جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-17@12:33:32 GMT

سلطنة عُمان.. نحو دولة صناعية متقدمة

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

سلطنة عُمان.. نحو دولة صناعية متقدمة

 

 

إبراهيم بن سالم الهادي

 

التاريخ الذي سطَّره العمانيون قبل آلاف السنين في صناعة السفن العمانية وخاضوا من خلالها عُباب البحر إلى شمال وشرق آسيا في الهند والصين وأقاصي القارة السمراء، ولعل أبرز المسارات الطويلة التي وثقت متانة الصناعات العمانية هي وصول السفينة العمانية "سلطانة" إلى ميناء نيويورك في العام 1840 للميلاد.

تاريخ لو وضعناه نبراسًا منذ ذلك الوقت وانطلقنا به لبناء دولتنا صناعيًا؛ لأصبحا اليوم في مصاف الدول المتقدمة في الصناعات؛ بل قد نتفوق في صناعات عُمانية فريدة. وحرب غزة الأخيرة قدمت لنا العديد من العبر؛ حيث كشفت النقاب عن ضعف الاقتصاد العربي؛ كونها مستوردة لا صناعية ما جعلها خاضعة للدول الصناعية.

نسينا التاريخ وتركناه، فبقينا نستورد كل شيء من الإبرة إلى السفينة، التي كُنّا نصنعها ذات يوم، أصبحت اقتصادات الدول العربية مستسلمة للغرب في الحصول على ما تحتاجه من منتجات، بينما نرى القتل والتدمير في أشقائنا ونحن عاجزين، فيما نخشى اليوم المشؤوم الذي يأتي من مبدأ "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض"، حتى المقاطعة التي تعد أضعف الإيمان أصبحت صعبة؛ كوننا نستورد الغذاء والكساء والتقنية وكل شيء من الغرب والشرق!

وصولنا إلى هذه المرحلة من الضعف الاقتصادي يوجب علينا الخروج منه واسترداد قوتنا بالرجوع إلى تاريخنا لنستمد منه حقيقتنا؛ فنعود إلى الصناعة من جديد، وما أسهلها اليوم أمام امتلاكنا الطاقة الأساسية بأنواعها من خام النفط والغاز والهيدروجين والمعادن والتكنولوجيا وسهولة التواصل مع الحضارات والدول الصناعية الكبرى. علينا أن نُشكِّل لجنة تجمع المفكرين العباقرة والمخططين الاستراتيجيين لنصنع انطلاقة حقيقية نحو التغيير من دول مستوردة إلى دول صناعية مصدرة، من خلال وضع مناطق صناعية خاصة تقسم إلى تصنيفات متنوعة: خفيفة ومتوسطة وثقيلة، تصل إلى صناعة حاملات الطائرات وصناعة أشباه الموصلات والتكنولوجيا والسكك الحديدية والقطارات والمركبات الفضائية.

ليس هناك مستحيل أمام الإرادة خاصةً ونحن نواجه ضعفًا أمام الدول الصناعية التي تنهش من ثرواتنا بالكيفية التي تريدها، علينا أن نشحذ الهمم ونضع استراتيجية وهدفا ووقتا زمنيا مع استقطاب أو إشراك الدول الصناعية الصديقة كالصين وأمريكا وألمانيا وبريطانيا واليابان وروسيا والهند وكوريا وإيران، وغيرها من الدول الصناعية الأخرى.

لسنا في مواجهة أحد وإنما نريد أن نؤسس لأنفسنا ونعيد مجدنا، لأننا في وضع نبيع فيه برميل النفط الخام بمئة دولار وتصنع منه الدول الصناعية أدوات خفيفة تبيعها لنا بمليون دولار، ألا يكفينا مثل هذا الدرس؟ ألا يحرك فينا الرغبة لنتدارك هدر ثرواتنا التي نبيعها بأبخس الأثمان؟!

فلنفكر قليلاً ونجتمع مع الدول الصناعية ونفتح معها مجالات استثمارية في سلطنة عمان تقوم على الصناعات بمختلف أنواعها، فنحن نملك المساحات الشاسعة الفضاء والموقع الاستراتيجي الذي يسيل له لعاب العالم والطاقة كالنفط الخام والغاز والهيدروجين والشمس والبر والبحر والمعادن والطاقات البشرية وغيرها، لا نشترط عليهم تعقيدات بيروقراطية ونقمع مع ذلك أصحاب المصالح الذين يقفون دائمًا عائقاً أمام التقدم وخدمة الوطن، ونضع الحوكمة أساسا في الخطة الصناعية، فلا يمكن أن نخرج من ضعفنا إلا بالصناعة وتعزيز مفهوم التاريخ الصناعي العملاق في نفوس النشء واليافعين، وجعله حاضرا أمام الأجيال الحالية في مناهجهم الدراسية بإصدار كتاب الصناعة من الصف الأول إلى آخر فصل بالجامعات مع تعزيز الوعي بالتاريخ المشّرف للأجيال لينهلوا منه الفخر والاعتزاز وليكون حافزًا لهم لإطلاق العنان لطاقاتهم ومواهبهم في الصناعات الوطنية.

