أكبر خسارة لإسرائيل في أوروبا منذ عقود| صحيفة عبرية ترصد ظاهرة التأييد الشعبي لفلسطين داخل القارة العجوز
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، تقريرا رصدت فيه ظاهرة التحول الشعبي داخل أوروبا من دعم كامل للإسرائيل، إلى دعم غير مسبوق للقضية الفلسطينية، وذكرت الصحيفة أنه كان 90% من يهود العالم يعيشون في أوروبا في نهاية القرن التاسع عشر، ورغم أنه لم يتبق هناك سوى ما يزيد قليلاً عن مليون يهودي، إلا أنها ظلت خلال العقود الماضية قبلة وحصن لليهود حول العالم، ولكن الاتجاه الآن أصبح واضحا، فالتركيبة السكانية الأوروبية تتغير، والمهاجرون من الدول العربية ما زالوا يهيمنون في الشوارع، والأجواء المعادية لإسرائيل تنتشر بسرعة في القارة العجوز.
وبحسب الصحيفة العبرية، فإنه بعد مرور ما يقرب من 60 عامًا على مغادرة آخر اليهود للدول العربية، فإن هناك دلائل متزايدة على أن اليهود قد يضطرون في المستقبل المنظور إلى قول وداعًا مرة أخرى للبلدان التي عاشوا فيها منذ مئات السنين. ربما تكون عقود من الهدوء النسبي في أوروبا وترسيخ مجتمعات كبيرة، خاصة في فرنسا وإنجلترا وألمانيا، قد وصلت إلى نهايتها، كما أن المناخ الديموغرافي - وخاصة الضغط المناهض لإسرائيل آخذ في التزايد.
الجالية الأكبر في فرنسا وهكذا تعاني
وفي رصدها لتاريخ اليهود بأوروبا، ذكر تقرير الصحيفة العبرية، أنه عندما نشر بنيامين زئيف هرتزل كتابه "دولة اليهود" في نهاية القرن التاسع عشر، كان 90% من يهود العالم يعيشون في أوروبا، وحتى في السنوات التي تلت المحرقة، كان اليهود الأوروبيون يشكلون حوالي 35% من يهود العالم، واليوم، لم يبق في القارة سوى 9% فقط من يهود العالم - حوالي 1.2 مليون، والاتجاه واضح
وأبرز جالية هي فرنسا حيث يبلغ عدد اليهود نحو 440 ألف يهودي ، يتركز معظمهم في المدن الكبرى، وعلى الرغم من أنها أكبر جالية في أوروبا، ولها مؤسسات كثيرة وتقاليد عريقة في البلاد، إلا أن الدكتور دوف ميمون، الخبير في شؤون أوروبا في معهد سياسة الشعب اليهودي، يدعي أنها هي الأكبر في العالم. الخطر: "الإقليم يتحدث عن نفسه، حيث يوجد في فرنسا 10 ملايين مسلم، غالبيتهم العظمى معادون لإسرائيل، فمنذ بداية الحرب، كانت هناك زيادة كبيرة في الحوادث المعادية لإسرائيل، وليس هناك ما يضمن أن هذا لن يمتد إلى أماكن أكثر عنفا وخطورة مع استمرار القصف في غزة".
الإقصاء الاجتماعي الزاحف
وبحسب ميمون، فإن ما نشاهده في أوروبا ويسبب المزيد من الرغبة في الهجرة هو الإقصاء الاجتماعي الزاحف لليهود، وقال "اليهود يعودون إلى فترة ما قبل المحرقة عندما كانوا في وضع أكثر هامشية، وقد يكون لديهم أعمال خاصة وينشطون بالطبع داخل المجتمع، لكنهم أصبحوا أقل فأقل جزءًا من المجتمع والثقافة العامة، ففي فرنسا يريدون منك أن تترك هويتك الشخصية في المنزل، وهذا ينعكس أيضًا في الاندماج العلني لليهود، فهم يعرفون، على سبيل المثال، أن أي تعبير أو تماهٍ مع إسرائيل سيؤدي إلى دفع ثمنه على الفور في مستوى الشعبية أو حتى عدد المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي".
وتابع: "وحتى اليهود البارزين يفهمون أن ذلك أفضل للتقليل من ظهورهم، فقد قام الكثيرون بإنزال الميزوزا من الأبواب الخارجية، وآخرون يطلبون عدم استلام طلبات التوصيل إلى المنازل بل الحضور لاستلامها عن طريق البريد، ويتجنب الجميع تقريبًا ركوب سيارات أجرة أوبر لأن معظم السائقين مسلمون".
