بالالوان حتى تبدو كاحسن عروس لكنها سرعان ما تعمد الى حوض الغسيل وتمحي كل تلك العلامات التي تعبر عن أنوثتها قبل ان يراها احد
ولطالما تكرر صراخ امها.

.
من الذي يعبث بادوات تسريحتي 
تستمر في الصراخ

معللة ..
لو كنت اعلم انك تحبين المكياج لقلت انت..
تنصرف الام الغاضبة نحو شان من شؤون المنزل وتقف الفتاة نحو نافذة غرفتها المطلة على الشارع فاذا به يمر وفي هذه المرة يقترب اكثر  ولاول مرة تلحظ شيء في خطواته كسر  احد اجنحة احلامها التي كانت تحلق بها كلما رأته عن فارسها المنشود وهي تحدث نفسها وتنظر اليه بتدقيق نظرها نحو حركة قدمية التي تبدو انه يجرهم جرا فيمشي معتمدا على مقدمة اصابع قدميه فتظهر حركة اقدامه  كانه يهوي نحو السقوط تضع الشال على رأسها تغادر غرفتها يتردد صوت امها..
الى اين تذهبين 
بصوت وعبارات غير مفهومه..
س ساعود حالا
تقف على عتبة الباب بعينين فاحصتين   تنظر اليه وكأنه هو ملامح وجهه المستدير تزينه لحيته السوداء متجعدة   وناصيته العريضة تشع بهاء وشاربه الكث يغطي شفتيه الغليظتين وعينيه الواسعتين السوداوتين وكلما اقترب سقطت ريشة من جناحيها التي طالما حلقت بهما في فضاء احلامها كلما لمحت صورته من بعيد .
تسارعت نبضات قلبها كلما اقترب منها حتى تقطعت انفاسها وتحشرج الاكسجين في قصبتها الهوائية حتى باتت تشعر بوزنه الكيميائي وتصبب العرق من بين خصلات شعرها المتناثر على جبينها وهي  تجتاز قيود الخجل وترفع نظرها توجهه صوب عينيه الغائرتين بياضهما يتجاوز السواد وهما تتقلبان في جميع الجهات من حول بهما فلا يضع عينيه على شيء والا وانتقال الى أخر دون تركيز.
يقف امامها يفتح فمه بعبارات غير مفهومة متلعثمة النبرة..
هل ش شهادتي اجنحتي الورقية ف في مكان ما
تستقر نبضات قلبها وهي تودع اخر ريشة في جناح احلامها تهوي على الارض فقد ايقنت ان الفتى الذي طالما شغل احلامها وقاربت ملامحه من صفات والدها المفقود هو شاب غير سوي يعاني من علة خلقية وعيب في عقله  هكذا تردد صوت في نفسها..
انه يعاني من التوحد
لا يستطيع الثبات اذا وقف فحركته المستمرة غير إرادية 
تستفيق من  سبات احلامها الذي تكسرت فيه أجنحتها الوردية وتناثر ريشهما ريشة ريشة على صخرة الواقع .تقترب منه  وتخبره..
اذا حضرت غدا سأحضر لك جناحي من البلاستيك تطير بهما
بصوت متلعثم ..
ااننت ص صادقة في فيما ت تقولين
بصوت منكسر يعبر عن أسفها بعد ضياع احلامها ومعرفة ان فارس احلامها لم يكن سوى دمية بشرية جوفاء من الفهم والمشاعر رجل في قالب طفولي . تنسحب تعود نحو غرفتها تنظر من شرفة الغرفة المطلة على الشارع وهو يغادر تتهاوى خطاه يمنة ويسرة ومع كل خطوة تتهاوى احلامها وتتلاشى أجنحتها التي طالما حملتها الى افق بعيدة نحو فارس يعيدها على أجنحته نحو فطرتها الانثوية .

 


اقصوصة 
عصام مريسي

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

ذكرى ميلاد خيرية أحمد.. صوت البهجة الذي لم يغب (تقرير)

 


في ذكرى ميلادها اليوم، نستعيد حضور الفنانة الراحلة خيرية أحمد، واحدة من أبرز نجمات الكوميديا المصرية، التي جمعت بين الذكاء الفني وخفة الظل، وقدّمت أعمالًا لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور رغم مرور 14 عامًا على رحيلها.

