الجزيرة:
2025-03-05@03:00:55 GMT

الهدنة الإنسانية في غزة.. لماذا غابت تركيا؟

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

الهدنة الإنسانية في غزة.. لماذا غابت تركيا؟

إسطنبول- مع إعلان تفاصيل الهدنة الإنسانية في قطاع غزة ودخولها حيز التنفيذ صباح أول أمس الجمعة نتيجة جهود قطرية مصرية أميركية، تساءل البعض عن طبيعة وتفاصيل الدور التركي في صناعة الهدنة.

فبينما يؤكد مسؤولون في الحكومة التركية والحزب الحاكم على أهمية الدور التركي، يقول معارضون إن هناك عديدا من الأسباب التي لم تُتِح لأنقرة العمل بفاعلية في الحرب الحالية، في حين يذهب محللون إلى رفض قوى غربية لزيادة النفوذ التركي في فلسطين.

في هذا السياق، حذر النائب عن حزب العدالة والتنمية التركي حسن توران من تجاهل "الموقف التركي الرائد في القضية الفلسطينية، الذي حافظت عليه بلاده نحو قبلة المسلمين الأولى وميراث الأجداد، ودفعت لأجله الأثمان".

وقال توران -وهو أيضا رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التركية الفلسطينية- إن "الدبلوماسية التركية، عبر رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، اتخذت موقفا متقدما ومخالفا لحلف شمال الأطلسي (ناتو) من قلب ألمانيا، وفي منابر دولية أخرى دفاعا عن فلسطين، ووزير خارجيتنا هاكان فيدان أعلن أن إسرائيل منظمة إرهابية وأن هناك لصوصا في فلسطين، وليسوا مستوطنين إسرائيليين".

وفي حديثه للجزيرة نت، أكد توران "بذلك تكون طورت تركيا مصطلحات جديدة أسهمت في دعمها للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية".

وعن جهود التفاوض والهدنة، قال إنه "لا طاولة في المنطقة بلا تركيا، وطاولة لا توجد فيها تركيا صاحبة الوزن والموقف الموثوق هي طاولة ناقصة ومهترئة"، مضيفا "إن لم توجد تركيا بشكل مباشر، فهي حاضرة بمواقفها وأفكارها بشكل غير مباشر".

وكشف توران عن أنه قبل الهدنة بأيام، تقدمت عديد من الدول إلى بلاده بشأن تبادل الأسرى، وأُرسلت رسائل إلى الرئيس التركي، متابعا "بعد ذلك، قام رئيسنا الموقر بحشد وتوجيه الجهات المختصة في دولتنا ومناقشة ما يمكن القيام به بشأن تبادل الأسرى عبر قطر ومصر، ولاحقا خلال اجتماعات الوفود الأميركية والإسرائيلية والمصرية في قطر، تم التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار لمدة 4 أيام".

وحذر النائب توران قائلا "من غير المجدي تجاهل جهد تركيا الدولي لأجل القضية الفلسطينية، والانتقال إلى مرحلة لا يكون لتركيا فيها أي دور في القضية الفلسطينية"، معتبرا أن "مثل هذه الادعاءات تأتي لصرف انتباه الرأي العام العالمي عن دور تركيا الفاعل والقيادي في القضية الفلسطينية، وتشويه الدو الذي تلعبه تركيا حاليا".


أسباب الفشل

في هذا السياق، قالت سيما سيلكين أون -النائبة في البرلمان التركي عن حزب المستقبل المعارض- إن تركيا "بذلت جهدا كبيرا لتحقيق وقف إطلاق النار منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع تسطير مواقف تذكّر الجميع أن أصل المشكلة يعود للماضي العميق وتفاعلاته"، مؤكدة أنه "في بلدنا الوقوف إلى جانب فلسطين في قضيتها العادلة يعتبر رد فعل وطنيا وسياسة دولة، مستقلة عن الأحزاب والتفاصيل العملية والزمنية".

وفي حديثها للجزيرة نت، لفتت البرلمانية التركية إلى أن الآونة الأخيرة شهدت "مساعي إسرائيلية لتحقيق مكاسب وقبول شعبي في المنطقة عبر الدبلوماسية، وخُتمت بالفشل وخيبة الأمل"، متابعة أن "المؤسسات الإعلامية التركية تركز على متابعة إسرائيل وفضح أكاذيبها، وهذا يسهم في شعور الجانب الإسرائيلي بالسلبية تجاه تركيا وأدوارها المتوقعة".

وأوضحت أن من أسباب ما وصفته بـ"فشل محاولات تركيا" لتصبح طرفا فاعلا على الطاولة في عملية وقف إطلاق النار هو أن "موقف تركيا من الوجود الأميركي في المنطقة كان الأقوى، لكن تدخل تركيا -بصفتها عضوا في الناتو بينما تحمل موقفا مخالفا تماما لتوجه وأعضاء الناتو- من شأنه أن يقلب معادلات بالكاد تكون حاضرة وقائمة".