لتكن هذه المبادرة من وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وتعرضها كفكرة ناضجة أمام مجلس عُمان وتُشكَّل من أجلها على الفور لجنة تنفيذية ذات صلاحيات تُزيح العراقيل والمعرقلين، ولننطلق لوضع حجر الأساس على أرض صناعية بمساحة مليار متر مربع في أرض التاريخ والحضارة سلطنة عمان، من أجل أن نمضي قدمًا نحو آفاق دولة صناعية عملاقة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نيوكاسل يُعيد كتابة التاريخ أمام مانشستر يونايتد بعد 94 عاماً!


معتز الشامي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة صلاح يهدد رقمين قياسيين في «البريميرليج» مدرب نيوكاسل يهنئ لاعبيه من المستشفى!


حقق نيوكاسل فوزه الخامس على التوالي في جميع المسابقات، عندما تفوق على مانشستر يونايتد 4-1 في الدوري الإنجليزي، واستعاد المركز الرابع، متقدماً على مانشستر سيتي «الخامس» وتشيلسي «السادس»، ويسبقه ليفربول وأرسنال ونوتنجهام من الأول إلى الثالث، ويشارك أصحاب المراكز الخمسة الأولى في مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وانتزع نيوكاسل فوزين متتاليين على يونايتد في الدوري للمرة الأولى منذ 94 عاما، وفاز بـ3 مباريات متتالية على أرضه أمام «الشياطين الحمر» في الدوري للمرة الأولى أيضاً منذ 55 عاماً، يستمر موسم مانشستر يونايتد المتعثر في الدوري، حيث يحتل المركز الرابع عشر برصيد 38 نقطة، مع تبقي 6 مباريات.
واستقبل اليونايتد الهدف الافتتاحي في مباراة بـ«البريميرليج» في 19 مناسبة هذا الموسم، وهو أكبر عدد من الأهداف في موسم في المسابقة «بجانب موسم 2013-2014»، ومنذ أول مباراة لروبن أموريم مع الفريق، فقط ساوثهامبتون «59»، وتوتنهام «53»، وليستر «53» استقبلت أهدافاً أكثر في جميع المسابقات من مانشستر يونايتد «48» بين أندية الدوري الإنجليزي.
وأصبح نيوكاسل رابع فريق يهزم اليونايتد ذهاباً وإياباً في «البريميرليج» هذا الموسم، حيث لم يخسر الفريق أمام هذا العدد من الأندية في موسم، منذ 1957-1958 «4 هزائم أيضاً»، وتعدّ هزيمة اليونايتد الـ14 في الدوري هذا الموسم أعلى حصيلة له في موسم من «البريميرليج»، حيث خسر أيضاً 14 مباراة في الموسم الماضي.
ولم يتكبد «الشياطين الحمر» أكبر من الهزائم في موسم في الدوري الممتاز إلا 1989-1990 «16 هزيمة في 38 مباراة»، بعد هذه الهزيمة، بات من المؤكد أن اليونايتد سيسجل أدنى حصيلة نقاط له على الإطلاق في الدوري الإنجليزي خلال موسم. 

مقالات مشابهة

  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي
  • عجز الموازين التجارية.. هل يعيد تشكيل خريطة الاقتصاد العالمي؟
  • التاريخ يتحدث عن فرص ريال مدريد أمام أرسنال!
  • حرب القيامة التي يُراد بها تغيير خارطة الوطن العربي 
  • مدير الإدارة العامة لآثار ما قبل التاريخ: مصر أول دولة نظامية في العالم
  • وضع حجر أساس مشروع «بيفار» لإنتاج الكلور القلوي بالمنطقة الصناعية في السخنة
  • مدرب أستون فيلا يرغب في كتابة التاريخ أمام سان جيرمان
  • سلطنة عُمان تُحرز مراكز متقدمة في "البطولة العربية للروبوت"
  • نيوكاسل يُعيد كتابة التاريخ أمام مانشستر يونايتد بعد 94 عاماً!
  • الاستثمارات الصناعية .. خبراء يضعون روشتة للنهضة الاقتصادية لمصر