الفنانة خيرية أحمدمن المنيا إلى “ساعة لقلبك”

وُلدت خيرية أحمد واسمها الحقيقي سمية أحمد إبراهيم في محافظة المنيا عام 1937، وهي الشقيقة الصغرى للممثلة سميرة أحمد، بدأت خطواتها الأولى في الفن خلال فترة الخمسينيات، بالانضمام إلى فرقة المسرح الحر بقيادة زكي طليمات، وهناك تدرّبت على أصول الأداء المسرحي الجاد، لكن روحها المرحة دفعتها سريعًا نحو الكوميديا.

شهرتها الحقيقية انطلقت من الإذاعة، عبر البرنامج الجماهيري “ساعة لقلبك”، حيث شكّلت ثنائيًا ناجحًا مع فؤاد المهندس. بعبارتها الشهيرة “محمود يا حبيبي”، رسمت ابتسامات لا تُنسى في أذهان المستمعين، وكان البرنامج نافذتها الأولى نحو قلوب المصريين.

 

وجه محبوب في المسرح والدراما

انتقلت بعدها إلى فرقة إسماعيل ياسين المسرحية، وشاركت في عروض لاقت نجاحًا كبيرًا، ثم انضمت إلى عدة فرق مسرحية مرموقة، بينها فرقة الريحاني، وفرقة التلفزيون المسرحية.

كان أداؤها العفوي والمليء بالحياة عنصرًا أساسيًا في جذب الجمهور، خصوصًا في أدوار الزوجة البسيطة، أو الجارة خفيفة الظل.

وفي التلفزيون، أبدعت في عدد كبير من المسلسلات مثل “ساكن قصادي”، “أين قلبي”، “الحقيقة والسراب”، “العائلة”، “حدائق الشيطان”، وغيرها، حيث أثبتت قدرتها على التنقل بين الكوميديا والتراجيديا، وقدّمت أدوار الأم بحس إنساني عميق، بعيدًا عن الابتذال أو المبالغة.

 

سينما بخطوط كوميدية رفيعة

شاركت خيرية أحمد في عشرات الأفلام، من بينها “الفانوس السحري”، “حسن ونعيمة”، “أم العروسة”، “عفريت مراتي”، و”عريس مراتي”، وكانت دائمًا قادرة على ترك بصمتها حتى في الأدوار الصغيرة، بسبب طبيعة حضورها القوي وخفة ظلها غير المصطنعة.

 

الحب والغياب

في حياتها الخاصة، جمعتها قصة حب قوية بالكاتب الساخر يوسف عوف، الذي تزوجته وأنجبت منه ابنها الوحيد كريم. شكّلا معًا ثنائيًا على مستوى الحياة والفكر، لكن وفاته المبكرة تركت جرحًا عميقًا في نفسها، أدى إلى انقطاعها عن العمل الفني لفترة طويلة، قبل أن تعود بإصرار وإخلاص لفنها.

 


رحيل هادئ وذاكرة صاخبة بالضحك

رحلت خيرية أحمد في 19 نوفمبر 2011 عن عمر ناهز 74 عامًا، بعد صراع مع المرض. ورغم غيابها عن مشهد التكريم الرسمي بما يليق بحجم عطائها، فإن مكانتها في قلوب الجمهور بقيت محفوظة، كرمز من رموز الكوميديا النظيفة، والابتسامة التي تنبع من القلب.

رحلت، لكن روحها ما زالت تتردد في كل جملة طريفة، وكل مشهد صنع البهجة، وكل ذكرى من زمن الفن الجميل

مقالات مشابهة

  • معرض التعليم الدولي”EDGEx”.. تجربة سعودية تضع التعليم في قلب التحوّل التقني
  • خالد حمادي.. رجل الأعمال الذي باع (طريق الشعب) في الإشارات الضوئية !
  • فنانون يطالبون عبر ريشة وصرخة بوقف العنف ضد المرأة (صور)
  • محمود ديكو.. الإمام الذي يخيف الانقلابيين في مالي
  • ريشة ولون… معرض يجمع 25 فناناً تشكيلياً في ثقافي أبو رمانة
  • ترامب وقّع 185 قرارًا تنفيذيًا منذ توليه الرئاسة.. ما الذي شملته؟
  • ذكرى ميلاد خيرية أحمد.. صوت البهجة الذي لم يغب (تقرير)
  • شبوة بعد حضرموت.. ما الذي تعد له السعودية في الجنوب ..! 
  • ما هو سلاح المقاومة الذي يريد الاحتلال الإسرائيلي نزعه من غزة؟
  • الأجنحة الخليجية جزر ساطعة في إكسبو أوساكا اليابان