بالإضافة للأسباب السابقة -حسب البرلمانية- فإن هشاشة الاقتصاد التركي من أهم الأسباب -وربما أهم الأسباب- التي أدت إلى ذلك، متوقعة أن يكون "الدور النشط والرئيسي لتركيا سيكون في إعادة إعمار غزة بعد التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".

طرق مسدودة

من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي التركي رمضان بورصا أن الإجابة عن سؤال الدور التركي في الهدنة الإنسانية بغزة يصف بدقة معركة طوفان الأقصى، موضحا أن "المعركة ليست حربا بين غزة ونظام الاحتلال الإسرائيلي، إذ يعتقد نظام الاحتلال أن السيطرة على غزة هي الخطوة الأولى للسيطرة على إسرائيل الكبرى/ الشرق الأوسط الجديد".

وأوضح بورصا أن "أميركا وإسرائيل ودولا غربية أخرى ترفض زيادة النفوذ التركي في الأراضي الفلسطينية، كما لا تريد إسرائيل والولايات المتحدة أن تقوم تركيا -صاحبة الجذور التاريخية العثمانية- بدور فعال في القضية الفلسطينية من خلال العمل كوسيط أو ضامن".

وفي حديثه للجزيرة نت، يرى بورصا أن طرح مشروع أو خطة الضامن كمشروع ونظام جديد للتعامل مع القضية الفلسطينية، على لسان وزير الخارجية التركي في أول أيام طوفان الأقصى، تسبب في قلق للعديد من الأطراف الذين استنتجوا أن مشروعا تركيا ما عمل عليه ويسعى لتطبيقه ليكون بديلا عن مشاريع دولية أخرى.

وتابع "تمت مناقشة اقتراح الضامن التركي في الصحافة الغربية والغرف الدبلوماسية، وقد ذكرت مصادر دبلوماسية أن هناك بعض التحفظات على مقترح تركيا، خاصة من قبل الدول الغربية".

وأوضح المحلل السياسي أن فكرة الضامن التركية تبيّن أن تركيا لديها خطة ومسارات مدروسة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهو ما أزعج الغرب، خاصة مع دفاع تركيا عن حماس وعدم قبولها فكرة وصفها بالإرهاب، مختتما بالقول "المشكلة الحقيقية هي أنه لا يُطلب أو لا يُسمح لتركيا أن تنشط في القضية الفلسطينية".

وفي السابع من الشهر الجاري، أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن بلاده طرحت فكرة نظام تكون فيه ضامنة للأطراف من أجل إحلال السلام الدائم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی القضیة الفلسطینیة الترکی فی

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تكشف تفاصيل مقترح تمديد الهدنة وتخطط للتصعيد

كشفت إسرائيل اليوم الأحد عن تفاصيل المقترح الأميركي بتمديد الهدنة المؤقتة في غزة، في حين قالت مصادر إسرائيلية إن حكومة بنيامين نتنياهو تدرس خطوات تصعيدية إضافية بعد وقف المساعدات للقطاع.

فقد نقل موقع أكسيوس الإخباري عن وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر قوله أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قدم مقترحا يتضمن تمديد الهدنة المؤقتة لمدة 50 يوما إضافيا.

من جهته، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن مقترح ويتكوف ينص على أن يتم في اليوم الأول من الهدنة الموسعة إطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء ونصف جثامين المتوفين.

ويشير المقترح إلى أنه خلال فترة التمديد، ستجري مفاوضات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وفي حال تم التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة دائمة، سيتم الإفراج عن بقية المحتجزين الأحياء والجثامين المحتجزة.

وكان يفترض -بحسب اتفاق وقف إطلاق النار– بدء التفاوض على المرحلة الثانية بعد انتهاء المرحلة الأولى أمس السبت.

وكانت مصادر كشفت  للجزيرة تفاصيل ما جرى خلال الساعات الـ48 الماضية بين وفد التفاوض الاسرائيلي والوسطاء خلال محادثات جرت في القاهرة.

وقالت المصادر للجزيرة إن اسرائيل طلبت مقابل تمديد المرحلة الأولى لمدة أسبوع أن تفرج حركة حماس عن أسرى أحياء وجثثٍ للتمهيد للمرحلة الثانية.

إعلان

وطلبت إسرائيل أن تفرج حماس عن 5 أسرى أحياء و10 جثث مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين وزيادة المساعدات.

وذكرت المصادر أن إسرائيل طلبت عبر الوسطاء رد حركة حماس على هذا المقترح قبل منتصف ليل أول أمس الجمعة، لكن الحركة أبلغت الوسطاء رفضها للمقترحات الاسرائيلية واعتبرتها مخالفة لما تم الاتفاق عليه، وأبدت تمسكها بتنفيذ بما اتفق عليه وتوقيعه عبر الوسطاء.

سيدات فلسطينيات يبكين اثنين من أفراد عائلة المصري استشهدا ببنيران إسرائيلية شمالي قطاع غزة (وكالة الأناضول) خطوات تصعيدية

وقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن نتنياهو سيواصل وقف إطلاق النار لأسبوع على الأقل حتى وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الخميس المقبل.

