مسقط- الرؤية

أكد معالي محمد بن نخيرة الظاهري سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى سلطنة عُمان أن السلطنة تميزت بإنجازاتها وريادتها في مجالات صون البيئة، كما إن إسهاماتها في هذا المجال حازت على الإشادة الدولية والإقليمية على مدار عقود.

وفي تصريحات صحفية بمناسبة استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة، لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 28)، والمقرر عقده خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر في مدينة إكسبو دبي، قال الظاهري إن هذا المؤتمر محطةً حاسمة لإنجاز نقلة نوعية في مستقبل قضايا البيئة والاستدامة في الإمارات والعالم، ويسلط المؤتمر الضوء على مشروعات دولة الإمارات تجاه الملف، الذي يشكل أهمية استراتيجية على المستويين الإقليمي والعالمي.

وأوضح أن للإمارات دورًا رائدًا في الجهود العالمية بقطاع البيئة وملفاته المتنوعة، مثل ملف الطاقة النظيفة والمتجددة وخفض الانبعاثات الكربونية وصون الحياة الفطرية والحفاظ على موارد المياه وغيرها من القضايا، من خلال استراتيجياتها واستثماراتها في هذه المجالات، وتؤكد الإمارات بذلك على أهمية التعاون لمواجهة تحديات تغير المناخ، والحفاظ على الموارد الطبيعية، ودعم إدارة المياه والحفاظ على التنوع البيولوجي. وقال: "حازت الإمارات على إشادة الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية لدورها الرائد في حل مشكلة تغير المناخ، وبدعمهم في استضافة (COP 28) وتنظيمه، نظرًا إلى أهميته في تعزيز العمل الدولي في هذا المجال".

وأضاف السفير الإماراتي: "لعل أبرز ملفات قضية المناخ العالمي هو ملف الطاقة، إذ يشهد مجال الطاقة المتجددة في دولة الإمارات طفرة ضخمة، في إطار جهودها لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، ودعم ريادتها العالمية لتعزيز أمن الطاقة ونشر تطبيقات التكنولوجيا النظيفة".

وأشار إلى أن الإمارات حققت مكانةً عالميةً في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة، من خلال استراتيجياتها المبتكرة واستثماراتها الواعدة، وقد شهد عام 2017 إطلاق استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، والتي تعد أول استراتيجية موحدة للطاقة في الدولة تعتمد على العرض والطلب. وبيّن أن الاستراتيجية تهدف إلى زيادة حصة الطاقة النظيفة ضمن إجمالي مزيج الطاقة من 25% إلى 50% بحلول عام 2050، والحد من البصمة الكربونية لتوليد الكهرباء بنسبة 70%، ومن ثم توفير 700 مليار درهم (190.63 مليار دولار) بحلول عام 2050.

وقال إنَّ منظومة عمل مؤتمر الأطراف COP28- الذي تستضيفه الإمارات- ترتكز على جهود العمل المناخي التاريخية وإنجازات مؤتمرات الأطراف السابقة، مثل بروتوكول "كيوتو" الملحق باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ، والصادر في عام 1997، وكذلك اتفاق باريس لعام 2015 والذي يشكل نموذجًا على توافق العالم على الالتزام تجاه العمل المناخي، فيما يأتي (COP 28) ليركز على إنجاز تقدم فعلي وعملي في الحد من تداعيات تغير المناخ.

وتابع أن مؤتمر (COP 28) يُشكِّل فرصة عالمية مهمة لتوفيق الآراء وإجراء تصحيح جذري لمسار العمل المناخي العالمي، بالتزام المؤتمر بتشكيل رؤية موحدة وعملية وقابلة للتطبيق بشأن موضوعات المناخ والبيئة.

وأعرب عن ثقته في أنَّ الآمال المعقودة على "COP28" ستتحقق، من خلال عدد من الآليات الفاعلة، وذكر منها: التخلي عن الأساليب التقليدية المعتادة، والعمل المشترك لتحقيق تطور جوهري في حل أزمة المناخ، والخروج بنتائج ذات أثر ملموس في تنفيذ أهداف اتفاق باريس للسيطرة على الاحتباس الحراري، من خلال خطة عمل طموحة وجريئة تحتوي الجميع.

ووضعت الإمارات خطة عمل طموحة وقابلة للتنفيذ، من خلال (COP 28)، وتشمل الركائز الأربعة للخطة، تسريع تحقيق انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة عن طريق زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاث مرات إلى 11000 جيجاواط، ورفع مستوى إنتاج الهيدروجين، بالتزامن مع خفض انبعاثات عمليات إنتاج الطاقة  ومصادر الطاقة الحالية، وثاني ركائز خطة المؤتمر هي تطوير آليات التمويل المناخي، والتحديث الجذري للهيكل المالي الدولي الحالي الذي صُمم ليلائم ظروف القرن الماضي، بحيث تتمكن مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية المتعددة الأطراف من تحفيز مشاركة رأس المال الخاص وتقديم التمويل الميسر الكافي.

أما الركيزة الثالثة فتتمثل في الحفاظ على البشر وتحسين الحياة وسبل العيش، وستكون الأولوية فيها لدعم تطوير الأنظمة الغذائية وحماية التنوع البيئي عبر مضاعفة التمويل المخصص للتكيف بحلول عام 2025م، أما الركيزة الرابعة لخطة عمل (COP 28) فهي ضمان احتواء الجميع بشكل تام لإحداث تغيير إيجابي وتقديم الحلول المناسبة عن طريق إسهام جميع الجهات الفاعلة، والتركيز على دعم البلدان الأقل نموًا والدول الجُزرية النامية.