لماذا تغيرت أوروبا ؟ وما تأثير طوفان الأقصى؟
وتحدث تقرير الصحيفة العبرية، عن أسباب هذا التغير من موقف أوروبا من إسرائيل، وقالت: "هناك ثلاثة اتجاهات تؤثر بشكل مباشر على اليهود في أوروبا: الأول هو التغيير الديموغرافي الذي لا يخضع لسيطرة أحد، والثاني هو التدهور الاقتصادي - وهو الوضع الذي لا يؤثر بشكل إيجابي على الموقف تجاه اليهود، والثالث هو التحرر من عقدة معادة اليهود، وهي زجاجة معاداة السامية التي تم خنق أوروبا بها منذ عدة عقود، فالناس لا يخجلون من القول إنهم لا يريدون اليهود هنا، وحجم الأعمال المعادية للإسرائيل في ارتفاع حاد".
أما إنجلترا فلها قصة معقدة، بالتأكيد طوفان الأقصى لها الأثر الأكبر لمعادة إسرائيل، ومن المسلم به أنها شهدت أكبر المظاهرات في أوروبا ضد إسرائيل، لكن معظم المتظاهرين مسلمون، ليسوا من العالم العربي، ولكن أكثر من باكستان وبنغلاديش وأماكن أخرى، وهناك عدد أقل من حوادث العنف، وكان رد فعل السلطات أيضاً سريعاً وحاداً نسبياً، ومن ناحية أخرى، هناك مشاعر معادية لإسرائيل تحظى بشعبية كبيرة أيضاً بين البريطانيين غير المسلمين، وتختلط جميعها وتتحول بسرعة كبيرة إلى مشاعر معادية لإسرائيل، لذلك في إنجلترا أيضًا، بدأ اليهود في التواضع علنًا حول يهوديتهم وإخفاء العلامات، فهم يعيشون الواقع القاسي مع نوع من التكيف المعرفي الذي يسمح لهم بمواصلة حياتهم اليومية الحياة رغم الظروف.
يهود ألمانيا يخططون للهجرة إلى أمريكا
وتستكمل الصحيفة العبرية رصد وضع اليهود في دول أوروبا بعد طوفان الأقصى، وأما في ألمانيا فرغم من موقف الدولة الرمسي، إلا أن الأواع الداخلية تعكس حجم التعاطف مع القضية الفلسطينية، خصوصا وأن شرائح الشباب هي الأكثر معاداة لإسرائيل، فهناك يعيش 117 ألف يهودي، والوضع الخاص بهم مختلف قليلاً، حيث يتكون جزء كبير من يهود ألمانيا اليوم من المغتربين من الاتحاد السوفيتي الذين ذهبوا إلى هناك بعد أن أتيحت لهم ظروف استقبال جيدة، وعلى الرغم من استيعابهم في ألمانيا في العقود الأخيرة، إلا أنهم ليسوا "ألمان" كلاسيكيين وليس لديهم تقاليد طويلة في البلاد، بمعنى آخر، إذا تفاقم الوضع فسوف يتمكنون من الهجرة إلى وجهة أخرى.
وفي النهاية، اليهود هناك لا يشعرون بالضرورة أنهم ينتمون إلى الأمة الألمانية. فهم، بمعنى ما، مثل العمال الأجانب، وسيقول العديد من اليهود في فرنسا: "أنا يهودي فرنسي، وفي إنجلترا سيعرف اليهود أنفسهم أيضًا على أنهم اليهود الإنجليز، ولكن في ألمانيا لا يشعرون بنفس الشعور، وانتمائهم ليس متجذرًا، وبالتالي يمكنهم أن يقولوا لأنفسهم بسهولة أكبر - قصتنا هنا انتهت، حان وقت الوجهة التالية، ولقد غادر البعض أو يخططون للذهاب يهاجرون إلى الولايات المتحدة، وهذا مجتمع مختلف عن فرنسا أو إنجلترا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصحیفة العبریة الیهود فی فی أوروبا فی فرنسا إلا أن
إقرأ أيضاً:
الجزيرة نت ترصد أوضاع درعا والقنيطرة بعد توغل الاحتلال الإسرائيلي
القنيطرة- شهدت الأيام الثلاثة الماضية تصعيدا إسرائيليا في محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي سوريا في ظل غياب واضح للجانب السوري؛ فقد توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدد من قرى المحافظتين بحجة "البحث عن السلاح لضبط أمن المنطقة وحماية حدودها".
وقال الناشط في المنطقة شادي أبو زيد -للجزيرة نت- إن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي بات واضحا في الأيام الماضية على عكس بداية التوغل داخل الأراضي السورية الذي تزامن مع سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد إذ كان يقتصر على التقدم فقط.