كما نقلت عن مقربين لنتنياهو أن رئيس الوزراء لا يعتقد أن تطبيق المرحلة الثانية من الصفقة أمر ممكن.

وقالت المصادر إن خطوات تصعيدية ضد حماس للضغط عليها قد تبدأ الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أن وقف إدخال المساعدات لغزة جزء من مرحلة أولى.

وفي السياق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة في إسرائيل أنه يتم بحث إمكانية وقف إمداد قطاع غزة بالمياه.

وفي الإطار نفسه، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤولين إسرائيليين أنه تم منح حماس بضعة أيام للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح مزيد من "الرهائن".

وقال هؤلاء المسؤولون إنه إذا تبين لهم أن المفاوضات لا تجري بحسن نية فستعود إسرائيل إلى القتال في غزة، وفق تعبيرهم.

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر إن إسرائيل مستعدة للتفاوض على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار "بناء على مبادئها"، مضيفا أن التفاوض دون تحرير "الرهائن" أمر مرفوض.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في وقت سابق اليوم وقف إدخال المساعدات والإمدادات إلى غزة.

وتزامن ذلك مع اعتداءات إسرائيلية على غزة أسفرت عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين.

إعلان

وفي حين لقي قرار نتنياهو ترحيبا من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير، دعا وزير الداخلية موشيه أربيل إلى المضي قدما بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفاد معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بأن إسرائيل تدخل مرحلة ينعدم فيها مسار واضح لاستعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، مشيرا إلى أن الوقت ليس في صالح إسرائيل لأن حماس تجعل من العودة إلى الحرب أكثر صعوبة.

حمـ.ـاس: "قرار نتنياهو بوقف المساعدات الإنسانية ابتزاز رخيص وجريمة حرب"#الجزيرة #الأخبار pic.twitter.com/Az2Xq2KwWd

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) March 2, 2025

انقلاب على الاتفاق

في المقابل، قالت حركة حماس إن  قرار وقف المساعدات الإنسانية هو ابتزاز رخيص وجريمة حرب، وانقلاب سافر على الاتفاق.

وأضافت الحركة حماس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول فرض وقائع سياسية على الأرض بعد فشل جيشه في إرسائها على مدى 15 شهرا، وأن مزاعم الاحتلال بشأن انتهاك الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار ما هي إلا ادعاءات مضللة ولا أساس لها.

وأشارت إلى أن نتنياهو وحكومته يخالفان البند 14 من الاتفاق الذي ينص على استمرار إجراءات المرحلة الأولى في المرحلة الثانية، وأكدت التزامها بتنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث، وأعلنت استعدادها لبدء مفاوضات المرحلة الثانية.

من جانبها، وصفت حركة الجهاد الإسلامي إغلاق نتنياهو معابر قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية بأنه خرق لاتفاق وقف إطلاق النار وبداية لمرحلة عدوانية جديدة ضد القطاع، كما وصفة هذه الخطوة بأنها جريمة ضد الإنسانية.

مظاهرة لعائلات الأسرى بالقدس المحتلة تطالب بالمضي نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار (الأوروبية) صفقة واحدة

في الأثناء، طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إبرام صفقة أفضل لتبادل الأسرى.

إعلان

وقالت العائلات -في بيان- إنها تريد صفقة واحدة لاستعادة كل الأسرى دفعة واحدة، وحذرت من عواقب تأجيل المفاوضات.

وفي وقت سابق اليوم، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن عائلات أسرى لدى حماس إن قرار نتنياهو منع دخول المساعدات لغزة خطير وأنهم اصبحوا يخشون على حياة الأسرى.

واتهم أفراد من عائلات عدد من الأسرى المتبقين في غزة حكومة نتنياهو بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.

وقد أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن حشودا غفيرة تظاهرت مساء اليوم قبالة منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي احتجاجا على عدم التقدم للمرحلة الثانية.

وقبل ذلك، أفادت صحيفة هآرتس بأن محتجين تظاهروا قبالة منازل عدد من وزراء الحكومة الإسرائيلية مطالبين باستمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • قمة القاهرة ومستقبل القضية الفلسطينية
  • 5 قمم عربية في القاهرة لدعم القضية الفلسطينية
  • مصر .. حائط الصد في الدفاع عن القضية الفلسطينية
  • هدنة غزة بين التمديد والانهيار.. هل يناور نتنياهو لاستئناف القتال؟
  • فتح: إسرائيل تواصل تنفيذ مخططات التهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • لماذا قررت إسرائيل إيقاف دخول المساعدات الإنسانية لغزة ولماذا تهدد بالحرب؟.
  • إسرائيل تعلق دخول المساعدات الإنسانية لغزة وحماس تندد بخرق اتفاق الهدنة
  • إسرائيل تكشف تفاصيل مقترح تمديد الهدنة وتخطط للتصعيد
  • الخارجية التركية: ندعو مجددا الأطراف إلى إيقاف إطلاق النار وإحلال السلام لتجنب إراقة المزيد من الدماء
  • الصليب الأحمر يؤكد ضرورة الحفاظ على الهدنة في غزة