وشدد الظاهري على أن استضافة مؤتمر (COP 28) يأتي في إطار القناعة الراسخة من قيادة دولة الإمارات بأهمية قضية المناخ بالنسبة إلى الإمارات والعالم، في ظل تحول مكافحة تغير المناخ إلى حاجة ملحّة، وازدياد أهمية مؤتمرات الأمم المتحدة بشأن المناخ.

وأكد أن المؤتمر يُعد فرصة مهمة للعالم للتعهد بالتزام طويل المدى تجاه قضايا المناخ والبيئة، وما يرتبط بها من ملفات حيوية؛ مثل: الطاقة والاستدامة والحفاظ على الحياة الفطرية، وفي كل هذه المجالات كانت دولة الإمارات مثالًا للالتزام والجدية، بالشراكة مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي. وأعرب سعادة السفير عن أمل دولة الإمارات في إسهام العالم في نجاح خطط وأهداف مؤتمر (COP 28)، مشددًا على اعتزاز دولة الإمارات بدور سلطنة عمان في مواجهة تغيرُّ المناخ وبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع في كل مكان، من أجل الأجيال القادمة والتي تتوقع منا الكثير.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«الإمارات للألمنيوم» تحصل على شهادة إدارة سلسلة التوريد

 
أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، حصول جميع مواقعها في دولة الإمارات، على شهادة إدارة سلسلة التوريد التابعة لـ«مبادرة رعاية الألمنيوم»، المنظمة العالمية، التي تهدف إلى ترسيخ وتعزيز تطبيق معايير الاستدامة في صناعة الألمنيوم.
وتحدّد هذه الشهادة متطلبات إدارة وتتبع المواد الخام والمعادن وتقييمها عبر سلسلة القيمة، بدءاً من التعدين وصولاً إلى المستهلك، ما يعزّز معايير شهادات الأداء التابعة لمبادرة رعاية الألمنيوم للمصاهر وفقاً لمدى استدامة عملياتها.
وتحصل مواقع الإمارات العالمية للألمنيوم في دولة الإمارات على بعض المواد الخام من جهات حاصلة على شهادة معايير الاستدامة وشهادة إدارة سلسلة التوريد من مبادرة رعاية الألمنيوم، ما يتيح للإمارات العالمية للألمنيوم إنتاج نسبة من الألمنيوم المعتمد وفق شهادة إدارة سلسلة التوريد وتوفير منتجات الألمنيوم المعتمدة وفق هذا المعيار للعملاء.
وتم منح جميع مواقع التعدين والتكرير والصهر التابعة لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم في جميع أنحاء العالم شهادة مبادرة رعاية الألمنيوم لمعايير الاستدامة باستثناء شركة «سبيكترو ألويز» التي تم الاستحواذ عليها مؤخراً.
وقال عبد الناصر بن كلبان، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم: «يعد الحصول على شهادة إدارة سلسلة التوريد من مبادرة رعاية الألمنيوم خطوة إضافية نحو تحقيق رؤيتنا في ريادة قطاع الألمنيوم في مجال الاستدامة. ونفخر بقدرة شركتنا على إنتاج المعدن المعتمد وفق هذه المعايير العالمية».
وتعتبر «مبادرة رعاية الألمنيوم» منظمة عالمية غير ربحية تهدف إلى ترسيخ وتعزيز تطبيق معايير الاستدامة في صناعة الألمنيوم، وتجمع تحت مظلتها أكبر الشركات العالمية الرائدة بقطاعات التعدين وإنتاج المعادن والمستخدمين النهائيين مثل أبل، ونسبرسو، والمنظمات غير الحكومية، لتعزيز مساهمة الألمنيوم في خلق مجتمع مستدام.

أخبار ذات صلة نهيان بن زايد يعيد تشكيل مجلس إدارة نادي العين للشطرنج والألعاب الذهنية «الدار» تصدر سندات هجينة بقيمة 500 مليون دولار لشركة «أبولو»

مقالات مشابهة

  • مهارات القيادة والتفاوض في تغير المناخ للشباب.. ورشة عمل بمكتبة الإسكندرية
  • وزير التموين: أوكرانيا شريك استراتيجي لتعزيز الأمن الغذائي المصري
  • وسائل إعلام دولية: الإمارات تشتري نفط دولة جنوب السودان لمدة «20» عاماً
  • صفقة النفط بين الإمارات وجنوب السودان – هل استثمار استراتيجي أم رهن للسيادة؟
  • خبير استراتيجي: إسرائيل تحاول نقل ما جرى في غزة إلى الضفة الغربية تدريجيا
  • "بحوث الصحراء" يعزز جهود تطوير الزراعة في سيوة لمواجهة التحديات البيئية وتحقيق الاستدامة
  • الإمارات تعزز ريادتها بمشاريع للطاقة الشمسية تدعم الاستدامة
  • مسؤول أممي: الصين تلعب دورا حاسما في مجال تغير المناخ
  • «الإمارات للألمنيوم» تحصل على شهادة إدارة سلسلة التوريد
  • تغير المناخ في قفص الاتهام: حرائق لوس أنجلوس تعكس تصاعد المخاطر البيئية