وحسب أبو زيد، استهدف عناصر الاحتلال الموجودون في ثكنة عسكرية تابعة للجيش السوري، تُدعى "الجزيرة"، مظاهرة في بلدة معرية غربي درعا تطالب بضرورة وقف التوغل الإسرائيلي، مما أدى إلى إصابة الشاب ماهر الحسين بجروح وهو من أبناء قرية كويا المحاذية للحدود الإسرائيلية.
#درعا24 : لقطات من الظاهرة التي خرجت اليوم في قرية معرية في منطقة حوض اليرموك في الريف الغربي من محافظة درعا، للتنديد بالوجود الإسـ.ـرائيـ.ـلي داخل الأراضي السورية، وتطالبه بالانسحاب، والتي أطلق عليها جنود الاحتـلال النـار، ونتج عن ذلك إصـابة شاب.#سوريا #درعا #معرية… pic.twitter.com/61QBSC1wZa
— Daraa 24 – 24 درعا (@Daraa24_24) December 20, 2024
أضرار ومخاوفوأشار الناشط أبو زيد إلى تضرر الموسم الزراعي في المنطقة التي يعتمد سكانها على الزراعة كمصدر رزق رئيسي وأنهم منعوا من الوصول إلى أراضيهم من قبل نقطة تفتيش إسرائيلية أنشئت مؤخرا.
إعلانوأكد شعور الأهالي بمخاوف كبيرة إذ باتت قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم منازل المدنيين السوريين وتفتشها بزعم البحث عن سلاح، و"أهانت بعضهم بالضرب وإجبارهم على خلع جزء من ملابسهم".
وغادرت عشرات العائلات المنطقة باتجاه قرى أخرى كالمزيريب وجلين وتل شهاب، خوفا من التطورات التي تشهدها قراهم وبانتظار استقرار الوضع وعودة عناصر الاحتلال الإسرائيلي إلى مواقعهم.
من جهته، قال عمار النصيرات أحد سكان ريف محافظة القنيطرة، للجزيرة نت، إن التطورات الأخيرة باتت تقلق السكان في ظل عدم وجود أي رادع للاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن الاحتلال دمر قبل يومين 3 منازل في بلدة الرفيد بريف القنيطرة باستخدام الجرافات، واقتلع أشجار الزيتون في محيط البيوت رغم أن أصحابها مدنيون ولم يسبق لهم المشاركة في أي نشاط مسلح.
مزاعمووفق المواطن النصيرات، يجتمع ضباط الاحتلال الإسرائيلي مع وجهاء القرى في ريف القنيطرة يوميا تقريبا "بهدف إيصال رسائل اطمئنان للسكان، لكن الواقع مختلف تماما".
وأشار إلى أن اجتماع أمس الأحد مع أحد وجهاء منطقة مدينة البعث (مركز محافظة القنيطرة) تناول الحديث عن وجود خلية تتكون من 7 أشخاص تعمل لمصلحة حزب الله اللبناني في المنطقة سيتم القضاء عليها، وأن هذا هدفهم من التمركز داخل المدينة برفقة آليات عسكرية وعشرات الجنود منذ أيام.
في المقابل، نفى الأهالي صحة المزاعم الإسرائيلية، وأكدوا أن جميع من كانوا يرتبطون بالحزب غادروا المنطقة مع سقوط النظام السابق.
وحاولت الجزيرة نت الحصول على تعليق من قبل ممثلين عن الإدارة الجديدة في الجنوب السوري حول موقفهم من تقدم القوات الإسرائيلية في درعا والقنيطرة واستمرار وجودها فيها، إلا أنهم رفضوا التعليق.
مواقع توغل القوات الإسرائيلية وظهورها خلف خط وقف إطلاق النار داخل الأراضي السورية (الجزيرة) موقف غامضوقال قيادي سابق في صفوف المعارضة -فضل عدم ذكر اسمه- للجزيرة نت إن ما تشهده المنطقة الغربية من محافظتي درعا والقنيطرة منذ سقوط نظام الأسد غير واضح وغير مقبول.
إعلانوأضاف أن إدارة العمليات العسكرية لم ترسل أي رتل عسكري أو ممثلين عنها إلى المنطقة للاطلاع على ما يجري فيها وسماع مطالب سكانها في ظل التوغلات الإسرائيلية اليومية. وأشار إلى أن أبناء المنطقة ممن كانوا يعملون في صفوف المعارضة لم يعد لهم أي نشاط عسكري ولم تبق أي تشكيلات مسلحة.
وحسب المصدر نفسه، انضمت معظم المجموعات المحلية للأفرع الأمنية التابعة للنظام بعد اتفاق التسوية في عام 2018. ومع سقوط النظام، هرب من كان قد تورط في القتل وتم اعتقال من لم يقبل بالانضمام إليه، في حين ينتظر من كانت مهمته الوقوف على الحواجز والحراسة وصول إدارة العمليات لإجراء تسوية على غرار المحافظات الأخرى.