أكد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام والخبير في النزاعات الدولية، مشاركته في قمة المناخ (COP28) التي ستنعقد بعد يومين في الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها فرصة لتسليط الضوء على القضايا البيئية ذات الأولوية على الصعيد العالمي، موضحًا أن من أبرز بنود أجندة القمة مناقشة آليات التمويل اللازمة لمساندة الدول الأشد تضررًا من تداعيات تغير المناخ، إلى جانب البحث في سبل التكيف مع آثاره السلبية وكيفية دعم الاقتصاد الأخضر.

وأشار الدكتور محمد مهران إلى أن القمة ستركز بشكل خاص على قضايا الشباب والمساواة بين الجنسين فيما يتعلق بالتغير المناخي ودورهم في مواجهة هذا التحدي العالمي، بالإضافة إلى أهمية تبني الحلول القائمة على الطبيعة للتخفيف من حدة الانبعاثات والتلوث.

وشدد علي ضرورة مناقشة ملف سد النهضة باعتباره من الملفات البيئية ذات الصلة الوثيقة بقمة المناخ، ولتوضيح ما يسببه من آثار سلبية على البيئة والمناخ في مصر والسودان، حيث أن بناء السد وامتلاء خزانه دون اتفاق قانوني ملزم بين الأطراف سيؤدي إلى نقص شديد في تدفقات مياه النيل لدولتي المصب مصر والسودان، مما يهدد الأمن المائي والغذائي لملايين البشر، فضلًا عن الآثار البيئية السلبية على التنوع الحيوي في المنطقة.

وتطرق إلى أهمية إبراز الآثار البيئية الكارثية التي خلفتها حروب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين وخاصة قطاع غزة، لافتًا إلي أهمية تعرف العالم أجمع بدور إسرائيل المدمر للبيئة وتسببها في حدوث كوارث بيئية عديدة نتيجة حروبها المستمرة على غزة واستخدامها أسلحة محرمة دوليًا كالفسفور الأبيض والقنابل العنقودية، موضحًا أن إسرائيل انتهكت العشرات من مواد اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها الإضافية التي تحظر استخدام وسائل وأساليب القتال التي من شأنها إلحاق أضرار بالبيئة أو تدميرها، منها المادة 35(3) والمادة 55 من البروتوكول الأول.

كما لفت مهران إلي أن اسرائيل انتهكت اتفاقية الأمم المتحدة بشأن حظر استحداث تطوير إنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتدمير تلك الأسلحة، التي حظرت تماما الأسلحة الكيماوية واستخدامها ضد المدنيين. 

وأضاف الخبير الدولي أن إسرائيل تسببت في دمار بيئي هائل بقطاع غزة جراء قصف البنى التحتية ومحطات معالجة مياه الصرف ومصانع الكهرباء والوقود، مما أدى لتلوث الهواء والماء والتربة، فضلًا عن وجود المئات من الجثث تحت أنقاض المباني المدمرة مما يهدد بحدوث كارثة صحية.

وشدد على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات عاجلة لمحاسبة إسرائيل وردعها عن ارتكاب المزيد من الجرائم البيئية بحق الشعب الفلسطيني العزل، موضحًا أنه يتعين على مجلس الأمن إصدار قرارات صارمة بحق إسرائيل تلزمها بوقف عدوانها على غزة وانتهاكاتها البيئية، وكذلك ينبغي فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إسرائيل مثل حظر تصدير تكنولوجيا أو معدات عسكرية لها، بالإضافة إلى إحالة ملف جرائمها البيئية للمحكمة الجنائية الدولية.

وأكد أستاذ القانون الدولي أنه لا بد من ردع إسرائيل ووقف إفلاتها من العقاب حتى تمتثل لقواعد القانون الدولي البيئي وتوقف حروبها غير المتكافئة التي تدمر البيئة وتهدد حياة الملايين، داعيًا إلي ضرورة محاسبة إسرائيل على جرائمها البيئية أمام المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك إلزامها بدفع تعويضات لإعادة إعمار البنية التحتية البيئية في غزة التي دمرتها حروبها غير المتناسبة".

وبين مهران أن فكرة تعويض الدول الغنية للبلدان الفقيرة عن أضرار تغير المناخ أساسها القانوني راسخ، حيث يعتبر الالتزام بالتعويض عن الأضرار من المبادئ الثابتة في القانون الدولي، كما يمثل هذا التعويض أقل ما يمكن تقديمه للأجيال المتضررة من تداعيات تغير المناخ، مشيرًا إلى أن منح التعويضات ما هو إلا تطبيق لقواعد العدالة والمسؤولية المشتركة بين الدول، مبيّنًا أن التسويات الودية بين الدول هي الحل الأمثل للتغلب على صعوبة تقبل فكرة التعويضات، معتبرًا أن التعاون الدولي ضروري لمواجهة التحديات الناجمة عن تغيّر المناخ.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: فلسطين التغير المناخي السد اتفاق قانون دولي بروتوكول أستاذ قانون اسرائيل كهرباء الإمارات القانون الدولی

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تفرج عن الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين

أفرجت السلطات الإسرائيلية، ليلة الأحد/الاثنين، عن عشرات الأسرى الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، من سجن عوفر غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل بوساطة دولية وإقليمية.

وشوهدت حافلات تحمل شارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ترافقها مركبات تابعة للجنة، شوهدت تغادر السجن حاملة الأسرى الفلسطينيين إلى مناطقهم.

وفي الوقت نفسه، أفرجت إسرائيل عن عدد من الأسرى المقدسيين مباشرة إلى منازلهم في مدينة القدس، حيث أكدت مؤسسات حقوقية فلسطينية نشر أسماء 90 أسيرا، بينهم 20 طفلا وفتى، ممن شملتهم المرحلة الأولى من الاتفاق.

وفي محيط السجن من جهة بيتونيا (بلدة فلسطينية تقع بين القدس ورام الله)، أعلن الجيش الإسرائيلي المنطقة القريبة من السجن منطقة عسكرية مغلقة ومنع تجمع ذوي الأسرى.

واحتشد عشرات من ذوي الأسرى المفرج عنهم قرب السجن، انتظارا لذويهم المحررين، وتعرضوا لإطلاق قنابل غازية من الجيش الإسرائيلي.

وإجمالا، تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و400 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر حاليا وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة، أعلنت حماس مقتل عشرات منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.

إعلان

وصباح الأحد، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، يستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، ويتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة.

ومن المقرر أن تطلق حماس في المرحلة الأولى سراح 33 أسيرا وأسيرة إسرائيليين، مقابل أسرى فلسطينيين يتوقف عددهم على صفة كل أسير إسرائيلي إن كان عسكريا أم " ;مدنيا".

​​​​​​​وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

مقالات مشابهة

  • «بلوغ الميل الأخير» تطلق تقريرها عن الدعم الدولي لمعالجة قضايا المناخ والصحة
  • 1500 مشارك في مؤتمر اللغويات الحاسوبية الدولي
  • أستاذ هندسة طرق: المونوريل يحافظ على البيئة وتكلفته أقل من المترو
  • بعد انسحاب ترامب.. ماذا تعرف عن اتفاق باريس للمناخ؟
  • انزعاج دولي كبير لقرار ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ
  • إسرائيل تفرج عن الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين
  • السادات: مصر على مدار التاريخ جاذبة للهجرة والمخاوف من اللاجئين مبالغة
  • بيوت تتنفس.. الكشف عن حل ثوري لمكافحة تغير المناخ
  • باحث: المجتمع الدولي عاجز عن معاقبة إسرائيل على جرائم الحرب في غزة
  • باحث: المجتمع الدولي عاجز عن معاقبة إسرائيل على جرائم الحرب في غزة ولبنان